المتواضع يرفع الله سبحانه وتعالى منـزلته ومكانه وقدره في الدنيا والآخرة
والمتكبر وضيع وإن رأى نفسه مرتفعاً على الخلق، والمتواضع وإن رؤي وضيعاً فهو رفيع القدر
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر *** على صفحات الماء وهو رفيع
ولا تك كالدخان يعلو بنفسـه *** إلى طبقات الجو وهو وضيـع
من اتقى الله تعالى تواضع له ومن تكبر كان فاقداً لتقواه ركيكاً في دينه مشتغلاً بدنياه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد )
ويقول علي بن الحسن : عجبت للمتكبر الفخور الذي كان بالأمس نطفة ثم هو غدا جيفة، وعجبت كل العجب لمن شك في الله وهو يرى خلقه، وعجبت كل العجب لمن أنكر النشأة الأولى، وعجبت كل العجب لمن عمل لدار الفناء وترك دار البقاء
فالزمان لا يثبت على حال كما قال عز وجل: وَتِلْكَ ٱلاْيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ .. فتارة فقر، وتارة غنى، وتارة عز، وتارة ذل
والسعيد من لازم أصلاً واحداً على كل حال. وهو تقوى الله عز وجل والتواضع على كل حال
يقول أبو علي الجوزجاني : النفس معجونة بالكبر والحرص على الحسد، فمن أراد الله هلاكه منع منه التواضع والنصيحة والقناعة، وإذا أراد الله تعالى به خيراً لطف به في ذلك .
ولنعلم يقيناً أن الكبر من أخلاق الكفار الفراعنة، والتواضع من أخلاق الأنبياء والصالحين
فبأي الفريقين نتشبه ..!!؟