في البداية علينا أن نقوم بتعريف الطلسم فهو ما يشير إلى أماكن تواجد الكنوز بوجود رموز مختلفة أو إشارات لا يستطيع الإنسان العادي أن يفهمها ولهذا أصلاً لا ينتبهون لها .
فالطلاسم بواسطتها تصطاد الكنوز والكنوز التي عليها طلاسم هي ممنوعة لوجود السحر وأعمال ورصد الجن وهذه الطلاسم لا تجعل الطريق سهل غلى هذه الكنوز وتعيق الوصول إلى الكنز .
ونحن نسمع ونعرف ان الكنوز كلها مدفونة منذ قدم التاريح وفي كل انحاء العالم وإلى يوم الساعة، ففي صحيح مُسلم عن حديث المسيح الدجال :" وَيَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ فَيَقُولُ لَهَا أَخْرِجِى كُنُوزَك، فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْل"، .
والكُنوز خصوصًا الذهب منها يُفضلها الجميع فيقول الله تعالى عن الذهب والفضة في كتابه الكريم :“زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ” وفي سورة الكهف:
“أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا” صدق الله العظيم.
ولكن هل يمكن للطلاسم ان تفيدنا في استخراج الكنوز والجواب نعم يُمكن الاستدلال عن أماكن الكُنوز عبر الطلاسم من خلال الخرائط والرموز والإشارات وغالب هذه الإشارات تكون بارزة أو محفورة على الصخر أو أسقف المغارات أو حتى جُدران الجبال، وكُل هذه العلامات والدلالات لها مُرادها ومفهومها ولكن لا يعلمها إلا أصحاب الخبرة من هؤلاء الذين يعرفون جيدًا كيفية البحث عن الكنوز .
تلك الإشارات والرموز التي يستدل بها الباحثون عن الكنوز أو الخبئية لها أشكال كثيرة منها الثُعبان، العقرب، الصليب، المُثلث،الحُفرة والجُدران، هُناك أيضًا أشكال أخرى كثيرة كالجمل، الخروف، الأسد، الإنسان أو القمر وغيرهم من الأشكال المُتعارف عليها.
وان لشكل ورسم الطلسم المرصود للكنز له دلاله مهمة و يتعرف خُبراء البحث عن الكُنوز على مكان أو إتجاه أو حتى عُمق الحفر من خلال شكل وطريقة رسم هذه الأشكال أو الصور ونحتها على الحجر، فكُل شكل له دلالته وإشارته التي لا يعرفها إلا خُبراء هذا الفن، و على خُبراء البحث عن الكنوز أن يكونوا على دراية بكُل شيء متعلق بعلوم اقتفاء أثر الكُنوز، فلهذا الفن تحولاته وأسراره وخباياه، لذا على كُل من يشتغل بهذا الموضوع ان يتحصن جيدًا بالعلم والمعرفة والدراية الكافة والكاملة.
ولكن هل يمكن ان يكون الكنز مخفي عن الاعين ويحرسه احدهم ونقول نعم بعض الكنوز تكون محروسة بالجن ومُطلسمة بالسحر فلا يُمكن الوصول إلى الخبيئة أو الكنز إلا بعد صرف حارس الجن، ومن علامات ودلائل حراسة الجن لمكان الخبيئة هو الشعور بالرهبة الشديدة في المكان الذي يُوجد فيه الكنز، الإحساس بالقشعريرة والوحشة، وسماع أصوات مُفزعة والشعور بحركات غريبة ومُخيفة.
ولكن هل يوجد دلائل معينة على رسومات معينة تدل على الكنوز فنقول نعم ومن الدلائل أيضًا ظهور الزواحف والحشرات أو ظهور كلب أو ثُعبان أسود مثلا، كذلك قد يشعر الباحث بعدم القُدرة على الوصول إلى المكان الصحيح لذا ينبغي على هذا الشخص أو الباحث عن الكنز ألا يبحث وحيدًا أو بُمفرده فيجب أن يصطحب البعص حتى لا يكون عُرضة للخطر أو تلاعب الشياطين به، من الأخطار التي قد تواجهه هي السقوط من الجبل مثلا أو حتى انهيار التُراب وقت الحفر أو لدغات العقارب والثعابين.
