هذه ثقافة عامة والسبب تنزيل هكذا مواضيع ان بعض أصحابنا يجهلون هذه المفاهيم القرانية وعدم فهمها لدى المتلقي يؤثر سلبا على التوحيد واذا فسد التوحيد فسد كل شيء واصبح كل شيء يدور في فلك الشيطان وجنده .
لابد من تفسير الايات وفق خط القران خالي من المتناقضات الخط الذي يجب أن يسير عليه المفسّر في تنسيق هذه الايات و تفسير القران بالقران والمراد الايات التي ينسب الفعل الواحد إلى اللّه سبحانه و في الوقت نفسه إلى الإنسان وإلى غيره .
وإليك نماذج من هذا النوع من الايات :
1 ـ يقول سبحانه : ( قُلْ اِنَّ هُدى اللّهِ هُوَ الهُدى ) ( البقرة/120 ). فترى أنّه يحصر الهداية في اللّه سبحانه و في الوقت نفسه يسمّي النبي هادياً و يقول : ( وَ اِنَّكَ لَتَهْدِى اِلى صِراط مُسْتَقِيم ) ( الشورى/52 ). فما معنى الحصر المتقدّم و نسبة الهداية إلى النبي الأكرم؟
و الجمع أنّ الهداية الأصيلة القائمة باللّه مختصّة به ، و أمّا الهداية المفاضة
المكتسبة المأذونة فإنّما هو للعبد ، فهناك هداية واحدة تنسب إلى اللّه أوّلاً و إلى الثاني استقلالاً و تبعاً ، و اللّه سبحانه هاد بلاشكّ و النبي الأعظم هاد حقيقة بلاشائبة مجاز ، لكن بتمكين و إقدار و إذن منه ، و مثل ذلك لايوجب كون النبي مستقلاً في فعله و يكون كجهاز العقل الآلي.
2 ـ يأمر القرآن ـ في سورة الحمد ـ بالاستعانة باللّه وحده ، إذ يقول :
( وَ اِيّاكَ نَسْتَعِينُ ).
في حين نجده في آية اُخرى يأمر بالاستعانة بالصبر و الصلاة ، إذ يقول :
( وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ ) ( البقرة/45 ).
3 ـ يعتبر القرآن الكريم الشفاعة حقاً مختصّاً باللّه وحده ، إذ يقول :
( قُلْ للّهِ الشَّفاعَةُ جَمِيعاً ) ( الزمر/44 ).
بينما يخبرنا ـ في آية اُخرى ـ عن وجود شفعاء غير اللّه كالملائكة :
( وَ كَمْ مِنْ مَلَك فِى السَّمواتِ لاتُغْنِى شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً اِلّا مِنْ بَعْدِ اَنْ يَأْذَنَ اللّهُ ) ( النجم/26 ).
4 ـ يعتبر القرآن الإطلاع على الغيب و العلم به منحصراً في اللّه ، حيث يقول :
( قُلْ لاَيَعْلَمُ مَنْ فِى السَّمواتِ وَ الأَرْضِ الغَيْبَ اِلّا اللّهُ ) ( النمل/65 ).
فيما يخبر الكتاب العزيز في آية اُخرى عن أنّ اللّه يختار بعض عباده لاطلاعهم على الغيب ، إذ يقول :
( وَ ما كانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلى الغَيْبِ وَ لَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِى مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشاءُ ) ( آل عمران/179 ).
5 ـ ينقل القرآن عن إبراهيم ( عليه السلام ) قوله بأنّ اللّه يشفيه إذا مرض حيث يقول : ( وَ إِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِين ) ( الشعراء/80 ).
و ظاهر هذه الاية هو حصر الشفاء من الأسقام في اللّه سبحانه ، في حين أنّ اللّه يصف القرآن و العسل بأنّ فيهما الشفاء أيضاً ، حيث يقول :
( فِيهِ شِفاءٌ لِلْنّاسِ ). ( النحل/69 )
( وَ نُنَزِّلُ مِنْ القُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ ) ( الاسراء/82 ).
6 ـ إنّ اللّه تعالى ـ في نظر القرآن ـ هو الرزّاق الوحيد ، حيث يقول :
( اِنَّ اللّهَ هُوَ الرزّاقُ ذُو القُوَّةِ المَتِينُ ) ( الذاريات/58 ).
بينما نجد القرآن يأمر المتمكّنين و ذوي الطول بأن يرزقوا من يلوذبهم من الضعفاء ، إذ يقول :
( وَ ارْزُقُوهُمْ فِيها وَ اكْسُوهُمْ ) ( النساء/5 ).
