المكتوب الثامن
(((ايها العزيز اذاوصلت نعمة امير الانس لمسامع القلوب تذكرت لذايذ نغمات
[أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ] *
وسكرت من حالات*
[قَالُواْ بَلَى] *
ويترنم عندليب الاحزان باوتار *
[يَاأَسَفَى عَلَى يُوسُفََ]
ويصوت عود الكروب برنة انكسار *
[وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ]*
وواصل طنبور الفراق بصدا
[إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِِ]
بايقاع
[فَصَبْرٌ جَمِيلٌ]
ولمع بروق جذبات الشوق في فضاء سموات السراير لمعان
[يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِِ]
بحيث تنطمس بصاير عيون العقول و تقطر عبرات الاسف من سحايب عين الارواح و تخضرمزرعة اراضي *
[مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِِ]
بنباتات
[وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً]
و تعطر حدائق امثال
[وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُُ]
بنفحات روايح
[إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِِ]
بالكلية و تثمر اغصان اشجار الصبر بثمار
[إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ]
في غاية الكمال و تهتزبرياح عناية
[هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ]
ومنادي [وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ]
ينادي [إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَالَهُ مِن نَّفَادٍ]اهـ)))*
بِسْمِ اللَّهِ وَقَوْلـُهُ الْحَقُّ
اللهم ألهمني رُشْدِي، وَأَعِذْنِي من شر نفسي
اللهُمَّ صَلِّ عَلى الرُّوُحِ المُقَدِّسِ المُطَهَّرِ سُلْطانِ الأنبياءِ*وصَدْرِ صِفِةِ المُصْطَفَيْنَ الأخْيَارِ*مِصْبُاحُ الثـُرَيَّا*رسولُ رَحْمَتِك لِلْعَالَمِيِنَ سَيِّدِنَا ومَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ بَابُ خَيْرَاتِكَ*ومَفَاتِيحُ خَزَائِنَ بُرْهَانِ فَضْلِكَ وجوُدِكَ وَكَرَمِكَ وبِرَكَاتِكَ*وعَلَى آله وصَحْبِهِ وسَلِّمْ*
ليست العزة إلا باللَّه الذي لا يُستذل من أعز، ولا يوضع من رفع*
واعلم أنَّ للدهر أهوال وبوائق غير كربات الآخرة*ومصيبات الليالي والأيام*وليس عرباً أو عجماً أو سوداً أو حمراً إلا قد أصابهم الدهر والشيطان*الذي أكرمه الله في البر والبحرغير غافل عن لذايذ نغمات الخطاب الرباني للأرواح في القدم قبل الهبوط إلى دار البلاء والفلاح عن قوله تعالى:
[ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ]*
كانوا أكرمهم وأعظمهم أخطاراً وأكملهم مروءة
[ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ]
فسكروا من حالات وقالوا :
[ بَلَى]*
فإنه لم يُردهم أحد من الناس بكيد إلا جعل اللَّه خده الأسفل حتى أراد اللَّه أن ينتقذ من أكرم واتبع لذايذ نغمات الخطاب من هوان الدنيا وسوء مرد الآخرة* فارتضى لذلك أنبياءه وأحبابه وأصفياءه وأولياءه لكلمته الحق
[هِيَ العُلْيَا]*
وكلمة الباطل الذين كفروا من فراعنة الجن والإنس وشياطين الخلق والكون وابالسة العلم والجهل و اغيار المعرفة و النكرة والأعراب والسباع والهوام ولصوص الباطل
[هِيَ السُّفـْلى]*
وما بين الحق والباطل بترنّم عندليب الاحزان باوتار وسيوف من بين آفات ومخافة وشدة وبين بلية ورزية ودهية ومكر
[يَاأَسَفَى عَلَى يُوسُفََ]*
وإلحاق ما يرقع خرقه ويجبر كسره*
[وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ]
من استجمام ومحبة الأبدان واسترواح النفوس بفراق حزن القلوب
[إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِِ]
ولما عاودت عين اليقين روح الحياة ونسيم الصدق وبحر الشَّرف والأدب مع الرب من عالي مجلسه * وعلم أنه لا يستطيع أن يرد عنه قضاه اللَّه ولا أمراً أراده اللَّه إلهاماً لعبده
[ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا ]
قال بإيقاع سراجَ التَّبَصُّر من نفس ساطعة مشرقة مليئة بطاقة الصفاء والهدوء والراحة مع الله الكريم الحَنَّان المنان وصدق وعده:
[فَصَبْرٌ جَمِيلٌ]*
فلهذا قال الشيخ:
(((ولمع بروق جذبات الشوق في فضاء سموات السراير لمعان
[يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ]
بحيث تنطمس بصاير عيون العقول و تقطر عبرات الاسف من سحايب عين الارواح و تخضرمزرعة اراضي
[مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ]اهـ
فعلموا أن اللَّه ذو سطوات ونقمات يمكر بمن مكر به، فلم يتعرضوا للأمر وهم يعلمون من أنفسهم إن اللَّه غير تاركهم حتى يختبرهم وأنّ الله :
[وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً]
ولكن بشروط بديعة عالية سارة وحدائق ذات بهيجة جليلة جميلة وكنز نفيس في حصن حصين
[وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُُ]
بنفحات روايح
[إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِِ]
بنصركم على القوى الباطلة الباطنية في دياركم النفسية ويمحِّص قلوبكم لتكون دولته سامية سارة بهيجة جميلة شاربة من نهر كافور محفوف بالرياحين منتعشة من كوثر ابتهاج المحبة لترجع جوهرة عالية نفيسة قيمة ثمينة في إستتمام أغصان أشجار تقرير برهان سلطان غفران
[إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ]*
وبعد هذا الغفران تهتزُّ دولة القلب بالغبطة والفرح كوردة كشفت عن غطاء وجهها برعم جمالها وتنفس صبح عناية التوفيق بقهر إحباط دسائس نفوس الأعداء ونادى
[وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ]
ونادى حبيب الرحمن من فؤاده الحزين:
[اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي ، وبَصَرِي ، وقَلْبِي، ومَـنِّيَّ]
[إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ*الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلـهاً آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ]
واعلم إِنما الناسُ في الدنيا ذوو رتبٍ فانهضْ إِلى الرتبةِ العلياءِ من رتبكْ*ولا تكن ممن فاته علم
[إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَالَهُ مِن نَّفَادٍ]*
وخذ المفتاح بيدك وافتح باب التضرع إلى الله عز وجل والتعبد له، فمن ترك المفتاح لم يفتح له، ومن جاء بالمفتاح فتح له به، وكيف يفتح الباب بغير مفتاح، ولله خزائن الخير كله، وباب خزائن الله رحمته، ومفتاح رحمة الله التذلل والتضرع والافتقار إلى الله، فمن حفظ ذلك المفتاح فتحت له الخزائن ودخل في المِيراثُ المُصْطَفَوِيِّ والنفحة العنبرية وشوارق الأسرار العلية والصلات والبشر ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين* واللَّهُ وَاسِعٌ كَرِيمٌ*
[تَزَلْزَلَتِ الدُّنْيَا لآِلِ مُحَمَّدٍ * وَكَادَتْ لَهُمْ صُمُّ الجِبَالِ تَذُوبُ
وَغَارَتْ نُجُومٌ وَاقْشَعَرَّتْ كَوَاكِبٌ * وَهُتِّكَ أَسْتَارٌ، وَشُقَّ جُيُوبُ
يُصَلَّى عَلَى الْمَبْعُوثِ مِنْ آلِ هَاشِمٍ * وَيُغْزَى بَنُوهُ!! إِنَّ ذَا لَعَجِيبُ
لَئِنْ كَانَ ذَنْبِي حُبّ آلِ مُحَمَّدٍ * فَذلِكَ ذَنْبٌ لَسْتُ عَنْهُ أَتُوبُ
هُمُ شُفَعَائِي يَومَ حَشْرِي وَموْقِفِي * إِذَا مَا بَدَتْ لِلنَّاظِرِينَ خُطُوبُ]
[الشافعي رحمه الله تعالى]اهـ*
من نظر الله إليه نظرة مرحومة عافاه ومنعه بها من قطاع طرق عوالم السبع سماوات من الأعداء والجبارين والمردة وشياطين الإنس والجن *وأفضل النعم العافية والكفاية، لأن الإنسان لا يكون فارغاً حتى يكون مكتفياً، والعافية هي الصحة، ومن عوفي وكفي فقد عظمت عليه النعمة*
وقيل:
[من علامة الصديقية كثرة أعدائها ثم لا يبالي بهم]*
واعلم: أنَّه ليس في القوى البشريَّة الوفاء بالنِّعَمِ التي أنعمها الله على الإنسان ، وليس للعاقل الفطن بعد هذه النِّعَمِ التي لا تُحصى إلاَّ! أن يخدم الحق بالوفاء له من الحقوقيَّة عليه(ما استطاع)؛ ولا يَصِحُّ له هذا إلاَّ بكثرة الذكر، ولا يصح لك أيها الإنسان ذلك وفي قلبك ربَّانيَّةً لِغيرِهِ،فَإنك لِمن حكم عليك سلطانه،وناصِيَتِكَ بيدهِ!!! هذا لا شَكَّ!! فلا تجعل ناصيتك بيد نفسك تهلك* وعنِ أبن مسعود رضي الله عنه قال:
ويلٌ لمن لا يعلم ولو شاءَ الله عَلَّمَهُ،وويلٌ لمن يعلم ثم لا يعمل) قالها سبع مرات*
قَالَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ:
[أَنَا الدَّهْرُ*الْأَيَّامُ وَاللَّيَالِي لِي*أُجَدِّدُهَا وَأُبْلِيهَا*وَآتِي بِمُلُوكٍ بَعْدَ مُلُوكٍ]
فللدهر بوائق وغوائل وزلازل وشرور ودواهي ومصائب ومكيدة ومكر واستدراج وتسليط!!!*
[مَنْ أَكْرَمَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ بِكَلِمَةٍ يُلَطِّفُهُ بِهَا ، أَوْ مَجْلِسٍ يُكْرِمُهُ بِهِ ، لَمْ يَزَلْ فِي ظِلِّ اللَّهِ مَمْدُودٌ عَلَيْهِ الرَّحْمَةُ مَا كَانَ فِي ذَلِكَ]*
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ صِحَّةً فِي إِيمَانٍ ، وَإِيمَانًا فِي حُسْنِ خُلُقٍ ، وَنَجَاحًا يَتْبَعُهُ فَلَاحٌ ، وَرَحْمَةً مِنْكَ وَعَافِيَةً ، وَمَغْفِرَةً مِنْكَ وَرِضْوَانًا*
[اللَّهُمَّ أَغْنِنِي بِالْعِلْمِ ، وَزَيِّنِّي بِالْحِلْمِ ، وَأَكْرِمْنِي بِالتَّقْوَى ، وَجَمِّلِّنِي بِالْعَافِيَةِ]
يتمناه العبد يوم القيامة أن يُبعث في زمرة حسن الخلق.
الخلق الحسن يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد والخلق السيئ يفسد العمل كما يفسدالخل العسل". وما مدح الله تعالى نبيّاً كما مدح المصطفى عليه الصلاة والسلام فيقوله تعالى:
" وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ "
والحِلم قمة في حسن الخلق. إذا بلغ العبد مرحلة أن يكون حليماً فقـد جمعت له كل عناصر حسن الخلق فقـد بلغ مرحلة كمال الخلق الحسن وقد قال الإمام علي رضي الله عنه:
[ الحِلم سيد الأخلاق].
وعلى الإنسان أن يتصف بصفات وأوصاف يتـدرج فيها صعوداً إلى أن يصير حليماً ولهذا مدح الله تعالى إبراهيم عليه السلام
(إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ )*
(((قال فضيل بن عياض: أوحى الله تعالى إلى بعض أنبيائه:
[بعيني ما يتحمل المتحملون من أجلي، وما يكابدون في طلب مرضاتي، فكيف بهم إذا صاروا إلى داري، وتبحبحوا في رياض نعمتي؟
هنالك فليبشر المضعفون لله أعمالهم بالنظر العجيب من الحبيب القريب، أتراني أنسى لهم عملاً؟
وكيف وأنا ذو الفضل العظيم أجود على المولين المعرضين عني، فكيف بالمقبلين عليَّ؟
وما غضبت على شيء كغضبي على من أخطأ خطيئة فاستعظمها في جنب عفوي، ولو تعاجلت بالعقوبة أحداً، أو كانت العجلة من شأني، لعاجلت القانطين من رحمتي.
