مقدمة المخطوطة في شرح رسائل عبد القادر الجيلاني ؟
الحمد لله رب العالمين والصلاة و السلام على سيدنا محمد و على اله و صحبه اجمعين, اما بعد فهذه خمسة عشر مكتوبا للاستاذ القطب الرباني و الغوث الصمداني .
الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس سره العزيز مشتملة على حكم و مواعظ بانواع الاستعارة و التشبيه و الاقتباس والتضمين و التنبيه حاوية لنحو مائتين و خمسة و سبعين اية قرانية و مشيرة الى اذواق و حالات الصوفية و حاويا لاسرار لدنية الهية و ناصحا لابرار الطرق العلية ما يفهم حقائق مبانيها الا العارفون ولا يصل لدقائق حقائقها الا الواصلون .
فافصحها البعض الكامل المنتهي بالنقل عن اصلها الفارسي الى السبك اللطيف العربي لينتفع به عموم القاصدين و المريدين فترجم عبارتها الى العربية حين صار واليا في بروسة من البلاد العثمانية المشير الاكرم و النحرير الافخم سليمان رأفت باشا ** ولله در مترجمه حيث يرفع براقع عرائس معانيه وكشف الاستار عن وجوه مبانيه ليعم نفعه لكل من ينتمي للاولياء و الاصفياء و عبر بالتعبيرات الفصيحة و الترشيحات البليغة حاويا للاشارات المعاينة شاملا للرموزات البيانية والبديعية فنرجو ان يجعل الله سعي هذا المترجم مشكورا ما دام الملك و الملكوت*وصلى الله على سيدنا محمد و على اله الطيبين الطاهرين و سلم تسليما كثيرا الى يوم الدين*آمين]اهـ*
شرح هذه الرسائل الشيخ سمير عبد الحي
نبدأ ببسم الله
والإحاطة بخصائصها والوقوف على مجاريها ومصارفها والتبحر في جلائها ودقائقها قدر ما أعطانا الله في بيانها وزيادة البصيرة في معانيها لخلفائه في أرضه، في هذه العاجلة لخيار عباده، فأهبَّ ريحها أهلها ويحرِّك الخواطر الساكنة لإعادة رونقها من رسوم طرائفها ولطائفها ومرآة تريه ودائع القلوب*وتكشف عن أسرار الغيوب*أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها* في الاستنار بمحاسنها والتفرُّد ببدائعها، وألقت بحار خواطره جواهر البلاغة على أنامله مثل الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس الله سره* وله ميراث الولاية بأجمعه*نسأل الله العلي العليم القدير أن يفتح على قارئها ويسقيه الرحمن من معارفها ما تنجيه في الدنيا من ميدانها وفي الآخرة من أهوالها* ورحم الله من قال:
لولا عجائب صنع الله ما نبتت * تلك الفضائل في لحم ولا عصب*
الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس سره العزيز مشتملة على حكم و مواعظ بانواع الاستعارة و التشبيه و الاقتباس والتضمين و التنبيه حاوية لنحو مائتين و خمسة و سبعين اية قرانية و مشيرة الى اذواق و حالات الصوفية و حاويا لاسرار لدنية الهية و ناصحا لابرار الطرق العلية ما يفهم حقائق مبانيها الا العارفون ولا يصل لدقائق حقائقها الا الواصلون .