7 ـ الزارع الحقيقي ـ حسب نظر القرآن ـ هو اللّه كما يقول :
( اَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ * أَاَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزّارِعُونَ ) ( الواقعة/63و64 ).
في حين انّ القرآن الكريم ـ في آية اُخرى ـ يطلق صفة الزارع على الحارثين ، إذ يقول :
( يُعْجِبُ الزُرّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفّار ) ( الفتح/29 ).
8 ـ إنّ اللّه هو الكاتب لأعمال عباده ، إذ يقول :
( وَ اللّهُ يَكْتُبُ ما يُبَيِّتُونَ ) ( النساء/81 ).
في حين يعتبر القرآن الملائكة ـ في آية اُخرى ـ بأنّهم المأمورون بكتابة أعمال العباد ، إذ يقول :
( بَلى وَ رُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ) ( الزخرف 80 ).
9 ـ و في آية ينسب تزين عمل الكافرين إلى نفسه سبحانه يقول :
( اِنَّ الَّذِينَ لايُؤْمِنُونَ بِالاْخِرَةِ رَبَّنَا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ ) ( النمل/4 ).
و في الوقت نفسه ينسبها إلى الشيطان :
( وَاِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ اَعْمالَهُمْ وَ قَالَ لاغَالِبَ لَكُمُ اليَوْمَ ) ( الأنفال/48 ).
و في آية اُخرى نسبها إلى آخرين و قال :
( وَ قَيَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ ما بَيْنَ اَيْدِيهِمْ ) ( فصّلت/25 ).
10 ـ مرّ في هذا البحث حصر التدبير في اللّه حتى إذا سئل من بعض المشركين عن المدبّر لقالوا : هو اللّه ، إذ يقول في الاية 31 من سورة يونس :
( وَ مَنْ يُدَبِّرُ الاَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ ).
بينما اعترف القرآن بصراحة في آيات اُخرى بمدبّريّة غير اللّه حيث يقول :
( فَالْمُدَبِّراتِ أَمراً ) ( النازعات/5 ).
فمن لم يكن له إلمام بمعارف القرآن يتخيّل لأوّل و هلة أنّ بين تلك الايات تعارضاً غير أنّ الملمّين بمعارف الكتاب العزيز يدركون أنّ حقيقة هذه الاُمور ( أعني الرازقيّة و الشفاء و ... ) قائمة باللّه على نحو لايكون للّه فيها أيّ شريك فهو تعالى يقوم بها بالاصالة و على وجه « الاستقلال » في حين أنّ غيره محتاج إليه سبحانه في أصل وجوده و فعله ، فما سواه تعالى يقوم بهذه الأفعال و الشؤون على نحو « التبعيّة » و في ظل القدرة الالهية.
و بما أنّ هذا العالم هو عالم الأسباب و المسببات ، و أنّ كل ظاهرة لابدّ أن تصدر و تتحقّق من مجراها الخاص بها المقرر لها في عالم الوجود ، ينسب القرآن هذه الآثار إلى أسبابها الطبيعية دون أن تمنع خالقية اللّه من ذلك ، و لأجل ذلك يكون ما تقوم به هذه الموجودات فعلاً للّه في حين كونها فعلاً لنفس الموجودات ، غاية ما في الأمر إنّ نسبة هذه الامور إلى الموجود الطبيعي نفسه إشارة إلى الجانب « المباشري » فيما يكون نسبتها إلى « اللّه » إشارة إلى الجانب « التسبيبي ».
و يشير القرآن إلى كلا هاتين النسبتين في قوله سبحانه :
( وَ ما رَمَيْتَ اِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ اللّهَ رَمى ) ( الأنفال/17 ).
ففي حين يصف النبي الأعظم بالرمي ، إذ يقول بصراحة « إذ رميت » نجده يصف اللّه بأنّه هو الرامي الحقيقي ، و ذلك لأنّ النبي إنّما قام بما قام بالقدرة التي منحها اللّه له ، فيكون فعله فعلا للّه أيضاً ، بل يمكن أن يقال : إنّ انتساب الفعل إلى اللّه ( الذي منه وجود العبد و قوّته و قدرته ) أقوى بكثير من انتسابه إلى العبد بحيث ينبغي أن يعتبر الفعل فعلاً للّه لا غير ، و لكن شدّة الانتساب هذه لاتكون سبباً لأن يكون اللّه مسؤولاً عن أفعال عباده ، إذ صحيح انّ المقدّمات الأوّلية للظاهرة مرتبطة باللّه و ناشئة منه إلاّ أنّه لما كان الجزء الأخير من العلّة التامّة هو إرادة الإنسان و مشيئته بحيث لولاها لما تحققت الظاهرة يعدّ هو مسؤولاً عن الفعل.
