الشيطان والإنسان وبداية نشأة العداوة بينهما والتحصين وفائدة خاصة للمس .
بداية نشأة العداوة ؟
العداوة بين الشيطان والإنسان ليست حديثُ عهد بل هى مُنذ أن خلق الله سبحانهُ وتعالى (آدم) أبو البشرية.
ومن قبل أن يُخلق آدم كان الجآن هم من يسكنون الأرض يسعون فيها فساداً وخراباً وكان من بينهم إبليس ولكنه حينها كان عابداً لله ومن شدة عبادتهُ كرمهُ الله ورفعهُ إلى الملأ الأعلى وسكن السماء مع الملائكة يعبُد الله معهم كما يعبدون ويتنقل بينهم ويتنافس معهم على العبادة فلُقب بطاووس الملآكة من شدة الأخلاص والعبادة لله.
ولكنهُ عندما سمع الله يُخبر الملائكة بأنهُ جاعلٌ فى الأرض خليفة ونظر فوجد أن الله يخلُق إنساناً من الصلصال والطين ويُشكِل هيئتهُ بيداه الكريمة حتى أكتمل بنيانه ثم نفخ فيه من روحهِ العُليا بل وعلمهُ اللهُ بنفسهِ من علمهُ الأعلى (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا) وتحدى به الملآكة فى العلم (قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ) وتفوق عليهم فأمرهم الله بالسجود لـ (آدم) وكل هذا كان على مرأى ومسمع من إبليس فشعر بالغيرة وأحسّ أن هذا المخلوق الجديد نال تكريماً عظيماً من الخالق الأعلى.
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ﴿٢٦﴾ وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ ﴿٢٧﴾ الحجر.
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ﴿٣٠﴾ البقرة.
الحقد والغيرة لدى ابليس .
وهذا بالفعل يُعد تكريماً وتشرفياً لبنى الإنسان من الله ولكن هذا التكريم أشعل النار بداخل إبليس تلك النار التى هو خُلق منها فأشعلت فيه نار الغيرة والحقد والحسد حتى كفر وتعالى على الخالق الأعظم فأصبح شيطاناً مريداً (لعنه الله) ورفض تنفيذ الأمر من الآمر الأعلى (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا؟؟؟) هكذا كان الرد على الخالق الأعظم بل وزاد فى الإستنكار على الخالق وتكريمه لنا نحن بنى آدم (قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا).
فهذا كله كان كُفرٌ بيّن من إبليس وما كان من الله بعد كفرهِ واستكبارهِ وإصراره ُعلى طلبه أن يُأخر إلى يوم القيامة حتى يغوى ويفسد العيش على بنى آدم إلا أن طرده الله من الملأ الأعلى ومن الجنة مذموماً مدحوراً (قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا ۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ).
وأمر الله آدم بعد طرد إبليس أن يسّكن الجنة هو وزجته ويأكل منها رغداً حيثُ يشاء إلا شجرة واحدة (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ) وحذر الله آدم وأخبره أن هذا الشيطان أصبح عدواً لك وسوف يتربص بك حتى يخرجك من الجنة (فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ).
وكان هذا هو أول مدخل من مداخل الشيطان لبنى البشر حيث كانت التجربة الأولى بين الشيطان وآدم حيث أصبح هناك شيطانٌ يغوىّ وإنسانٌ يستقبل إغواء الشيطان.
بداية الاغواء والوسوسة من الشيطان للإنسان والتحصين
وبدأ الشيطان يتسلل إلى آدم ويُحيط به من كل جانب عن يمينه وعن شماله ومن خلفه ومن أمامه يغويه ويغريه بالخلد الأبدى والمُلك الأزلى فأخذ (الوسواس) منهجاً له فى الإغواء فظل يوسّوسّ لآدم ويزين له المُلك والخُلد حتى (سيطر) على آدم وأكل من الشجرة التى أمرهُ الله ألآ يقربها وخرج آدم من الجنة (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَىٰ ﴿١٢٠﴾ فَأَكَلَا مِنْهَا).
وحقيقة الأمر أن الشيطان هو نفسه الذى كان يريد الخُلد حينما طلب أن يعيش مُخلداً حتى نُبعث وهو الذى أراد المُلك حينما سخر جيشا من الشياطين ونصّب نفسهُ ملكاً عليهم لمحاربة ذرية آدم.
بل ومن العجيب فى الأمر أن إبليس عندما رفض السجود لآدم أعلن مباشرةً عن منهجهُ الذى سوف يتبعه ضد آدم وذريته من بعده عندما قال مستكبراً ومتحدياً لبنى البشر (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ(16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) ونلاحظ أنه ذكر أربع جهات فقط بين أيديهم (الأمام) ومن الخلف وعن اليمين والشمال ولم يذكر الجهتين (العُليا والسُفلى) وفى هذا شأناً عظيم لبنى البشر من الله فالإنسان المؤمن الروحانى العابد إذا سجد لله يضع رأسه فى (الأسفل) ويقول سبحان ربى (الأعلى) فتُعلق روحه فى (الملأ الأعلى) فهو بسجوده لله تسمو روحه وترتقى فى بحر سماء الله فلا يصيبه مداخل الشيطان.
ويجب علينا أحبائى فى الله أن نحصن أنفسنا دائماً وابداً من الشيطان الرجيم وألآ نقع فى الفتن التى ينصبها لنا فهو وذريته يتربصون بنا ويجب علينا أن نكون أقوى من أى إغواء أو إغراء حتى لا نكون من أولياؤه فى الأرض.
(يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ).
تحصين من المس الشيطاني
وهذا حصنٌ حصين وحرزٌ منيع وأنصح به أحبانى الكرام وإتخاذه كورد يومى حتى نقطع مداخل الشيطان وذريته لنا.
(بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله من أمامى ومن خلفى بسم الله عن يمينى وعن شمالى بسم الله من فوقي وأن أغتال من تحتى بسم الله إكتنفت وفى حرزه الحصين دخلت وبحصنه المنيع احتجبت وبسر أنوار القوي القاهر علوت وبسر أنوار أسمه النور أبصرت وأنتصرت على أعدائى من الجن والإنس وببوارق أنوار أسرار قرآنه العظيم إتصلت وبركنه القوي التجأت اللهم إني أسألك بكلماتك التامات وأسمائُك المُعظمات وبالأحرف النورانيات وبما أورته سرادقات عرشك العظيم من الهيبة وإتصال الأرواح فى عالم الأسرار للخواص من عبادك ، أن تجعلني محفوظًا محصنًا من كل عدو من الجن والإنس وإدخلنى في سر إمداد أنوار خزائن حرزك العزيز المنيع محجوباً عن كل سوء وكن اللهم لي وليًّا وناصراً (سلام قولاً من ربٍ رحيم) والصلاة والسلام على خير من أتصلت روحه بعلم السماء محمد بن عبد الله الصادق الأمين).
ذرية إبليس وجنوده وأكثرهم إيذاءاً للإنسان (التابعة)
التابعة من الجن
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ.
وذرية إبليس أصبحت جيشاً كبيراً حول بنى البشر ولن أتحدث كثيراً عن أنوعهم وتفاصيلهم ولكنى سوف أذكر أخبث وأخطر ذرية وفصيلة للشيطان وهى (التابعة) أو كما يلقبونها بأم الصبيان فهى وصبيانها أفعالهم ببنى البشر تشمل تقريباً جميع أفعال ذرية الشيطان والجن الكافر بأنواعهم.
فهى ملكة كبيرة وأبنائها من أكبر ملوك الجآن وهى تتخصص فى إيذاء الإنسان ومداخلها لبنى البشر كمثل مداخل الشيطان يأتى من طريق البعد عن الله وفعل المحرمات أو حالات الحزن الشديد التى يكثُر فيها البكاء فيُصبح الإنسان فيها ضعيفاً أو حالات الغضب الشديد فكل هذه الحالات تعتبر هى المدخل لها ولصبيانها إلى بنى البشر.
والتابعة فى الأساس تتزين بشكل حسن ولديها القدرة الهائلة للتأثير على النساء والبنات والأطفال والرجال هى وصبيانها فهى تتسبب فى المشاكل الزوجية وتُنفر الأزواج عن بعضها البعض ولديها القدرة على عدم الإنجاب حيث تسكُن الرحم وتعقد عليه وتستطيع أن تُجهض الجنين إن حملت المرأة ولديها من القدرة أن تُبعد الفتاة عن الزواج وتصرف أى متقدم لها.
وعندما تقوم باللبس فهى تتخصص فى المكوث أسفل العمود الفقرى وتُسبب الألآم لأنها تتغذى على على الدم وغضاريف الإنسان وهذا ليس بغريب فالشيطان يستطيع أن يجرى فى دم بنى آدم ويقذف وسوسته فى قلب الإنسان ويتحكم بعقله وسلوكه وأفعاله (إنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ).
وحينما تظهر فى الأحلام المُفزعة والكوابيس تأتى بشكل عجوز شمطاء وتُفزع من يراها وتجرى إليه مسرعه وكأنها تلاحقه أو تتشكل بأشكال الحيوانات باللون الأسود المُخيف لتُفزع من يراها من الكبار والصغار.
كل هذا وأكثر تفعلهُ التابعة وصبيانها بل ويفعلهُ ذرية إبليس وجنوده وأعوانه من الجن الكافر ضد بنى آدم فالصراع ما زال قائماً إلى يوم يبعثون ويجب علينا نحن بنى آدم الألتزام بكل وصايا الخالق الأعظم لنا وأن نعلم جيداً أن (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
فائدة خاصة للمس الشيطانى
المسّ الشيطانى وفائدة للوقاية
ومن أشهر الأمراض التى يُصيب بها الشيطان بنى آدم هو (المسّ الشيطانى) والمس غير اللبس ومعناه (اللمس الخفيف من طرف واحد) أىّ أن الشيطان هو الذى يقوم باللمس للإنسان فصيبه بالمس فى أى عضو من اعضاؤه (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ) وهنا ربط الله كلمة التخبط مع المس وكأنه ليس لمساً عادياً بل تخبط والمعنى هنا يحتمل الكثير والكثير فالتخبط فى الفكر الذى يصيب التشتت وعدم التركيز والجنون والتخبط فى أعضاء الجسم يصيب المرض المزمن وكلما كان الإنسان بعيد عن الله أو ضعيف وليس له دوام على الأذكار والأوراد فيكون المسّ عليه شديد وقوى ومُأثر.
ودائماً ما أنصح احبائى وأقول أن الروحانية النورانية هى طريق القوة والنجاه من أى شيطانٍ مريد فالقرب من الله يجلب الأنوار والإشراقات ويجعلك تُبصر بنور الله (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ)
علاج المس الشيطاني
وهناك فائدة للوقاية من المسّ فهى من المجربات الشخصية
الفاتحة (3) مرات
الكافرون (3) مرات
أية الكرسى (7) مرات
سوره الزلزله (1) مرة
وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو (7)
الفاتحه (3) مرات
ياالله ياذا المعروف الذى لاينقطع أبداً ياحى ياقيوم أكشفلى عن كل سر يا نور النور يا كاشف كل مستور وإليك ترجع الأمور وبك تُدفع الشرور وبإسمك الكريم يزول كل مسّ ومكروه والحمدلله رب العالمين
محبكم فى الله
الشيخ الروحانى المصرى
بداية نشأة العداوة ؟
العداوة بين الشيطان والإنسان ليست حديثُ عهد بل هى مُنذ أن خلق الله سبحانهُ وتعالى (آدم) أبو البشرية.
ومن قبل أن يُخلق آدم كان الجآن هم من يسكنون الأرض يسعون فيها فساداً وخراباً وكان من بينهم إبليس ولكنه حينها كان عابداً لله ومن شدة عبادتهُ كرمهُ الله ورفعهُ إلى الملأ الأعلى وسكن السماء مع الملائكة يعبُد الله معهم كما يعبدون ويتنقل بينهم ويتنافس معهم على العبادة فلُقب بطاووس الملآكة من شدة الأخلاص والعبادة لله.
ولكنهُ عندما سمع الله يُخبر الملائكة بأنهُ جاعلٌ فى الأرض خليفة ونظر فوجد أن الله يخلُق إنساناً من الصلصال والطين ويُشكِل هيئتهُ بيداه الكريمة حتى أكتمل بنيانه ثم نفخ فيه من روحهِ العُليا بل وعلمهُ اللهُ بنفسهِ من علمهُ الأعلى (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا) وتحدى به الملآكة فى العلم (قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ) وتفوق عليهم فأمرهم الله بالسجود لـ (آدم) وكل هذا كان على مرأى ومسمع من إبليس فشعر بالغيرة وأحسّ أن هذا المخلوق الجديد نال تكريماً عظيماً من الخالق الأعلى.
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ﴿٢٦﴾ وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ ﴿٢٧﴾ الحجر.
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ﴿٣٠﴾ البقرة.
الحقد والغيرة لدى ابليس .
وهذا بالفعل يُعد تكريماً وتشرفياً لبنى الإنسان من الله ولكن هذا التكريم أشعل النار بداخل إبليس تلك النار التى هو خُلق منها فأشعلت فيه نار الغيرة والحقد والحسد حتى كفر وتعالى على الخالق الأعظم فأصبح شيطاناً مريداً (لعنه الله) ورفض تنفيذ الأمر من الآمر الأعلى (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا؟؟؟) هكذا كان الرد على الخالق الأعظم بل وزاد فى الإستنكار على الخالق وتكريمه لنا نحن بنى آدم (قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا).
فهذا كله كان كُفرٌ بيّن من إبليس وما كان من الله بعد كفرهِ واستكبارهِ وإصراره ُعلى طلبه أن يُأخر إلى يوم القيامة حتى يغوى ويفسد العيش على بنى آدم إلا أن طرده الله من الملأ الأعلى ومن الجنة مذموماً مدحوراً (قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا ۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ).
وأمر الله آدم بعد طرد إبليس أن يسّكن الجنة هو وزجته ويأكل منها رغداً حيثُ يشاء إلا شجرة واحدة (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ) وحذر الله آدم وأخبره أن هذا الشيطان أصبح عدواً لك وسوف يتربص بك حتى يخرجك من الجنة (فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ).
وكان هذا هو أول مدخل من مداخل الشيطان لبنى البشر حيث كانت التجربة الأولى بين الشيطان وآدم حيث أصبح هناك شيطانٌ يغوىّ وإنسانٌ يستقبل إغواء الشيطان.
بداية الاغواء والوسوسة من الشيطان للإنسان والتحصين
وبدأ الشيطان يتسلل إلى آدم ويُحيط به من كل جانب عن يمينه وعن شماله ومن خلفه ومن أمامه يغويه ويغريه بالخلد الأبدى والمُلك الأزلى فأخذ (الوسواس) منهجاً له فى الإغواء فظل يوسّوسّ لآدم ويزين له المُلك والخُلد حتى (سيطر) على آدم وأكل من الشجرة التى أمرهُ الله ألآ يقربها وخرج آدم من الجنة (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَىٰ ﴿١٢٠﴾ فَأَكَلَا مِنْهَا).
وحقيقة الأمر أن الشيطان هو نفسه الذى كان يريد الخُلد حينما طلب أن يعيش مُخلداً حتى نُبعث وهو الذى أراد المُلك حينما سخر جيشا من الشياطين ونصّب نفسهُ ملكاً عليهم لمحاربة ذرية آدم.
بل ومن العجيب فى الأمر أن إبليس عندما رفض السجود لآدم أعلن مباشرةً عن منهجهُ الذى سوف يتبعه ضد آدم وذريته من بعده عندما قال مستكبراً ومتحدياً لبنى البشر (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ(16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) ونلاحظ أنه ذكر أربع جهات فقط بين أيديهم (الأمام) ومن الخلف وعن اليمين والشمال ولم يذكر الجهتين (العُليا والسُفلى) وفى هذا شأناً عظيم لبنى البشر من الله فالإنسان المؤمن الروحانى العابد إذا سجد لله يضع رأسه فى (الأسفل) ويقول سبحان ربى (الأعلى) فتُعلق روحه فى (الملأ الأعلى) فهو بسجوده لله تسمو روحه وترتقى فى بحر سماء الله فلا يصيبه مداخل الشيطان.
ويجب علينا أحبائى فى الله أن نحصن أنفسنا دائماً وابداً من الشيطان الرجيم وألآ نقع فى الفتن التى ينصبها لنا فهو وذريته يتربصون بنا ويجب علينا أن نكون أقوى من أى إغواء أو إغراء حتى لا نكون من أولياؤه فى الأرض.
(يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ).
تحصين من المس الشيطاني
وهذا حصنٌ حصين وحرزٌ منيع وأنصح به أحبانى الكرام وإتخاذه كورد يومى حتى نقطع مداخل الشيطان وذريته لنا.
(بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله من أمامى ومن خلفى بسم الله عن يمينى وعن شمالى بسم الله من فوقي وأن أغتال من تحتى بسم الله إكتنفت وفى حرزه الحصين دخلت وبحصنه المنيع احتجبت وبسر أنوار القوي القاهر علوت وبسر أنوار أسمه النور أبصرت وأنتصرت على أعدائى من الجن والإنس وببوارق أنوار أسرار قرآنه العظيم إتصلت وبركنه القوي التجأت اللهم إني أسألك بكلماتك التامات وأسمائُك المُعظمات وبالأحرف النورانيات وبما أورته سرادقات عرشك العظيم من الهيبة وإتصال الأرواح فى عالم الأسرار للخواص من عبادك ، أن تجعلني محفوظًا محصنًا من كل عدو من الجن والإنس وإدخلنى في سر إمداد أنوار خزائن حرزك العزيز المنيع محجوباً عن كل سوء وكن اللهم لي وليًّا وناصراً (سلام قولاً من ربٍ رحيم) والصلاة والسلام على خير من أتصلت روحه بعلم السماء محمد بن عبد الله الصادق الأمين).
ذرية إبليس وجنوده وأكثرهم إيذاءاً للإنسان (التابعة)
التابعة من الجن
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ.
وذرية إبليس أصبحت جيشاً كبيراً حول بنى البشر ولن أتحدث كثيراً عن أنوعهم وتفاصيلهم ولكنى سوف أذكر أخبث وأخطر ذرية وفصيلة للشيطان وهى (التابعة) أو كما يلقبونها بأم الصبيان فهى وصبيانها أفعالهم ببنى البشر تشمل تقريباً جميع أفعال ذرية الشيطان والجن الكافر بأنواعهم.
فهى ملكة كبيرة وأبنائها من أكبر ملوك الجآن وهى تتخصص فى إيذاء الإنسان ومداخلها لبنى البشر كمثل مداخل الشيطان يأتى من طريق البعد عن الله وفعل المحرمات أو حالات الحزن الشديد التى يكثُر فيها البكاء فيُصبح الإنسان فيها ضعيفاً أو حالات الغضب الشديد فكل هذه الحالات تعتبر هى المدخل لها ولصبيانها إلى بنى البشر.
والتابعة فى الأساس تتزين بشكل حسن ولديها القدرة الهائلة للتأثير على النساء والبنات والأطفال والرجال هى وصبيانها فهى تتسبب فى المشاكل الزوجية وتُنفر الأزواج عن بعضها البعض ولديها القدرة على عدم الإنجاب حيث تسكُن الرحم وتعقد عليه وتستطيع أن تُجهض الجنين إن حملت المرأة ولديها من القدرة أن تُبعد الفتاة عن الزواج وتصرف أى متقدم لها.
وعندما تقوم باللبس فهى تتخصص فى المكوث أسفل العمود الفقرى وتُسبب الألآم لأنها تتغذى على على الدم وغضاريف الإنسان وهذا ليس بغريب فالشيطان يستطيع أن يجرى فى دم بنى آدم ويقذف وسوسته فى قلب الإنسان ويتحكم بعقله وسلوكه وأفعاله (إنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ).
وحينما تظهر فى الأحلام المُفزعة والكوابيس تأتى بشكل عجوز شمطاء وتُفزع من يراها وتجرى إليه مسرعه وكأنها تلاحقه أو تتشكل بأشكال الحيوانات باللون الأسود المُخيف لتُفزع من يراها من الكبار والصغار.
كل هذا وأكثر تفعلهُ التابعة وصبيانها بل ويفعلهُ ذرية إبليس وجنوده وأعوانه من الجن الكافر ضد بنى آدم فالصراع ما زال قائماً إلى يوم يبعثون ويجب علينا نحن بنى آدم الألتزام بكل وصايا الخالق الأعظم لنا وأن نعلم جيداً أن (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
فائدة خاصة للمس الشيطانى
المسّ الشيطانى وفائدة للوقاية
ومن أشهر الأمراض التى يُصيب بها الشيطان بنى آدم هو (المسّ الشيطانى) والمس غير اللبس ومعناه (اللمس الخفيف من طرف واحد) أىّ أن الشيطان هو الذى يقوم باللمس للإنسان فصيبه بالمس فى أى عضو من اعضاؤه (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ) وهنا ربط الله كلمة التخبط مع المس وكأنه ليس لمساً عادياً بل تخبط والمعنى هنا يحتمل الكثير والكثير فالتخبط فى الفكر الذى يصيب التشتت وعدم التركيز والجنون والتخبط فى أعضاء الجسم يصيب المرض المزمن وكلما كان الإنسان بعيد عن الله أو ضعيف وليس له دوام على الأذكار والأوراد فيكون المسّ عليه شديد وقوى ومُأثر.
ودائماً ما أنصح احبائى وأقول أن الروحانية النورانية هى طريق القوة والنجاه من أى شيطانٍ مريد فالقرب من الله يجلب الأنوار والإشراقات ويجعلك تُبصر بنور الله (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ)
علاج المس الشيطاني
وهناك فائدة للوقاية من المسّ فهى من المجربات الشخصية
الفاتحة (3) مرات
الكافرون (3) مرات
أية الكرسى (7) مرات
سوره الزلزله (1) مرة
وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو (7)
الفاتحه (3) مرات
ياالله ياذا المعروف الذى لاينقطع أبداً ياحى ياقيوم أكشفلى عن كل سر يا نور النور يا كاشف كل مستور وإليك ترجع الأمور وبك تُدفع الشرور وبإسمك الكريم يزول كل مسّ ومكروه والحمدلله رب العالمين
محبكم فى الله
الشيخ الروحانى المصرى