فافصحها البعض الكامل المنتهي بالنقل عن اصلها الفارسي الى السبك اللطيف العربي لينتفع به عموم القاصدين و المريدين فترجم عبارتها الى العربية حين صار واليا في بروسة من البلاد العثمانية المشير الاكرم و النحرير الافخم سليمان رأفت باشا ** ولله در مترجمه حيث يرفع براقع عرائس معانيه وكشف الاستار عن وجوه مبانيه ليعم نفعه لكل من ينتمي للاولياء و الاصفياء و عبر بالتعبيرات الفصيحة و الترشيحات البليغة حاويا للاشارات المعاينة شاملا للرموزات البيانية والبديعية فنرجو ان يجعل الله سعي هذا المترجم مشكورا ما دام الملك و الملكوت*وصلى الله على سيدنا محمد و على اله الطيبين الطاهرين و سلم تسليما كثيرا الى يوم الدين*آمين]اهـ*
شرح هذه الرسائل الشيخ سمير عبد الحي
نبدأ ببسم الله
والإحاطة بخصائصها والوقوف على مجاريها ومصارفها والتبحر في جلائها ودقائقها قدر ما أعطانا الله في بيانها وزيادة البصيرة في معانيها لخلفائه في أرضه، في هذه العاجلة لخيار عباده، فأهبَّ ريحها أهلها ويحرِّك الخواطر الساكنة لإعادة رونقها من رسوم طرائفها ولطائفها ومرآة تريه ودائع القلوب*وتكشف عن أسرار الغيوب*أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها* في الاستنار بمحاسنها والتفرُّد ببدائعها، وألقت بحار خواطره جواهر البلاغة على أنامله مثل الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس الله سره* وله ميراث الولاية بأجمعه*نسأل الله العلي العليم القدير أن يفتح على قارئها ويسقيه الرحمن من معارفها ما تنجيه في الدنيا من ميدانها وفي الآخرة من أهوالها* ورحم الله من قال:
لولا عجائب صنع الله ما نبتت * تلك الفضائل في لحم ولا عصب*
المكتوب الأول
أيها العزيز إذا أومضت بروق الشهود من غمام فيض:
[يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ]*وهبَّتِ روايح الوصال من مهب عناية:
[يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ]
تزهر رياض رياحين الأنس في رياض القلوب و تترنم بلابل الشوق في بساتين نغمات:
[يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ]
وتشتعل نيران الاشتياق في كوانين السراير و تكل اجنحة اطيار الافكار في فضاء العظمة من غاية الطيران وتضل عن الطريق فحول العقول في بوادي المعرفة و تزلزل قواعد اركان الافهام من صدمة الهيبة وتجري سفن العزائم في لجج بحار:
[مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ]
برياح:
[وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَال]ِ
وعند تلاطم امواج بحر عشق:
[يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ]
ينادي كل واحد بلسان الحال:
[رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ]
فتدركهم سابقة عناية:
[ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى ]
وتنزل بهم على ساحل جودي:
[ مَقْعَدِ صِدْقٍ ]
وتوصلهم الى مجلس:
[أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ]
وتبسط لهم سماط نعي:
[لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ]
وتدير عليهم كؤوس الوصول من دنان القرب بايدي سقاة:
[وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا]
و يتشرفون بملك ابداو دولة:
[وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا]*
يقول العبد الفقير سمير عبد الحي
من الله التوفيق والسداد:
نبدأ ونقول:
شموس تضيء زها ضوؤها على الأقمار أمر كتاب الله ظاهر للثقلين، فلا يختص بمعرفته الواحد دون غيره*أما الفضيلة الكبرى بإختصاص الفهم في القرآن راجع بالمشيئة في قوله تعالى :[ مَنْ يَشَاءُ]* وقد ثبت عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: " لا تكتبوا عني شيئاً سوى القرآن، من كتب عني سوى القرآن فليمحه"* وفي رواية "أنه استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في كتب الحديث، فلم يأذن له". كما ثبت من قول أبي هريرة: "ما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً كثر حديثاً مني إلا ما كان من عبد الله ابن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب".
وكان صلى الله عليه وسلم قد أذن له في ذلك" كما رواه أبو داود في رواية أنه قال: "يا رسول الله أكتب ما أسمعه منك في الغضب والرضا؟ قال: "نعم فإني لا أقول إلا حقاً"**ولقول علي رضي الله عنه
الثابت في الصحيح "ما كتبنا عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا القرآن، وما في هذه الصحيفة"* والحال اليوم كثرة الرواية وكلال الإفهام في القرآن*وقد ثبت في الحديث عن أبو جُحيفةَ قال قلتُ لعليٍّ:
يا أميرَ المؤمنينَ هل عندكُم سوداءُ في بيضاءَ ليسَ في كتابِ اللّهِ؟ قال والَّذي فلقَ الحبَّةَ وبرأَ النَّسمةَ ما علمتهُ إلاَّ فهماً يُعطيهُ اللّهُ رجلاً في القرآنِ وما في الصَّحيفةِ. قال قلتُ وما في الصَّحيفةِ؟ قال فيها العقلُ وفكاكُ الأسيرِ وأن لا يُقتلُ مسلمٌ بكافرٍ"*. صحيح البخاري- للإمام البخاري-الجزء الثاني - كتاب الجهاد والسير* وفي رواية الترمدذي: [ وأن لا يُقتلَ مؤمنٌ بكافرٍ ] * فالاستثناء إن أعطى الله عبداً من عباده رحمة وعلَّمه من لدُنه علماً [ وهو الفهم في كتابه ] فهو يقدر على الاستنباط فتحصل عنده الزيادة بذلك عن الكثير من العلماء، وإنما وقع التفاوت من قبل الفهم. ومما يدل على اختصاص [مشيئة إلهية لعبده] من الأسرار دون غيره *فمن رزقه الله فهما ووفقه للتأمل في آياته والتدبر في معانيه فتح عليه أبواب العلوم ، فلا يلزم نفي ما ينسب إلى أكابر أهل الله من الصوفية من تفسير أوتأويل أوغيره فهم شموس تضيء زها ضوؤها على الأقمار*فالعلماء العقلاء يقولون إن هذا العلم الغريب العجيب الذي أتى به هؤلاء القوم قد يقال إن هذا داخل تحت قوله: "إلا فهم يعطيه الله تعالى رجلاً في القرآن"*
فهذه منقبة شريفة نسب إلى كثير ممن فتح الله عليه بأنواع العلوم ونوّر بصيرته أنه يستنبط ذلك من القرآن وما يقرره فيها من المعاني الدقيقة والأبحاث الغامضة بين السور والآيات وبين أسماء الذات المقدس والصفات* وما قاله أرباب الطريق من علوم الإشارة مما يحير العقول ويدهش الخواطر ولا ينكرها أهل الغرة بالله كما هو معروف عنهم بمخالفة و بردّ كل من أتى به أهل الله من الفهم في القرآن:
[ وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ]
وهذا لعمري إنه الضلال المبين وكما قيل في المكتوب الأول:
((( وهبت روايح الوصال من مهب عناية))):[يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ] تزهر رياض رياحين الأنس في رياض القلوب و تترنم بلابل الشوق في بساتين نغمات:[يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ]*و تشتعل نيران الاشتياق في كوانين السراير و تكل اجنحة اطيار الافكار في فضاء العظمة من غاية الطيران و تضل عن الطريق فحول العقول في بوادي المعرفة و تزلزل قواعد اركان الافهام من صدمة الهيبة وتجري سفن العزائم في لجج بحار:[مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ]*
برياح:
[وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَال]ِ
وعند تلاطم امواج بحر عشق:
[يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ])*
الجواب بالقول والعمل قوله تعالى:
(((إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ))) *
فهؤلاء القوم أولى الناس بنبيهم صلى الله عليه وسلم *فإنهم يخلدون ذكره ويجددون الصلاة والتسليم عليه بمجالس الذكر ، فالثناء عليه الصلاة والسلام شعارهم*
كما قيل((( برياح:[وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَال]ِوعند تلاطم امواج بحر عشق:
[يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ]
رؤي الشافعي رحمه الله، وقد قيل له: ما فعل بك ربك؟ قال: رحمني وغفر لي وزففت إلى الجنة، كما تزف العروس، ونثر علي كما ينثر على العروس، وإن سبب ذلك ما في خطبة كتابه "الرسالة" من الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم. ومنها أنه صلى الله عليه وسلم قال: "من كتب بيده :
[قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ]
كان معي في الجنة في الكتاب المشار إليه"*
[ قال حمزة الكناني: كنت أكتب الحديث، فكنت أكتب عند ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أكتب وسلم، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال مالك: لا تتم الصلاة علي؟ فما كتبت بعد صلى الله عليه إلا كتبت وسلم. رواه ابن الصلاح، والرشيد العطار والذهبي في تاريخه، لكن بلفظ أخف ما تختم الصلاة علي في كتابك، كلهم من طريق الحافظ أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن منده، وقال ابن عبد الدائم كنت أكتب لفظ الصلاة دون التسليم، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي:
[لم تحرم نفسك أربعين حسنة، قلت وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال: إذا جاء ذكري تكتب صلى الله عليه ولا تكتب وسلم، وهي أربعة أحرف، كل حرف بعشر حسنات قال: وعدهن صلى الله عليه وسلم بيده]، أو كما قال* رواه أبو اليمن بن عساكر]*
وقد ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه)).
فالخوف من البلاء الحسن هرب منه أهل الغرة بالله، ودخل بابه أهل الله*
ينادي كل واحد منهم بلسان الحال:
[رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ] فقيل لهم:
[إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ]*فاتَبعوا قول حبيبهم عليه الصلاة والسلام:
[ تعلموهن فوالذي نفسي بيده إنهن الحق".* فيقول الواحد منهم بأبي أنت وأمي يا رسول الله [ما هُـنَّ ] قال ، قل:
[اللّهُمّ إنّي أَسْأَلُكَ فِعْلَ الخَيْراتِ وتَرْكَ المُنْكَرَاتِ وحُبّ المَسَاكِينِ وإِذَا أَرَدْتَ بِعِبَادِكَ فِتْنَةً فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونٍ]. فتدركهم سابقة عناية:
[ بعزتي إنه من اعتصم بي فإن كادته السماوات بمن فيهن، والأرض بمن فيها، فإني أجعل
له من بين ذلك مخرجاً]
فإذا سبقت لهم الحسنى ألهمهم الله وإذن لهم أن يناجوه:
[إعْتَصَمْتُ باللهِ* الحَمْدُ للهِ الذي تَوَاضَعَ َكُلُّ شَيْءٍ لَعَظَمَتَهَ *والحَمْدُ للهِ الذي ذَلَّ كُلُّ شَيْءٍ لِعِزَّتِهِ* والحَمْدُ للهِ الذي خَضَعَ كُلُّ شَيْءٍ لِمُلْكِهِ* والحَمْدُ للهِ الذي اسْتَسْلَمَ كُلُّ شَيْءٍ لقدرته*اللَّهُمَّ إِلَيْكَ تَوَجَّهْتُ، وَبِكَ اعْتَصَمْتُ*اللَّهُمَّ اكْفني ما هَمَّني وَمَا لا أَهْتَمُّ لَهُ، اللَّهُمَّ زَوِّدْنِي التَّقْوَى، وَاغْفِرْ لي ذَنْبِي وَوَجِّهْنِي لِلْخَيْرِ أيْنَمَا تَوَجَّهْتُ]*
فتبدأ الفتوحات وتزداد مِنْ عَالِمُ الْغَيْبِ
وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ* الذي :
[ َكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ ]*
كما قيل في المكتوب:
(((وتنزل بهم على ساحل جودي:[ مَقْعَدِ صِدْقٍ] وتوصلهم الى مجلس:[أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ]*وتبسط لهم سماط نعي:
[لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ]*
وتدير عليهم كؤوس الوصول من دنان القرب بايدي سقاة:
[وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا]*
و يتشرفون بملك ابداو دولة:
((( [وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا])))
{ألست بربكم}
يريد بالعهد الذي أخذه الله على عباده حيث أخرجهم أمثال الذرّ وأشهدهم على أنفسهم. {ألست بربكم} فأقرّوا له بالربوبية وأذعنوا له بالوحدانية، وبالعبودية في التوحيد له وبالإقرار بأنه الخالق ولم يخلفوا العهد فحازوا بالملك لصغير في الدنيا بالفضل * ثم الملك الكبير في الآخرة والزيادة برؤية وجه الله الكريم بالفضل العظيم وبالوعد الصادق:
[وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا]*
وبالملك الأبد و دولة وحكومة:
((([وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا])))*
إنتهى المكتوب الأول .
أيها العزيز إذا أومضت بروق الشهود من غمام فيض:
[يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ]*وهبَّتِ روايح الوصال من مهب عناية:
[يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ]
تزهر رياض رياحين الأنس في رياض القلوب و تترنم بلابل الشوق في بساتين نغمات:
[يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ]
وتشتعل نيران الاشتياق في كوانين السراير و تكل اجنحة اطيار الافكار في فضاء العظمة من غاية الطيران وتضل عن الطريق فحول العقول في بوادي المعرفة و تزلزل قواعد اركان الافهام من صدمة الهيبة وتجري سفن العزائم في لجج بحار:
[مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ]
برياح:
[وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَال]ِ
وعند تلاطم امواج بحر عشق:
[يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ]
ينادي كل واحد بلسان الحال:
[رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ]
فتدركهم سابقة عناية:
[ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى ]
وتنزل بهم على ساحل جودي:
[ مَقْعَدِ صِدْقٍ ]
وتوصلهم الى مجلس:
[أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ]
وتبسط لهم سماط نعي:
[لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ]
وتدير عليهم كؤوس الوصول من دنان القرب بايدي سقاة:
[وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا]
و يتشرفون بملك ابداو دولة:
[وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا]*
يقول العبد الفقير سمير عبد الحي
من الله التوفيق والسداد:
نبدأ ونقول:
شموس تضيء زها ضوؤها على الأقمار أمر كتاب الله ظاهر للثقلين، فلا يختص بمعرفته الواحد دون غيره*أما الفضيلة الكبرى بإختصاص الفهم في القرآن راجع بالمشيئة في قوله تعالى :[ مَنْ يَشَاءُ]* وقد ثبت عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: " لا تكتبوا عني شيئاً سوى القرآن، من كتب عني سوى القرآن فليمحه"* وفي رواية "أنه استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في كتب الحديث، فلم يأذن له". كما ثبت من قول أبي هريرة: "ما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً كثر حديثاً مني إلا ما كان من عبد الله ابن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب".
وكان صلى الله عليه وسلم قد أذن له في ذلك" كما رواه أبو داود في رواية أنه قال: "يا رسول الله أكتب ما أسمعه منك في الغضب والرضا؟ قال: "نعم فإني لا أقول إلا حقاً"**ولقول علي رضي الله عنه
الثابت في الصحيح "ما كتبنا عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا القرآن، وما في هذه الصحيفة"* والحال اليوم كثرة الرواية وكلال الإفهام في القرآن*وقد ثبت في الحديث عن أبو جُحيفةَ قال قلتُ لعليٍّ:
يا أميرَ المؤمنينَ هل عندكُم سوداءُ في بيضاءَ ليسَ في كتابِ اللّهِ؟ قال والَّذي فلقَ الحبَّةَ وبرأَ النَّسمةَ ما علمتهُ إلاَّ فهماً يُعطيهُ اللّهُ رجلاً في القرآنِ وما في الصَّحيفةِ. قال قلتُ وما في الصَّحيفةِ؟ قال فيها العقلُ وفكاكُ الأسيرِ وأن لا يُقتلُ مسلمٌ بكافرٍ"*. صحيح البخاري- للإمام البخاري-الجزء الثاني - كتاب الجهاد والسير* وفي رواية الترمدذي: [ وأن لا يُقتلَ مؤمنٌ بكافرٍ ] * فالاستثناء إن أعطى الله عبداً من عباده رحمة وعلَّمه من لدُنه علماً [ وهو الفهم في كتابه ] فهو يقدر على الاستنباط فتحصل عنده الزيادة بذلك عن الكثير من العلماء، وإنما وقع التفاوت من قبل الفهم. ومما يدل على اختصاص [مشيئة إلهية لعبده] من الأسرار دون غيره *فمن رزقه الله فهما ووفقه للتأمل في آياته والتدبر في معانيه فتح عليه أبواب العلوم ، فلا يلزم نفي ما ينسب إلى أكابر أهل الله من الصوفية من تفسير أوتأويل أوغيره فهم شموس تضيء زها ضوؤها على الأقمار*فالعلماء العقلاء يقولون إن هذا العلم الغريب العجيب الذي أتى به هؤلاء القوم قد يقال إن هذا داخل تحت قوله: "إلا فهم يعطيه الله تعالى رجلاً في القرآن"*
فهذه منقبة شريفة نسب إلى كثير ممن فتح الله عليه بأنواع العلوم ونوّر بصيرته أنه يستنبط ذلك من القرآن وما يقرره فيها من المعاني الدقيقة والأبحاث الغامضة بين السور والآيات وبين أسماء الذات المقدس والصفات* وما قاله أرباب الطريق من علوم الإشارة مما يحير العقول ويدهش الخواطر ولا ينكرها أهل الغرة بالله كما هو معروف عنهم بمخالفة و بردّ كل من أتى به أهل الله من الفهم في القرآن:
[ وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ]
وهذا لعمري إنه الضلال المبين وكما قيل في المكتوب الأول:
((( وهبت روايح الوصال من مهب عناية))):[يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ] تزهر رياض رياحين الأنس في رياض القلوب و تترنم بلابل الشوق في بساتين نغمات:[يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ]*و تشتعل نيران الاشتياق في كوانين السراير و تكل اجنحة اطيار الافكار في فضاء العظمة من غاية الطيران و تضل عن الطريق فحول العقول في بوادي المعرفة و تزلزل قواعد اركان الافهام من صدمة الهيبة وتجري سفن العزائم في لجج بحار:[مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ]*
برياح:
[وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَال]ِ
وعند تلاطم امواج بحر عشق:
[يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ])*
الجواب بالقول والعمل قوله تعالى:
(((إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ))) *
فهؤلاء القوم أولى الناس بنبيهم صلى الله عليه وسلم *فإنهم يخلدون ذكره ويجددون الصلاة والتسليم عليه بمجالس الذكر ، فالثناء عليه الصلاة والسلام شعارهم*
كما قيل((( برياح:[وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَال]ِوعند تلاطم امواج بحر عشق:
[يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ]
رؤي الشافعي رحمه الله، وقد قيل له: ما فعل بك ربك؟ قال: رحمني وغفر لي وزففت إلى الجنة، كما تزف العروس، ونثر علي كما ينثر على العروس، وإن سبب ذلك ما في خطبة كتابه "الرسالة" من الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم. ومنها أنه صلى الله عليه وسلم قال: "من كتب بيده :
[قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ]
كان معي في الجنة في الكتاب المشار إليه"*
[ قال حمزة الكناني: كنت أكتب الحديث، فكنت أكتب عند ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أكتب وسلم، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال مالك: لا تتم الصلاة علي؟ فما كتبت بعد صلى الله عليه إلا كتبت وسلم. رواه ابن الصلاح، والرشيد العطار والذهبي في تاريخه، لكن بلفظ أخف ما تختم الصلاة علي في كتابك، كلهم من طريق الحافظ أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن منده، وقال ابن عبد الدائم كنت أكتب لفظ الصلاة دون التسليم، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي:
[لم تحرم نفسك أربعين حسنة، قلت وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال: إذا جاء ذكري تكتب صلى الله عليه ولا تكتب وسلم، وهي أربعة أحرف، كل حرف بعشر حسنات قال: وعدهن صلى الله عليه وسلم بيده]، أو كما قال* رواه أبو اليمن بن عساكر]*
وقد ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه)).
فالخوف من البلاء الحسن هرب منه أهل الغرة بالله، ودخل بابه أهل الله*
ينادي كل واحد منهم بلسان الحال:
[رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ] فقيل لهم:
[إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ]*فاتَبعوا قول حبيبهم عليه الصلاة والسلام:
[ تعلموهن فوالذي نفسي بيده إنهن الحق".* فيقول الواحد منهم بأبي أنت وأمي يا رسول الله [ما هُـنَّ ] قال ، قل:
[اللّهُمّ إنّي أَسْأَلُكَ فِعْلَ الخَيْراتِ وتَرْكَ المُنْكَرَاتِ وحُبّ المَسَاكِينِ وإِذَا أَرَدْتَ بِعِبَادِكَ فِتْنَةً فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونٍ]. فتدركهم سابقة عناية:
[ بعزتي إنه من اعتصم بي فإن كادته السماوات بمن فيهن، والأرض بمن فيها، فإني أجعل
له من بين ذلك مخرجاً]
فإذا سبقت لهم الحسنى ألهمهم الله وإذن لهم أن يناجوه:
[إعْتَصَمْتُ باللهِ* الحَمْدُ للهِ الذي تَوَاضَعَ َكُلُّ شَيْءٍ لَعَظَمَتَهَ *والحَمْدُ للهِ الذي ذَلَّ كُلُّ شَيْءٍ لِعِزَّتِهِ* والحَمْدُ للهِ الذي خَضَعَ كُلُّ شَيْءٍ لِمُلْكِهِ* والحَمْدُ للهِ الذي اسْتَسْلَمَ كُلُّ شَيْءٍ لقدرته*اللَّهُمَّ إِلَيْكَ تَوَجَّهْتُ، وَبِكَ اعْتَصَمْتُ*اللَّهُمَّ اكْفني ما هَمَّني وَمَا لا أَهْتَمُّ لَهُ، اللَّهُمَّ زَوِّدْنِي التَّقْوَى، وَاغْفِرْ لي ذَنْبِي وَوَجِّهْنِي لِلْخَيْرِ أيْنَمَا تَوَجَّهْتُ]*
فتبدأ الفتوحات وتزداد مِنْ عَالِمُ الْغَيْبِ
وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ* الذي :
[ َكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ ]*
كما قيل في المكتوب:
(((وتنزل بهم على ساحل جودي:[ مَقْعَدِ صِدْقٍ] وتوصلهم الى مجلس:[أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ]*وتبسط لهم سماط نعي:
[لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ]*
وتدير عليهم كؤوس الوصول من دنان القرب بايدي سقاة:
[وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا]*
و يتشرفون بملك ابداو دولة:
((( [وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا])))
{ألست بربكم}
يريد بالعهد الذي أخذه الله على عباده حيث أخرجهم أمثال الذرّ وأشهدهم على أنفسهم. {ألست بربكم} فأقرّوا له بالربوبية وأذعنوا له بالوحدانية، وبالعبودية في التوحيد له وبالإقرار بأنه الخالق ولم يخلفوا العهد فحازوا بالملك لصغير في الدنيا بالفضل * ثم الملك الكبير في الآخرة والزيادة برؤية وجه الله الكريم بالفضل العظيم وبالوعد الصادق:
[وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا]*
وبالملك الأبد و دولة وحكومة:
((([وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا])))*
إنتهى المكتوب الأول .