أما إذا تم تحديد موقع البحث واُشتبه في وجود موانع مثلا أو عوائق للوصول إلى الكنز أو الخبيئة كالسحر مثلا أو ترصد الجن هُنا يجب أن يبدأ الباحث بالتحصين، وقراءة سورة البقرة، الصافات، والآذان وكذلك قراءة آية الكُرسي بصوت عالٍ من البداية وحتى الانتهاء من العمل بشكل كامل، هُنا يُمكن أن يتناوب الأشخاص على الحفر والبحث وقراءة القرآن الكريم في ذات الوقت، يجب أن يعمل الجميع في وقت واحد، يقرأون، يؤذنون ويبحثون وينقبون.
هل يمكن للساحر ان يستخرج الكنز ويستفيد منه فنقول أما عن استخراج الكُنوز بواسطة السحرة أو الفُقهاء فهذا أمر يُكذبه الواقع تمامًا فلا يعرفون شيئًا عن أماكن الكنوز ولا طُرق استخراجها فهم يعيشون على ما يحصلون عليه من العطايا التي يُعطيها لهم مُرتاديهم وأغلبهم في فقر مُدقع .
فلو كانوا فعلا يعرفون شيئًا لكان أولى بهم أن ينفعوا أنفسهم من خلال الحصول على تلك الكنوز، وروي أن عفريت من الجن أخبر نبي الله سليمان عليه السلام عن بعض العجائب فقال: "مررت بعجوز تتكهّن وتخبر الناس بما لا يعلمون والذيّ سخرّ لك الريح إنّي لأعلم في بيتها تحت فراشها مطمورة فيها قناطير من ذهب وفضّةٍ وهي لا تدري ما تحتها، وقد ماتت هزلاً وجوعاً وحاجةً".
ويستعين الناس أحيانًا بمختصين روحانيين لإستخراج الكنوز من الأرض وهذا ممكن ولكن بعضهم يكون جاهل في امور الاستخراج وهُنا تتكرر تمثيلية هزيلة دائمة بأن هُناك كنزًا وأن به ترصد من الجن والعفاريت ويحتاج إلى طقوس وأبخرة ويبدأ في طلب المال لإستخراج الكنز .
وقد يكون الترصد هُنا ما هو إلا شيطان حبيث من أعوان الساحر نفسه ليحُبك هذه التمثيلية الدنئية الرخيصة ويضحك بها على المُغفلين الطامعين من الناس ويخدعهم بكلامه، فقد يُخرج لهم صندوقًا يحتوي على سُكر مثلا ويُخيل إليهم أنه ألماس أو معدن مثلا كالذهب ويشترط عليهم عد فتح هذا الصندق حتى لا يتعرض للضوء لمدة عدة أشهر وأن هذا حُكم من الجان مثلا، وبعدها لا كنز ولا مال ولا ذهب.
فيقول الله تعالى في كتابه الكريم:"قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ * قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاؤُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ * وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ"،ويقول أيضًا جل وعلا في سورة طه :" قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى".
وهُنا لا يجوز الاستعانة بالسحرة أو المُشعوذين للحصول على الكنوز أو حتى سؤالهم وتصديقهم فهو من أكبر الكبائر، فيقول الرسول مُحمد صلى الله عليه وسلم :" من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة " أخرجه الإمام مسلم في صحيحه ، ولقوله صلى الله عليه وسلم : " من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم " أخرجه أهل السنن بإسناد صحيح.
ويقول الله تعالى في كتابه :" وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى? مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَ?كِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ? وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى? يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ? فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ? وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ? وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ?
وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ? وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ?
لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ"، لذا لا يجب أبدًا الإستعانة بالجن أو السحرة في الحصول على شيء رغبة في منفعة أو درءًا لمفسدة فالله سبُحانه وتعالى وحده هو النافع والضار، فكُل شيء بيده يقول له كُن فيكون.
