قال أفلاطون لا تحتاج المعادن الى تطهير عند الرقم في الاعمال وإنما أردتم ذلك فضعوا ما اتفق فيما اتفق فتطهير الأجساد لا يكون الا عند إلقاء الإكسير وأثبتوا أصولكم في طبع عنصرها الغالب عليها وحرورا قدر الموازين والعائد خذوا أرواح اصولكم فهي الأقسام على أعمالكم ووزعوها كما توزعوا الاعداد في المربعات وإن شئتم فالأجساد اختاروا ذلك الاسباط في أول الأصول واختار الارواح في الاصول وأثبتوا خلف أصولكم الدائرة الطلسمية وصوروا كنى أعمالكم داخلها وزوايا يا أصولكم وأقطابها خارجها وطبعها الغالب مستكعبا بالمطلوب وأعداد بالطالب واحرصوا على الاوقات والزايرج والمحل ولا نثبتوا اعمال الخير في مكرر وكوكب نحس والغرض ان لاتضادوا الاعمال ولكن ناسبوها وكافنوها بالمراتب والدرج على توالي موازين هرمس عليه السلام تظفروا فيها النجاح ودوام التأثير والسر فنبه على ان المعادن لا نحتاج الى تطهيره وإنما تتنفى عند التدبير وهو القاء الإكسير لتكون قابله له ملائما في الطبع ونبه على أن الأرواح التي تنتظم من الأصول هي القسم الذي يقسم به على الاعمال وان الأعوان أجود مايكون نظمها بالحروف وعزا ذلك الى الاسباط وقال سقراط في لسان الحكمة النصح الحكيم من الواجب اللازم في حقه لإخوانه وحرام على غير اهله الذي استعمله الاسباطونقلوه عن هرمس هو تطهير الفلزات المعدنيات لقبول اسرار الحروف وهو أولى من قبول سر الإكسير إذا أسرار الحروف هي الاكسير الأكبر الذي يقلب أعيان الطرد جلبا والعداوة محبة والقريب بعيدا والبعيد قريبا فالتطهير للفلزات واجب في هذا الفن فكلام سقراط أفصح من قول أفلاطون المتقدم خصوصا اذا نقش فيها أوفاق مخصوصة بها فإن الاعداد سر من اسرار الله تعالى فلايمكن اذاعته ولاينبغي تضييعه ولا إذاعته للجهلة الفسقة فالحق ماذكره سقراط من ان المعادن تنقى لوضع الاعمال والحق في قول أفلاطون ان الارواح تنظم من الاصول أقساما والأعوان لاتنظم الا بالحروف وماذكره ذو مقراط في مقالته هو هذا بعينه ولكن قال اذا نظمت أعوان الاعمال أجسادا أضفنا لها السر الاكبر لتكون كاملة في الشكل واللفظ والمعدن للحروف والاعداد كالجسد فإذا لم يكن الجسد منقى لم تقبله الروح التي هي للحروف وأعدادها فذكر هذا الحكيم وغيره أن الفلزات لابد من تطهيرها لقبول اسرار الحروف والاعداد من أجل أن هذا الفن آشرف الفنون الحكمة بإجماع الحكماء الأول فتعظيم الحكمة عند أهل الحكمة من الواجبات اللازمة لهم في ذلك
قال بعض أسباط هرمس:إنما يقبل الحكمة الألباب السالمة من شوائب الجهل الطاهرة من أدناس الشك فمؤتي الحكمة لاينزلها الا على القلوب الحالية لأن بها تعظيم خلق السماء تستنير القلوب من غشوة الظلمة ومراقبة الفكر الى الملكوت الأعلى فمن عظم الحكمة فقد ارشد الى باب البارئ تقدس وعز فأعلمنا هذا البسط أن الحكمة لايوازيها شيء من الاشياء قال تعالى :والله واسع عليم يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر الا أولو الألباب ومن الله تعالى على لقمان الحكيم اذ أدناه لحكمة فقال تعالى: (ولقد أتينا لقمان الحكمة ان اشكر الله)فأمره الله تعالى بالشكر على هذه النعمة الجزيلة التي لا يقاومها شيء وذكر مثل ذلك في حق عيسى ابن مريم عليهما السلام بقوله تعالىوإذ علمتك الكتاب والحكمة)وقال تعالى ويعلمه الكتاب والحكمة)فعليك ايها الطالب بصون الحكمة وحفظها وتنزيلها من قلبك منزلة لايحل غيرها فيها واعلم ان من الحكمة بل هي الحكمة الكاملة قول لا اله الا الله لأن العبد يرتقي بها الى حضرة القدس ويتلقى العلم اللدنى من العلى الاعلى فيها ينال العبد السعادة العظمى في الدنيا والاخرة ولو علم الكافر بسر لا اله ال الله ما كفر بالله ولكن لو شاء الله لجعلهم امة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء فمن سبقت له السعادة أعطى لا إله الا الله ومن سبقت له الشقاوة أنسى لا اله الا الله اللهم اخصصنا بلا اله الا الله واجعلنا في حصن لا اله الا الله وأمدنا بسر لا اله الا الله إنك أنت الوهاب الكريم العليم الحكيم ووفقنا لمرضاتك إنك أنت الرؤوف الرحيم .