اجتمع اثنان من سَادات قريش تحت ميزاب الكعبة بعد معرَكة بدْر الكُبرى كانا يتذاكران ويتحَدثان فيما أصيبوا به من فقد أشرَافهم، ومقتل ساداتهم، فقال عُمير بن وَهب وكان من شيَاطين قريش :
والله لولا ديْنٌ علي ليس له عندي قضاء، وعيَال أخشى عليهم الضيعة، لركبت إلى محمد حتى أقتله..!!، فقال صَفوان بن أميَّة -وكان قد قُتِلَ أبوه وأخوه في معركة بدر-: عليّ ديْنك أنا أقضيه عنك، وعيالك مع عيالي أواسيهم ما بقوا لا يسعني شيء وأعجَز عنهم!، ففرح عمير واستبشَر وقال لصَفوان: فاكتُم عني شأني وشأنك.
ثم انطلق عُمير لبيته وأخذ سيفه وشحذه سماً حتى يبلغ أثره ويتمكن بثقة من القتل، وركب ناقتَه مُسرعاً متعَجلاً إلى المدينة يريد أمراً ويريد الله غيره، فلما دخَل المدينة أتى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأناخ ناقته عند بابه، وكان لعمير ابنٌ قد أُسِر في بدر، فكان يتَذرع أنه جاء لفك أسره، فلما أناخ رآه عمَر بن الخطاب فاروق الأمة، وكان في جمَاعة من الصحَابة يتحدثون عن كرَامة الله لهم في بدر، فقَام مسرعاً إليه ووهَج الفراسة يشتَعل في عينيه، فدخل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقَال:
يا رسول الله هذا عدو الله عمير قد جَاء متوشحَاً سيفه..!، فقال صلى الله عليه وسلم: أدخله عليّ. فأقبل إلى عمير فلبّبه بحُمالة سيفه فأدخله, وقال لفتية من الأنصَار: ادخلوا عند رسول الله واحذروا عليه من هذا الخبيث! فلما دخل عمير على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أنعموا صَباحاً. فقال النبي – صَلوات الله وسَلامه عَليه-: قد أكرمَنَا الله بتَحية خير من تحيتك يا عُمير، بالسَّلام تحية أهْل الجنة. ثم قال: ما جَاء بك يا عمير؟! فقال: جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم فأحسنوا فيه. قال: فما بال السيف في عنُقك؟ فقال عمير: قبّحها الله من سيوف وهل أغنت عنا شَيئاً يوم بدر؟ فقال: اصدُقني ما الذي جئت له؟ قال: ما جئت إلا لذلك!! فقال عليه الصَّلاة والسَّلام: بل قعدت أنت وصَفوان بن أمية في الحِجر،فذكرتما أصحاب القليب من قريش، ثم قلت: لولا ديْنٌ عليّ وعيَال عندي لخرجت حتى أقتل محمداً فتحَمل صفوان بدينك وعيالك على أن تقتلني، والله حَائل بينك وبين ذلك!!
فقال عمير: أشهَد أنك رسُول الله، قد كنا نكذبك يا رسول الله بما كنت تأتينا من خَبر السمَاء, وما ينزل عليك من الوحي, وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصَفوان! فو الله إني لأعلم ما أتاك به إلا الله! فالحَمد لله الذي هداني للإسلام، وساقني هذا السيَاق ثم تشهد شهادة الحق. فقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: فقهوا أخَاكم في دينه، وأقرؤوه القُرآن، وأطلقوا له أسِيره.
وإذا العِنَاية لاحَظَتك عُيونها *** نَم فَالحوَادث كُلهُن أمَانُ ...ومن يكُن الإلَه لَه حَفيْظَاً ... فَحَاشَا أن يُضَيِّعهُ الإلَهُ
والله لولا ديْنٌ علي ليس له عندي قضاء، وعيَال أخشى عليهم الضيعة، لركبت إلى محمد حتى أقتله..!!، فقال صَفوان بن أميَّة -وكان قد قُتِلَ أبوه وأخوه في معركة بدر-: عليّ ديْنك أنا أقضيه عنك، وعيالك مع عيالي أواسيهم ما بقوا لا يسعني شيء وأعجَز عنهم!، ففرح عمير واستبشَر وقال لصَفوان: فاكتُم عني شأني وشأنك.
ثم انطلق عُمير لبيته وأخذ سيفه وشحذه سماً حتى يبلغ أثره ويتمكن بثقة من القتل، وركب ناقتَه مُسرعاً متعَجلاً إلى المدينة يريد أمراً ويريد الله غيره، فلما دخَل المدينة أتى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأناخ ناقته عند بابه، وكان لعمير ابنٌ قد أُسِر في بدر، فكان يتَذرع أنه جاء لفك أسره، فلما أناخ رآه عمَر بن الخطاب فاروق الأمة، وكان في جمَاعة من الصحَابة يتحدثون عن كرَامة الله لهم في بدر، فقَام مسرعاً إليه ووهَج الفراسة يشتَعل في عينيه، فدخل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقَال:
يا رسول الله هذا عدو الله عمير قد جَاء متوشحَاً سيفه..!، فقال صلى الله عليه وسلم: أدخله عليّ. فأقبل إلى عمير فلبّبه بحُمالة سيفه فأدخله, وقال لفتية من الأنصَار: ادخلوا عند رسول الله واحذروا عليه من هذا الخبيث! فلما دخل عمير على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أنعموا صَباحاً. فقال النبي – صَلوات الله وسَلامه عَليه-: قد أكرمَنَا الله بتَحية خير من تحيتك يا عُمير، بالسَّلام تحية أهْل الجنة. ثم قال: ما جَاء بك يا عمير؟! فقال: جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم فأحسنوا فيه. قال: فما بال السيف في عنُقك؟ فقال عمير: قبّحها الله من سيوف وهل أغنت عنا شَيئاً يوم بدر؟ فقال: اصدُقني ما الذي جئت له؟ قال: ما جئت إلا لذلك!! فقال عليه الصَّلاة والسَّلام: بل قعدت أنت وصَفوان بن أمية في الحِجر،فذكرتما أصحاب القليب من قريش، ثم قلت: لولا ديْنٌ عليّ وعيَال عندي لخرجت حتى أقتل محمداً فتحَمل صفوان بدينك وعيالك على أن تقتلني، والله حَائل بينك وبين ذلك!!
فقال عمير: أشهَد أنك رسُول الله، قد كنا نكذبك يا رسول الله بما كنت تأتينا من خَبر السمَاء, وما ينزل عليك من الوحي, وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصَفوان! فو الله إني لأعلم ما أتاك به إلا الله! فالحَمد لله الذي هداني للإسلام، وساقني هذا السيَاق ثم تشهد شهادة الحق. فقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: فقهوا أخَاكم في دينه، وأقرؤوه القُرآن، وأطلقوا له أسِيره.
وإذا العِنَاية لاحَظَتك عُيونها *** نَم فَالحوَادث كُلهُن أمَانُ ...ومن يكُن الإلَه لَه حَفيْظَاً ... فَحَاشَا أن يُضَيِّعهُ الإلَهُ