بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبه اجمعين
استشعار عظمة الامانة و خطورة تضيعها
ان حضارة الشعوب و رقيها و تقدمها تقاس بنزاهة افرادها، و امانتهم، فان تعاظم فيها الغدر، و عمتها الخيانة، اضطرب امرها، و تشقق بنيانها، و تهاوت الى الهلاك و الضياع، فكل ما يعانيه المجتمع من فساد وخيانة اجتماعية و وظيفية و ادارية، فبسبب انعدام الامانة بينهم، بالرغم من أن الأصل في الإنسان أنه أمين.
الامانة هي خلق رفيع و قيمة من بين القيم العليا الانسانية، و قليل من يتصف بهذه الاخلاق الكريمة، ووَرَد في القرآن الكريم ما يؤكِّد أهميَّة هذا الخُلُق الكريم، من ذلك على سبيل المثال قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (الأنفال: 27).
و لقد اكد نبينا الكريم محمد صلى الله عليه و سلم، على ان غيابها يعتبر من علامات قرب الساعة، فقد أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدث القوم؛ جاءه أعرابي، فقال: متى الساعة؟ فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث، فقال بعض القوم: سمع ما قال فَكَرِهَ ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع، حتى إذا قضى حديثه، قال: أين أراه السائل عن الساعة؟ قال: هاأنا يا رسول الله. قال: فإذا ضُيِّعَتِ الأمانة فانتظر الساعة، قال: كيف إضاعتها؟ قال: إذا وُسِّدَ [12] الأمرُ إلى غير أهله فانتظر الساعة".
و لقد سبق و ذكرنا ان الامانة اصل في الانسان وأنها مركوزة في الفطرة، و يأكد هذا ما اخرجه البخاري و مسلم عن حذيفة قال:
"حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر، حدثنا: أن الأمانةَ نزلت في جَذْرِ قلوب الرجال، ثم علموا من القرآن، ثم علموا من السنة، وحدثنا عن رفعها، قال: ينام الرجل نومه فتقبض الأمانة من قلبه، فيظلُّ أثرها مِثلَ أثر الوَكْتِ، ثم ينام النومة فتقبض، فيبقى فيها أثرها مثل أَثَرِ المَجْلِ، كجمرٍ دحرجته على رجلك فَنَفِطَ، فتراه مُنْتَبِراً وليس فيه شيء، ويصبح الناس يتبايعون، فلا يكاد أحدُهُم يؤدي الأمانة، فيقال: إن في بني فلان رجلاً أميناً، ويقال للرجل: ما أعقله، وما أظرفه، وما أجلده! وما في قلبه مثقال حبةِ خردلٍ من إيمان، يقول حذيفة: ولقد أتى عليَّ زمانٌ ولا أبالي أيكم بايعت لئن كان مسلماً رده عليَّ الإسلام، وإن كان نصرانياً ردَّه عليَّ ساعيه، وأما اليوم فما كنت أبايع إلا فلاناً وفلاناً".
وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق أن سبب ضياع الأمانة؛ فساد سرائر الناس، وقلة إيمانهم؛ لأن هناك علاقة وثيقة بين الإيمان والأمانة؛ فإذا ضاع الإيمان فلا أمانة.
و خلق الامانة يتضمن العديد من الصور، و التي نتندرج تحت اصلين هامين و هما: الامانة المتعلقة بحقوق الله سبحانه و تعالى، و الامانة المتعلقة بحقوق العباد.
فمن الامانات التي تتعلق بحقوق الله تعالى:
● الامانة في الدين: لما فيه من تبليغه للناس، كما فعل اشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم، و من جاء قبله من الرسل عليهم السلام، و من جاء بعده من الدعاة و العلماء،
● الامانة في اداء العبادات و الفرائض على اكمل وجه: من صلاة و صوم و زكاة و حج، و اجتناب النواهي و اتباع كل ما جاء في السنة النبوية كما اخبرنا نبينا الكريم.
اما الامانات المتعلقة بحقوق العباد فهي كثيرة، و نذكر من بينها: اموالهم و عرضهم و اجسامهم و ارواحهم و الشهادة بالحق بدون تحريف، و الحكم بالعدل، و حفظ ااسرار، و الحفاظ على الاهل، و الحفاظ على العلاقة الزوجية بحفظ اسرارها، و اخيرا العمل،او ما يمكن ان نسميه امانة المسؤولية، و هذه الاخيرة سنتطرق اليها في موضوعنا، و ذلك لعظمتها فيي حياتنا العامة.
ان المسؤولية حمل ثقيل، و شعور بالواجب، و هي فعل و قدرة على اداء الامانة و الوفاء بالالتزامات الفردية و الجماعية، فان احسن فله الثواب، و ان اساء انتهى بالعقاب، فعظامة الامانة بينها الله في الاية 72 من سورة الاحزاب،اذقال تعالى:{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا }.
فمن وقع على عاتقه مسؤولية عمل ما، يجب عليه اان يكون جديرا بها، ان يؤديها باثقان، و على اكمل وجه، و ا يقصر فيها و يتحملها و يكون عند حسن الظن به، و ينصح لله، و يسهل و ييسر للعبباد امورهم، دون تسريف او تعسير، و لا يغلق دونه الابواب، فمن اغلق بابه دون حوائج الناس، اغلق الله بابه دون حاجته، و الجزاء من حسن العمل.
ان النفوس الكريمة لا تتغير بتغير احوالها، فمن جهة التقوى، اذا لم تزد لا تنقص، و من جهة التواضع فهي تبقى عليه و حافظة لوفائها لمن حولها، حتى و ان وصلت الى اعلى المناصب، فاما النفوس الزائفة ، فما ان يتولى صاحبها منصبا حتى يتعالى على الخلق، و يتكبر عليهم، و يتنكر للجميع، فالمناصب تغير النفوس، و يظن ان ما وصل اليه تشريف، و هو غافل عن انه ابتلاء من الله تعالى، و عبء ثقيل، يجب ان يشكر الله عليه، و ذلك بالقيام بحقوق العباد بعد حقوق الخالق، فلو كانت لغيره لما وصلت اليه، فلا تغثروا بالمناصب فهي مقادير تاتي و تذهب بمشيئتت تعالى، فان اليوم يشار اليك بالبنان، فربما غدا تكون سيرة منسية، فلن ننكر انه هناك بعض الاشخاص اكثر تواضعا بعد النعمة من قبلها، و ما احوجنا الى امثالهم في حياتنا، لا يرجون في الدنيا الا رضا الله سبحانه و تعالى.
في الختام نسأل الله سبحانه ان يرزقنا التواضع بعد النعمة و قبلها امين يا رب العالمين،
اللهم اجعلنا ممن يقومون بحقوقك و حقوق عبادك يا رب العالمين، اللهم انا نعوذ بك من الفهخر و الكبر، و نسألك يا رب خشيتك في الغيب و الشهادة، و نعيمتا لا ينفذ، و قرة عين لا تنقطع، و الرضا بالقدر خيره و شره، و برد العيش بعد الموت، و ان تغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا و ما تأخر يا رب العالمين، اللهم اصلح اائمة و ولاة الامور، اللهم احسن خاتمتنا و توفنا مع الابرار، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين.
استشعار عظمة الامانة و خطورة تضيعها
ان حضارة الشعوب و رقيها و تقدمها تقاس بنزاهة افرادها، و امانتهم، فان تعاظم فيها الغدر، و عمتها الخيانة، اضطرب امرها، و تشقق بنيانها، و تهاوت الى الهلاك و الضياع، فكل ما يعانيه المجتمع من فساد وخيانة اجتماعية و وظيفية و ادارية، فبسبب انعدام الامانة بينهم، بالرغم من أن الأصل في الإنسان أنه أمين.
الامانة هي خلق رفيع و قيمة من بين القيم العليا الانسانية، و قليل من يتصف بهذه الاخلاق الكريمة، ووَرَد في القرآن الكريم ما يؤكِّد أهميَّة هذا الخُلُق الكريم، من ذلك على سبيل المثال قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (الأنفال: 27).
و لقد اكد نبينا الكريم محمد صلى الله عليه و سلم، على ان غيابها يعتبر من علامات قرب الساعة، فقد أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدث القوم؛ جاءه أعرابي، فقال: متى الساعة؟ فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث، فقال بعض القوم: سمع ما قال فَكَرِهَ ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع، حتى إذا قضى حديثه، قال: أين أراه السائل عن الساعة؟ قال: هاأنا يا رسول الله. قال: فإذا ضُيِّعَتِ الأمانة فانتظر الساعة، قال: كيف إضاعتها؟ قال: إذا وُسِّدَ [12] الأمرُ إلى غير أهله فانتظر الساعة".
و لقد سبق و ذكرنا ان الامانة اصل في الانسان وأنها مركوزة في الفطرة، و يأكد هذا ما اخرجه البخاري و مسلم عن حذيفة قال:
"حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر، حدثنا: أن الأمانةَ نزلت في جَذْرِ قلوب الرجال، ثم علموا من القرآن، ثم علموا من السنة، وحدثنا عن رفعها، قال: ينام الرجل نومه فتقبض الأمانة من قلبه، فيظلُّ أثرها مِثلَ أثر الوَكْتِ، ثم ينام النومة فتقبض، فيبقى فيها أثرها مثل أَثَرِ المَجْلِ، كجمرٍ دحرجته على رجلك فَنَفِطَ، فتراه مُنْتَبِراً وليس فيه شيء، ويصبح الناس يتبايعون، فلا يكاد أحدُهُم يؤدي الأمانة، فيقال: إن في بني فلان رجلاً أميناً، ويقال للرجل: ما أعقله، وما أظرفه، وما أجلده! وما في قلبه مثقال حبةِ خردلٍ من إيمان، يقول حذيفة: ولقد أتى عليَّ زمانٌ ولا أبالي أيكم بايعت لئن كان مسلماً رده عليَّ الإسلام، وإن كان نصرانياً ردَّه عليَّ ساعيه، وأما اليوم فما كنت أبايع إلا فلاناً وفلاناً".
وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق أن سبب ضياع الأمانة؛ فساد سرائر الناس، وقلة إيمانهم؛ لأن هناك علاقة وثيقة بين الإيمان والأمانة؛ فإذا ضاع الإيمان فلا أمانة.
و خلق الامانة يتضمن العديد من الصور، و التي نتندرج تحت اصلين هامين و هما: الامانة المتعلقة بحقوق الله سبحانه و تعالى، و الامانة المتعلقة بحقوق العباد.
فمن الامانات التي تتعلق بحقوق الله تعالى:
● الامانة في الدين: لما فيه من تبليغه للناس، كما فعل اشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم، و من جاء قبله من الرسل عليهم السلام، و من جاء بعده من الدعاة و العلماء،
● الامانة في اداء العبادات و الفرائض على اكمل وجه: من صلاة و صوم و زكاة و حج، و اجتناب النواهي و اتباع كل ما جاء في السنة النبوية كما اخبرنا نبينا الكريم.
اما الامانات المتعلقة بحقوق العباد فهي كثيرة، و نذكر من بينها: اموالهم و عرضهم و اجسامهم و ارواحهم و الشهادة بالحق بدون تحريف، و الحكم بالعدل، و حفظ ااسرار، و الحفاظ على الاهل، و الحفاظ على العلاقة الزوجية بحفظ اسرارها، و اخيرا العمل،او ما يمكن ان نسميه امانة المسؤولية، و هذه الاخيرة سنتطرق اليها في موضوعنا، و ذلك لعظمتها فيي حياتنا العامة.
ان المسؤولية حمل ثقيل، و شعور بالواجب، و هي فعل و قدرة على اداء الامانة و الوفاء بالالتزامات الفردية و الجماعية، فان احسن فله الثواب، و ان اساء انتهى بالعقاب، فعظامة الامانة بينها الله في الاية 72 من سورة الاحزاب،اذقال تعالى:{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا }.
فمن وقع على عاتقه مسؤولية عمل ما، يجب عليه اان يكون جديرا بها، ان يؤديها باثقان، و على اكمل وجه، و ا يقصر فيها و يتحملها و يكون عند حسن الظن به، و ينصح لله، و يسهل و ييسر للعبباد امورهم، دون تسريف او تعسير، و لا يغلق دونه الابواب، فمن اغلق بابه دون حوائج الناس، اغلق الله بابه دون حاجته، و الجزاء من حسن العمل.
ان النفوس الكريمة لا تتغير بتغير احوالها، فمن جهة التقوى، اذا لم تزد لا تنقص، و من جهة التواضع فهي تبقى عليه و حافظة لوفائها لمن حولها، حتى و ان وصلت الى اعلى المناصب، فاما النفوس الزائفة ، فما ان يتولى صاحبها منصبا حتى يتعالى على الخلق، و يتكبر عليهم، و يتنكر للجميع، فالمناصب تغير النفوس، و يظن ان ما وصل اليه تشريف، و هو غافل عن انه ابتلاء من الله تعالى، و عبء ثقيل، يجب ان يشكر الله عليه، و ذلك بالقيام بحقوق العباد بعد حقوق الخالق، فلو كانت لغيره لما وصلت اليه، فلا تغثروا بالمناصب فهي مقادير تاتي و تذهب بمشيئتت تعالى، فان اليوم يشار اليك بالبنان، فربما غدا تكون سيرة منسية، فلن ننكر انه هناك بعض الاشخاص اكثر تواضعا بعد النعمة من قبلها، و ما احوجنا الى امثالهم في حياتنا، لا يرجون في الدنيا الا رضا الله سبحانه و تعالى.
في الختام نسأل الله سبحانه ان يرزقنا التواضع بعد النعمة و قبلها امين يا رب العالمين،
اللهم اجعلنا ممن يقومون بحقوقك و حقوق عبادك يا رب العالمين، اللهم انا نعوذ بك من الفهخر و الكبر، و نسألك يا رب خشيتك في الغيب و الشهادة، و نعيمتا لا ينفذ، و قرة عين لا تنقطع، و الرضا بالقدر خيره و شره، و برد العيش بعد الموت، و ان تغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا و ما تأخر يا رب العالمين، اللهم اصلح اائمة و ولاة الامور، اللهم احسن خاتمتنا و توفنا مع الابرار، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين.