بسم الله الرحمن الرحيم
إن كل من يعالج خاصّة النساء ويضع يده على أي جزء منها فهو مشكوك في علاجه وليحاسب نفسه وأذكّر هؤلاء بما ورد عن معقل بن يسار أنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الشريف . " لئن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لاتحل له ".
أنصح المعالج الذي يقول : أن الضرب من السنة . ( وهو صادق في قوله لا شك ) ، ولكن أنصحه أن يجعل الضرب كوسيلة علاج أخيرة ، وأن يراجع شروط الضرب غير المبرح ، وليس على الوجه والرأس ، والأماكن الحسّاسة .
لا ينبغي للمعالج أن يستقبل امرأة فيخلو بها للعلاج بدون زوج أو محرم وإلاّ كان آثماً وإياها ..
وكيف يبارك الله في علاج يقوم على معصية منذ بدايته ؟ !
يجب على المعالجين أن يفرقوا بين المرض العضوي أو المرض النفسي من ناحية والمرض الروحاني من ناحية أخرى فليس كل من يشكو من صداع في رأسه فهو ممسوس .
يجب على المعالجين ( الذين يشكون الأعراض ) ألاّ يلصقوا بأنفسهم الإصابة بالمس أو السحر إلا بعد التأكد من ذلك .
أنصح كافة المعالجين رجالاً و نساءً أن يقدّموا النصيحة أولاً لمن يأتيهم للعلاج وأن لا يضخّموا الأمر فقد تتحول الحالة من وضع روحاني إلى وضع نفسي دون قصد كالدب الذي قتل ابنه وهو يحتضنه حباً فيه .
ينبغي على المعالجين أن يعالجوا بنيّة الطرد والإبعاد وليس بنيّة الجلب والإحضار تمشيّاً مع السنّة المطهرة فقد قال عليه الصلاة والسلام " لا تتمنوا لقاء العدو " .
وقوله تبارك وتعالى : " إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً...".
ولكن إن حضر من تلقاء نفسه ينبغي وعظه وتخويفه من عذاب الله وتهديده بقراءة آيات العذاب عليه إن لم يخرج وإجراء اللازم لطرده .
أنصح كل من يعالج بالقرآن الكريم ولا يعرف علاجاً بسواه أن يدعو علماءنا سواء من أصول الدين أو الشريعة أو أصحاب الفتوى لزيارته وقت العلاج وأن يقبل النصيحة منهم حتى يكون علاجه شرعياً بإذن الله ، فقد زارني عملياً ما يزيد عن عشرة علماء أفاضل من كليتي الشريعة وأصول الدين .
كما وأنصح كل من يعالج في هذا الأمر أن يدعوا الطب البشري أو الطب النفسي لزيارته وقت العلاج وأن يقبل منهم النصيحة ، " فالدين النصيحة".
الدكتور أبو الحارث
00905397600411