الكشف والعلاجات والاستشارات الاتصال بالشيخ الدكتور أبو الحارث (الجوال):00905397600411
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
X

آية {إن هو إلا وحي يُوحى}تفسير يذهل العقل لآبن خلدون

السور والآيات والأسماء الحسنى

 
  • تصفية
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • النور الأبيض
    كاتب الموضوع
    أعضاء مسجلين
    • Dec 2011
    • 1622 
    • 229 


    آية
    {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى}
    زعم بعض الكتاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء إلا لإصلاح أمور الدين وحدها .. فكل ما ينطق به متصلا بأمر من أمور الدين وحى من ربه .. وأما ما ينطق به متصلا بأمر الدنيا فهو رأى من عنده ! وهو فى الأمر الثانى كسائر البشر ويجوز عليه الصواب والخطأ !



    وضربوا لذلك مثلا .. فزعموا أنه فى أول أعوام هجرته إلى المدينة رأى الأنصار يؤبرون نخيلهم . فيأخذون حبوب اللقاح من ذكور النخيل وينقلونها إلى إناثها
    وزعموا أنه قال لهم حين رآهم يفعلون ذلك : " لعلكم لو لم تصنعوه لكان خيرا ! "
    وزعموا أنهم أطاعوه فلم يحصلوا على الثمار المرجوة فى ذلك العام كالأعوام السابقة . فسألوه فقال لهم " أنتم أعلم بأمور دنياكم ! "
    وفى روايات أخرى – أنه قال لهم " إنما أنا بشر . إذا أخبرتكم بشىء من دينكم فخذوا به . وإذا أخبرتكم بشىء من رأيى فإنما أنا بشر ! "



    أو أنه قال لهم : " وإذا أخبرتكم بشىء من أمر دنياكم فإنما أنا بشر . وأنتم أعلم بأمور دنياكم ! "
    أو أنه قال : " إن كان ذلك ينفعهم فليصنعوه ( أى التأبير ) فإنما ظننت ظنا فلا تؤاخذونى بالظن . ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئا فخذو به ! "
    وتقبل بعض المسلمين هذه الروايات دون مناقشة فبنوا عليها حكمهم السابق .. وأخذوا يعممونه فيما تحدث به الرسول صلى الله عليه وسلم فى علوم الدنيا فى الطب والفلك والفلاحة وغيرها ..


    فقال ابن خلدون فى مقدمته فى باب الطب :
    " والطب المنقول فى الشرعيات من هذا القبيل ( أى أنه مبنى على التجربة القاصرة ) وليس من الوحى فى شىء ! . وإنما هو أمر كان عاديا للعرب .. ووقع فى ذكر أحوال النبى صلى الله عليه وسلم من نوع أحواله التى هى عادة وجبلة لامن جهة أن ذلك مشروع على ذلك النحو من العمل ! . فإنه صلى الله عليه وسلم بعث ليعلمنا الشرائع ولم يبعث لتعليم الطب وغيره من العاديات ! وقد وقع له فى شأن تلقيح النخل ما وقع .. فقال أنتم أعلم بأمور دنياكم .
    فلا ينغى أن يحمل شىء من الطب الذى وقع فى الأحاديث الصحيحة المنقولة على إنه تشريع . فليس هناك ما يدل عليه .. اللهم إلا إذا استعمل على جهة التبرك وصدق العقد الإيمانى فيكون له أثر عظيم فى النفع ! .. وليس ذلك فى الطب المزاجى وإنما هو من آثار الكلمة الإيمانية ( أى الطب النفسى
    الإيحائى ) كما وقع فى مداواة المبطون بالعسل ! .



    وقد جارى ابن خلدون فى ذلك بعض أساتذة علم الإجتماع المحدثين فذكر حادثة تأبير النخل وبنى عليها أن النا أعلم بأمور الدنيا وأعرف بمصالحهم . وأن الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يحدث من أمور الدنيا يخطىء ويصيب كسائر البشر ! .

    وهكذا فقد اعتبر ابن خلدون ومن جاراه أن ليس كل ما تحدث عنه الرسول يكون بوحى من السماء ! ويكون من صميم رسالته . وأنه لا يكون كذلك إلا إذا اتصل بأمر من أمور الدين .. أما إذا اتصل بأمر من أمور الدنيا فإنه يكون تعبيرا عن رأيه الخاص وخبرته ومعلوماته ويكون شأنه شأن ما يصدر عن غيره من البشر ! "


    وإننا نرى فى قول ابن خلدون ومن تابعه جرأة على مقام النبى الكريم الذى لا ينطق عن الهوى !
    فرسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حدث أصحابه فيما يصلح أمور دينهم أو دنياهم فإنما يحدثهم وهو على بينة من ربه . ولا يقول إلا صوابا . أما ما ينسب إليه من الخطأ فهو برىء منه ! ولا ينبغى لنا أن نترك هذا الكلام المنسوب إليه بغير مناقشة لئلا يكون حجة علينا .