ملاحظة : الى الاخوة الاعضاء افيدونا برايكم وملاحظاتكم ،
وهي من ضمن سلسلة جديدة تعنى بعلوم القران وكيف نستفيد منه بحياتنا اليومية
لابد من تفسير الايات وفق خط القران خالي من المتناقضات الخط الذي يجب أن يسير عليه المفسّر في تنسيق هذه الايات و تفسير القران بالقران والمراد الايات التي ينسب الفعل الواحد إلى اللّه سبحانه و في الوقت نفسه إلى الإنسان وإلى غيره .
وإليك نماذج من هذا النوع من الايات :
1 ـ يقول سبحانه : ( قُلْ اِنَّ هُدى اللّهِ هُوَ الهُدى ) ( البقرة/120 ). فترى أنّه يحصر الهداية في اللّه سبحانه و في الوقت نفسه يسمّي النبي هادياً و يقول : ( وَ اِنَّكَ لَتَهْدِى اِلى صِراط مُسْتَقِيم ) ( الشورى/52 ). فما معنى الحصر المتقدّم و نسبة الهداية إلى النبي الأكرم؟
و الجمع أنّ الهداية الأصيلة القائمة باللّه مختصّة به ، و أمّا الهداية المفاضة
المكتسبة المأذونة فإنّما هو للعبد ، فهناك هداية واحدة تنسب إلى اللّه أوّلاً و إلى الثاني استقلالاً و تبعاً ، و اللّه سبحانه هاد بلاشكّ و النبي الأعظم هاد حقيقة بلاشائبة مجاز ، لكن بتمكين و إقدار و إذن منه ، و مثل ذلك لايوجب كون النبي مستقلاً في فعله و يكون كجهاز العقل الآلي.
2 ـ يأمر القرآن ـ في سورة الحمد ـ بالاستعانة باللّه وحده ، إذ يقول :
( وَ اِيّاكَ نَسْتَعِينُ ).
في حين نجده في آية اُخرى يأمر بالاستعانة بالصبر و الصلاة ، إذ يقول :
( وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ ) ( البقرة/45 ).
3 ـ يعتبر القرآن الكريم الشفاعة حقاً مختصّاً باللّه وحده ، إذ يقول :
( قُلْ للّهِ الشَّفاعَةُ جَمِيعاً ) ( الزمر/44 ).
بينما يخبرنا ـ في آية اُخرى ـ عن وجود شفعاء غير اللّه كالملائكة :
( وَ كَمْ مِنْ مَلَك فِى السَّمواتِ لاتُغْنِى شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً اِلّا مِنْ بَعْدِ اَنْ يَأْذَنَ اللّهُ ) ( النجم/26 ).
4 ـ يعتبر القرآن الإطلاع على الغيب و العلم به منحصراً في اللّه ، حيث يقول :
( قُلْ لاَيَعْلَمُ مَنْ فِى السَّمواتِ وَ الأَرْضِ الغَيْبَ اِلّا اللّهُ ) ( النمل/65 ).
فيما يخبر الكتاب العزيز في آية اُخرى عن أنّ اللّه يختار بعض عباده لاطلاعهم على الغيب ، إذ يقول :
( وَ ما كانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلى الغَيْبِ وَ لَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِى مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشاءُ ) ( آل عمران/179 ).
5 ـ ينقل القرآن عن إبراهيم ( عليه السلام ) قوله بأنّ اللّه يشفيه إذا مرض حيث يقول : ( وَ إِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِين ) ( الشعراء/80 ).
و ظاهر هذه الاية هو حصر الشفاء من الأسقام في اللّه سبحانه ، في حين أنّ اللّه يصف القرآن و العسل بأنّ فيهما الشفاء أيضاً ، حيث يقول :
( فِيهِ شِفاءٌ لِلْنّاسِ ). ( النحل/69 )
( وَ نُنَزِّلُ مِنْ القُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ ) ( الاسراء/82 ).
6 ـ إنّ اللّه تعالى ـ في نظر القرآن ـ هو الرزّاق الوحيد ، حيث يقول :
( اِنَّ اللّهَ هُوَ الرزّاقُ ذُو القُوَّةِ المَتِينُ ) ( الذاريات/58 ).
بينما نجد القرآن يأمر المتمكّنين و ذوي الطول بأن يرزقوا من يلوذبهم من الضعفاء ، إذ يقول :
( وَ ارْزُقُوهُمْ فِيها وَ اكْسُوهُمْ ) ( النساء/5 ).
7 ـ الزارع الحقيقي ـ حسب نظر القرآن ـ هو اللّه كما يقول :
( اَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ * أَاَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزّارِعُونَ ) ( الواقعة/63و64 ).
