أَعُوذُ بِاللهِ السَّمِيعِ العَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ ونَفْخَهِ ونَفْثِهِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحيم*
[واللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ]
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَكَفَىَ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى*الحَمْدُ للهِ قَاهِرِ الطُّغاةِ وَالظَّالِمِينَ*الحَمْدُ للهِ قَاصِمِ الجَبَّارِينَ وَالمُسْتَكْبِرِينَ المُسْتَبِدِّينَ*لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ*
مناجاة العالمون بالله من خزائن الجود الإلهية
كيف تفوز بستر الله وجنات فِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ!!!
يغوص الغوّاصون بحثًا عن اللؤلؤ..وغوّاصون غاصوا في تدبر القرآن ومعانيه أقصاها كما قيل:
[أوما بلغك أن القرآن هو البحر المحيط ومنه يتشعب علم الأولين والآخرين كما يتشعب عن سواحل البحر المحيط أنهارها وجداولها أوما تغبط أقواما خاضوا في غمرة أمواجها فظفروا بالكبريت الأحمر وغاصوا في أعماقها فاستخرجوا الياقوت الأحمر والدر الأزهر والزبرجد الأخضر وساحوا في سواحلها فالتقطوا العنبر الأشهب والعود الرطب الأنضر وتعلقوا الى جزائرها واستدروا من حيواناتها الترياق الأكبر والمسك الأذفر وها أنا أرشدك قاضيا حق إخائك ومرتجيا بركة دعائك الى كيفية سياحتهم وغوصهم وسباحتهم]
ومع هذا كله قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" لَنْ يُنَجِّيَ أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ " ، قَالُوا : وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " وَلَا أَنَا ، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِرَحْمَةٍ"
ومن تَغَمَدهُ الله برحمته غمره بها وستره*وإذا ستره[الحَلِيمُ الحَيِيُ السِتِّيرُ] لا يفضحه في الدنيا وستره [السِتِّيرٌ صَاحِبُ الغُفْرَانِ] من مواقف[ضيق]يوم القيامة.
فمن أعظم نِعَم الله تعالى علينا أن يتغمدنا بِرَحْمَته وستره.
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من ضيق المقام يوم القيامة* سُئِلْتُ عائشة:
بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ يَفْتَتِحُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِيَامَ اللَّيْلِ ؟ فَقَالَتْ : لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ شَيْءٍ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَحَدٌ قَبْلَكَ ، " كَانَ إِذَا قَامَ كَبَّرَ عَشْرًا وَحَمِدَ اللَّهَ عَشْرًا وَسَبَّحَ عَشْرًا وَهَلَّلَ عَشْرًا وَاسْتَغْفَرَ عَشْرًا ، وَقَالَ :
"اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي وَعَافِنِي ، وَيَتَعَوَّذُ مِنْ ضِيقِ الْمَقَامِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "
تأويل عاقل من خزائن الجود والكرم الإلهي
كرم الله ورحمته واسعة ونعمته سابغة جامعة وأنفس العالم فيها طامعة لأنه كريم من غير تحديد ومطلق الجود من غير تقييد *
النفس الحيوانية بنور النفس الناطقة يستضيء... فإذا صرفت النفس الناطقة نظرها إلى جانب الحق تبعها نورها كما يتبع نور الشمس الشمس بغروبها وأفولها... فتلتذ النفس الحيوانية بما يحصل لها من الشهود لما لم تره قبل ذلك فلا ألم ولا لذة إلا للنفوس الحيوانية إن كان كما ذكرناه* فهي لذة علمية وإن كان عن ملاءمة طبع ومزاج ونيل غرض فلذة حسية والنفس الناطقة علم مجرد لا يحتمل لذة ولا ألما ويطرأ على الإنسان الذي لا علم له بالأمر على ما هو عليه في نفسه تلبيس وغلط فيتخيل إن النفس الناطقة لها التذاذ بالعلوم حتى قالوا بذلك في الجناب الإلهي وإنه بكماله مبتهج. والله يقول:
(الله نُورُ السَّماواتِ والْأَرْضِ) ولولا النور ما ظهر للممكنات عين وقول رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في دعائه:
"اللهم اجعل في سمعي نورا وفي بصري نورا وفي شعري نورا حتى قال واجعلني نورا"
وهو كذلك وإنما طلب مشاهدة ذلك حتى يظهر للابصار فإن النور المعنوي خفي لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ فأراد رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أن يدرك بالحس ما أدركه بالإيمان والعقل وذلك لا يظهر إلا لأرباب المجاهدات
فنحن نعلم أن ثم نار أو لا نرى لها تسخينا في الحجر ولا إحراقا في المرج وهكذا جميع الموجودات لمن نظر واستبصر أو من شاهد فاعتبر فالحق مخبوء في الخلق من كونه نورا فإذا قدحت زناد الخلق بالفكر ظهر نور الحق.
فمن عرف القدح وميز الزناد فالنار عنده فهو عَلى نُورٍ من رَبِّهِ متى شاء أظهرها فهو الظاهر ومتى شاء أخفاها فهو الباطن فإذا بطن ف :
"لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ:
وإذا ظهر ف :
"هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ"
فالقادح ما جاء بنور من عنده فالحق معنا أينما كنا في عدم أو وجود فبمعيته ظهرنا فنحن ذو نور ولا شعور لنا وهونور السموات من حيث العقول والأرض من حيث الأبصار.ولهذا قال:
" لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ"
لأنه نور والنور لا يدرك إلا بالنور فلا يدرك إلا به وهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ لأنه نور وهُوَ اللَّطِيفُ لأنه يلطف ويخفى في عين ظهوره فلا يعرف ولا يشهد كما يعرف نفسه ويشهدها الْخَبِيرُ علم ذوق وما قال لا تدركه الأنوار!!!
[وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ]
أي :العالمون بالله* فقد جاء عن جابر رضي الله عنه ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ : [وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ] سورة العنكبوت آية 43 ، قَالَ :
" الْعَالِمُ الَّذِي عَقَلَ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى فَعَمِلَ بِطَاعَتِهِ ، وَاجْتَنَبَ سَخَطَهُ "
وأفضل ما جاد به الله تعالى على عباده العلم به من حيث أسماؤه وصفاته!! فمن أعطاه الله هذا العلم فقد منحه أعظم الهبات الإلهية.
والعلم به من حيث أسماؤه وصفاته وعلم البرزخ والآخرة والملإ الأعلى*فالوجود أول خزائن الجود فإذا أعطاك الحق مفتاح هذه الخزانة فظهرتَ في وجودك وظهرت فيك صور العوالم كلها فحصل لك العلم بما لا تعلم ...ويُعلمك ربك ما لم تكن تعلم لما تحتوي المناجاة من علوم الأنوار والأسرار والفضل على قلوب الأولياء بالحديث والإلهام*
فمن كان ذا لب وغوص وفطنة فهذه
مناجاة هي [[[مفتاح عظيم ]]] من مفاتح خزائن الجود فلا تضيعه!!! فإنه يعمل عمل كل مفتاح من مفاتيح الفضل والجود... ولا يعمل مفتاح عمله!!! فبهذه [مناجاة] تفتح كل مغلق ولا يفتح بغيره ما أغلقه هذا المفتاح من الفضل والجود!!! ومفتاح الغيب لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ فلا تعلم إلا من عالم الغيب والشهادة.
!!
فهل تريد أن تدخل في زمرتهم و تريد فضل الدارين!!! هل تريد الحكمة!! هل تريد مالا ومنالا وجاهاً وتكون صَاحِبُ الْقُرْآنِ في الدنيا وليس خصمك يوم القيامة!!
