الكشف والعلاجات والاستشارات الاتصال بالشيخ الدكتور أبو الحارث (الجوال):00905397600411
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
X

{ولن يتمنوه أبدآ }

السور والآيات والأسماء الحسنى

 
  • تصفية
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • روزكنزي
    كاتب الموضوع
    أعضاء نشطين
    • Oct 2010
    • 12874 
    • 510 


    جاء القرآن بأسلوب غاية في الروعة، وقمة في البيان، وكان للكلمات والأفعال والأساليب التي يختارها أهمية كبيرة في بيان مقصده،وتوضيح هدفه. فأنت واجد في العديد من آياته اختيار حرف مكان حرف،
    أو كلمة مكان أخرى، وأنت واجد أيضاً تقديماً لجملة في آية، وتأخيراً لها في أخرى، وما ذلك إلا لمعنى يراد تقريره، ومقصد يُبتغى بيانه.

    وتمثيلاً لذلك نسوق الآيتين التاليتين:

    الآية الأولى: قوله تعالى: { ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين } (البقرة:95).

    الآية الثانية: قوله سبحانه: { ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين } (الجمعة:7).

    فأنت تلحظ أن الآية الأولى: بدأت بحرف النفي (لن)، في حين أن الآية الثانية بدأت بحرف النفي (لا). فهل ثمة دلالة لكل حرف من هذين الحرفين؟


    نستبق الجواب بالقول: إن التغيير في بناء الجملة القرآنية -
    وكذلك العربية - لا بد أن يكون لمعنى مراد، وغاية محددة؛
    لأن بناء الجمل - حروفاً وكلمات - يحمل دلالة معينة،
    وهي وإن اشتبهت من حيث الجملة، إلا أنها تفترق عن بعضها في
    وظائفها الدلالية، وهذا ما نحاول بيانه من خلال الآيتين
    المشار إليهما أعلاه.

    أجاب بعض العلماء عن الفرق بين أسلوب الآيتين بأن قال:
    إن استعمال (لن) لما يُظن حصوله، وهي آكد في النفي،
    وإن كان زمانه أقصر، وإن استعمال (لا) لما يُشك في حصوله،
    فقوله تعالى: { ولا يتمنونه أبدا }، جاء بعد حرف الشرط (إن)
    في قوله سبحانه: { إن زعمتم أنكم أولياء لله } (الجمعة:6)،
    كأنه قيل: متى زعموا ذلك في وقت من الأوقات،
    وقيل لهم: تمنوا الموت، فلا يتمنونه أبداً.
    ولما كان حرف الشرط (إن) لا يختص بوقت دون وقت،
    بل يعم جميع الأوقات، قوبل بحرف النفي (لا)؛ ليعم ما جُعل جواباً له.


    ولما فات العموم في قوله تعالى: { قل إن كانت لكم الدار
    الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين } (البقرة:94)؛ بسبب دخول (كان)؛ لكونها لا تدل على الحدث،
    بل تدخل على الجملة الاسمية، لتقرن
    مضمون الجملة بالزمان الماضي، كأنه قيل:
    إن كانت قد وجبت لكم الدار الآخرة عند الله فتمنوا الموت الآن.
    وكان حرف الشرط (إن) داخلاً على فعل أمده قريب (كان)، جاء في جوابه (لن)، فانتظم الخطاب في الآيتين.

    وأجاب الرازي عن الفرق بين الآيتين بنحو آخر، فقال:
    إنه تعالى قال في آية سورة البقرة: { ولن يتمنوه أبدا }
    وقال في آية سورة الجمعة: { ولا يتمنونه أبدا }
    أنهم في آية البقرة، ادعوا أن الدار الآخرة
    خالصة لهم من دون الناس، وادعوا في سورة الجمعة أ
    نهم أولياء لله من دون الناس، والله تعالى أبطل هذين الأمرين،
    بأنه لو كان كذلك لوجب أن يتمنوا الموت، والدعوى
    الأولى أعظم من الثانية؛


    إذ السعادة القصوى
    هي الحصول في دار الثواب، وأما مرتبة الولاية فهي وإن كانت
    شريفة إلا أنها إنما تراد ليتوسل بها إلى الجنة،
    فلما كانت الدعوة الأولى أعظم، لا جرم بيَّن تعالى فساد قولهم
    بلفظ (لن)؛ لأنه أقوى الألفاظ النافية،
    ولما كانت الدعوى الثانية ليست في غاية العظمة، لا جرم اكتفى في إبطالها بلفظ (لا)؛ لأنه ليس في نهاية القوة في إفادة معنى النفي.

    والأمر المهم هنا، أن القرآن الكريم - على عادته -
    ذكر في كل موضع ما يناسب الدعوى التي ادعاها يهود،
    وأبطل كلا الدعوتين بأقوى ما يكون به الإبطال من أسلوب.
    فتأمل عظمة بيان هذا الكتاب، وقوة أسلوبه في تبيان المراد.
    مواضيع ذات صلة
  • جمانة
    أعمدة أسرار
    • Jul 2011
    • 5186 
    • 26 

    #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    سلمت اناملك الذهبيه على ماخطته لنا
    اعذب التحايا لك ياروز الغالية
    تعليق
    • روزكنزي
      كاتب الموضوع
      أعضاء نشطين
      • Oct 2010
      • 12874 
      • 510 

      #3
      شكرآ لوجودك ..ومرورك من هنا جمانة بارك الله فيك
      تعليق
      • العمد
        أعمدة اسرار
        • Jun 2013
        • 4530 
        • 46 

        #4
        شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك
        تعليق
        • نور محمد بدر
          أعمدة اسرار
          • Jan 2018
          • 5038 
          • 39 

          #5
          شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
          تعليق
          يتصفح هذا الموضوع الآن
          تقليص

          المتواجدون الآن 1. الأعضاء 0 والزوار 1.

          يعمل...
          X