ولو رآني عبادي المؤمنين كيف أستوهبهم ممن اعتدوا عليه، ثم أحكم لمن وهبهم بالخلد المقيم، اتهموا فضلي وكرمي، أنا الديان الذي لا تحل معصيتي، والذي أطاعني أطاعني برحمتي، ولا حاجة لي بهوان من خاف مقامي.
ولو رآني عبادي يوم القيامة كيف أرفع قصوراً تحار فيها الأبصار فيسألوني: لمن ذا؟
فأقول:
لمن وهب لي ذنباً ما لم يوجب على نفسه معصيتي والقنوط من رحمتي، وإني مكافئ على المدح فامدحوني]
ياذا المنِّ والبيان*من تشققت الجبال من مخافته*وقامت السماوات بأمره*واستقرت الأرضون بإذنه*من يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ*غافر الخطايا*كاشف البلايا*منتهى الرجا*مجزل العطايا*واهب الهدايا* رازق البرايا* قاضي المنايا*سامع الشكايا*باعث البرايا*مطلق الأسارى*ذا الحمد والثناء ذا الفخر والبهاء*ذا المجد والسناء*ذا العهد والوفاء*ذاالعفو والرضا*ذاالمن والعطاء*ذا العز والبقاء*ذا الجود والسخاء* ذا الآلاء والنعماء*وبرهان المستعان
[ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ]
يقول الإمام عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه
كل واحد منكم إذا جنه الليل ونام الخلق وسكنت أصواتهم، فليقم وليتوضأ وليصل ركعتين ويقول
(يا رب دلني على عبد من عبادك الصالحين المقربين حتى يدلني عليك ويعرفني طريقك)
إنتبهوا لهذا الكلام:
السبب: لا بد منه،كان الله عز و جل قادرًا على أن يهدي إليه بلا أنبياء*
(((ايها العزيز اذاوصلت نعمة امير الانس لمسامع القلوب تذكرت لذايذ نغمات
[أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ] *
وسكرت من حالات*
[قَالُواْ بَلَى] *
ويترنم عندليب الاحزان باوتار *
[يَاأَسَفَى عَلَى يُوسُفََ]
ويصوت عود الكروب برنة انكسار *
[وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ]*
وواصل طنبور الفراق بصدا
[إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِِ]
بايقاع
[فَصَبْرٌ جَمِيلٌ]
ولمع بروق جذبات الشوق في فضاء سموات السراير لمعان
[يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِِ]
بحيث تنطمس بصاير عيون العقول و تقطر عبرات الاسف من سحايب عين الارواح و تخضرمزرعة اراضي *
[مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِِ]
بنباتات
[وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً]
و تعطر حدائق امثال
[وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُُ]
بنفحات روايح
[إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِِ]
بالكلية و تثمر اغصان اشجار الصبر بثمار
[إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ]
في غاية الكمال و تهتزبرياح عناية
[هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ]
ومنادي [وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ]
ينادي [إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَالَهُ مِن نَّفَادٍ]اهـ)))*
بِسْمِ اللَّهِ وَقَوْلـُهُ الْحَقُّ
اللهم ألهمني رُشْدِي، وَأَعِذْنِي من شر نفسي
اللهُمَّ صَلِّ عَلى الرُّوُحِ المُقَدِّسِ المُطَهَّرِ سُلْطانِ الأنبياءِ*وصَدْرِ صِفِةِ المُصْطَفَيْنَ الأخْيَارِ*مِصْبُاحُ الثـُرَيَّا*رسولُ رَحْمَتِك لِلْعَالَمِيِنَ سَيِّدِنَا ومَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ بَابُ خَيْرَاتِكَ*ومَفَاتِيحُ خَزَائِنَ بُرْهَانِ فَضْلِكَ وجوُدِكَ وَكَرَمِكَ وبِرَكَاتِكَ*وعَلَى آله وصَحْبِهِ وسَلِّمْ*
ليست العزة إلا باللَّه الذي لا يُستذل من أعز، ولا يوضع من رفع*
واعلم أنَّ للدهر أهوال وبوائق غير كربات الآخرة*ومصيبات الليالي والأيام*وليس عرباً أو عجماً أو سوداً أو حمراً إلا قد أصابهم الدهر والشيطان*الذي أكرمه الله في البر والبحرغير غافل عن لذايذ نغمات الخطاب الرباني للأرواح في القدم قبل الهبوط إلى دار البلاء والفلاح عن قوله تعالى:
[ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ]*
كانوا أكرمهم وأعظمهم أخطاراً وأكملهم مروءة
[ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ]
فسكروا من حالات وقالوا :
[ بَلَى]*
فإنه لم يُردهم أحد من الناس بكيد إلا جعل اللَّه خده الأسفل حتى أراد اللَّه أن ينتقذ من أكرم واتبع لذايذ نغمات الخطاب من هوان الدنيا وسوء مرد الآخرة* فارتضى لذلك أنبياءه وأحبابه وأصفياءه وأولياءه لكلمته الحق
[هِيَ العُلْيَا]*
وكلمة الباطل الذين كفروا من فراعنة الجن والإنس وشياطين الخلق والكون وابالسة العلم والجهل و اغيار المعرفة و النكرة والأعراب والسباع والهوام ولصوص الباطل
[هِيَ السُّفـْلى]*
وما بين الحق والباطل بترنّم عندليب الاحزان باوتار وسيوف من بين آفات ومخافة وشدة وبين بلية ورزية ودهية ومكر
[يَاأَسَفَى عَلَى يُوسُفََ]*
وإلحاق ما يرقع خرقه ويجبر كسره*
[وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ]
من استجمام ومحبة الأبدان واسترواح النفوس بفراق حزن القلوب
[إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِِ]
ولما عاودت عين اليقين روح الحياة ونسيم الصدق وبحر الشَّرف والأدب مع الرب من عالي مجلسه * وعلم أنه لا يستطيع أن يرد عنه قضاه اللَّه ولا أمراً أراده اللَّه إلهاماً لعبده
[ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا ]
قال بإيقاع سراجَ التَّبَصُّر من نفس ساطعة مشرقة مليئة بطاقة الصفاء والهدوء والراحة مع الله الكريم الحَنَّان المنان وصدق وعده:
[فَصَبْرٌ جَمِيلٌ]*
فلهذا قال الشيخ:
(((ولمع بروق جذبات الشوق في فضاء سموات السراير لمعان
[يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ]
بحيث تنطمس بصاير عيون العقول و تقطر عبرات الاسف من سحايب عين الارواح و تخضرمزرعة اراضي
[مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ]اهـ
فعلموا أن اللَّه ذو سطوات ونقمات يمكر بمن مكر به، فلم يتعرضوا للأمر وهم يعلمون من أنفسهم إن اللَّه غير تاركهم حتى يختبرهم وأنّ الله :
[وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً]
ولكن بشروط بديعة عالية سارة وحدائق ذات بهيجة جليلة جميلة وكنز نفيس في حصن حصين
[وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُُ]
بنفحات روايح
[إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِِ]
بنصركم على القوى الباطلة الباطنية في دياركم النفسية ويمحِّص قلوبكم لتكون دولته سامية سارة بهيجة جميلة شاربة من نهر كافور محفوف بالرياحين منتعشة من كوثر ابتهاج المحبة لترجع جوهرة عالية نفيسة قيمة ثمينة في إستتمام أغصان أشجار تقرير برهان سلطان غفران
[إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ]*
وبعد هذا الغفران تهتزُّ دولة القلب بالغبطة والفرح كوردة كشفت عن غطاء وجهها برعم جمالها وتنفس صبح عناية التوفيق بقهر إحباط دسائس نفوس الأعداء ونادى
[وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ]
ونادى حبيب الرحمن من فؤاده الحزين:
[اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي ، وبَصَرِي ، وقَلْبِي، ومَـنِّيَّ]
[إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ*الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلـهاً آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ]
واعلم إِنما الناسُ في الدنيا ذوو رتبٍ فانهضْ إِلى الرتبةِ العلياءِ من رتبكْ*ولا تكن ممن فاته علم
[إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَالَهُ مِن نَّفَادٍ]*
وخذ المفتاح بيدك وافتح باب التضرع إلى الله عز وجل والتعبد له، فمن ترك المفتاح لم يفتح له، ومن جاء بالمفتاح فتح له به، وكيف يفتح الباب بغير مفتاح، ولله خزائن الخير كله، وباب خزائن الله رحمته، ومفتاح رحمة الله التذلل والتضرع والافتقار إلى الله، فمن حفظ ذلك المفتاح فتحت له الخزائن ودخل في المِيراثُ المُصْطَفَوِيِّ والنفحة العنبرية وشوارق الأسرار العلية والصلات والبشر ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين* واللَّهُ وَاسِعٌ كَرِيمٌ*
[تَزَلْزَلَتِ الدُّنْيَا لآِلِ مُحَمَّدٍ * وَكَادَتْ لَهُمْ صُمُّ الجِبَالِ تَذُوبُ
وَغَارَتْ نُجُومٌ وَاقْشَعَرَّتْ كَوَاكِبٌ * وَهُتِّكَ أَسْتَارٌ، وَشُقَّ جُيُوبُ
يُصَلَّى عَلَى الْمَبْعُوثِ مِنْ آلِ هَاشِمٍ * وَيُغْزَى بَنُوهُ!! إِنَّ ذَا لَعَجِيبُ
لَئِنْ كَانَ ذَنْبِي حُبّ آلِ مُحَمَّدٍ * فَذلِكَ ذَنْبٌ لَسْتُ عَنْهُ أَتُوبُ
هُمُ شُفَعَائِي يَومَ حَشْرِي وَموْقِفِي * إِذَا مَا بَدَتْ لِلنَّاظِرِينَ خُطُوبُ]
[الشافعي رحمه الله تعالى]اهـ*
من نظر الله إليه نظرة مرحومة عافاه ومنعه بها من قطاع طرق عوالم السبع سماوات من الأعداء والجبارين والمردة وشياطين الإنس والجن *وأفضل النعم العافية والكفاية، لأن الإنسان لا يكون فارغاً حتى يكون مكتفياً، والعافية هي الصحة، ومن عوفي وكفي فقد عظمت عليه النعمة*
وقيل:
[من علامة الصديقية كثرة أعدائها ثم لا يبالي بهم]*
واعلم: أنَّه ليس في القوى البشريَّة الوفاء بالنِّعَمِ التي أنعمها الله على الإنسان ، وليس للعاقل الفطن بعد هذه النِّعَمِ التي لا تُحصى إلاَّ! أن يخدم الحق بالوفاء له من الحقوقيَّة عليه(ما استطاع)؛ ولا يَصِحُّ له هذا إلاَّ بكثرة الذكر، ولا يصح لك أيها الإنسان ذلك وفي قلبك ربَّانيَّةً لِغيرِهِ،فَإنك لِمن حكم عليك سلطانه،وناصِيَتِكَ بيدهِ!!! هذا لا شَكَّ!! فلا تجعل ناصيتك بيد نفسك تهلك* وعنِ أبن مسعود رضي الله عنه قال:
ويلٌ لمن لا يعلم ولو شاءَ الله عَلَّمَهُ،وويلٌ لمن يعلم ثم لا يعمل) قالها سبع مرات*
قَالَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ:
[أَنَا الدَّهْرُ*الْأَيَّامُ وَاللَّيَالِي لِي*أُجَدِّدُهَا وَأُبْلِيهَا*وَآتِي بِمُلُوكٍ بَعْدَ مُلُوكٍ]
فللدهر بوائق وغوائل وزلازل وشرور ودواهي ومصائب ومكيدة ومكر واستدراج وتسليط!!!*
[مَنْ أَكْرَمَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ بِكَلِمَةٍ يُلَطِّفُهُ بِهَا ، أَوْ مَجْلِسٍ يُكْرِمُهُ بِهِ ، لَمْ يَزَلْ فِي ظِلِّ اللَّهِ مَمْدُودٌ عَلَيْهِ الرَّحْمَةُ مَا كَانَ فِي ذَلِكَ]*
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ صِحَّةً فِي إِيمَانٍ ، وَإِيمَانًا فِي حُسْنِ خُلُقٍ ، وَنَجَاحًا يَتْبَعُهُ فَلَاحٌ ، وَرَحْمَةً مِنْكَ وَعَافِيَةً ، وَمَغْفِرَةً مِنْكَ وَرِضْوَانًا*
[اللَّهُمَّ أَغْنِنِي بِالْعِلْمِ ، وَزَيِّنِّي بِالْحِلْمِ ، وَأَكْرِمْنِي بِالتَّقْوَى ، وَجَمِّلِّنِي بِالْعَافِيَةِ]
يتمناه العبد يوم القيامة أن يُبعث في زمرة حسن الخلق.
