التواضع
الحمد لله والصلاة والسلامُ على سيّد المرسلين سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين. أما بعد، إن خير ما يُتواصى به هديُ رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إنَّكم لتغفلونَ عن أفضَلِ العبادةِ التواضع" حديثٌ صحيحٌ حسَّنه الحافظُ ابن حجر في الأماليّ.
والتواضع عبارة عن لين الجانب وتحسين الظن بالمسلمين، فينبغي للمؤمن أن يحسّن ظنَّه بأخيه ويعتبرَه في نفسِه أفضل منه، ثم إن رأى منه خلافَ ذلك ينصحُه.
ثم إنَّ التواضع يحثّ صاحبه على التطاوع مع إخوانه، والتطاوعُ له أثَر عظيم في تحقيق العمل النافع للدنيا والدين.
الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل معاذَ بن جبل وأبا موسى الأشعريّ إلى اليمن، فكانا يعملان في اليمن في إرشادِ الناس، وكانا من شدّة التطاوع أن أحدهما أخذ ناحية الأراضي المنخفضة والآخر أخذ ناحية الأراضي المرتفعة، وكان كل واحد منهما يعمل بجد ونشاط، وكان أحدهما إذا قضى مدة في ناحيته يأتي إلى الآخر ليستفيد برأيه فنفعا نفعًا كبيرًا في تلك
البلاد الواسعة، وبصدقهما والتطاوع والتحابّ نفعا تلك البلاد الواسعة الأطراف نفعًا بالغًا. ولولا التطاوع ما كان عملهما نفع إلى هذا الحدّ الكبير. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى معاذًا قال له :"إيَّاك والتنعّم فإن عبادَ الله ليسوا بالمتنعمين".
الذي يريد الالتحاق بهم والاقتداء بهم يتخلَّق بأخلاق هذين الصاحبين رضي الله عنهما، وأنتم كذلك اقتدوا بهذين، فكونوا متحابين ناصحين متشاورين متزاورين، لا يمضي على أحدكم وقت واسع إلا وقد تفقَّد صاحبه إما بالذهاب إليه وإما بالسؤال عنه.
الدنيا شىء قليل بالنسبة للآخرة، قال الله تعالى :{فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل} وكونوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"من ابتُلي فصبَر، وأُعطِيَ فشكَر، وظُلِم فغَفَر، وظلمَ فاستغفَر {أولئك لهم الأمن وهم مهتدون}" حديثٌ رواه السيوطي صحيح الإسناد. وسبحان الله والحمد لله رب العالمين.
الحمد لله والصلاة والسلامُ على سيّد المرسلين سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين. أما بعد، إن خير ما يُتواصى به هديُ رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إنَّكم لتغفلونَ عن أفضَلِ العبادةِ التواضع" حديثٌ صحيحٌ حسَّنه الحافظُ ابن حجر في الأماليّ.
والتواضع عبارة عن لين الجانب وتحسين الظن بالمسلمين، فينبغي للمؤمن أن يحسّن ظنَّه بأخيه ويعتبرَه في نفسِه أفضل منه، ثم إن رأى منه خلافَ ذلك ينصحُه.
ثم إنَّ التواضع يحثّ صاحبه على التطاوع مع إخوانه، والتطاوعُ له أثَر عظيم في تحقيق العمل النافع للدنيا والدين.
الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل معاذَ بن جبل وأبا موسى الأشعريّ إلى اليمن، فكانا يعملان في اليمن في إرشادِ الناس، وكانا من شدّة التطاوع أن أحدهما أخذ ناحية الأراضي المنخفضة والآخر أخذ ناحية الأراضي المرتفعة، وكان كل واحد منهما يعمل بجد ونشاط، وكان أحدهما إذا قضى مدة في ناحيته يأتي إلى الآخر ليستفيد برأيه فنفعا نفعًا كبيرًا في تلك
البلاد الواسعة، وبصدقهما والتطاوع والتحابّ نفعا تلك البلاد الواسعة الأطراف نفعًا بالغًا. ولولا التطاوع ما كان عملهما نفع إلى هذا الحدّ الكبير. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى معاذًا قال له :"إيَّاك والتنعّم فإن عبادَ الله ليسوا بالمتنعمين".
الذي يريد الالتحاق بهم والاقتداء بهم يتخلَّق بأخلاق هذين الصاحبين رضي الله عنهما، وأنتم كذلك اقتدوا بهذين، فكونوا متحابين ناصحين متشاورين متزاورين، لا يمضي على أحدكم وقت واسع إلا وقد تفقَّد صاحبه إما بالذهاب إليه وإما بالسؤال عنه.
الدنيا شىء قليل بالنسبة للآخرة، قال الله تعالى :{فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل} وكونوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"من ابتُلي فصبَر، وأُعطِيَ فشكَر، وظُلِم فغَفَر، وظلمَ فاستغفَر {أولئك لهم الأمن وهم مهتدون}" حديثٌ رواه السيوطي صحيح الإسناد. وسبحان الله والحمد لله رب العالمين.