أُنظر بداخلك
في كتابه " وحي القلم " يقول مصطفى صادق الرافعي
( إن الخطأ الأكبر أن تنظم الحياة من حولك
وتترك الفوضى في قلبك ).
أن تضع الجداول ، وتهتم بترتيب مكتبك ،وأدواتك ، وعملك .
انظر بداخلك !!
ثم تغفل عن النظر إلى بنائك الداخلي لتنظف
ما علق به من شوائب ،
فهذا شيء يستحق العجب وإعادة النظر .
فمع زحمة الحياة وتوالي الأحداث على صفحة
الكون غدت لحظة التأمل ، والنظر إلى الوجدان ،
واستشفاف القصور والعيوب لعلاجها
عادة انفرد بها النبهاء والأذكياء وأصحاب الضمائر
الحية فقط .
انظر بداخلك !!
أنظر حولك ترى العالم في سباق محموم ،
وأكاد أجزم أن من حولنا أشخاص لم يقفوا
ولو لبرهة واحدة كي يراجعوا مشوار حياتهم .
ويقيموا الجيد والحسن من سلوكهم وأفكارهم .
انظر بداخلك !!
و حياتك يا صديقي تستحق منك أن توليها
كثير من الجهد والاهتمام ،
تحتاج منك أن تقف بعد كل محطة في رحلتها
لتقيم فيها نتائج المرحلة من مغنم ومغرم ،
ولتثبيت الفؤاد الذي قد يضطرب من سرعة
وقوة تلك الحياة المائجة الجامحة .
انظر بداخلك !!
إن عُقد حياتنا ما يلبث أن ينفرط منا حبة حبة
إذا ما لفّنا ثوب الغفلة .
خاصة وأن معظم البشر يرهب مواجهة النفس ،
ومراجعة المبدأ ، وتغيير السلوك والعادة .
ولا يدرك أن قوته تكمن في قدرته على كسر
شوكة عاداته السيئة ،
انظر بداخلك !!
وتحطيم صنم أفكاره ومعتقداته الفاسدة ،
والإنابة إلى جادة الطريق المستقيم .
وهذا لن يكون إلا بتلك النظرة الموجهة إلى الداخل ،
تلك النظرة الصارمة الحازمة التي لا تلين لسعادة
دنيئة خاطفة ، ولا تغض الطرف عن مكسب سريع
لا يتوافق مع فطرتها .
انظر بداخلك !!
أنظر داخلك يا صديقي ، وأزل بيد طهور
شوائب وعلائق ضارة ..
وأروِ بماء الحماسة واليقين بذور الخير
والجمال والتقدم .
ولا يزهدنّك في رحلة المكاشفة قلة الصاحب
ووحشة الطريق ..
فهكذا هي دروب الحق !.
انظر بداخلك !!
إشــراقــة :
جدي قال لي يوماً أن هناك نوعان من البشر :
نوع يقوم بالعمل ونوع يحصل على التقدير ...
وقد قال لي أن أحاول أن أكون من النوع الأول حيث أن المنافسة فيه قليلة جداً ...
" إنديرا غاندي "