في حين انّ القرآن الكريم ـ في آية اُخرى ـ يطلق صفة الزارع على الحارثين ، إذ يقول :
( يُعْجِبُ الزُرّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفّار ) ( الفتح/29 ).
8 ـ إنّ اللّه هو الكاتب لأعمال عباده ، إذ يقول :
( وَ اللّهُ يَكْتُبُ ما يُبَيِّتُونَ ) ( النساء/81 ).
في حين يعتبر القرآن الملائكة ـ في آية اُخرى ـ بأنّهم المأمورون بكتابة أعمال العباد ، إذ يقول :
( بَلى وَ رُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ) ( الزخرف 80 ).
9 ـ و في آية ينسب تزين عمل الكافرين إلى نفسه سبحانه يقول :
( اِنَّ الَّذِينَ لايُؤْمِنُونَ بِالاْخِرَةِ رَبَّنَا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ ) ( النمل/4 ).
و في الوقت نفسه ينسبها إلى الشيطان :
( وَاِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ اَعْمالَهُمْ وَ قَالَ لاغَالِبَ لَكُمُ اليَوْمَ ) ( الأنفال/48 ).
و في آية اُخرى نسبها إلى آخرين و قال :
( وَ قَيَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ ما بَيْنَ اَيْدِيهِمْ ) ( فصّلت/25 ).
10 ـ مرّ في هذا البحث حصر التدبير في اللّه حتى إذا سئل من بعض المشركين عن المدبّر لقالوا : هو اللّه ، إذ يقول في الاية 31 من سورة يونس :
( وَ مَنْ يُدَبِّرُ الاَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ ).
بينما اعترف القرآن بصراحة في آيات اُخرى بمدبّريّة غير اللّه حيث يقول :
( فَالْمُدَبِّراتِ أَمراً ) ( النازعات/5 ).
فمن لم يكن له إلمام بمعارف القرآن يتخيّل لأوّل و هلة أنّ بين تلك الايات تعارضاً غير أنّ الملمّين بمعارف الكتاب العزيز يدركون أنّ حقيقة هذه الاُمور ( أعني الرازقيّة و الشفاء و ... ) قائمة باللّه على نحو لايكون للّه فيها أيّ شريك فهو تعالى يقوم بها بالاصالة و على وجه « الاستقلال » في حين أنّ غيره محتاج إليه سبحانه في أصل وجوده و فعله ، فما سواه تعالى يقوم بهذه الأفعال و الشؤون على نحو « التبعيّة » و في ظل القدرة الالهية.
و بما أنّ هذا العالم هو عالم الأسباب و المسببات ، و أنّ كل ظاهرة لابدّ أن تصدر و تتحقّق من مجراها الخاص بها المقرر لها في عالم الوجود ، ينسب القرآن هذه الآثار إلى أسبابها الطبيعية دون أن تمنع خالقية اللّه من ذلك ، و لأجل ذلك يكون ما تقوم به هذه الموجودات فعلاً للّه في حين كونها فعلاً لنفس الموجودات ، غاية ما في الأمر إنّ نسبة هذه الامور إلى الموجود الطبيعي نفسه إشارة إلى الجانب « المباشري » فيما يكون نسبتها إلى « اللّه » إشارة إلى الجانب « التسبيبي ».
و يشير القرآن إلى كلا هاتين النسبتين في قوله سبحانه :
( وَ ما رَمَيْتَ اِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ اللّهَ رَمى ) ( الأنفال/17 ).
ففي حين يصف النبي الأعظم بالرمي ، إذ يقول بصراحة « إذ رميت » نجده يصف اللّه بأنّه هو الرامي الحقيقي ، و ذلك لأنّ النبي إنّما قام بما قام بالقدرة التي منحها اللّه له ، فيكون فعله فعلا للّه أيضاً ، بل يمكن أن يقال : إنّ انتساب الفعل إلى اللّه ( الذي منه وجود العبد و قوّته و قدرته ) أقوى بكثير من انتسابه إلى العبد بحيث ينبغي أن يعتبر الفعل فعلاً للّه لا غير ، و لكن شدّة الانتساب هذه لاتكون سبباً لأن يكون اللّه مسؤولاً عن أفعال عباده ، إذ صحيح انّ المقدّمات الأوّلية للظاهرة مرتبطة باللّه و ناشئة منه إلاّ أنّه لما كان الجزء الأخير من العلّة التامّة هو إرادة الإنسان و مشيئته بحيث لولاها لما تحققت الظاهرة يعدّ هو مسؤولاً عن الفعل.
ملاحظة : الى الاخوة الاعضاء افيدونا برايكم وملاحظاتكم ،
وهي من ضمن سلسلة جديدة تعنى بعلوم القران وكيف نستفيد منه بحياتنا اليومية