بسم الله الرحمن الرحيم
حضر إليّ شاب حديث العهد بالزواج يشتكي بأنه لا يستطيع الدخول على زوجته وبمجرد أن يقترب منها يصاب بارتباك ودوار فيفقد رجولته ولا يستطيع أن يفعل شيئاً ، وكأنه أنثى يواجه أنثى ، وهذا بعد أن كان قد ذهب إلى الطبيب وأعطاه من الأدوية والحقن أكثر من مرّة ، وقد ضمن له الطبيب نجاعة الدواء ، لكن أيضاً دون جدوى ، فجاءني يشتكي من أن رجولته قد ضاعت أمام عروسه وسألته بعضاً من الأسئلة ؛ كانت الإجابة عليها أنه يشعر كما ذكرنا بأن رجولته تأتيه بعد أن يبتعد عن عروسه ، أمّا عندها فتذهب هباءً .
قلت : هل تقرأ وتستمع إلى القرآن ؟ بالرغم من معرفتي بالشاب أنه أهل للذكر وللقرآن .
قال : عندما أستمع " من المسجل " في البيت للقرآن يغلبني النعاس ، ففهمت الأمر ، ثم أخذت أقرأ عليه آيات الرقية وبعدها أوصيته بما يأتي :
1- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم والبسملة عند كل شئ .
قال الله تعالى : " وإمّا ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله ، إنه هو السميع العليم "
اعلم أنك لن تستطيع أن تتغلب على الشيطان إلاّ بإعانة الله لك وتوفيقه إياك . روي عن بعض السلف أنه قال لتلميذه : ما تصنع بالشيطان إذا سوّل لك الخطايا ؟ قال : أجاهده . قال : فإن عاد ؟ قال : أجاهده . قال : فإن عاد ؟ قال : أجاهده . قال: هذا يطول أرأيت إن مررت بغنم فنبحك كلبها أو منعك من العبور ما تصنع ؟ قال : أكابده وأرده جهدي ، قال : هذا يطول عليك . ولكن استعن بصاحب الغنم يكفه عنك . فإذا أردت أن تتخلص من كيد الشيطان فاستعن بخالقه يصدّه عنك ويحمك منه.
وعن تلاوة القرآن قال تعالى : " فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم " ويبين ابن القيم رحمه الله الحكمة في ذلك فيقول :
إن القرآن شفاء لما في الصدور يذهب ما يلقيه الشيطان فيها من الوساوس والشهوات والإرادات الفاسدة ، فهو دواء لما أمره فيها الشيطان ، فأمر أن يطرد مادة الداء ويخلي منه القلب ليصادف الدواء محلاً خالياً فيتمكن منه ويؤثر فيه ، فيجئ هذا الدواء الشافي إلى القلب قد خلا من مزاحم ومضاد له فينجع فيه .
إن القرآن مادة الهدى والعلم والخير في القلب ، كما أن الماء مادة النبات ، والشيطان يحرق النبات أولاً فأولاً ، فكلما أحس بنبات الخير من القلب سعى في إفساده وإحراقه، فأمر أن يستعيد بالله عز وجل منه لئلا يفسد عليه ما يحصل له القرآن .
والفرق بين هذا الوجه والوجه الذي قبله أن الاستعاذة في الوجه الأول لأجل حصول فائدة القرآن ، وفي الوجه الثاني لأجل بقائها وحفظها وثباتها .
إن الملائكة تدنو من قارئ القرآن وتستمع لقراءته كما في حديث أسيد بن حضير لما كان يقرأ ورأى مثل الظلة فيها مثل المصابيح فقال عليه الصلاة والسلام : " تلك الملائكة" والشيطان ضد الملك وعدوه فأمر القارئ أن يطلب من الله تعالى مباعدة عدوه عنه حتى يحضر خاص ملائكته فهذه منزلة لا يجتمع فيها الملائكة والشياطين .
ومنها أن الشيطان يجلب على القارئ بخيله ورجله حتى يشغله عن المقصود بالقرآن وهو تدبره وتفهمه ، ومعرفة ما أراد به المتكلم به سبحانه ، فيحرص بجهده على أن يحول بين قلبه وبين مقصود القرآن فلا يكمل انتفاع القارئ به ، فأمر عند الشروع أن يستعيذ بالله عز وجل منه
قال علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه في قوله : " بسم الله " إنه شفاء من كـل داء وعون على كل دواء ، وأمّا " الرحمن " فهو عون لكل من أمن به وهو أسم لم يسم به غيره ، وأمّا " الرحيم " فهو لمن تاب وآمن وعمل صالحاً .
2- المحافظة على الصلاة في أوقاتها .
قال الله تعالى : " والذين هم على صلواتهم يحافظون ، أولئك في جنّات مكرمون " .
وقال تعالى : " قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون " .
وقال تعالى : " وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر " .
وقال تعالى : " فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون" .
وقال تعالى : " فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيّاً " .
3- عدم الخوف و الغضب و الغفلة و عدم الانكباب على الشهوات .
عن عطية بن عروة قال : قال رسول الله (ص): " إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار ، وإنما تطفأ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ " .
4- المداومة على ذكر الله عز وجل :
" أن الذكر شفاء القلب ودواؤه ، والغفلة مرضه . فالقلوب مريضة وشفاؤها ودواؤها في ذكر الله تعالى
5 - - عدم سماع الأغاني والموسيقى .
قال تعالى : " ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله " .
قال تعالى : " أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون وأنتم سامدون " .
6- قراءة القرآن الكريم والاستماع إليه .
قال الله تعالى : " وننزّل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين .. " ،
وقـال أيضاً : " يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور ... " .
7- صلاة ركعتين في جوف الليل بنية الشفاء :
" من أراد أن يحصن نفسه من السحر فليقم شيئاً من الليل ، ولا يهمل في ذلك لأن الإهمال في قيام الليل يسلّط الشيطان على الإنسان ، وإذا تسلّط عليك الشيطان كنت أرضاً خصبة لتأثير السحر فيك " .
* عن ابن مسعود رضى الله عنه قال : ذكر عند النبي (ص) رجل فقيل : ما زال نائماً حتى أصبح - أي أصبح بصلاة الفجر - ما قام إلى الصلاة - صلاة الليل - فقال النبي (ص) : " بال الشيطان في أذنه " .
8 - الاستعاذة عند دخول الخلاء :
الشيطان يستغل فرصة وجود الإنسان المسلم في هذا المكان الخبيث الذي هو مسكن الشياطين ومأواهم ويتسلط عليه فقد صح عن النبي (ص) أنه كان يقول إذا دخل الخلاء : " بسم الله اللهم إنّي أعوذ بك من الخبث والخبائث " .
9- التحصين عند الجماع :
عن ابن مسعود رضى الله عنهما أن النبي (ص) قال : " لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبني الشيطان وجنّب الشيطان ما رزقتنا ، فقضى بينهما ولد لم يضره شيطان أبداً " .
10- النوم على وضوء :
" الوضوء سلاح المؤمن .. ويفضل للمؤمن أن يتسلح به قبل النوم لأنه طهارة وذكر ، ولأنه ضياء القلوب ونور الوجوه .. وإذا نام العبد طاهراً ذاكراً فهو في عناية الله ، وليعلم أن الغضب من الشيطان ، وأن الوضوء يطفئه ، لأن القوة الغضبية نزعة شيطانية ونار تغلي في قلب الإنسان " .
" لأن السحر لا يؤثر في المسلم المتوضئ ، وإن المسلم المتوضئ محروس بملائكة من قبل الرحمن جل وعلا.." .
عن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله (ص) قال : " طهّروا هذه الأجساد طهّركم الله ، فإنه ليس من عبد يبيت طاهراً إلاّ معه في شعاره ملك ، لا ينقلب ساعةً من الليل إلاّ قال : اللهم اغفر لعبدك فإنه بات طاهراً ".
11- مصاحبة الصالحين :
قال ابن الجوزي رحمه الله : الصالحون اسم لكل من صلحت سريرته وعلانيته وقيل : الصارفون أعمارهم في طاعة الله تعالى ، وأموالهم في مرضاته سبحانه ، وعلى أي حال فهذه التعريفات تدل على أنهم المؤمنون ، أصحاب الأعمال الصالحة ، القائمون بحقوق الله تعالى وحقوق عباده ، المستقيمة أحوالهم . وبناء على هذا فلفظ ( الصالحون ) عام يشمل الأنبياء والملائكة ، وقد يسمى الصالحون بالأولياء ، أو أولياء الله " لأن أولياء الله هم الذين آمنوا به ووالوه ، فأحبوا ما يحب ، وأبغضوا ما يبغض ، ورضوا بما يرضى ، وسخطوا بما يسخط، وأمروا بما يأمر ، ونهوا عما نهى "
ثمّ يردّد ويكثر من الأدعية الآتية :
1- اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة ، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي ، وأهلي ومالي ، اللهم استر عوراتي ، وآمن روعاتي ، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي ، وعن يميني ، وعن شمالي ، ومن فوقي ، وأعوذ بعظمتك أن اغتال من تحتي .
2- اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة ، رب كل شئ ومليكه ، أشهد أن لا إله إلاّ أنت ، أعوذ بكمن شر نفسي وشر الشيطان وشركه ، وأن أقترف على نفسي سوءاً أو أجرّه إلى مسلم قله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك .
3- بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليــــم ( ثلاث مرات ) لم يضره شئ .
4- اللهم أنت ربي لا إله إلاّ أنت ، خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعـت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي ، فإنه لا يغفر الذنوب إلاّ أنت .
5- جمع الكفين ثم النفث فيهما وقراءة ( قل هو الله أحد ) و ( قل أعوذ برب الفلــــق ) و ( قل أعوذ برب الناس ) ثم أن تمسح بها ما استطعت من جسدك ، تبدأ بها على رأسك ووجهك وما أقبل من جسدك .
6- قراءة آية الكرسي قبل النوم .
7- قراءة آخر آيتين من سورة البقرة .
8- الإكثار من التسبيح " سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم".
9- الإكثار من الدعاء " أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون "
10- الإكثار من الدعاء " لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير " .
ثم أرشدته ( الشاب ) إلى طريقة الماء والسدر والمسك ( وهى طريقة مجربة ) وهذا الأمر أعطيه
وأوصفه لمن يعنيـه الأمر وهى على النحو الآتي :
ما يجب عمله "
تدق ( 7 ) ورقات من سدر أخضر بين حجرين صلبين ثم توضع في إناء به ماء مع (7 ) نقاط من عطر المسك وتوضع اليد اليمنى داخل الماء مع الحركة باستمرار وتقريب الفم وجعله ملاصقاً للماء ما أمكن مع قراءة ما يلي :
1- آية الكرسي سبع مرات .
2- سورة الكافرون سبع مرات .
3- سورة الإخلاص سبع مرات .
4- سورة الفلق سبع مرات .
5- سورة الناس سبع مرات .
الشرب : ( 3 ) مرات يومياً لمدة أسبوع وبدون وضع الماء في الثلاجة .
الاستحمام : مرة واحدة بعد صلاة العصر يومياً لمدة أسبوع وبدون تسخين الماء ، والاستحمام يكون في مكان خال من الصور ، وليس في الحمّام ، ويرش الماء بعد الاستحمام على جدران البيت ما عدا الأماكن النجسة ( الحمّام ... ) .
شروط القارئ :
- أن يؤدي فريضة الصلاة .
- لا يدخن .
- أن يكون على وضوء أثناء القراءة .
- أن يتجه إلى القبلة وقت القراءة .
ملاحظة : من يعنيه الأمر لا يقرأ
الدكتور أبو الحارث
00905397600411