منذ القدم لاحظ الانسان بوجود حوادث غير مألوفة ومخالفة لقوانين الطبيعة من خلال علاقات واتصالات جرت بينه وبين قوى مجهولة ، هذه الظواهر المبهمة التي لم يجد لها الانسان تفسيرا يقنع به عقليته بررها بأنها من الظواهر الخارقة أو أرواح ، في الواقع يتطلب تفسير هذه الخوارق والاحداث ضمن قواعد ونظريات ثابتة ، والا اعتبرت تلك الحوادث والظواهر من الامور الشاذة وغير معروفة وتلحق بالخرافات . ومع مجيء عصر النهضة العلمية بدأ الانسان الاهتمام بدراسة الظواهر الطبيعية الفيزيائية والكيمياوية والبيولوجية ، وقد قادت النزعة العلمية في الدول المتقدمة الى الاهتمام بالظواهر الخارقة التي استطاعت ان تجد لها حيزا في جامعات العالم المتقدم . الامور الخارقة للطبيعة البشرية والعجيبة بالنسبة للانسان وعقله المحدود والتي سماها الانسان بتسميات مختلفة طيلة سني تطوره الحضاري فقد سماها سحرا وتارة معجزات وخوارق واخرى أحداث غريبة . وفي مقالتي هذه سوف اتطرق فقط الى الارواح الشريرة حسب الكتاب المقدس .
يتبادر الى ذهن الانسان السؤال : من اين جاءت الارواح الشريرة وما علاقتها بالانسان ؟ والجواب : خلق الله الملائكة على اساس الخدمة ، لذلك إذا أخلوا بحدود خدمتهم ، خرجت عن مستواها في النقاوة والطاعة وتثقلت بالخطيئة وهبطت ولم تعد ترقى الى السموات ، بل انحطت لتسكن المواضع السفلية من الكون :" كيف سقطتَ من السماء ايتها الزهرة ، ابنً الصباح ؟ كيف حطمتَ الى الارض ياقاهرَ الامم ؟ قد قلتَ في قلبكَ : اني اصعدً الى السماء ارفع عرشى فوق كواكب الله واجلس على جبل الجماعة في اقاصي الشمال ،أصعد فوق أعالي الغيوم وأكون شبيها بالعلي . بل تهبط الى مثوى الاموات الى أقاصي الجب ." ( اشعياء 14: 12 – 15 ) ، ويؤكد سفر الرؤيا :" ونشبت حرب في السماء ، بين ميخائيل وملائكته حاربوا التنين ، وحارب التنين وملائكته ، فلم يقو عليهم ، ولا بقي لهم مكان في السماء . فألقي التنين الكبير ، الحية القديمة ، ذاك الذي يقال له ابليس والشيطان ، مضلل المعمور كله ، ألقي الى الارض وألقي معه ملائكتـــه ." (رؤيا 12: 7- 9 ) . مما يدل ان اعمال الشيطان انحصرت على الارض ، وبذلك اراد الشيطان بسبب حسده ان يسقط الانسان ظنا منه ان الموت سينهي على مستقبل أدم ، المخلوق اصلا على غير فساد ، ويظل ساقطا الى الابد كما هو حال الشيطان نفسه :" فإن الله خلق الانسان لعدم الفساد وجعله صورة ذاته الالهية لكن بحسد ابليس دخل الموت الى العالم ." ( حكمة 2: 23 و 24 ) ، هنا علينا ان نتذكر كيف غرس الشيطان الكذب في شعور أدم وحواء ، وفي اللاشعور ايضا ، حينما قال لحواء في حواره الخادع الماكر المميت ردا على قول حواء :" وأما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة ، فقال الله : لاتأكلا منه ولا تمساه كيلا تموتا . فقالت الحية ( الشيطان ) للمرأة : موتا لا تموتا ." ( تكوين 3: 3 و 4 ) . وهذا هو منطق الشيطان في نفي الحق واخفائه تحت ستار المعقول والواقع ، فالشيطان ابرز العصيان ، ونفى الموت واخفاه عن حواء تحت ستار المعرفة :" فالله عالم انكما في يوم تأكلان منــه تنفتح اعينكما وتصيران كالهه تعرفان الخير والشر ." ( تكوين 3: 5 ) . والكتاب المقدس يوضح بأن الارواح الشريرة تستحوث على الانسان الضعيف لبعده عن الله مما يؤدي الى احتلال شخصيته واملاء ارادتها وسلطانها على فريستها باوجه عديدة ومحزنة ، حتى ان الانسان يفقد شخصيته وارادته ، ولكن الشيطان يخضع لسلطان المسيح ويرتعب من اسمه وصليبه . وعادة الارواح الشريرة فوضوية وصاخبة ، كما عبر عنها علماء الباراسيكلوجي ( بالروح الضوضائية ) ، والانجيلي مرقس يعلمنا بأن :" رجل فيه روح نجس ، فصاح ... " ( مرقس 1: 23 ) ، والصوت العظيم الذي يصرخ به عند الخروج هو انهزام وفوضى ، وقد عبر السيد المسيح له كل المجد عن الانسان المستحوث عليه ان يكون " بيتا " خاصا للروح الشريرة . والارواح الشريرة ضعيفة وجبانة ترتعب من سلطان المسيح ، فمجرد ان سمع الروح النجس صوت المسيح وهو يعظ لم يطق ان يسمع الصوت فقاطع المسيح ، لذلك اخرسه السيد المسيح :" فانتهره يسوع قال : اخرس واخرج منه " ( مرقس 1: 25 ) . الارواح الشريرة لا تحتمل اسم المسيح من أفواه اناس قديسين ، ولا تطيق سماع صوت الانجيل او علاقة الصليب من انسان قديس . لان الامر الصادر من انسان فيه روح الله يلزم الروح الشرير بقوة ضاغطة على الخروج . والصوت العظيم الذي يصرخ به الروح عند الخروج هو انهزام وفوضى ، لان استحواث الروح على الانسان يفقد الانسان حريته وحركته ، وخروج الروح يمزق النفس ويتركها مهددة . ولكن الاندهاش الشديد ان المسيح اخرج الشيطان من الرجل بكلمة واحدة ( اخرج ) . وبولس الرسول التفت الى الجارية وقال للروح الشرير :" آمرك باسم يسوع المسيح ان تخرج منها ، فخرج من وقته ." ( اعمال 16: 18 ) ، ولما قال بولس الرسول هذه الاقوال خرج الروح الشرير من الجارية . وهكذا تمت نبوة السيد المسيح القائل بشأن المؤمنين به :" فباسمي يطردون الشياطين " ( مرقس 16: 17 ) .
فالشيطان يقدم مشورته التي تقوم على الكذب والتزييف ، فإذا رفضها الانسان بمقتضى وصايا الله التي يعيش بها ، يتلاشى الشيطان من الوجود في محيط العمل الفردي لمدة تتحدد بصلابة الانسان في الحق ، ولكن إذا قبل الانسان مشورة الشيطان وافكاره المزيفة والمعروفة انها ضد الحق ، فأنه يكون قد أوجد الشيطان محلا ومسكنا ووجودا . وهذا هو الدور الذي اتخذه اليهود لانفسهم تجاه السيد المسيح ، وهذا ما اعلنه السيد المسيح عنهم انه قد صارت لهم طبيعة الشيطان في الكذب ومقاومته الحق :" انتم اولاد ابيكم ابليس تريدون اتمام شهوات ابيكم ." ( يوحنا 8: 44 ) . وهكذا اقترب الشيطان وجنوده من ارضنا واستبد بجنسنا ، فقد استحكمت العداوة بين الشيطان والانسان منذ البدء ، اذ تميز الانسان عنه في قربه من الله وفي محبة الله له وفي معرفته النهاية المجيدة التي سينتهي اليها الانسان .
الارواح النجسة عندما كانت تنظر الى السيد المسيح كانت ترتعب وتقع على الارض وتصرخ: " مالنا ولك ، ياابن الله " ( متى 8: 29 ) ، الامر الذي كان يشعر به الانجيلي مرقس وهو يدون هذا الاعتراف الخطير في مبدأ انجيله :" بدء بشارة يسوع المسيح ابن الله " ( مرقس 1: 1 ) . كما ان سلطان اخراج الشياطين الذي كان بحوزة السيد المسيح كان من صميم طبيعة تجسده :" وانما ظهر ابن الله ليحبط اعمال ابليس ." ( 1يوحنا 3: 8 ) . لهذا يجب ان لا يخاف الانسان من الارواح الشريرة لان الارواح الشريرة والنجسة لا يمكن ان تمس انسانا مؤمنا ايمانا صحيحا قويا ، وبالتالي تكون استحالة قاطعة ان تستحوذ على انسان له علاقة روحية وقلبية مع يسوع المسيح له كل المجد . ولماذا السيد المسيح بالذات ؟ لان السيد المسيح هو قاهر الشيطان وقد ربط رئيس الشياطين على الصليب وافقده قوته التي كانت له . وكما اكد السيد المسيح انه لاتوجد قوة ان تخرج الشيطان عنوة وتمنعه من العودة الا قوة الصلاة ، العلاقة الروحية الممتدة والتمسك بالمسيح ، ومع الصوم وهو الانقطاع عن الاكل والشهوات وحفظ الجسد طاهرا حتى لا يأخذ الشيطان فرصة على الانسان بسبب اعمال تعمل بإيعاز الشيطان :" ولما دخل البيت ، انفرد به تلاميذه وسألوه : لماذا لم نستطع نحن ان نطرده ؟ فقال لهم :" وهذا الجنس من الشيطان لا يخرج إلا بالصلاة والصوم " ( متى 17: 21
يتبادر الى ذهن الانسان السؤال : من اين جاءت الارواح الشريرة وما علاقتها بالانسان ؟ والجواب : خلق الله الملائكة على اساس الخدمة ، لذلك إذا أخلوا بحدود خدمتهم ، خرجت عن مستواها في النقاوة والطاعة وتثقلت بالخطيئة وهبطت ولم تعد ترقى الى السموات ، بل انحطت لتسكن المواضع السفلية من الكون :" كيف سقطتَ من السماء ايتها الزهرة ، ابنً الصباح ؟ كيف حطمتَ الى الارض ياقاهرَ الامم ؟ قد قلتَ في قلبكَ : اني اصعدً الى السماء ارفع عرشى فوق كواكب الله واجلس على جبل الجماعة في اقاصي الشمال ،أصعد فوق أعالي الغيوم وأكون شبيها بالعلي . بل تهبط الى مثوى الاموات الى أقاصي الجب ." ( اشعياء 14: 12 – 15 ) ، ويؤكد سفر الرؤيا :" ونشبت حرب في السماء ، بين ميخائيل وملائكته حاربوا التنين ، وحارب التنين وملائكته ، فلم يقو عليهم ، ولا بقي لهم مكان في السماء . فألقي التنين الكبير ، الحية القديمة ، ذاك الذي يقال له ابليس والشيطان ، مضلل المعمور كله ، ألقي الى الارض وألقي معه ملائكتـــه ." (رؤيا 12: 7- 9 ) . مما يدل ان اعمال الشيطان انحصرت على الارض ، وبذلك اراد الشيطان بسبب حسده ان يسقط الانسان ظنا منه ان الموت سينهي على مستقبل أدم ، المخلوق اصلا على غير فساد ، ويظل ساقطا الى الابد كما هو حال الشيطان نفسه :" فإن الله خلق الانسان لعدم الفساد وجعله صورة ذاته الالهية لكن بحسد ابليس دخل الموت الى العالم ." ( حكمة 2: 23 و 24 ) ، هنا علينا ان نتذكر كيف غرس الشيطان الكذب في شعور أدم وحواء ، وفي اللاشعور ايضا ، حينما قال لحواء في حواره الخادع الماكر المميت ردا على قول حواء :" وأما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة ، فقال الله : لاتأكلا منه ولا تمساه كيلا تموتا . فقالت الحية ( الشيطان ) للمرأة : موتا لا تموتا ." ( تكوين 3: 3 و 4 ) . وهذا هو منطق الشيطان في نفي الحق واخفائه تحت ستار المعقول والواقع ، فالشيطان ابرز العصيان ، ونفى الموت واخفاه عن حواء تحت ستار المعرفة :" فالله عالم انكما في يوم تأكلان منــه تنفتح اعينكما وتصيران كالهه تعرفان الخير والشر ." ( تكوين 3: 5 ) . والكتاب المقدس يوضح بأن الارواح الشريرة تستحوث على الانسان الضعيف لبعده عن الله مما يؤدي الى احتلال شخصيته واملاء ارادتها وسلطانها على فريستها باوجه عديدة ومحزنة ، حتى ان الانسان يفقد شخصيته وارادته ، ولكن الشيطان يخضع لسلطان المسيح ويرتعب