صل من النوافل ما شئتَ* ثم سبح كثيرا..واستغفر كثيرا ثم التحصين الهالك:
أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[[[الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ*الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ*مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ*إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ]
بِسْمِ اللهِ*الْحَمْدُ لِلَّهِ قَاهِرِ الطُّغاة الظَّالِمِينَ[يا اللَّهُ3 ] أَنْتَ اللَّهُ إِلَهَ الْعَالَمِينَ قَاصِمُ الْجَبَّارِينَ والْمُسْتَكْبِرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ والمُسْتَبدينَ*اللَّهُمَّ يَاكَبِيرُ يَاقَدِيرُ*يَاسَمِيعُ يَابَصِيرُ يَامَنْ لا شَرِيكَ لَهُ وَلا وَزِيرَ*يَاقـَاصِمَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ أَسْأَلُكَ أن تُصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آل مُحَمَّدٍ وَعَلَى جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ*واسْقِنَا بِكَأْسِ الْخُلْدِ*واكْسُني بِفَضْلِكَ حُلَّةَ الْكَرَامَةِ*وَتَوِّجنَي تَاجَ الْمُلْكِ*وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ*اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الرِّضَا بَعْدَ الْقَضَاءِ وَبَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ*وَلَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ*وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ *مِنْ غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَلا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ*اللَّهُمَّ أَنْتَ أَحَقُّ مَنْ ذُكِرَ*وَأَحَقُّ مَنْ أَعْطَى*أَنْتَ الْمَلِكُ لا شَرِيكَ لَكَ* كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَكَ*لَنْ تُطَاعَ إِلا بِإِذْنِكَ*وَلَمْ تُعْصَ إِلا بِعِلْمِكَ*وَالْعَبْدُ عَبْدُكَ*وَأَنْتَ اللَّهُ الرَّءُوفُ الرَّحِيمُ*أَسْأَلُكَ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ*وبِكُلِّ حَقٍّ هُوَ لَكَ*وَبِحَقِّ السَّائِلِينَ عَلَيْكَ أَنْ تَقْبَلَنِي فِي هَذِهِ الْغَدَاةِ [أَوْ :فِي هَذِهِ الْعَشِيَّةِ] وَأَنْ تُجِيرَنِي مِنَ النَّارِ بِقُدْرَتِكَ* اللهم أنتَ قلْتَ وقوْلُكَ الحَق:
[وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ] أَسْأَلْكَ منْ فَضْلكَ وعَطِيَّتِكَ* وعَطِيَّتُكَ أَفْضَلُ الْعَطِيَّةِ وَأَهْنَؤُهَا تُطَاعُ رَبَّنَا فَتَشْكُرُ*وَتُعْصَى رَبَّنَا فَتَغْفِرُ*وَتُجِيبُ الْمُضْطَرَّ وَتَكْشِفُ الضُّرَّ*وَتَشْفِي السَّقِيمَ*وَتَغْفِرُ الذَّنْبَ وَتَقْبَلُ التَّوْبَةَ وَلا يَجْزِي بِآلائِكَ أَحَدٌ*وَلا يَبْلُغُ مِدْحَتَكَ قَوْلُ قَائِلٍ*[لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ]]] 3 مرات.
ثم تسبيح الياقوت الأحمر والدر الأزهر والزبرجد الأخضر سميته:
[واللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ] لما تحتوي المناجاة من علوم الأنوار والأسرار الربانية والفضل الرحماني على قلوب الأولياء بالحديث والإلهام*
تسبيح
[واللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ]
[ياذا الفَضْل الْعَظِيمِ ذا الثَّنَاء الفـَاخِرِ والعِزِّ والمَجْدِ والكِبْرِيَاءِ فـَلا يَذِلُّ عِزُّهُ القَرِيبُ المُجيِبُ المُدَانِي دوُنَ كُلِّ شَيْءٍ قُرْبُهُ][150 مرة*
كل صباح أو كل ليلة واختم :
اللَّهُمَّ ذَا السُّلْطَانِ الْعَظِيمِ*ذَا الْمَنِّ الْقَدِيمِ*ذَا الْوَجْهِ الْكَرِيمِ وَلِيَ الْكَلِمَاتِ التَّامَّاتِ*وَالدَّعَوَاتِ الْمُسَتَجَابَاتِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آل مُحَمَّدٍ وَصَلِّ عَلَى جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ*اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا*وَفِي لِسَانِينُورًا*وَفِي سَمْعِي نُورًا*وَفِي بَصَرِي نُورًا*وَعَنْ يَمِينِي نُورًا* وَعَنْ أَمَامِي نُورًا*وَعَنْ شِمَالِي نُورًا*ومِنْ خَلْفِي نُورًا* ومِنْ فَوْقِي نُورًا*وَمِنْ تَحْتِي نُورًا*وَاجْعَلْني نُورًا*] مرة واحدة.
والتسبيح مع الدعوة ليس أقل من [ أربعين يوما] أو أكثر!!!! فسترى سرا يفرح له قلبك!!!.
فإن في الدعوة من الأسرار العظام التي لا تُقال!!!
ولا تترك قراءة الآية [واللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ]ولو بعدد قليل ليدوم فضل الله عليك من فضله العظيم.
وإلى كل ذي لب وغوص وفطنة مني تحية وسلاما.
[واللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ]
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَكَفَىَ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى*الحَمْدُ للهِ قَاهِرِ الطُّغاةِ وَالظَّالِمِينَ*الحَمْدُ للهِ قَاصِمِ الجَبَّارِينَ وَالمُسْتَكْبِرِينَ المُسْتَبِدِّينَ*لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ*
مناجاة العالمون بالله من خزائن الجود الإلهية
كيف تفوز بستر الله وجنات فِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ!!!
يغوص الغوّاصون بحثًا عن اللؤلؤ..وغوّاصون غاصوا في تدبر القرآن ومعانيه أقصاها كما قيل:
[أوما بلغك أن القرآن هو البحر المحيط ومنه يتشعب علم الأولين والآخرين كما يتشعب عن سواحل البحر المحيط أنهارها وجداولها أوما تغبط أقواما خاضوا في غمرة أمواجها فظفروا بالكبريت الأحمر وغاصوا في أعماقها فاستخرجوا الياقوت الأحمر والدر الأزهر والزبرجد الأخضر وساحوا في سواحلها فالتقطوا العنبر الأشهب والعود الرطب الأنضر وتعلقوا الى جزائرها واستدروا من حيواناتها الترياق الأكبر والمسك الأذفر وها أنا أرشدك قاضيا حق إخائك ومرتجيا بركة دعائك الى كيفية سياحتهم وغوصهم وسباحتهم]
ومع هذا كله قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" لَنْ يُنَجِّيَ أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ " ، قَالُوا : وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " وَلَا أَنَا ، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِرَحْمَةٍ"
ومن تَغَمَدهُ الله برحمته غمره بها وستره*وإذا ستره[الحَلِيمُ الحَيِيُ السِتِّيرُ] لا يفضحه في الدنيا وستره [السِتِّيرٌ صَاحِبُ الغُفْرَانِ] من مواقف[ضيق]يوم القيامة.
فمن أعظم نِعَم الله تعالى علينا أن يتغمدنا بِرَحْمَته وستره.
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من ضيق المقام يوم القيامة* سُئِلْتُ عائشة:
بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ يَفْتَتِحُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِيَامَ اللَّيْلِ ؟ فَقَالَتْ : لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ شَيْءٍ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَحَدٌ قَبْلَكَ ، " كَانَ إِذَا قَامَ كَبَّرَ عَشْرًا وَحَمِدَ اللَّهَ عَشْرًا وَسَبَّحَ عَشْرًا وَهَلَّلَ عَشْرًا وَاسْتَغْفَرَ عَشْرًا ، وَقَالَ :
"اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي وَعَافِنِي ، وَيَتَعَوَّذُ مِنْ ضِيقِ الْمَقَامِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "
تأويل عاقل من خزائن الجود والكرم الإلهي
كرم الله ورحمته واسعة ونعمته سابغة جامعة وأنفس العالم فيها طامعة لأنه كريم من غير تحديد ومطلق الجود من غير تقييد *
النفس الحيوانية بنور النفس الناطقة يستضيء... فإذا صرفت النفس الناطقة نظرها إلى جانب الحق تبعها نورها كما يتبع نور الشمس الشمس بغروبها وأفولها... فتلتذ النفس الحيوانية بما يحصل لها من الشهود لما لم تره قبل ذلك فلا ألم ولا لذة إلا للنفوس الحيوانية إن كان كما ذكرناه* فهي لذة علمية وإن كان عن ملاءمة طبع ومزاج ونيل غرض فلذة حسية والنفس الناطقة علم مجرد لا يحتمل لذة ولا ألما ويطرأ على الإنسان الذي لا علم له بالأمر على ما هو عليه في نفسه تلبيس وغلط فيتخيل إن النفس الناطقة لها التذاذ بالعلوم حتى قالوا بذلك في الجناب الإلهي وإنه بكماله مبتهج. والله يقول:
(الله نُورُ السَّماواتِ والْأَرْضِ) ولولا النور ما ظهر للممكنات عين وقول رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في دعائه:
"اللهم اجعل في سمعي نورا وفي بصري نورا وفي شعري نورا حتى قال واجعلني نورا"
وهو كذلك وإنما طلب مشاهدة ذلك حتى يظهر للابصار فإن النور المعنوي خفي لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ فأراد رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أن يدرك بالحس ما أدركه بالإيمان والعقل وذلك لا يظهر إلا لأرباب المجاهدات
فنحن نعلم أن ثم نار أو لا نرى لها تسخينا في الحجر ولا إحراقا في المرج وهكذا جميع الموجودات لمن نظر واستبصر أو من شاهد فاعتبر فالحق مخبوء في الخلق من كونه نورا فإذا قدحت زناد الخلق بالفكر ظهر نور الحق.