فالطلاسم بواسطتها تصطاد الكنوز والكنوز التي عليها طلاسم هي ممنوعة لوجود السحر وأعمال ورصد الجن وهذه الطلاسم لا تجعل الطريق سهل غلى هذه الكنوز وتعيق الوصول إلى الكنز .
ونحن نسمع ونعرف ان الكنوز كلها مدفونة منذ قدم التاريح وفي كل انحاء العالم وإلى يوم الساعة، ففي صحيح مُسلم عن حديث المسيح الدجال :" وَيَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ فَيَقُولُ لَهَا أَخْرِجِى كُنُوزَك، فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْل"، .
والكُنوز خصوصًا الذهب منها يُفضلها الجميع فيقول الله تعالى عن الذهب والفضة في كتابه الكريم :“زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ” وفي سورة الكهف:
“أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا” صدق الله العظيم.
ولكن هل يمكن للطلاسم ان تفيدنا في استخراج الكنوز والجواب نعم يُمكن الاستدلال عن أماكن الكُنوز عبر الطلاسم من خلال الخرائط والرموز والإشارات وغالب هذه الإشارات تكون بارزة أو محفورة على الصخر أو أسقف المغارات أو حتى جُدران الجبال، وكُل هذه العلامات والدلالات لها مُرادها ومفهومها ولكن لا يعلمها إلا أصحاب الخبرة من هؤلاء الذين يعرفون جيدًا كيفية البحث عن الكنوز .
تلك الإشارات والرموز التي يستدل بها الباحثون عن الكنوز أو الخبئية لها أشكال كثيرة منها الثُعبان، العقرب، الصليب، المُثلث،الحُفرة والجُدران، هُناك أيضًا أشكال أخرى كثيرة كالجمل، الخروف، الأسد، الإنسان أو القمر وغيرهم من الأشكال المُتعارف عليها.
وان لشكل ورسم الطلسم المرصود للكنز له دلاله مهمة و يتعرف خُبراء البحث عن الكُنوز على مكان أو إتجاه أو حتى عُمق الحفر من خلال شكل وطريقة رسم هذه الأشكال أو الصور ونحتها على الحجر، فكُل شكل له دلالته وإشارته التي لا يعرفها إلا خُبراء هذا الفن، و على خُبراء البحث عن الكنوز أن يكونوا على دراية بكُل شيء متعلق بعلوم اقتفاء أثر الكُنوز، فلهذا الفن تحولاته وأسراره وخباياه، لذا على كُل من يشتغل بهذا الموضوع ان يتحصن جيدًا بالعلم والمعرفة والدراية الكافة والكاملة.
ولكن هل يمكن ان يكون الكنز مخفي عن الاعين ويحرسه احدهم ونقول نعم بعض الكنوز تكون محروسة بالجن ومُطلسمة بالسحر فلا يُمكن الوصول إلى الخبيئة أو الكنز إلا بعد صرف حارس الجن، ومن علامات ودلائل حراسة الجن لمكان الخبيئة هو الشعور بالرهبة الشديدة في المكان الذي يُوجد فيه الكنز، الإحساس بالقشعريرة والوحشة، وسماع أصوات مُفزعة والشعور بحركات غريبة ومُخيفة.
ولكن هل يوجد دلائل معينة على رسومات معينة تدل على الكنوز فنقول نعم ومن الدلائل أيضًا ظهور الزواحف والحشرات أو ظهور كلب أو ثُعبان أسود مثلا، كذلك قد يشعر الباحث بعدم القُدرة على الوصول إلى المكان الصحيح لذا ينبغي على هذا الشخص أو الباحث عن الكنز ألا يبحث وحيدًا أو بُمفرده فيجب أن يصطحب البعص حتى لا يكون عُرضة للخطر أو تلاعب الشياطين به، من الأخطار التي قد تواجهه هي السقوط من الجبل مثلا أو حتى انهيار التُراب وقت الحفر أو لدغات العقارب والثعابين.
أما إذا تم تحديد موقع البحث واُشتبه في وجود موانع مثلا أو عوائق للوصول إلى الكنز أو الخبيئة كالسحر مثلا أو ترصد الجن هُنا يجب أن يبدأ الباحث بالتحصين، وقراءة سورة البقرة، الصافات، والآذان وكذلك قراءة آية الكُرسي بصوت عالٍ من البداية وحتى الانتهاء من العمل بشكل كامل، هُنا يُمكن أن يتناوب الأشخاص على الحفر والبحث وقراءة القرآن الكريم في ذات الوقت، يجب أن يعمل الجميع في وقت واحد، يقرأون، يؤذنون ويبحثون وينقبون.
هل يمكن للساحر ان يستخرج الكنز ويستفيد منه فنقول أما عن استخراج الكُنوز بواسطة السحرة أو الفُقهاء فهذا أمر يُكذبه الواقع تمامًا فلا يعرفون شيئًا عن أماكن الكنوز ولا طُرق استخراجها فهم يعيشون على ما يحصلون عليه من العطايا التي يُعطيها لهم مُرتاديهم وأغلبهم في فقر مُدقع .
فلو كانوا فعلا يعرفون شيئًا لكان أولى بهم أن ينفعوا أنفسهم من خلال الحصول على تلك الكنوز، وروي أن عفريت من الجن أخبر نبي الله سليمان عليه السلام عن بعض العجائب فقال: "مررت بعجوز تتكهّن وتخبر الناس بما لا يعلمون والذيّ سخرّ لك الريح إنّي لأعلم في بيتها تحت فراشها مطمورة فيها قناطير من ذهب وفضّةٍ وهي لا تدري ما تحتها، وقد ماتت هزلاً وجوعاً وحاجةً".
ويستعين الناس أحيانًا بمختصين روحانيين لإستخراج الكنوز من الأرض وهذا ممكن ولكن بعضهم يكون جاهل في امور الاستخراج وهُنا تتكرر تمثيلية هزيلة دائمة بأن هُناك كنزًا وأن به ترصد من الجن والعفاريت ويحتاج إلى طقوس وأبخرة ويبدأ في طلب المال لإستخراج الكنز .
وقد يكون الترصد هُنا ما هو إلا شيطان حبيث من أعوان الساحر نفسه ليحُبك هذه التمثيلية الدنئية الرخيصة ويضحك بها على المُغفلين الطامعين من الناس ويخدعهم بكلامه، فقد يُخرج لهم صندوقًا يحتوي على سُكر مثلا ويُخيل إليهم أنه ألماس أو معدن مثلا كالذهب ويشترط عليهم عد فتح هذا الصندق حتى لا يتعرض للضوء لمدة عدة أشهر وأن هذا حُكم من الجان مثلا، وبعدها لا كنز ولا مال ولا ذهب.
فيقول الله تعالى في كتابه الكريم:"قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ * قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاؤُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ * وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ"،ويقول أيضًا جل وعلا في سورة طه :" قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى".
وهُنا لا يجوز الاستعانة بالسحرة أو المُشعوذين للحصول على الكنوز أو حتى سؤالهم وتصديقهم فهو من أكبر الكبائر، فيقول الرسول مُحمد صلى الله عليه وسلم :" من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة " أخرجه الإمام مسلم في صحيحه ، ولقوله صلى الله عليه وسلم : " من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم " أخرجه أهل السنن بإسناد صحيح.
ويقول الله تعالى في كتابه :" وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى? مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَ?كِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ? وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى? يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ? فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ? وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ? وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ?
وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ? وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ?
لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ"، لذا لا يجب أبدًا الإستعانة بالجن أو السحرة في الحصول على شيء رغبة في منفعة أو درءًا لمفسدة فالله سبُحانه وتعالى وحده هو النافع والضار، فكُل شيء بيده يقول له كُن فيكون.