من اسمه وصليبه . وعادة الارواح الشريرة فوضوية وصاخبة ، كما عبر عنها علماء الباراسيكلوجي ( بالروح الضوضائية ) ، والانجيلي مرقس يعلمنا بأن :" رجل فيه روح نجس ، فصاح ... " ( مرقس 1: 23 ) ، والصوت العظيم الذي يصرخ به عند الخروج هو انهزام وفوضى ، وقد عبر السيد المسيح له كل المجد عن الانسان المستحوث عليه ان يكون " بيتا " خاصا للروح الشريرة . والارواح الشريرة ضعيفة وجبانة ترتعب من سلطان المسيح ، فمجرد ان سمع الروح النجس صوت المسيح وهو يعظ لم يطق ان يسمع الصوت فقاطع المسيح ، لذلك اخرسه السيد المسيح :" فانتهره يسوع قال : اخرس واخرج منه " ( مرقس 1: 25 ) . الارواح الشريرة لا تحتمل اسم المسيح من أفواه اناس قديسين ، ولا تطيق سماع صوت الانجيل او علاقة الصليب من انسان قديس . لان الامر الصادر من انسان فيه روح الله يلزم الروح الشرير بقوة ضاغطة على الخروج . والصوت العظيم الذي يصرخ به الروح عند الخروج هو انهزام وفوضى ، لان استحواث الروح على الانسان يفقد الانسان حريته وحركته ، وخروج الروح يمزق النفس ويتركها مهددة . ولكن الاندهاش الشديد ان المسيح اخرج الشيطان من الرجل بكلمة واحدة ( اخرج ) . وبولس الرسول التفت الى الجارية وقال للروح الشرير :" آمرك باسم يسوع المسيح ان تخرج منها ، فخرج من وقته ." ( اعمال 16: 18 ) ، ولما قال بولس الرسول هذه الاقوال خرج الروح الشرير من الجارية . وهكذا تمت نبوة السيد المسيح القائل بشأن المؤمنين به :" فباسمي يطردون الشياطين " ( مرقس 16: 17 ) .
فالشيطان يقدم مشورته التي تقوم على الكذب والتزييف ، فإذا رفضها الانسان بمقتضى وصايا الله التي يعيش بها ، يتلاشى الشيطان من الوجود في محيط العمل الفردي لمدة تتحدد بصلابة الانسان في الحق ، ولكن إذا قبل الانسان مشورة الشيطان وافكاره المزيفة والمعروفة انها ضد الحق ، فأنه يكون قد أوجد الشيطان محلا ومسكنا ووجودا . وهذا هو الدور الذي اتخذه اليهود لانفسهم تجاه السيد المسيح ، وهذا ما اعلنه السيد المسيح عنهم انه قد صارت لهم طبيعة الشيطان في الكذب ومقاومته الحق :" انتم اولاد ابيكم ابليس تريدون اتمام شهوات ابيكم ." ( يوحنا 8: 44 ) . وهكذا اقترب الشيطان وجنوده من ارضنا واستبد بجنسنا ، فقد استحكمت العداوة بين الشيطان والانسان منذ البدء ، اذ تميز الانسان عنه في قربه من الله وفي محبة الله له وفي معرفته النهاية المجيدة التي سينتهي اليها الانسان .
الارواح النجسة عندما كانت تنظر الى السيد المسيح كانت ترتعب وتقع على الارض وتصرخ: " مالنا ولك ، ياابن الله " ( متى 8: 29 ) ، الامر الذي كان يشعر به الانجيلي مرقس وهو يدون هذا الاعتراف الخطير في مبدأ انجيله :" بدء بشارة يسوع المسيح ابن الله " ( مرقس 1: 1 ) . كما ان سلطان اخراج الشياطين الذي كان بحوزة السيد المسيح كان من صميم طبيعة تجسده :" وانما ظهر ابن الله ليحبط اعمال ابليس ." ( 1يوحنا 3: 8 ) . لهذا يجب ان لا يخاف الانسان من الارواح الشريرة لان الارواح الشريرة والنجسة لا يمكن ان تمس انسانا مؤمنا ايمانا صحيحا قويا ، وبالتالي تكون استحالة قاطعة ان تستحوذ على انسان له علاقة روحية وقلبية مع يسوع المسيح له كل المجد . ولماذا السيد المسيح بالذات ؟ لان السيد المسيح هو قاهر الشيطان وقد ربط رئيس الشياطين على الصليب وافقده قوته التي كانت له . وكما اكد السيد المسيح انه لاتوجد قوة ان تخرج الشيطان عنوة وتمنعه من العودة الا قوة الصلاة ، العلاقة الروحية الممتدة والتمسك بالمسيح ، ومع الصوم وهو الانقطاع عن الاكل والشهوات وحفظ الجسد طاهرا حتى لا يأخذ الشيطان فرصة على الانسان بسبب اعمال تعمل بإيعاز الشيطان :" ولما دخل البيت ، انفرد به تلاميذه وسألوه : لماذا لم نستطع نحن ان نطرده ؟ فقال لهم :" وهذا الجنس من الشيطان لا يخرج إلا بالصلاة والصوم " ( متى 17: 21