الروحانيات وسر علومها فى إسم الله النور
مُقدمــة
أحبائى فى الله كنا قد تكلمنا فى موضوع سابقٍ عن الروحانيات وسر العلاقة بين (الجسد والروح) والفرق بينهُما واليوم استكمالاً لما بدأناهُ فى علوم الروحانيات نتطرق إلى أول باب نحو تنشيط الروحانية لدى الأنسان حتى يصبح (إنساناً روحانياً نورانيأ)
وأول درس فى طلب الروحانيات وتنشيط الروحانية لديك هو طلبُك (لنور الله) ونور السماء ونور علم الله حتى تصل روحُك إلى عنان السماء تسمو وترتقى حتى تستشف وتكشف ويتقرب إليك (الخادم النورانى) الذى يقويك فى الكشف النورانى الدقيق والعلاج القوى الأكيد
فالـ (الخادم النورانى) هو مخلوق من (النور) فهو أقوى وأصدق فى الكشف والعلاج من (الجن) الذى حتى وأن بلغ من درجات القوى فهو غير صادق فى أغلب الأمور وكثيراً ما يمُد أصحابهُ بكشوفات غير صادقة
ولذلك نحن نسير نحو (نور الله) فقط لكى يُمدنا بكل أنوارهُ العُليا ومخلوقاتهُ النورانية الربانية الصادقة
(فبغذاء الروح) الذى هو (نور الله) الذى يَشعُ فينا أشراقات وتجليات علوم السماء تصفو روحك وترتقى ويعلُو شأنها فى فلك السماء ويُفاض عليك من علم السماء وتكون من المقربين والعارفين أصحاب العُلُوم النورانية وأهل الكرمات
فبدايةً وجب علينا معرفة إسم الله (النور) وأن نُدرك معناه ومن أين يأتى إلينا النور وكيف نصل إلى هذا النور ؟؟؟
الروحانيات وسر علومها ؟
نور الله (إسم النور)
يقول اللهُ وسبحانهُ وتعالى متحدثاً عن نورهِ : اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿٣٥﴾ سورة النور
هذا المثل ضربهُ اللهُ للناسِ أجمعين يُخبر به الجميع أنه سبحانهُ وتعالى جل شأنهُ فى علآه هو نور السموات والارض هو منور السموات والارض هو النور العُليا (نور على نور) هو الذى يَشعُ نورهُ فالكون فتشُرق الدنيا من حولِنا وهو الذى يَبُث فى أروحِنا النور من ذاتهِ العُليا فنستشف ونكشف الأمور من حولنا كما نفخ فى آدم من روحهِ الشريفة من قبل فبث فينا الروح والحياةَ بعد أن كنٌا أمواتاً فأحيانا
أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٢٢﴾ سورة الأنعام
فلابد أن نُحيى أروحنا بذكر الله وبالمحافظة على أسم الله (النور) وأن لا نترك أرواحنا فى الظلمات والبُعد عن الله والبُعد عن الصلاة والأوراد حتى يجعل الله لنا نوراً نمشى به فى الناس حينها نستطيع أن نسير (بنور الله) ونستشف ونكشف مكر الناس من حولنا ومن يتربصون بنا وقد أكد اللهُ سبحانهُ وتعالى لنا نفس المعنى فى قولهِ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (28) سورة الحديد
فالعبادة وتقوى الله والإيمان بهِ والمحافظة على الفروض والنوافل يجعلنا من آولياهُ فى الأرض ويخرجنا جميعاً من الظلمات إلى النور
اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257) سورة البقرة
نور الرسول (السراج المنير)
ولقد جعل الله دائما وأبداً رسولهُ الكريم لنا أُسوةً حسنةً فلذلك هو (النور الثانى) لنا بعد (نور الله)
ولما لا فهو (السراج المنير) الذى أنآر لنا علم السماءِ من الله وهو الأذن التى أستقبلت آخر وحى السماء
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (46) الاحزاب
وهو الذى عرج اللهُ بهِ إلى السموات السبع فى رحلتهُ مع سيد الملائكة (جبريل) عليه السلام سماءاً تلو الأُخرى حتى وصل بجسدهِ الشريف وبروحهِ النورانية الربانية بالأفق الأعلى عند (سدرة المنتهى) وعندها فارقهُ جبريل قالاً له أصعد أنت يا رسول الله فأنك إن تقدمت أخترقت وإن صعدت أنا إحترقت
فصعد الرسول الكريم ووصل إلى ما لايصل إليه جبريل (سيد الملآئكة) فرتقت روحهُ إلى أعلى الدرجات ورأى (نور الله) دون حواجز وسمع من الله مباشرةً دون الوحى وعلم من الله عن أسرار السماء من لا يعلمه أحد
مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18) سورة النجم
الروحانيات وسر علومها ؟
فسيدنا رسول الله هو البشرى الوحيد الذى صعد إلى السماء السابعة وهو الذى رآى من آيات الله الكبرى فى السماء العُليا وتلقى من نور الله مباشرةً وأخذ علم السماء وهو على السماء نفسها وأتم اللهُ نوره فى الدنيا والاخرة
وبسيرنا على نهج رسول الله وإتباع سنتهُ والمحافظة على (صيغ الصلاة) عليهِ فهى التى تَمُدنا من (نور علمهُ بالله) وترفع قدرنا عندهُ وتُقربنا من محبتهُ وترزُقنا رؤيتهُ فى الرؤيا المباركة وبها نرجو شفاعتهُ (ودائماً ما أحُث أحبائى المواظبة عليها)
فهو داعياً إلى الله وعلى بصيرةٍ من الله .. فكلما زاد قُربنا منهُ أصبحنا من أصحاب البصيرة معهُ
قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108) سورة يوسف
فاللهُم أنر لنا بصيرتنا وأجعلنا من أصحاب البصيرة
نور القرآن (النور الذى أنزلنا)
وكما كان لنا من الله (النور الأعلى) ومن رسولهِ الكريم (نور سراجهُ المنير) تبقى لنا نوراً آخر وهو نور (كلامُ الله) آلا وهو كتاب الله (القرآن الكريم) الذى أنزلهُ الله على سورلهِ الكريم بالحق بواسطة روحهُ الأمين (سيدنا جبريل) وجعله الله لنا نوراً فى تلآوته ودراسته وتدبر معانيه فهو الصلة الربانية النورانية بين العبد وربه وفيه (شفاء للصدور وللنفوس والأرواح) ولما لا وهو آخر وحى السماء من الله إلينا
فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴿٨﴾ سورة التغابن
يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ﴿١٧٤﴾ سورة النساء
وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82) الاسراء
نور الأخرة (تمام النور)
وبشرى لمن رزقهم الله (النور) فى الدنيا حيث انهُ لا ينقطع (نور الله) عن عبادهِ فى الاخرة كما كان هذا حالهم فى الدنيا فعطاء الله لا ينفد ابداً عن عبادهِ المؤمنين الموحدين بهِ والمحبين لرسولهِ
فقد أخبرنا اللهُ فى كتابهِ الكريم عن مشاهد يوم القيامة يوم لا يخزى الله الرسول الكريم والمؤمنين الذين اهتدوا بهداه وكيف يسعى (نورهم) بين أيديهم ويرجون من الله إتمام هذا (النور) الرباني
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8) التحريم
الروحانيات في اسم الله النور ؟
الفائـــدة
والذى أرجوهُ من كل (طالب علم) وكل مُبتدأ أن يفهم جيداً المعانى الروحانية التى فسرناها معاً وأن يستشعرها بروحه حتى يصل إلى الغاية فى الروحانيات النورانية الصادقة وحتى يستطيع البدأ فى أى عمل روحانى حتى يجنى من الفائده ثمارها
وإليكم الفائدة (الأولى) وأرجو أن تحافظوا عليها وأن لاتنقطع عن يومك أبداً حتى نسير معاً إلى (نور الله)
اولا : أسم الله (النور) وحساب رقمهُ الفلكى لدى هو (256) حيث يقال (يا نور) بحرف النداء (256) مرة بعد كل صلاة
ثانيا : الصلاة على النبى الكريم وسأضع لكم هذه الصيغة النورانية (البسيطة)
اللهم صل على سيدنا محمد كامل الأنوار كاشف الأسرار منور الأبصار وعلى آلهِ وسلم (101) كل يوم وإن زدت كان خيراً لك
ثالثا : تقرأ ورد يومى من القرآن الكريم (بقدر إستطاعتك ووقتك) ولكن وجب المداومة اليومية
وأختم وأقول قول الله : وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ (40) النور
فاللهم أجعل لنا نوراً .. من نور وجهك الكريم ونور رسولك السراج المنير ونور كتابك القرآن الكريم
ولمن فاته درس الروحانيات ومعناها وأنواعها .. فهى على هذا الرابط
محبكم فى الله
الشيخ الروحانى المصرى
مُقدمــة
أحبائى فى الله كنا قد تكلمنا فى موضوع سابقٍ عن الروحانيات وسر العلاقة بين (الجسد والروح) والفرق بينهُما واليوم استكمالاً لما بدأناهُ فى علوم الروحانيات نتطرق إلى أول باب نحو تنشيط الروحانية لدى الأنسان حتى يصبح (إنساناً روحانياً نورانيأ)
وأول درس فى طلب الروحانيات وتنشيط الروحانية لديك هو طلبُك (لنور الله) ونور السماء ونور علم الله حتى تصل روحُك إلى عنان السماء تسمو وترتقى حتى تستشف وتكشف ويتقرب إليك (الخادم النورانى) الذى يقويك فى الكشف النورانى الدقيق والعلاج القوى الأكيد
فالـ (الخادم النورانى) هو مخلوق من (النور) فهو أقوى وأصدق فى الكشف والعلاج من (الجن) الذى حتى وأن بلغ من درجات القوى فهو غير صادق فى أغلب الأمور وكثيراً ما يمُد أصحابهُ بكشوفات غير صادقة
ولذلك نحن نسير نحو (نور الله) فقط لكى يُمدنا بكل أنوارهُ العُليا ومخلوقاتهُ النورانية الربانية الصادقة
(فبغذاء الروح) الذى هو (نور الله) الذى يَشعُ فينا أشراقات وتجليات علوم السماء تصفو روحك وترتقى ويعلُو شأنها فى فلك السماء ويُفاض عليك من علم السماء وتكون من المقربين والعارفين أصحاب العُلُوم النورانية وأهل الكرمات
فبدايةً وجب علينا معرفة إسم الله (النور) وأن نُدرك معناه ومن أين يأتى إلينا النور وكيف نصل إلى هذا النور ؟؟؟
الروحانيات وسر علومها ؟
نور الله (إسم النور)
يقول اللهُ وسبحانهُ وتعالى متحدثاً عن نورهِ : اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿٣٥﴾ سورة النور
هذا المثل ضربهُ اللهُ للناسِ أجمعين يُخبر به الجميع أنه سبحانهُ وتعالى جل شأنهُ فى علآه هو نور السموات والارض هو منور السموات والارض هو النور العُليا (نور على نور) هو الذى يَشعُ نورهُ فالكون فتشُرق الدنيا من حولِنا وهو الذى يَبُث فى أروحِنا النور من ذاتهِ العُليا فنستشف ونكشف الأمور من حولنا كما نفخ فى آدم من روحهِ الشريفة من قبل فبث فينا الروح والحياةَ بعد أن كنٌا أمواتاً فأحيانا
أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٢٢﴾ سورة الأنعام
فلابد أن نُحيى أروحنا بذكر الله وبالمحافظة على أسم الله (النور) وأن لا نترك أرواحنا فى الظلمات والبُعد عن الله والبُعد عن الصلاة والأوراد حتى يجعل الله لنا نوراً نمشى به فى الناس حينها نستطيع أن نسير (بنور الله) ونستشف ونكشف مكر الناس من حولنا ومن يتربصون بنا وقد أكد اللهُ سبحانهُ وتعالى لنا نفس المعنى فى قولهِ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (28) سورة الحديد
فالعبادة وتقوى الله والإيمان بهِ والمحافظة على الفروض والنوافل يجعلنا من آولياهُ فى الأرض ويخرجنا جميعاً من الظلمات إلى النور
اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257) سورة البقرة
نور الرسول (السراج المنير)
ولقد جعل الله دائما وأبداً رسولهُ الكريم لنا أُسوةً حسنةً فلذلك هو (النور الثانى) لنا بعد (نور الله)
ولما لا فهو (السراج المنير) الذى أنآر لنا علم السماءِ من الله وهو الأذن التى أستقبلت آخر وحى السماء
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (46) الاحزاب
وهو الذى عرج اللهُ بهِ إلى السموات السبع فى رحلتهُ مع سيد الملائكة (جبريل) عليه السلام سماءاً تلو الأُخرى حتى وصل بجسدهِ الشريف وبروحهِ النورانية الربانية بالأفق الأعلى عند (سدرة المنتهى) وعندها فارقهُ جبريل قالاً له أصعد أنت يا رسول الله فأنك إن تقدمت أخترقت وإن صعدت أنا إحترقت
فصعد الرسول الكريم ووصل إلى ما لايصل إليه جبريل (سيد الملآئكة) فرتقت روحهُ إلى أعلى الدرجات ورأى (نور الله) دون حواجز وسمع من الله مباشرةً دون الوحى وعلم من الله عن أسرار السماء من لا يعلمه أحد
مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18) سورة النجم
الروحانيات وسر علومها ؟
فسيدنا رسول الله هو البشرى الوحيد الذى صعد إلى السماء السابعة وهو الذى رآى من آيات الله الكبرى فى السماء العُليا وتلقى من نور الله مباشرةً وأخذ علم السماء وهو على السماء نفسها وأتم اللهُ نوره فى الدنيا والاخرة
وبسيرنا على نهج رسول الله وإتباع سنتهُ والمحافظة على (صيغ الصلاة) عليهِ فهى التى تَمُدنا من (نور علمهُ بالله) وترفع قدرنا عندهُ وتُقربنا من محبتهُ وترزُقنا رؤيتهُ فى الرؤيا المباركة وبها نرجو شفاعتهُ (ودائماً ما أحُث أحبائى المواظبة عليها)
فهو داعياً إلى الله وعلى بصيرةٍ من الله .. فكلما زاد قُربنا منهُ أصبحنا من أصحاب البصيرة معهُ
قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108) سورة يوسف
فاللهُم أنر لنا بصيرتنا وأجعلنا من أصحاب البصيرة
نور القرآن (النور الذى أنزلنا)
وكما كان لنا من الله (النور الأعلى) ومن رسولهِ الكريم (نور سراجهُ المنير) تبقى لنا نوراً آخر وهو نور (كلامُ الله) آلا وهو كتاب الله (القرآن الكريم) الذى أنزلهُ الله على سورلهِ الكريم بالحق بواسطة روحهُ الأمين (سيدنا جبريل) وجعله الله لنا نوراً فى تلآوته ودراسته وتدبر معانيه فهو الصلة الربانية النورانية بين العبد وربه وفيه (شفاء للصدور وللنفوس والأرواح) ولما لا وهو آخر وحى السماء من الله إلينا
فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴿٨﴾ سورة التغابن
يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ﴿١٧٤﴾ سورة النساء
وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82) الاسراء
نور الأخرة (تمام النور)
وبشرى لمن رزقهم الله (النور) فى الدنيا حيث انهُ لا ينقطع (نور الله) عن عبادهِ فى الاخرة كما كان هذا حالهم فى الدنيا فعطاء الله لا ينفد ابداً عن عبادهِ المؤمنين الموحدين بهِ والمحبين لرسولهِ
فقد أخبرنا اللهُ فى كتابهِ الكريم عن مشاهد يوم القيامة يوم لا يخزى الله الرسول الكريم والمؤمنين الذين اهتدوا بهداه وكيف يسعى (نورهم) بين أيديهم ويرجون من الله إتمام هذا (النور) الرباني
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8) التحريم
الروحانيات في اسم الله النور ؟
الفائـــدة
والذى أرجوهُ من كل (طالب علم) وكل مُبتدأ أن يفهم جيداً المعانى الروحانية التى فسرناها معاً وأن يستشعرها بروحه حتى يصل إلى الغاية فى الروحانيات النورانية الصادقة وحتى يستطيع البدأ فى أى عمل روحانى حتى يجنى من الفائده ثمارها
وإليكم الفائدة (الأولى) وأرجو أن تحافظوا عليها وأن لاتنقطع عن يومك أبداً حتى نسير معاً إلى (نور الله)
اولا : أسم الله (النور) وحساب رقمهُ الفلكى لدى هو (256) حيث يقال (يا نور) بحرف النداء (256) مرة بعد كل صلاة
ثانيا : الصلاة على النبى الكريم وسأضع لكم هذه الصيغة النورانية (البسيطة)
اللهم صل على سيدنا محمد كامل الأنوار كاشف الأسرار منور الأبصار وعلى آلهِ وسلم (101) كل يوم وإن زدت كان خيراً لك
ثالثا : تقرأ ورد يومى من القرآن الكريم (بقدر إستطاعتك ووقتك) ولكن وجب المداومة اليومية
وأختم وأقول قول الله : وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ (40) النور
فاللهم أجعل لنا نوراً .. من نور وجهك الكريم ونور رسولك السراج المنير ونور كتابك القرآن الكريم
ولمن فاته درس الروحانيات ومعناها وأنواعها .. فهى على هذا الرابط
محبكم فى الله
الشيخ الروحانى المصرى