الكشف والعلاجات والاستشارات الاتصال بالشيخ الدكتور أبو الحارث (الجوال):00905397600411
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
X

الارواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف

مملكة الاسلامية العامة

 
  • تصفية
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • fatima fatima
    كاتب الموضوع
    أعمدة اسرار
    • Jan 2018
    • 1270 
    • 25 


    بسم الله الرحمن الرحيم
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الارواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)..رواه مسلم

    إنّ الأرواح المقصودة في الحديث هي النفوس الخاصة بالبشر،
    فإنّ النفس البشرية تحمل النور والظلمة، تحمل صفات الخير، وتحمل صفات الشر، ومجازاً فإننا سنسمي هذه الأنفس بالأرواح وذلك لأنّ النفوس في البرزخ تُسمى أرواحاً..
    فإنّ الارواح النورانية تجوب في العوالم العلوية، بعكس السفلية، والنور يألف النور ويرتاح إليه، والظلمة في المقابل لا ترتاح للنور ولا تطيقه..
    أمّا سبب تسمية هذه الأرواح بـ (الجنود المجنّدة) وذلك أن الأرواح تتقابل فيما بينها، فمنها ما يتوافق ومنها ما يتضاد،
    وقد سمى رسول الله صلى الله عليه وسلّم تآلف الأرواح بالتعارف، وسمّى الاختلاف بينها بالتناكر.. والجند جندان، جند الله وجند الشيطان، وجند الله هم أولياؤه وحزبه من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وجند الشيطان هم أولياؤه وحزبه الذين يسيرون في طريق الظلام والشهوات والغي والبغي.. فإذا ما التقى الجندان في عالم الأرواح فإنّ الله سبحانه قد أخبر عن حزبه (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ)، وقد أخبر عن حزب عدوه (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ).. فلا بدّ من غلبة جنود النور
    (كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاّ هُوَ).. وكلّ نفس تحبّ طبيعتها وتفرح مع أهل عالمها، ولذى الروح تميز الروح الأخرى، وذلك بِقَبضِها وبَسْطها في حالة مقابلة الروح الأخرى..
    ولهذا تجد أحياناً رجلاً يعمل السيئات ولكن تجد أنه محبوب لدى بعض الصالحين، وذلك لأن أرواحهم تآلفت مع روحه الطيبة، وإذ بعد مدّة تجده قد ترك السيئات وتاب منها وأصبح من الصالحين.. ويمكن أن تجد العكس كذلك،
    وهكذا.. ويأتي قوله سبحانه وتعالى مشيراً إلى ذلك المعنى إذا ما أخذناه على سبيل الإشارة (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ).. فالروح الطيبة تألف مثيلتها، والروح الخبيثة تألف كذلك مثيلتها..

    حقيقة هناك نقطة وهي: متى نُسمّي النفس روحاً، فإنّه إذا كانت النفس في عالم الغيب سمّيت روحاً، وإن كانت في عالم الشهادة يبقى اسمها نفساً،
    فقوله عليه الصلاة والسلام: (الأرواح جنود مجندة) يقصد الأنفس في عالم الغيب، وهو ما يُسمّيه علماء النفس الحاليين (اللاوعي) أو (العقل الباطن).. ووصفها رسول الله بالجنود المُجنّدة، لأنها تؤثّر في غيرها وتتأثر..
    والتأثير والتأثر يكونان بحسب الطبيعة التي جُبلت تلك النفس عليها.. لذا فقد صارت كلّ نفس بتأثيرها بمثابة الجندي الذي يحاول أن ينصر معتقده، وينصر رايته، فمن وافقه في ذلك تآلف معه، ومن أنكر ما هو عليه اختلف معه.. فالنفس بما تحمله من نور وظلمة تحاول التأثير في غيرها فإمّا أن يتوافق نورها مع نور غيرها فيحصل التآلف ضد الظلام، وإمّا أن تتوافق ظلمتها مع ظلمة غيرها فيحصل بينها تآلف ضد النور وهو الخير، وإمّا أن يتقابل نور نفس ما مع ظلمة أخرى فيحصل التنافر بينهما والاختلاف..
    هذا الذي يحدث في عالم الغيب أو في ما يُسمّى بعالم الأرواح، فالأرواح تطير وتحلّق في هذا العالم البرزخي، وترى الروح تتقابل مع الروح الأخرى فيطيران سوية في نفس الاتجاه، وترى أنّ بعضها تتقابل فيتعاكسان في طريقهما، وهكذا.. وكلّ ذلك ينعكس على عالم الشهادة.. فهناك نفوس ترتاح مع بعضها، وهناك نفوس يحدث لها ضيق من وجود نفوس أخرى.. وهذا من التأثير النفسي/الروحي على صاحبها

    و على الآخر..يمكن أن تختلف الأحوال بالنسبة لنفس الشخص الآخر، فتارةً ترتاح إليه وتارةً تنفر منه، فهذا راجع لعدة عوامل.. منها: أنّ كلا الطرفين يحمل النور والظلمة، فإن غلب النور عند أحدهما وغلبت الظلمة عند الآخر، فإنّ التنافر وعدم القبول سيكون هو الغالب عليهما، فإذا ما اتفقا في طبيعتهما فسيعودان للائتلاف، وهكذا..

    .

    إذن ما هو التآلف الروحي الذي قصده رسول الله ؟
    هو التآلف الطبيعي الأصلي في الخير والطيبة، فالطيب يألف أصحاب الأرواح الطيبة، والخبيث يألف أمثاله ومن هم على شاكلته، فترى النور يزعجه، والظلمة تؤنسه، فإن سمع قرآناً يُتلى قُبض قلبه قبضاً شديداً، وإن ذكّره أحدٌ بالله سبحانه وبيوم القيامة تراه يكره من يذكّره ويبتعد عنه بُعد المشرقين.. أمّا أهل النور، فتراهم يحبّون النور وأهله، فالطيّب يحب الطيّب مثله، وهكذا..

    وحتى تعرف الآخرين من خلال روحك، فانظر إلى نفسك إذا ما كنتَ من المُحبين لله والعاشقين له والقريبين منه، فإنك بقدر قربك من الله تعرف الآخرين بتعريف الله في قلبك؛ لأنّ قلبك سيكون مرآة ترى به حقيقة الكل (كنتُ سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به)..
    جعلنا الله وإياكم من أهل البصيرة وأهل القرب آمين، وجعل أرواحنا أرواحاً هائمة به مشتاقة إليه، وجعلنا الحق من الذين يهدون بأمره ويدعون إليه بالحق وبه يعدلون، آمين.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..

    مواضيع ذات صلة
  • الغائب الحاضر
    أعضاء نشطين
    • Jul 2019
    • 1752 
    • 46 

    #2
    أحسنتي بارك الله فيك
    واحب اضيف شئ وهو غريب لكنه واقع ... نجد الشخص يميل الى الضد او المخالف لخلقه وخلقته ... لو نضرب مثال في الصحابة مثلا تجدين ابو بكر الحليم اللين يميل جدا لخالد ابن الوليد الشديد ... وطبع خالد ابن الوليد قريب من عمر فنجد النفور احيانا او التضاد... ونجد عمر الشديد يميل ويحب ابوعبيدة اللين الهين
    اعتذر عن التشبيه والتعبير لكن هذا واقع واشوف الخجول يميل الى الجرئ والقوي يصادق الضعيف والمرح يحبه الجاد
    يعني بالعامي لو نخلي انسان جاد مع اخر جاد يتفارقون بسرعة

    باااااااارك الله فيك
    تعليق

    • fatima fatima
      fatima fatima تم التعليق
      تعديل التعليق
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      ردك اخي ابو غالب انار الموضوع


      إنها مسألة التالف الآخرين، وربما مسألةالتالف بين خلق الرحمان لا نتحدث هنا عن التالف الفطري المتمثل في العلاقة بين الاخوان والاخوات، ولكن نعني التالف الذي يحدث اناس لا تربطهم رابطة الدم او المصلحة سوى التآلف والتلاقي والتحاب بشكل سريع غير مفهوم الخطوات والمراحل، دون الوصول لقدرة فهم وتفسير ما يجري، إنما تحدث فجأة من كلمة، او لقاء عابر فتتطور حسب الظروف المحيطة
      الألفة بعد النفرة كإيمان الكافر وإحسان المسيء . إن قول الله تبارك وتعالى " جنود مجندة " أي أجناس مجنسة أو جموع مجمعة : ويستفاد من هذا الحديث أن الإنسان إذا وجد من نفسه نفرة ممن له فضيلة أو صلاح فينبغي أن يبحث عن المقتضي لذلك ليسعى في إزالته حتى يتخلص من الوصف المذموم
      قال القرطبي : الأرواح وإن اتفقت في كونها أرواحا لكنها تتمايز بأمور مختلفة تتنوع بها , فتتشاكل أشخاص النوع الواحد وتتناسب بسبب ما اجتمعت فيه من المعنى الخاص لذلك النوع للمناسبة , ولذلك نشاهد أشخاص كل نوع تألف نوعها وتنفر من مخالفها . ثم إنا نجد بعض أشخاص النوع الواحد يتآلف وبعضها يتنافر , وذلك بحسب الأمور التي يحصل الاتفاق والانفراد بسببها

      لك مني تحية تقدير واحترام
      دمت بحفظ الرحمن
  • الله أعلم بالسرائر
    Banned
    • Aug 2011
    • 7470 
    • 658 
    • 239 

    #3
    موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

    احسنتي اختنا الكريمة فاطمة موضوع يستحق القراءة
    تعليق
    • fatima fatima
      كاتب الموضوع
      أعمدة اسرار
      • Jan 2018
      • 1270 
      • 25 

      #4
      تسلم اخي لمعان
      شاكرة مرورك العطر
      كل الاحترام لشخصك النبيل
      تعليق
      • Ahmet
        عضو جديد
        • Sep 2019

        #5
        جزاكي الله ألف خير أختي الكريمة.
        تعليق
        • الغائب الحاضر
          أعضاء نشطين
          • Jul 2019
          • 1752 
          • 46 

          #6
          النور نورك اختي
          وموضوعك ماشاء الله كامل متكامل ومختصر ... زبدة الزبدة
          وانا فقط حبيت اكتب اضافة كما ذكرت ... من نوع اخر ليس الا .. لعلّها تثري موضوعك ويزيد النقاش
          بارك الله فيك وسلمت اياديك
          تعليق
          • رهف المشاعر
            المشرفين
            • Oct 2019
            • 5527 
            • 1,406 
            • 1,149 

            #7
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            بارك الله فيك اختي
            اللهم فرج هم كل مهموم
            تعليق
            يتصفح هذا الموضوع الآن
            تقليص

            المتواجدون الآن 1. الأعضاء 0 والزوار 1.

            يعمل...
            X