فمن عرف القدح وميز الزناد فالنار عنده فهو عَلى نُورٍ من رَبِّهِ متى شاء أظهرها فهو الظاهر ومتى شاء أخفاها فهو الباطن فإذا بطن ف :
"لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ:
وإذا ظهر ف :
"هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ"
فالقادح ما جاء بنور من عنده فالحق معنا أينما كنا في عدم أو وجود فبمعيته ظهرنا فنحن ذو نور ولا شعور لنا وهونور السموات من حيث العقول والأرض من حيث الأبصار.ولهذا قال:
" لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ"
لأنه نور والنور لا يدرك إلا بالنور فلا يدرك إلا به وهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ لأنه نور وهُوَ اللَّطِيفُ لأنه يلطف ويخفى في عين ظهوره فلا يعرف ولا يشهد كما يعرف نفسه ويشهدها الْخَبِيرُ علم ذوق وما قال لا تدركه الأنوار!!!
[وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ]
أي :العالمون بالله* فقد جاء عن جابر رضي الله عنه ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ : [وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ] سورة العنكبوت آية 43 ، قَالَ :
" الْعَالِمُ الَّذِي عَقَلَ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى فَعَمِلَ بِطَاعَتِهِ ، وَاجْتَنَبَ سَخَطَهُ "
وأفضل ما جاد به الله تعالى على عباده العلم به من حيث أسماؤه وصفاته!! فمن أعطاه الله هذا العلم فقد منحه أعظم الهبات الإلهية.
والعلم به من حيث أسماؤه وصفاته وعلم البرزخ والآخرة والملإ الأعلى*فالوجود أول خزائن الجود فإذا أعطاك الحق مفتاح هذه الخزانة فظهرتَ في وجودك وظهرت فيك صور العوالم كلها فحصل لك العلم بما لا تعلم ...ويُعلمك ربك ما لم تكن تعلم لما تحتوي المناجاة من علوم الأنوار والأسرار والفضل على قلوب الأولياء بالحديث والإلهام*
فمن كان ذا لب وغوص وفطنة فهذه
مناجاة هي [[[مفتاح عظيم ]]] من مفاتح خزائن الجود فلا تضيعه!!! فإنه يعمل عمل كل مفتاح من مفاتيح الفضل والجود... ولا يعمل مفتاح عمله!!! فبهذه [مناجاة] تفتح كل مغلق ولا يفتح بغيره ما أغلقه هذا المفتاح من الفضل والجود!!! ومفتاح الغيب لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ فلا تعلم إلا من عالم الغيب والشهادة.
!!
فهل تريد أن تدخل في زمرتهم و تريد فضل الدارين!!! هل تريد الحكمة!! هل تريد مالا ومنالا وجاهاً وتكون صَاحِبُ الْقُرْآنِ في الدنيا وليس خصمك يوم القيامة!!
صل من النوافل ما شئتَ* ثم سبح كثيرا..واستغفر كثيرا ثم التحصين الهالك:
أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[[[الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ*الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ*مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ*إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ]
بِسْمِ اللهِ*الْحَمْدُ لِلَّهِ قَاهِرِ الطُّغاة الظَّالِمِينَ[يا اللَّهُ3 ] أَنْتَ اللَّهُ إِلَهَ الْعَالَمِينَ قَاصِمُ الْجَبَّارِينَ والْمُسْتَكْبِرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ والمُسْتَبدينَ*اللَّهُمَّ يَاكَبِيرُ يَاقَدِيرُ*يَاسَمِيعُ يَابَصِيرُ يَامَنْ لا شَرِيكَ لَهُ وَلا وَزِيرَ*يَاقـَاصِمَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ أَسْأَلُكَ أن تُصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آل مُحَمَّدٍ وَعَلَى جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ*واسْقِنَا بِكَأْسِ الْخُلْدِ*واكْسُني بِفَضْلِكَ حُلَّةَ الْكَرَامَةِ*وَتَوِّجنَي تَاجَ الْمُلْكِ*وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ*اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الرِّضَا بَعْدَ الْقَضَاءِ وَبَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ*وَلَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ*وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ *مِنْ غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَلا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ*اللَّهُمَّ أَنْتَ أَحَقُّ مَنْ ذُكِرَ*وَأَحَقُّ مَنْ أَعْطَى*أَنْتَ الْمَلِكُ لا شَرِيكَ لَكَ* كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَكَ*لَنْ تُطَاعَ إِلا بِإِذْنِكَ*وَلَمْ تُعْصَ إِلا بِعِلْمِكَ*وَالْعَبْدُ عَبْدُكَ*وَأَنْتَ اللَّهُ الرَّءُوفُ الرَّحِيمُ*أَسْأَلُكَ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ*وبِكُلِّ حَقٍّ هُوَ لَكَ*وَبِحَقِّ السَّائِلِينَ عَلَيْكَ أَنْ تَقْبَلَنِي فِي هَذِهِ الْغَدَاةِ [أَوْ :فِي هَذِهِ الْعَشِيَّةِ] وَأَنْ تُجِيرَنِي مِنَ النَّارِ بِقُدْرَتِكَ* اللهم أنتَ قلْتَ وقوْلُكَ الحَق:
[وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ] أَسْأَلْكَ منْ فَضْلكَ وعَطِيَّتِكَ* وعَطِيَّتُكَ أَفْضَلُ الْعَطِيَّةِ وَأَهْنَؤُهَا تُطَاعُ رَبَّنَا فَتَشْكُرُ*وَتُعْصَى رَبَّنَا فَتَغْفِرُ*وَتُجِيبُ الْمُضْطَرَّ وَتَكْشِفُ الضُّرَّ*وَتَشْفِي السَّقِيمَ*وَتَغْفِرُ الذَّنْبَ وَتَقْبَلُ التَّوْبَةَ وَلا يَجْزِي بِآلائِكَ أَحَدٌ*وَلا يَبْلُغُ مِدْحَتَكَ قَوْلُ قَائِلٍ*[لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ]]] 3 مرات.
ثم تسبيح الياقوت الأحمر والدر الأزهر والزبرجد الأخضر سميته:
[واللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ] لما تحتوي المناجاة من علوم الأنوار والأسرار الربانية والفضل الرحماني على قلوب الأولياء بالحديث والإلهام*
تسبيح
[واللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ]
[ياذا الفَضْل الْعَظِيمِ ذا الثَّنَاء الفـَاخِرِ والعِزِّ والمَجْدِ والكِبْرِيَاءِ فـَلا يَذِلُّ عِزُّهُ القَرِيبُ المُجيِبُ المُدَانِي دوُنَ كُلِّ شَيْءٍ قُرْبُهُ][150 مرة*
كل صباح أو كل ليلة واختم :
اللَّهُمَّ ذَا السُّلْطَانِ الْعَظِيمِ*ذَا الْمَنِّ الْقَدِيمِ*ذَا الْوَجْهِ الْكَرِيمِ وَلِيَ الْكَلِمَاتِ التَّامَّاتِ*وَالدَّعَوَاتِ الْمُسَتَجَابَاتِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آل مُحَمَّدٍ وَصَلِّ عَلَى جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ*اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا*وَفِي لِسَانِينُورًا*وَفِي سَمْعِي نُورًا*وَفِي بَصَرِي نُورًا*وَعَنْ يَمِينِي نُورًا* وَعَنْ أَمَامِي نُورًا*وَعَنْ شِمَالِي نُورًا*ومِنْ خَلْفِي نُورًا* ومِنْ فَوْقِي نُورًا*وَمِنْ تَحْتِي نُورًا*وَاجْعَلْني نُورًا*] مرة واحدة.
والتسبيح مع الدعوة ليس أقل من [ أربعين يوما] أو أكثر!!!! فسترى سرا يفرح له قلبك!!!.
فإن في الدعوة من الأسرار العظام التي لا تُقال!!!
ولا تترك قراءة الآية [واللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ]ولو بعدد قليل ليدوم فضل الله عليك من فضله العظيم.
وإلى كل ذي لب وغوص وفطنة مني تحية وسلاما.
اترك تعليق: