الكشف والعلاجات والاستشارات الاتصال بالشيخ الدكتور أبو الحارث (الجوال):00905397600411
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
X

المدارس الروحانية وعلومها بين الطرق الصوفية والعارفين بالله

المـدرسة الـروحانية الـكبرى

 
  • تصفية
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

    المدارس الروحانية وعلومها بين الطرق الصوفية والعارفين بالله .

    مُقدمة (الذكر فى الإسلام) .

    للمدارس الروحانية طرق عديدة وإمدادات ربانية كثيرة فإشراقات السماء وأنوارها لا تتجلى للعبد إلآ من خالق نور السموات والأرض وكلها لا تخرج عن المنهج الذى وضعه الله فى كتابه الكريم وما أبلغنا به رسوله ص فى أحاديثه الشريفة .

    ونرى جميعاً أن أكثر ما تشتهر به المدارس الربانية فى عالم الروحانيات هو الذكر والأوراد وعمل الخلوات الربانية وذلك لأن الله أختص أمة الإسلام بالذكر دون عن غيرها من سائر الأُمم فلذلك عندما كان يتحدث الخالق إلى بنى إسرائيل كان يقول :

    (
    يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ)
    لأنها كانت أمة مادية لا تنظر إلا للنعم الظاهرة التى بين أيديهم فقط.


    أما نحن فيتحدث إلينا ربُ العالمين ويقول (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ) وذلك لأننا أمة ربانية روحانية تتصل أرواحنا بالخالق الأعظم فى السماء فيطلب منا الخالق أن نذكرهُ لكى يذكرنا هو من فوق سبع سموات بل وإن ذكرناه فى ملاٍ (كحلقات الذكر) ذكرنا هو وسط ملآئكته المقربين فى الملأ الأعلى وهذا ما أخبرنا به سيدنا رسول الله ص :

    (
    يقُولُ اللَّه تَعالى أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعهُ إِذَا ذَكَرَني فَإن ذَكرَني في نَفْسهِ ذَكَرْتُهُ في نَفسي وإنْ ذَكَرَني في ملإٍ ذكَرتُهُ في ملإٍ خَيْرٍ منْهُمْ) فمادام الذكر متصل بين العبد وربه دام وأتصل العبد بربه وإتصلت روحه فى الملأ الأعلى بين الملائكة المقربين ومن هنا خرجت القاعدة الروحانية العلمية التى تقول (من لا ورد له لا وارد له).


    المدارس الروحانية ؟

    الطرق الصوفية بين السالك والأوراد .
    ومن خلال هذا المنطلق نرى أن الطرق الصوفية من الأكثر المدارس إلتزاماً بالأوارد وعمل الخلوات الربانية والروحانية, وحلقات الذكر والتقرب إلى آل بيت رسول الله ص وأولياء الله الصالحين وكثرة الصلاة على النبى الكريم ص .

    وفى ذلك أسوةً حسنة فسيدنا رسول الله ص كان أعبد العابدين وأزهد الزاهدين ومن بعده صاحبته الكرام وآل البيت الأطهار الذين خرج منهم أولياء الله الصالحين والعارفين بعلوم أسرار السماء وأسسوا المناهج الربانية العُليا التى كانت هى الغاية للوصول إلى الله جل شأنه فى علاه.


    والطرق الصوفية كثيرة ومدارسها عديدة ولكن المنهج العام لها هو التدريب والتهذيب والترقىّ بالروح والعبادة والتريض بالذكر والورد والحزب والتى تؤدى للسالك (المُريد) إلى الكشف والمطالعة والتبحُر فى أسرارعلُوم منهج السماء وأسرار القرآن الكريم .

    وبطبيعة الحال كان (الورد) هو الأساس وهو أول طريق البداية للمُريد بحيث أن السالك إلى (الطريقة) يأخذ الورد ليتدرب ويتريض حتى يُصبح على أول طريق مدارج السالكين نحو العلم والكشف والمُطالعة والمُعارفة.


    الشيخ والمُريد ؟

    وكل هذا لابد وأن يُأخذ عن طريق الشيخ المُربى والشيخ المُربى نفسه لابد أن يكون متصل وأن يكون قد أخذ (الإذن) والعهد من قبل وصار على النهج وتريض وتدرج فى مدارج السالكين بالمجاهدة والصبر وعدم الاستكانة ليشتد ويقوى جسده وروحه بالعبادة والمُدارسة وبالأوراد وبالحزب (المُوْرث), حتى يصل إلى المرحلة الربانية (الصفوة العُليا) .

    وهذه درجة عُليا وتأتى بالتدرج حتى تصل إلى (الولى) مؤسس الطريقة الذى صافىَ روحهُ إلى الله فصفاهُ الله فأرتقت روحهُ وأتصلت بالملأ الأعلى وأخذ العلم من الله وملآئكته النُورانين.


    (فحينها يصبح الشيخُ المُربى قد أتصل بالولى وأصبح مُرشداً عن الطريقة ولديه القدرة فى تزكية (المُريد) ليبدء معه الرحلة الربانية العُليا والروحانية النورانية).

    وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ (رِبِّيُّونَ) كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ .


    مدرسة روحانية

    والشيخ المُربى نوعان نحو الهدف فمنهم شيخ التزكية وهو الذى يقوم بالتزكية وإعطاء (الإذن) للمُريد والورد المناسب والحزب والخلوة الربانية ليرتقى ويعلُو بروحهِ مُتصلاً بنور السماء ليأخذ (العلم الربانى) من الله وملآئكته (النُورانين), فى علوم الدين الصحيح وأسرار القرآن وعلُوم تفسيرهُ وأحكام الشريعة وأحكام الفقه المقارن .

    وبذلك يكون خادماً لنصرة دين الله ويقوم بنشر المنهج الربانى النُورانى القويم لتعليم وتنوير بصائر العباد نحو دينهم ليعبدوا الله حق عبادته.


    والنوع الآخر شيخ الروحانية وهذا لا يختلف فى الطريقة نفسها ولكن الهدف هُنا مُختلف فبعد (الإذن الروحانى) والتريض بالأوراد والخلوات وكل ما سبق يُصبح (المُريد) هنا شيخاً روحانياً وذلك بعد نور البصيرة والأتصال (بالخادم العُلوى النُورانى) وأخذ العهد معه ليكشف له أسرار عالم الروحانيات وعلم فلك السماء وطُرق الكشف الروحانى والعلاجات الروحانية القرآنية .

    وطرق الصرف والتحصين وعلم فك الأرصاد فيُصبح لديه الأسرار (الخاصة به) فى هذا العلم الذى هو أساسهُ من أنوار عالم ملكوت السماء.


    (والذى يقوم بدوره فى علاج وتحصين العباد الذين تضرروا من الأعمال السحرية السُفلية ومن مسّ الشياطين وفك الأرصاد ومن شر حسد الناس وغيره) وكما هو أتصل من قبل وأصبح شيخاً روحانياً فيستطيع بدوره إعطاء (الأذن والورد) لكل (مُريد) فى هذا العلم.

    ودائماً كانت النصيحة من جميع المشايخ لكل مُريد هى قول الله (وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا) .


    ولا نستطيع أن نُنكر أنه هناك من المشايخ والمُريدين الذين وهبهم الله العلم فإستطاعوا الجمع بين هذان العلمين مع بعضهما البعض (العلم الربانى من الكتاب والشريعة وعلم الروحانيات والفلك) وهذه درجة ربانية نُورانية عُليا فكما قُلنا أن سَيْرُكَ نحو التدرج بين السالكين يجعلك تسيرُ نحو الولآية حتى تتدرج وتنال (النفحة الربانية) وتنال درجة من درجات الأولياء.
    والأولياء هُم العباد المُقربين من رب العباد هم أصحاب القامات الرفيعة وأصحاب المقامات العُليا وفى رحابهم نرى الأنوار تتلألأ وأشراقات السماء تتجلى علينا بالفيُوضات الربانية والروحانية العُليا .

    ولهم الفضل على كل مُريد من حيث الكرامات والبركات التى لا نستطيع عدها ولا حصرها والتى تجلت أنوارها على الكثير من العباد الصالحين حتى قالوا القول المشهور (إن ما كان معجزةً لنبى جاز أن يكون كرامةً لولى) .


    المدارس الروحانية ؟

    الاقطاب الأربعة (الأولياء والعارفين الكبار) .
    وأكبر المدارس (الربانية) علواً وشئناً فى علم ملكوت السماء والروحانيات هم الطرق الأربعة الذين لُقب أصحابُها بــ (الأقطاب الأربعة) :

    - الطريقة القادرية للباز الأشهب سيدى (عبد القادر الكيلانى) قدس الله سره .
    - الطريقة الرفاعية لسيدى (أحمد الرفاعى) قدس الله سره .
    - الطريقة البُرهامية الدُسُوقية لسيدى (إبراهيم الدسوقى) قدس الله سره .
    - الطريقة البدوية الأحمدية لسيدى (أحمد البدوى) قدس الله سره .

    فهؤلآء ومن قبلهم ومن صار بعدهم على (النهج الربانى) هم العُلماء الربانين النوارنين والعارفين بالله حق المعرفة وأولياء الله الصالحين فى الأرض الذين إستقاموا على الشريعة الربانية وإحتزوا بالأدب المحمدى وورثوا العلم من منهج السماء والنبوه .

    فوهبهم الله النور الإلهى وتجلت عليهم الأنوار المحمدية التى أضاءت لهمُ الطريق وتنزلت عليهمُ الملآئكة بالسكينة وغشيتهم الرحمة فأصبحوا كشموس الدنيا وبهم يهتدى السالك إلى الطريق وبهم ينزلُ القطر فيُغاث العباد (أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ).


    انواع المدارس الروحانية

    صفات الأوليآء فى القرآن الكريم والأحاديث الشريفة
    إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32) فصلت .

    وهذا ما أخبرنا به الحق سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم ووضح لنا صفات أولياءه من عباده الصالحين الذين قالوا ربُنا الله (الرب هو المُربى الأول للعبد الصالح), ثم آمنوا ثم إستقاموا ثم أتقوا فأعطاهم الله من (عطاءات الربوبية) وجعل الملائكة تتنزل عليهم وتجالسهم فى (مجالس الذكر) ويتدارسون علُوم القرآن وأسراره ويأخذون العلم الربانى من النُورِ الأعلى ومن الملائكة النُورانين :

    (ما اجتَمَعَ قَومٌ في بَيتٍ مِن بُيوتِ اللهِ تَعالى يَتلونَ كِتابَ اللهِ وَيَتَدارسونَه بَينَهم إلَّا نَزَلتْ عليهمُ السَّكينةُ وغَشِيَتهمُ الرَّحمةُ وحَفَّتهمُ المَلائكةُ وذكَرَهمُ اللهُ فيمَن عندَه).


    ومعنى حفتهم الملآئكة (أحاطتْ بِهمُ المَلائكَةُ التي تَبحَثُ عن مَجالسِ الذِّكرِ) فيرى (المُريد) الأنوار تشرُق من حولهِ سواء كان فى حلقات الذكر أو فى الخلوة الربانية فيرى فى بداية الأمر خيلات من بينها أنوار تتلألأ حتى تُفتح البصيرة الكاملة ويُرفع الحجاب ويُكشف الغطاء حتى يرى المُريد الأنوار التامة.

    وهذا ما حدث من الصحابى الجليل (أَسَيْدُ بنُ حُضَيْرٍ) عندما جلس يقرأ القرآن وبجواره خيل فسمع لها صياحاً وهمهمة وشعر بحركة غريبة لها ورأى فوق رأسه ظل به نور وكأنها مصابيح يتلألأ منها النور فذهب إلى سيدنا رسول الله ص وأخبره بما حدث وقال :

    (فَرَفَعْتُ رَأْسِي إلى السَّماءِ فإذا مِثْلُ الظُّلَّةِ فيها أمْثالُ المَصابِيحِ (قالَص) وتَدْرِي ما ذاكَ؟ قالَ لا (قالَ ص) تِلكَ المَلائِكَةُ دَنَتْ لِصَوْتِكَ ولو قَرَأْتَ لَأَصْبَحَتْ يَنْظُرُ النَّاسُ إلَيْها لا تَتَوارَى منهمْ) فنزلت الملآئكة لقرائته وتقربت إليه ولو أنه أكمل القراءة مجاهداً لرأها رؤيا العين هو ومن حوله وصافحها.


    وهنا نقول كما أن القاعدة العلمية تقول (من لا ورد له لا وارد له) فأيضا يجب علينا أن نعلم أنه (لا إرسال دون إستنزال) فالورد هُنا هو الإرسال ولكل (ورد) درجة فى (الإستنزال) فكلما عَظُمَ وتجلَّ الورد وكان قوياً كلما عَظُمَت وتجلّت قوة أنوار الإستنزال الربانى النورانى.

    كرآمات أولياء الله الصالحين فى القرآن الكريم .

    أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۚ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64) يونس .

    وأولياء الله الصالحين لا خوف عليهم لأن الله هو وليهم وهو ناصرهُم (وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا) ولا يحزنون لأنهم متصلين بأرواحهم فى ملكوت السماء وتأتيهم البشرى من الله فى الدنيا قبل الأخرة فالملائكة تتنزلُ عليهم وتُحيطهم وتُعلمهم وتُثبتهم.

    ولنا فى قصة العبد الصالح مع نبى الله موسى عليه السلام وقفة عجيبة حيث نرى أن الله ذكر لنا عبداً من عباده (عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا), ويذهب إليه موسى النبى ويطلب منه الإتباع والتعلم (قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا).
    وهنا نرى أن الحال قد تبدل واًصبح العبد الصالح هو المُتبع وصار معه سيدنا موسى فى الثلاث رحلات التى نعلمها جميعاً ليرى من العجائب والكرآمات ويعلم أن ظاهر الأمر ليس كباطنه (فكيف أصبح خرقُ السفينة يُنجيها من يد الملك المغتصب وكيف أن فى قتل الغلام يُولد حياة جديدة لطفل آخر يأخذُ بيد والديهِ إلى الجنة وكيف أن لإقامة الجدار يحمى الكنز للغلامين حتى يكبرا ويستخرجا كنزهما) .

    حتى يقول هذا العبد الصالح لموسى النبى فى آخر الاحداث (
    وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا) أىّ أن العلم والأمر من الله.


    وكيف لهذا العبد الصالح أن يعلم كل هذا العلم إلا من صاحب المُلك والملكُوت غلام الغيوب الذى يُنزل الأمر من فوق سبع سموات إلى السبع أرآضين ويختص من عباده الصالحين ويهب لهم الرحمة ويُعلمَهُم من العلم الأعلى مباشرةً دون الواسطة من البشر (فالأمر يتنزل) من (الله) إلى هذا (العبد الصالح) من السماء مباشرةً, وهذه هى عطاءات الرُبُوُبية لجميع عبادهِ الصالحين (إستنزالٌ من السماء إلى العباد الصالحين).

    اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا .

    وهذه العطاءات الربانية والنفحات الإلهية لم تكن مُقتصرة على هذا العبد الصالح فقط فالخالق قال (عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ) عبداً واحداً من العباد الذين أختصهم الله ووهبهم وعلمهم وإذا كان هذا العبد الصالح قد أتاهُ الله من (علم الغيب) فى رحلاتهُ الثلاثة.

    فإن الله قد ذكر لنا عبداً أخراً من عبادهِ الصالحين ولكن (العطاء الربانى) هُنا كان مختلفاً فهذا العبد قد وهبهُ الله (القدرة الخارقة) وحينما وصفهُ الله قال عنه (قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) وصفه بأنه عنده علماً واحداً من علم الكتاب, فإستطاع من خلال هذا العلم أن ينقل (العرش العظيم) من بلد إلى بلد فى لمح البصر وهذه كانت قدرة خارقة وهذا كان بعلمٍ واحدٍ من الكتاب فكيف كان الأمر لو أنه كان لديه علمين أو ثلاثة أو أكثر من الكتاب.

    النصائح لكل مبتدئ فى هذا العلم ؟
    ونلاحظ أن الله سبحانهُ وتعالى لم يذكر لنا أسماء هذان العبدين الصالحين صراحةً فى القرآن وهُنا لنا ملمحاً وبشرى لكل عباد الله الصالحين وهى أن الله أراد أن يذكر لنا فقط صفات هذه العباد كى نقتدى بها ويذكر لنا كيف تجلت عليهم الكرامات والهبات الربانية العُليا .

    ولو أنه سبحانه وتعالى ذكر لنا أسماءاً صراحةً لهذان العبدين وغيرهما لكن هذا الفضل من الله لهم خصوصية ليس لغيرهم من باقى العباد الصالحين.


    فأراد الله أن يُثبت لنا ويُبشرنا بأن هذه الصفات للعباد الصالحين ستكون فى كل زمان وأن العطاءات الربانية والروحانية من الله ستكون لكل العباد الذين تتوافر فيهم صفات عباد الله الصالحين الذين يذكرون الله كثيراً والعابدين لله حق عبادتهِ فعلى قدر إجتهاد العبد إلى ربه على قدر ما ينال درجة من درجات الأولياء الصالحين وتتجلى عليه أنوار السماء والفتوحات الربانية والروحانية.

    ودايماً وابدا لنا فى سيدنا رسول الله ص أسوةً حسنة فعندما طلب الله منه أن يطُلب الزيادة فى شئ قال له (وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا) وعندما أراد الله أن يمتدحهُ قال (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ) فاللهم جملنا بالأدب والخُلق المحمدى وزدنا علماً من إشراقات وجهك الكريم.

    ولا أقُولُ إلا قول النبى الكريم الهادى إلى طريق النور والذى ذكره الله فى الكتاب الكريم فكان يقول ص :

    (إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ ۖ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ) فاللهم أنت وليُنا فأرزُقنا علماً من علم كتابك وتولنا مع الصالحين.


    محبكم فى الله
    الشيخ الروحانى المصرى

    ------------------------------------------------------------
    أنصح أحبائى المبتدئين بقراءة الاتى
    معنى الروحانية وأنواعها
    https://asrare.net/node/545609
    الروحانيات وإسم الله النور
    https://asrare.net/node/546777
    مواضيع ذات صلة

    #2
    الدكتور أبو الحارث

    أهدى هذا المقال لشيخى ومُعلمى الدكتور الغالى أبو الحارث صاحب العلم الربانى والروحانى وعلم الفلك والمنتسب إلى سيدى الكيلانى قدس الله سره
    ​​​​​​​والذى ورث الحزب وطلب الإذن الروحانى فى علوم الروحانيات
    تعليق

      #3
      الشيخ الروحانى المصرى
      لا اجد كلمه مناسبه الا انتم للابداع عنوان , جزيتم خيرا و اجزلتم في الإبداع شيخي قلمكم مميز و كل مواضيعكم مرتبطه ببعض تقبل تحياتي لشخصكم الكريم
      تعليق

        #4
        اخي وحبيب بالله اقسم بالله راودني شعور مفاجى بالدخول للمنتدى واذا انتم قد انتهيتم من المقال المطرز باسلوبكم الرفيع ماشاء الله تبارك الله
        واعجبتني مقولتكم ( من لاورد له لا وارد له )
        لذلك الشيخ المربي كما تفضلتم يحدد لي المريد
        الورد المناسب لان بهذه الحالة قد يكون الوارد اقوى منه وتنعكس سالبا على المريد اذا قال الورد بدون مربي
        لذلك حكمة المربي مطلوبه كما تفضلم بشرحها
        حفظكم المولى ورعاكم
        فَصَلِّ اللّهُمَّ بِهِ فِيهِ مِنْهُ عَليه وسَلِّمْ
        تعليق

          #5
          الشيخ الروحانى المصرى
          ما كل هذا الابداع و المعلومات القيمة التى بالمقال (أننى لا احسدك طبعا هههههههه )
          و لا اجد كلاما استطيع ان اصف به هذه المقاله غير بارك الله فيك و زادك من علمه لما خطته يداك
          سيجعل الله بعد عسر يسر
          تعليق

            #6
            khalid74

            أخى الكريم خالد جزآك الله كل خير على كلامك الطيب ومرورك العطر فوالله أنتم تستحقون منا أكثر من ذلك
            وبالطبع أخى أنا أحوال جاهداً أن أربط بين كل مقالاتى حتى تكون سلسلة مفيدة لك الاعضاء وخاصةً المبتدئين
            وتحياتى لك
            تعليق

              #7
              مساهم

              أخى الحبيب المتصل بروحى فهذى هى روح المحبة بيننا نشعر ببعضنا البعض وها قد جاءك الشعور والاحساس بداخلك أنى قد أنتهيت من المقال فسبحان من جعل الآرواح بيننا متصلة
              نعم اخى كما تفضل (الورد) يجب أن يكون من (الشيخ المُربى) فهذا هو الأقوم حتى لا يأتى وارد أقوى من طالب العلم المبتدئ فينعكس عليه بالسلب
              حفظك الله بحفظه المنيع وتحياتى لك اخى الحبيب

              تعليق

                #8
                احسنت شيخنا ولذالك نحن منتظرين حبيبنا الدكتور ابو الحارث بفارغ الصبر
                تعليق

                  #9
                  coleman

                  أخى العزيز كوليمان ههه لا يوجد أى حسد منك بالطبع فأنت إنسان طيب القلب وروحك صادقة
                  بارك الله فيك على كلامك الطيب وجزآك الله كل خير على مرورك العطر
                  تعليق

                    #10
                    أسال الله أن يغفر لك ويرحمك وينفعنا بك في الدنيا والآخرة شيخنا الجليل الشيخ الروحاني المصري وما لفت نظري هو فوائد الأذكار الربانية فعلمت انها تقرب العبد من ربه وهي غاية كل مسلم فحفظك الله شيخي
                    الله يحفظ الدكتور أبو الحارث
                    تعليق

                      #11
                      @الشيخ الروحاني المصري
                      السلام عليكم شيخنا العزيز بارك الله فيك وزادكم الله علما من علومه الواسعة وجعلها لك في صحيفة اعمالكم هذه التوجيهات القيمة لكل المبتدئين في علم الروحانيات
                      ولكن شيخنا تعرف ان لدخول النساء في هذا العلم من الصعب عليها التواصل مع شيخ محدد من اجل ان تاخذ وردًا لها لما فيها من تجاوز على تعاليم ديننا الاسلامي بالاظافة الى تقاليدنا الملتزمة
                      ولكن الحمد الله الذي اوجد لنا هذا الصرح العظيم وهولاء الاخوان الأعزاء من دكتورنا ابو الحارث وشيوخنا الافاضل وان شاءالله بجهودهم وجهودكم نستطيع ان يكون لكل واحدة منا في مملكتنا الغالية وردها الخاص حتى يتم لها الله فتح بصيرتها
                      تحياتي لك ومشكور على هذه المقالة الرائعة
                      اللهم متعنا بنعمتين نعمة الصحة ونعمة الدين
                      تعليق

                        #12
                        الشيخ الروحاني المصري
                        اسمح لي من هذا المكان أن أقول لك لقد وصلت لما لم يصل له الكثيرون في موقع اسرار وفي فترة اعتبرها قياسية وهذا إن دل فإنه يدل على كرمكم وعلمكم الواسع, ولتعلم أخي الروحاني المصري أن موقع اسرار ليس كباقي المواقع ولا نزكي على الله أنفسنا .
                        اصرارك وعلمك يستحق الوقوف أمامه باحترام وود وتقدير و لقد حفرت اسمك بالذهب في اسرار فشكرا لك .
                        لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا
                        تعليق

                          #13
                          كالعادة تبهرونا بمقالاتكم وكل ما اصل الى النهاية أحس بحسرة لانتهاء المقال
                          بارك الله فيكم وزادكم علما ورفعة
                          تحياتي لكم
                          تعليق

                            #14
                            بارك الله فيك شيخنا العلامه المصري وجعله انشاالله بميزان حسناتكم.
                            تعليق

                              #15
                              السلام عليكم شيوخنا الافاضل حفظكم الله ورعاكم ووفقكم لفعل الخير وجعلها في ميزان حسناتكم وزادكم علما
                              تعليق
                              يتصفح هذا الموضوع الآن
                              تقليص

                              المتواجدون الآن 1. الأعضاء 0 والزوار 1.

                              يعمل...
                              X