الجنـون
اختلال القوة المميزة بين الأمور الحسنة والقبيحة المدركة للعواقب، بأن لا تظهر آثارها وتتعطل أفعالها، إما لنقصان جبل عليه دماغه في أَصْل الخلقة ، وإما لخروج مزاج الدماغ عن الاعتدال بسبب خلط أو آفة ، وإما لاستيلاء الشَّيطان عليه وإلقاء الخيالات الفاسدة إليه بحيثُ يفرح ويفزع من غير ما يَصْلح سبباً ا.هـ" حاشية رد المحتار- كتاب الطلاق".
اللَّـمَمُ
الجُنُون ُ، وصِغارُ الذنُوبِ. والمَلْمومُ: المَجْنُونُ، وأصابَتْه من الجِنِّ لَمَّةٌ، أي: مَسٌّ ؛ والعينُ اللاَّمَّةُ: المُصِيبةُ بسوءٍ. أخرج أبو داود والحاكم عن عائشة قالت: «كَانَتْ جَمِيلَةُ امْرَأَةُ أَوْسِ بْنِ الصَّامِتِ وَكَانَ امْرَأً بِهِ لَمَمٌ فَإِذَا اشْتَدَّ لَمَمُهُ ظَاهَرَ مِنِ امْرَأَتِهِ» .
الـمس
يقال: مَسِسْتُ الشيء أمَسّه مَسّاً ، إذا لَمسْتَه بيدك ، ثم استُعير للأخْذِ والضرب لأنهما باليد ، واستعير للجماع لأنه لمْسٌ ، وللجنون كأنّ الجِنّ مَسّتْه. يقال: به مَسّ من جُنونٍ " انظر النهاية في غريب الحديث والأثر".
الطيف : يقال قد أصَابَ هذا الغلامَ لَمَمٌ أو طَيْفٌ من الجن ، أي عَرَض له عارِضٌ منهم. وأصْلُ الطيْف: الجُنُونُ. ثم استُعْمِل في الغَضب، ومَسّ الشيطان ووسْوسَته. ويقال له طائف، وقد قُرىء بهما قوله تعـالى: }إنّ الّذين اتّقَوْا إذا مسّهُمْ طيْفٌ مِنَ الشّيطانِ{ يقال طاف يَطِيف ويَطُوف طيْفاً وطوْفاً، فهو طائِف، ثم سُمّي بالمَصْدر. ومنه طيْفُ الخيَال الذي يَرَاه النائمُ.
فهذه كلمات مترادفة المعنى في مفهومها ، ويتلخص تعريفها بان شيطاناً من الجن قد تسـلط على عقل أو قلب أو جسد الإنسي، ويقول بعض العوام أن إنسان به ضرر أو معه تابعه أو معه قرينه أو فيه زار يعنون أنه مصاب بمس من الجن بسبب أو آخر.
وعندما تطلق كلمة الصرع عند البعض في هذه الايام فهي تعني الاغماء الذي يحصل لبعض الناس والذي من بعض صفاته تشنج الاعضاء وخروج الزبد في بعض الاحيان..الخ .
يقول ابن القيم : لو كشف الغطاء لرأيت أكثر النفوس البشرية صرعى مع هذه الارواح الخبيثة ، وهي في أسرها وقبضتها تسوقها حيث شاءت ولا يمكن الامتناع عنها ولا مخالفتها ومنها الصرع الاعظم الذي لا يفيق صاحبه الا عند المفارقة والمعاينة فهناك يتحقق أنه مصروع حقيقة" زاد المعاد الجزء الثالث".
وقد تطلق كلمة الصرع على من يصاب بالجنون والتخبط بالقول والفعل بسبب المس في أوقات متفرقة . حكي أن الحجاج خرج يوما متنزها فلما فرغ من نزهته صرف عنه أصحابه وانفرد بنفسه ، فإذا هو بشيخ من بني عجل فقال : من أين أيها الشيخ ؟ قال من هذه القرية ، قال كيف ترون عمالكم ؟ قال شر عمال ، يظلمون الناس ، ويستحلون أموالهم ، قال : فكيف قولك في الحجاج ؟ قال: ذاك ما ولي العراق شر منه قبحه الله ، وقبح من استعمله ، قال أتعرف من أنا ؟ قال: لا، قال أنا الحجاج ، قال: جعلت فداك أو تعرف من أنا ؟ قال: لا ، قال أنا مجنون بني عجل أصرع في كل يوم مرتين ، قال : فضحك الحجاج منه وأمر له بصلة .