ما هو السر الرابط بين الحج وشهر رمضان المبارك
بسم الله الرحمن الرحيم
اللَهٌمَ صَل ِعَلى مُحَمْدٍ وَآل ِ مُحَمْدٍ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورمضان كريم عليكم وان شاء الله يتقبل منكم ومنا صالح الاعمال أعزائي
نجد في أدعية شهر رمضان المبارك حضورا قويا لطلب الحج
فما هو السر للحضور المكثف للحج في أدعية شهر رمضان المبارك؟
ومن أمثلة ذلك
في تعقيبات الصلاة
ويختص به شهر رمضان المبارك بعد كل صلاة هو
{( اللّهُمَّ ارْزُقْني حَجَّ بَيْتِكَ الْحَرامِ فِي عامي هذا وَفي كُلِّ عام ما اَبْقَيْتَني في يُسْر مِنْكَ وَعافِيَة وَسَعَةِ رِزْق وَلا تُخْلِني مِنْ تِلْكَ الْمواقِفِ الْكَريمَةِ وَالْمَشاهِدِ الشَّريفَةِ )}
والدعاء الأخر هو الدعاء في كل يوم من أيام الشهر الفضيل
{(اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَارْزُقْني الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَوالجدّ وَالاجْتِهادَ وَالْقُوَّةَ والنَّشاطَ والاِنابَةَ والتَّوْبَةَ ولِلتوفيْق والْقُرْبَةَ والْخَيْرَ الْمَقْبُولَ وَالرَّغْبَةَ والرَّهْبَةَ وَالتَّضَرُّعَ والْخُشُوعَ وَالرِّقَّةَ والنِّيَّةَ الصّادِقَهَ )}
وكذلك الدعاء الذي يدعى به في الليل
{(اَللّهُمَّ رَبَّ شَهْرِ رَمَضانَ الَّذي اَنْزَلْتَ فيهِ الْقُرْآنَ وَافْتَرَضْتَ على عِبادِكَ فيهِ الصِّيامَ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَارْزُقْني حَجَّ بَيْتِكَ الْحَرامِ في عامي هذا وَفي كُلِّ عام وَاغْفِرْ لي تِلْكَ الذُّنُوبَ الْعِظامَ فَاِنَّهُ لا يَغْفِرُها غَيْرُكَ يا رَحْمنُ يا عَلاّمُ )}
ومن ذلك دعاء سيد الساجدين الإمام علي أبن الحسين سلام الله عليه وعلى آبائه اجمعين والذي كان يدعو فيه أوقات السحر ويسمى في الكتب دعاء أبي حمزة الثمالي
{(وَارْزُقْنا حَجَّ بَيْتِكَ وَزِيارَةَ قَبْرِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ وَرَحْمَتُكَ وَمَغْفِرَتُكَ وَرِضْوانُكَ عَلَيْهِ وَعَلى اَهْلِ بَيْتِهِ اِنَّكَ قَريبٌ مُجيبٌ وَارْزُقْنا عَمَلاً بِطاعَتِكَ وَتَوَفَّنا عَلى مِلَّتِكَ وَسُنَّةِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ )}
نجد في هذه الأدعية وغيرها من الأدعية الرمضانية حضورا مكثفا للحج بين ثنايا هذه الأدعية فما سر ذلك؟
إنه ترابط روحي وعبادي
فإن عبادة الصوم و عبادة الحج من العبادات العظيمة التي تؤدى في فترة زمنية خاصة و تعتبر بدورة تربوية مكثفة تختصر أمام الإنسان وقتا كبيرا في حال لو طلب الحصول على هذه المكاسب الروحية العظيمة خارج إطار هاتين العبادتين العظيمتين
الشيء الأخر هو أن هاتين العبادتين نوع من انواع الضيافة الإلهية والتي تقسم الى قسمين
ضيافة مكانية وضيافة زمانية
يمثل شهر رمضان قمة الضيافة الزمانية الإلهية
بينما يمثل الحج قمة الضيافة المكانية الإلهية في رحاب المشاعر المقدسة بمكة المكرمة
يمثل شهر رمضان بأجوائه العامة و أجواء ليالي القدر و العشر الأواخر موسم عبادي متميز وخاص
و كذلك تمثل فترة ذروة الحج وهي الأيام العشرة الأولى من شهر ذي الحجة موسم عبادي متميز
كذلك إن الصوم والحج يشتركان في أنهما من العبادات التي تؤدى في مواسم معينة خاصة
كذلك من أسباب ذلك
إن فريضة الحج هي دعوة من الله سبحانه وتعالى وليس كل من نوى الحج يستطيع الحج حتى لو كان متمكن جسديًا وماديًا
لإن حضور الحج يستلزم توفيقا معينا ومن أسباب حصول هذا التوفيق هو أجواء شهر رمضان حيث تكون استجابة الله للدعاء متاحة للإنسان بشكل كبير ولا سيما في أوقات الصلاة والإفطار وأوقات السحر
وأيضا
إن ليالي القدر و الحضور في أرض عرفة هما فرصتين نادرتان لمحو الذنوب الكبيرة
حيث نجد أن حضور أرض عرفة من ناحية مكانية أو شهر رمضان من ناحية زمانية يمثلان فرصة ذهبية للعصاة يفيض الله فيها من رحمته الواسعة على عباده ويمن فيها بالمغفرة عليهم
ولذا فقد لا يستجيب الله للإنسان الغافل دعاءه بطلب المغفرة في شهر رمضان
ولكنه يستجيب له طلب حضوره الحج
فيمن عليه بالمغفرة في أرض عرفة
ولعل هناك فوائد أخرى من وجود هذا الربط بين هاتين العبادتين العظيمتين قد غابت عني اتمنى من الاعضاء الاعزاء الذين تخطر على بالهم نقاط اخرى ان يضيفونها مشكورين
وأخيرا وليس أخر أسأل الله العلي القدير إن يعفو عنا ويغفر لنا جميعا في هذا الشهر الفضيل
وأسألكم المسامحة وبراءة الذمة قبل انقضاء شهر رمضان الكريم عن كل خطأ إن كان مقصود أو غير مقصود
تحياتي لكم جميعا اعزائي اعضاء مملكتنا الغالية
بسم الله الرحمن الرحيم
اللَهٌمَ صَل ِعَلى مُحَمْدٍ وَآل ِ مُحَمْدٍ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورمضان كريم عليكم وان شاء الله يتقبل منكم ومنا صالح الاعمال أعزائي
نجد في أدعية شهر رمضان المبارك حضورا قويا لطلب الحج
فما هو السر للحضور المكثف للحج في أدعية شهر رمضان المبارك؟
ومن أمثلة ذلك
في تعقيبات الصلاة
ويختص به شهر رمضان المبارك بعد كل صلاة هو
{( اللّهُمَّ ارْزُقْني حَجَّ بَيْتِكَ الْحَرامِ فِي عامي هذا وَفي كُلِّ عام ما اَبْقَيْتَني في يُسْر مِنْكَ وَعافِيَة وَسَعَةِ رِزْق وَلا تُخْلِني مِنْ تِلْكَ الْمواقِفِ الْكَريمَةِ وَالْمَشاهِدِ الشَّريفَةِ )}
والدعاء الأخر هو الدعاء في كل يوم من أيام الشهر الفضيل
{(اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَارْزُقْني الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَوالجدّ وَالاجْتِهادَ وَالْقُوَّةَ والنَّشاطَ والاِنابَةَ والتَّوْبَةَ ولِلتوفيْق والْقُرْبَةَ والْخَيْرَ الْمَقْبُولَ وَالرَّغْبَةَ والرَّهْبَةَ وَالتَّضَرُّعَ والْخُشُوعَ وَالرِّقَّةَ والنِّيَّةَ الصّادِقَهَ )}
وكذلك الدعاء الذي يدعى به في الليل
{(اَللّهُمَّ رَبَّ شَهْرِ رَمَضانَ الَّذي اَنْزَلْتَ فيهِ الْقُرْآنَ وَافْتَرَضْتَ على عِبادِكَ فيهِ الصِّيامَ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَارْزُقْني حَجَّ بَيْتِكَ الْحَرامِ في عامي هذا وَفي كُلِّ عام وَاغْفِرْ لي تِلْكَ الذُّنُوبَ الْعِظامَ فَاِنَّهُ لا يَغْفِرُها غَيْرُكَ يا رَحْمنُ يا عَلاّمُ )}
ومن ذلك دعاء سيد الساجدين الإمام علي أبن الحسين سلام الله عليه وعلى آبائه اجمعين والذي كان يدعو فيه أوقات السحر ويسمى في الكتب دعاء أبي حمزة الثمالي
{(وَارْزُقْنا حَجَّ بَيْتِكَ وَزِيارَةَ قَبْرِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ وَرَحْمَتُكَ وَمَغْفِرَتُكَ وَرِضْوانُكَ عَلَيْهِ وَعَلى اَهْلِ بَيْتِهِ اِنَّكَ قَريبٌ مُجيبٌ وَارْزُقْنا عَمَلاً بِطاعَتِكَ وَتَوَفَّنا عَلى مِلَّتِكَ وَسُنَّةِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ )}
نجد في هذه الأدعية وغيرها من الأدعية الرمضانية حضورا مكثفا للحج بين ثنايا هذه الأدعية فما سر ذلك؟
إنه ترابط روحي وعبادي
فإن عبادة الصوم و عبادة الحج من العبادات العظيمة التي تؤدى في فترة زمنية خاصة و تعتبر بدورة تربوية مكثفة تختصر أمام الإنسان وقتا كبيرا في حال لو طلب الحصول على هذه المكاسب الروحية العظيمة خارج إطار هاتين العبادتين العظيمتين
الشيء الأخر هو أن هاتين العبادتين نوع من انواع الضيافة الإلهية والتي تقسم الى قسمين
ضيافة مكانية وضيافة زمانية
يمثل شهر رمضان قمة الضيافة الزمانية الإلهية
بينما يمثل الحج قمة الضيافة المكانية الإلهية في رحاب المشاعر المقدسة بمكة المكرمة
يمثل شهر رمضان بأجوائه العامة و أجواء ليالي القدر و العشر الأواخر موسم عبادي متميز وخاص
و كذلك تمثل فترة ذروة الحج وهي الأيام العشرة الأولى من شهر ذي الحجة موسم عبادي متميز
كذلك إن الصوم والحج يشتركان في أنهما من العبادات التي تؤدى في مواسم معينة خاصة
كذلك من أسباب ذلك
إن فريضة الحج هي دعوة من الله سبحانه وتعالى وليس كل من نوى الحج يستطيع الحج حتى لو كان متمكن جسديًا وماديًا
لإن حضور الحج يستلزم توفيقا معينا ومن أسباب حصول هذا التوفيق هو أجواء شهر رمضان حيث تكون استجابة الله للدعاء متاحة للإنسان بشكل كبير ولا سيما في أوقات الصلاة والإفطار وأوقات السحر
وأيضا
إن ليالي القدر و الحضور في أرض عرفة هما فرصتين نادرتان لمحو الذنوب الكبيرة
حيث نجد أن حضور أرض عرفة من ناحية مكانية أو شهر رمضان من ناحية زمانية يمثلان فرصة ذهبية للعصاة يفيض الله فيها من رحمته الواسعة على عباده ويمن فيها بالمغفرة عليهم
ولذا فقد لا يستجيب الله للإنسان الغافل دعاءه بطلب المغفرة في شهر رمضان
ولكنه يستجيب له طلب حضوره الحج
فيمن عليه بالمغفرة في أرض عرفة
ولعل هناك فوائد أخرى من وجود هذا الربط بين هاتين العبادتين العظيمتين قد غابت عني اتمنى من الاعضاء الاعزاء الذين تخطر على بالهم نقاط اخرى ان يضيفونها مشكورين
وأخيرا وليس أخر أسأل الله العلي القدير إن يعفو عنا ويغفر لنا جميعا في هذا الشهر الفضيل
وأسألكم المسامحة وبراءة الذمة قبل انقضاء شهر رمضان الكريم عن كل خطأ إن كان مقصود أو غير مقصود
تحياتي لكم جميعا اعزائي اعضاء مملكتنا الغالية