الخلق الحسن يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد والخلق السيئ يفسد العمل كما يفسدالخل العسل". وما مدح الله تعالى نبيّاً كما مدح المصطفى عليه الصلاة والسلام فيقوله تعالى:
" وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ "
والحِلم قمة في حسن الخلق. إذا بلغ العبد مرحلة أن يكون حليماً فقـد جمعت له كل عناصر حسن الخلق فقـد بلغ مرحلة كمال الخلق الحسن وقد قال الإمام علي رضي الله عنه:
[ الحِلم سيد الأخلاق].
وعلى الإنسان أن يتصف بصفات وأوصاف يتـدرج فيها صعوداً إلى أن يصير حليماً ولهذا مدح الله تعالى إبراهيم عليه السلام
(إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ )*
(((قال فضيل بن عياض: أوحى الله تعالى إلى بعض أنبيائه:
[بعيني ما يتحمل المتحملون من أجلي، وما يكابدون في طلب مرضاتي، فكيف بهم إذا صاروا إلى داري، وتبحبحوا في رياض نعمتي؟
هنالك فليبشر المضعفون لله أعمالهم بالنظر العجيب من الحبيب القريب، أتراني أنسى لهم عملاً؟
وكيف وأنا ذو الفضل العظيم أجود على المولين المعرضين عني، فكيف بالمقبلين عليَّ؟
وما غضبت على شيء كغضبي على من أخطأ خطيئة فاستعظمها في جنب عفوي، ولو تعاجلت بالعقوبة أحداً، أو كانت العجلة من شأني، لعاجلت القانطين من رحمتي.
ولو رآني عبادي المؤمنين كيف أستوهبهم ممن اعتدوا عليه، ثم أحكم لمن وهبهم بالخلد المقيم، اتهموا فضلي وكرمي، أنا الديان الذي لا تحل معصيتي، والذي أطاعني أطاعني برحمتي، ولا حاجة لي بهوان من خاف مقامي.
ولو رآني عبادي يوم القيامة كيف أرفع قصوراً تحار فيها الأبصار فيسألوني: لمن ذا؟
فأقول:
لمن وهب لي ذنباً ما لم يوجب على نفسه معصيتي والقنوط من رحمتي، وإني مكافئ على المدح فامدحوني]
ياذا المنِّ والبيان*من تشققت الجبال من مخافته*وقامت السماوات بأمره*واستقرت الأرضون بإذنه*من يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ*غافر الخطايا*كاشف البلايا*منتهى الرجا*مجزل العطايا*واهب الهدايا* رازق البرايا* قاضي المنايا*سامع الشكايا*باعث البرايا*مطلق الأسارى*ذا الحمد والثناء ذا الفخر والبهاء*ذا المجد والسناء*ذا العهد والوفاء*ذاالعفو والرضا*ذاالمن والعطاء*ذا العز والبقاء*ذا الجود والسخاء* ذا الآلاء والنعماء*وبرهان المستعان
[ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ]
يقول الإمام عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه
كل واحد منكم إذا جنه الليل ونام الخلق وسكنت أصواتهم، فليقم وليتوضأ وليصل ركعتين ويقول
(يا رب دلني على عبد من عبادك الصالحين المقربين حتى يدلني عليك ويعرفني طريقك)
إنتبهوا لهذا الكلام:
السبب: لا بد منه،كان الله عز و جل قادرًا على أن يهدي إليه بلا أنبياء*