رجل برج الثور:
21 نيسان (أبريل) إلى 20 أيار (مايو)
لا نكون مخطئين إذا استـنـتجنا مما ذكرناه في صفاته العامة وطفولته أن رجل برج الثور حريص رزين قليل الحركة بطيء التفكير لكن الخطأ كله أن نعتقد أنه بارد الشعور عديم العاطفة كما يتصوره البعض . أمر لا يُصدق ولكنه الواقع : هذا الإنسان القوي الضخم يُسيره كوكب السلام والحب المعروف باسـم فينوس أو الزهرة . من النادر أن يقع في الحب من أول نظرة , أو أن ينغمس فيه حتى أذنيه بالسرعة التي اشتهر بها البعض . لكنه متى استقر رأيه وتأكدت له حقيقة شعوره اندفع نحو مصدر إلهامه وحبه بكامل ما يملك من قوة وحيلة ووسائل . وهو في هذا المضمار لا يعرف الكلل والملل . يدأب مثلا على إرسال الأزهار إلى الحبيبة يوميا . يستعين على صدها ودلالها بالشعر أو الغناء أو العزف أو الرسم أو أي ملكة أخرى يتمتع بها .
وبما أنه شهواني الطبع يطري مفاتـنها الجسدية كنعومة جلدها أو جمال شعرها أو شذى عطرها . قد لا يكون أسلوبه في التعبير رفيعا وشاعريا إلى الدرجة التي يُجيدها البعض ولكنه يعرف حتما كيف يُلين قلبها في النهاية بفضل التكرار والمثابرة . ويطغي عليه عامل التناقض في جميع تصرفاته وتحركاته . مثلا قد يُهدي حبيبته يوما معطف فراء باهظ الثمن , وتمر الأيام تلو الأيام دون أن يُقدم لها شيء , ثم فجأة يشتري لها باقة بنفسج متواضعة من بائعة عجوز ينقدها أضعاف الثمن لا لسبب سوى أنها تـُذكره بأمه . يُضاف إلى هذا أن وسائل التعبير عنده متعددة متلونة . يلجأ تارة إلى أرقى الفنادق والمطاعم , وأخرى تكفيه نزهة في الغابة أو سباق في ضوء القمر . كثيرا ما يعتمد على الموسيقى والأغاني لشرح مشاعره , ولا يُستبعد أن يختار أغنية أو لحنا معينا يرمز به إلى مكانة الحبيبة عنده . إلى جانب ذلك نجده واقعيا قليل الأحلام لا يستعمل لغة الأوهام كغيره من المحبين . فبدلا من أن ” يقطف لحبيبته النجوم والقمر وينقلها على بساط الريح إلى جزيرة بعيدة لا تضم سواها ” , وبدلا من كر الكلام والأحلام يأتي إليها حاملا بيده خريطة منزل من حجر وإسمنت حقيقي . إذا وعد وفى وإذا أقدم على مشروع حققه من حسابه الخاص لا بالدين أو الرهن أو غير ذلك . وهو أيضا مخطط بارع , يسخر حاضره لغده , كالسنجاب النشيط الذي يجمع في الصيف غذاء الشتاء .
لا نستطيع القول أن حياة المرأة مع هذا الإنسان سعادة مستمرة , وخصوصا إذا ظهر منها ما لا يقره . من الأشياء التي يبغضها فيها الصراخ والعنف والتحدي . ومع أنه يُقدر الذكاء إلا أنه يُفضل عليه المنطق والرجاحة . من الخير لزوجة مولود برج الثور أن تتصرف بصورة لائقة في الأماكن العامة وإلا واجهها أحد احتمالين : إما أن يرد بعنف يصل إلى حد الصفع واللكم أو يتظاهر بالإهــمال والاحتــــقار , وفي كلا الموقفين ما يُربك الزوجة ويُخجلها دون ريب , ومن الأفضل لها أن تصون كرامتها في البداية . من ناحية أخرى يهوى رجل برج الثور الريف والطبيعة والأزهار والنزهات الطويلة وكرة القدم وصيد الأسماك والتخيـيم في الهواء الطلق , كما يحب المطالعة ويُفضل الأبطال والناجحين على القصص البوليسية المعقدة أو المواضيع الفلسفية العميقة . ومع أنه يرتاد المطاعم والفنادق إلا أنه يُفضل طعام البيت ويتمنى أن تـُجيد زوجته الطهو ولو اضطرت إلى تعلمه من كتاب أو صديقة.
ذلك لا يعني أنه يريدها طاهية لا غير , والبرهان على ذلك دعواته المتكررة وإغداقه الثياب والحلي عليها وكل ما من شأنه أن يُظهرها بالمظهر اللائق.
يقوم رجل برج الثور بدور الوالد على أفضل وجه . فهو يعتز بأبنائه الذين يحملون اسم العائلة , ويخص بناته بالعطف والدلال . وهو صبور طويل البال لا يُسيئه مثلا أن يتعلم أولاده ببطء ما داموا مستمرين في التقدم . ومن الصفات التي يسعى لتنميتها فيهم الاعتدال والطموح والمحافظة على المال والأملاك . وهو فوق ذلك سخي لا يبخل عليهم شيء , ولكنه لا يتردد في تأديبهم متى دعت الحاجة إلى ذلك . وبما أن رجل برج الثور دؤوب كثير العمل فإنه يحتاج إلى الراحة بين الحين والآخر , فإذا لم يجدها أصبح قلقا عصبي المزاج . يسيئه جدا أن يتهمه البعض – وخصوصا زوجته – بالكسل . إنه بطيء ولكن غير كسول . والزوجة الفطنة هي التي تدرك الفرق بين الظاهرتين . من ناحية أخرى إذا أرادت حقا إسعاده وإرضاءه عليها أن تخصه بمقعد وثير يؤمن له الراحة والاسترخاء , وأن تحيطه بجو ساكن تتخلله الموسيقى الخفيفة , وأن تغطي جسمه في أوقات البرد بغطاء صوفي ناعم لأن من طبع هذا الإنسان حب الأشياء ذات الملمس الناعم . إذا تأمنت جميع هذه الشروط لرجل برج الثور أصبح من خيرة الأزواج إن لم يكن أفضلهم . يكفي أنه في حالات الشكر والامتنان يغض الطرف عن أخطاء كثيرة ينتقدها الرجال الآخرون في المرأة عادة.