    فلو أنه صلى الله عليه وسلم أفتى برأى أفسد على الأنصار ثمرات نخيلهم كما تزعم الرواية . لاشتهر هذا الأمر وتلقفه اليهود الذين كانوا يتربصون به ويتمنون الخطأ له ليشهروا به فى المحافل وينالوا من نبوته ..


    ولكانت أيضا قد حدثت مجاعة فى المدينة تخلدها كتب التاريخ إذ كاطعام أهل يثرب ومحصولهم الأول يعتمد على التمر وثمرات نخيلهم . ولكنا لم نسمع حديثا عن هذه المجاعة فى أول أيام الهجرة .. ولم نسمع خبرا واحدا عن اليهود يذكر فتوى النبى صلى الله عليه وسلم فى ذلك الشأن ..
    لذلك كله نستبعد تلك الفتوى المنسوبة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم كما تحدث بها الرواة على الصورة التى حكوها ! .



    أما قوله صلى الله عليه وسلم " أنتم أعلم بشئون دنياكم ! ""
    فيحتمل أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال تلك الكلمة حينما سألوه عما يفعلون فى أمر ما – قد يكون تأبير النخل أو سواه – من شئون أنفسهم ..
    ونرى هذا القول تأكيدا لقوله تعالى " فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " أى فاسئلوا أهل الخبرة والمعرفة عما لا تعلمون من أمور دينكم ودنياكم لتزدادوا معرفة وعلما .


    فنحن لا ننفى هذا الأثر لأنه موافق للكتاب .. وإنما ننفى الأسباب الموضوعة له والمدسوسة عليه وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم – ليتوصل واضعها إلى هدفه الذى يسعى إليه – وهو عدم تقبل الكثير من حديث رسول الله الصحيح التى أصلح بها دنيا الناس - لغرض يخفيه ! .


    وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التى جاءت فى الطب والفلك ونحوهما مما ثبت عنه نرى أنه ما نطق بها صلى الله عليه وسلم إلا وهو على بينة من ربه ! لا عن علم قاصر كعلم العرب يحتمل الخطأ والصواب كما زعم ابن خلدون وغيره .
    ولا تزال أحاديثه صلى الله عليه وسلم الصحيحة موضع دهشة علماء الدنيا مع تقدم العلوم :


    كحديث ( الحجر الصحى ) إذا تفشى الطاعون فى قوله صلى الله عليه وسلم : إذا سمعتم بالطاعون فى أرض فلا تقدموا عليها . وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا
    تخرجوا منها ! .
    وقوله صلى الله عليه وسلم : نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لانشبع .
    وقوله صلى الله عليه وسلم : بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه . فإذا كان لا بد فاعلا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه ! .


    وقوله صلى الله عليه وسلم : الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء .
    فهذه الأحاديث وأمثالها صدقها وآمن بها الطب الحديث بعد تقدم علومه وعجب الأطباء كيف اهتدى الرسول صلى الله عليه وسلم لها وقت كان الطب فيه شعوذة وخرافة ! .. وحمل هذا بعض العلماء على أن يؤمنوا بصاحبها ويوقنوا أنه رسول من الله علمه سبحانه ما لم يعلم الناس !.


    وقد كتب العلماء المختصون فى العلوم كتبا فيما تتضمنه تلك الأحاديث النبوية وآيات الله العزيز من معارف سبقت علوم البشر وما زال العلم يؤيدها ويسير فى ركابها من حين إلى حين ! .
    فرسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان له أن يتحدث بين أصحابه – وقد جاءهم لما فيه صلاح دينهم ودنياهم معا – إلا وهومؤيد من ربه .. وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى


    وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقا كما ورد فى الأحاديث الصحيحة .. فهو فى حال الجد أولى بأن يقول حقا ! لأنه قدوة حسنة للناس .. ويتلقى أصحابه منه قوله عالمين أنه ما ينطق إلا عن وحى من ربه .


    وقد جاء تعارض الروايات التى قدمناها دليلا على خطئها وأنه قد دس فيها ما لم يقله الرسول صلى الله عليه وسلم .
    فأولى بنا وبكل مسلم أن ننزه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أن يقول خطأ فى دين أو دنيا .. فإنه لا يستطيع ذلك فلقد فطره ربه على أن يقول حقا .. وحسبه أن يقول له ( فإنك بأعيننا ) ومن كان كذلك فهو " ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى "




    مواضيع ذات صلة
  • Abir
    أعضاء نشطين
    • Sep 2018
    • 968 

    #2
    جزاك الله خير
    تعليق
    يتصفح هذا الموضوع الآن
    تقليص

    المتواجدون الآن 1. الأعضاء 0 والزوار 1.

    يعمل...
    X