بسم الله الرحمن الرحيم
القرآن الكريم كنز ثمين أودعت فيه الأسرار من رب العالمين وكلما مضى الزمان تكشفت لنا بعض الدرر ، المعجزة اللافتة ، ويظل القرآن الكريم يزود البشرية بالطاقات الإيمانية والإرشادات المعرفية إلى يوم الدين .
وسورة " الإخلاص " تعلّمنا أن يكون أساس النجاح مبنياً على الإخلاص . فالعقيدة والعبادات والمعاملات والأخلاق تقاس بإخلاص العبد ، وعلى قدر الإخلاص يثاب العبد أو يعاقب من رب العباد .
والتعوّذ برب الفلق يعني الاعتراف بالقدرة الإلهية والتسليم لإرادة الله والرضا بقضاء الله إليه الملجأ ونعم النصير .
فمن أعظم ما يتحصن به المسلم من كل شئ ما روي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: " كان إذا آوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ونفث فيهما فقرأ : قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس " ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده ، يفعل ذلك مرات .
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتعوّذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوّذات فأخذ بها وترك ما سواها ".
وهكذا يعلمنا رسول رب العالمين إلى الثقلين أن نقتبس من أنوار التنزيل ما به تشفى الصدور وما برحمته تنزل علينا السكينة فسبحان من خلق الناس وعلّمهم كيف يقابلون الداء بالدواء .
كيف تدفع كثرة النسيان
فإن لم يكن هناك مرض فالذكر خير وسيلة لعلاجه … والأفضل حتى في حالة اكتشاف الطبيب للمرض الذي يساعد على النسيان أن يتسلّح الإنسان بالذكر أيضاً فهو خير معين لدفع الشيطان الذي يتسبب في كثرة النسيان .
وفي قصة موسى عليه السلام والخضر كان سبب النسيان دفع من الشيطان يقول تعالي :
" ... وما أنساينه إلا الشيطان أن أذكره ... " .
ويقول أيضاً : " استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله ". ويقول أيضاً : " ولا تقولن شئ أني فاعلٌ ذلك غداً إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشداً " .