التحول الى ذئب خلال الليل يسمى الاستذئاب وشخصية المستذئب قديمة في التاريخ واول ظهورها في اوربا القرون الوسطى، لا يبزها في الشهرة سوى شخصية مصاص الدماء.
لوحة لبيدرو جونزالز وابنته التي كانت تشبهه ؟
وبالنسبة لمعظم الناس في عصرنا الحالي يعتبر المستذئب مجرد شخصية خرافية لا وجود لها في عالم الواقع، لكنهم للأسف مخطئين، فعبر العصور ظهر العديد من الأشخاص المستذئبين، عاشوا بين الناس وتزوجوا وتركوا ورائهم ذرية. ففي القرن السادس عشر الميلادي ظهر رجل يدعى بيدرو جونزالز الذي كان يلقب بـ "الرجل القادم من الغابة". وقد ذاع صيته وأشتهر بسبب وجهه وجسده المغطى بالشعر الكثيف فأصبح إحدى عجائب عصره وتسابق ملوك وملكات أوربا في إحضاره إلى بلاطهم من أجل رؤيته عن كثب. وقد تزوج بيدرو لاحقا من امرأة طبيعية وأنجبت له عدة أطفال بعضهم كانوا مثله.
وفي القرن التاسع عشر ظهر شخص آخر يدعى ستيفان بيبرويسكي. أبصر النور في بولندا عام 1891، وقد ولدته أمه وهو مغطى بشعر كثيف وطويل، ففزعت منه وكادت أن ترميه في الشارع. ثم زعمت الأم لاحقا بأن طفلها أتى إلى الدنيا بهذا الشكل بسبب ضربة قوية سددها أسد غاضب لوالده قبل عدة أشهر. وقد أقنعت هذه الحجة الساذجة الكثير من الناس فأطلقوا على ستيفان لاحقا أسم "الرجل الأسد".
والدة ستيفان كما قلنا لم تكن سعيدة أبدا بطفلها المسخ، كان وصمة عار بالنسبة لها، فبعض الناس الجهلة في ذلك الزمان ظنوا بأن طفلها المشوه هو نتيجة لممارسة جنسية شاذة جمعت بينها وبين حيوان ما. ولهذا السبب لم تمانع الأم أطلاقا حين عرض عليها رجل ألماني يدعى ماير أن يأخذ الطفل منها ويتبناه حين كان في الرابعة من عمره.
صورة ستيفان بيبرويسكي .. وكذلك صورة لفتى روسي كان يعرف بأسم الرجل الكلب ؟
ماير أصطحب الطفل معه إلى ألمانيا، اعتنى به وقدم له الرعاية والتعليم. ومع كل عام يمر كان شعر ستيفان يزداد طولا حتى وصل إلى قرابة العشرين سنتمترا وكان يغطي جسده بالكامل باستثناء راحة اليد وباطن القدم. وبسبب هذا الشكل الغريب أكتسب ستيفان شهرة واسعة في كافة أرجاء أوربا، وسافر إلى أمريكا وعمل لعدة سنوات في السيرك. وبالرغم من مظهره المخيف إلا أن ستيفان كان رجلا مهذبا لطيفا يجيد التكلم بخمسة لغات ويبدي اهتماما بالغا بنظافته وأناقته. ومن المؤسف أنه مات في سن باكرة بعد تعرضه لأزمة قلبية في برلين عام 1932.
صورة جوليا باسترانا ؟
الإستذئاب والشعر الكثيف لم يقتصر على الرجال، فالمكسيكية جوليا باسترانا ولدت عام 1834 بشعر كثيف يغطي أغلب أجزاء جسدها، ومثلما حدث مع والدة ستيفان فأن والدة جوليا أيضا اتهمت بممارسة الجنس مع الحيوان. فقال بعض الناس بأن جوليا هي نتاج زاوج شاذ بين الأم وقرد، وزعم آخرون بأن والد الفتاة الحقيقي هو دب، ولهذا أطلقوا على جوليا أسم "المرأة الدب".
خلال حياتها حظيت جوليا بشهرة واسعة بسبب ملامحها المخيفة والشعر الذي يغطي وجهها فطافت العالم بصحبة رجل يعمل في السيرك يدعى ثيودور لينت، وقد تزوج الاثنان لاحقا ثم أنجبت جوليا طفلا يشبهها في موسكو عام 1860، بيد أن الطفل ماتت بعد الولادة مباشرة، ولحقت به جوليا بعد خمسة أيام فقط بسبب مضاعفات الولادة.
زوج جوليا لم يقم دفنها، فقد أراد الاستفادة منها ماليا قدر الإمكان، لذلك قام بتحنيطها مع طفلها الميت ووضع جثتيهما داخل قفص زجاجي أخذ يدور به ويعرضه في أرجاء أوربا مقابل المال. ثم عثر على امرأة أخرى لها نفس مواصفات زوجته الراحلة فتزوجها وأطلق عليها أسم زيرونا باسترانا وراح يتربح من وراءها كما فعل مع زوجته الأولى. لكن المال لم ينفعه في النهاية حيث فقد عقله مبكرا ودخل إلى إحدى المصحات العقلية في موسكو ومات هناك عام 1884.
هل هؤلاء مستذئبين حقا؟
لا طبعا .. هؤلاء الأشخاص الذين ذكرناهم أنفا لم يكونوا مستذئبين، ربما بالشكل هم أقرب إلى المستذئبين، لكنهم طبيعتهم كانت آدمية، فهم لا يتحولون إلى وحوش بعد منتصف الليل ثم يعودون بشرا خلال النهار، وهم لم يكونوا قتلة ولم يلتهموا لحوم البشر. بل كانوا أشخاصا في غاية اللطف والذكاء، لكنهم كانوا يعانون من خلل جيني وراثي نادر يتسبب في مرض يدعى فرط الشعر الخلقي (Hypertrichosis )، ويسمى أيضا بمتلازمة الرجل الذئب. ويؤدي هذا المرض إلى نمو كثيف وسريع للشعر في أجزاء من الجسد لا يفترض أن يغطيها الشعر في الحالات الطبيعية. ولهذا المرض نوعان، الأول ينتشر خلاله الشعر في كامل أجزاء الجسد، أما الثاني فيكون الخلل مقصورا على أجزاء محددة من الجسد. ولا يشترط ظهور المرض بعد الولادة مباشرة، فقد لا يحدث نمو الشعر المفرط إلا بعد سنوات على ولادة المصاب.
متلازمة الرجل الذئب هي حالة نادرة جدا، لم تسجل سوى خمسين حالة خلال الخمسمائة عام المنصرمة. لكن برغم ندرتها فهي تحدث .. وحدثت منذ القدم، وليس بعيدا أن تكون خرافة المستذئب أو الرجل الذئب مأخوذة عن هذه الحالة المرضية، فالمصابون بهذا المرض في العصور الوسطى لم يكونوا حتما يستطيعون التكيف مع المجتمعات البدائية المتخلفة والمؤمنة بالخرافات آنذاك، ربما خافوا من أن يعتبرهم الناس مسوخا أو وحوشا أو شياطين شريرة فيقتلوهم بسبب ذلك، ولهذا هربوا إلى الجبال والغابات وانقطعوا عن العالم في تلك الأماكن النائية. وكان الناس يلمحونهم صدفة من حين لآخر فيرتعبون من أشكالهم المخيفة، وهكذا نشأت وظهرت خرافة المستذئب.
صورة الطفلة التايلندية .. سيوباترا ساسيوفان ؟
في عصرنا الحالي تعتبر الطفلة التايلندية سيوباترا ساسيوفان (11 عام) المصابة بمتلازمة الرجل الذئب هي الأشهر عالميا وهي تحمل الرقم القياسي في موسوعة جينيس للأرقام القياسية تحت أسم الطفلة الأكثر شعرا في العالم. وبالرغم من شكلها المخيف إلا أنها طفلة في غاية الذكاء والروعة يحبها أصدقاءها في المدرسة ويعشقها والديها اللذان يأملان أن يتمكن العلم من إيجاد علاج لحالتها النادرة في يوم من الأيام.
أخيرا .. هناك الكثير من الناس يشكون ويتذمرون لوجود بضعة شعيرات ناتئة على ذقونهم أو أنوفهم .. الخ .. وأنا أدعوا هؤلاء لمشاهدة الصور المرفقة مع المقال لكي يعرفوا قيمة النعمة التي هم فيها ويشكروا الله كثيرا عليها.
بقلم : اياد العطار
ك ا ب و س
لوحة لبيدرو جونزالز وابنته التي كانت تشبهه ؟
وبالنسبة لمعظم الناس في عصرنا الحالي يعتبر المستذئب مجرد شخصية خرافية لا وجود لها في عالم الواقع، لكنهم للأسف مخطئين، فعبر العصور ظهر العديد من الأشخاص المستذئبين، عاشوا بين الناس وتزوجوا وتركوا ورائهم ذرية. ففي القرن السادس عشر الميلادي ظهر رجل يدعى بيدرو جونزالز الذي كان يلقب بـ "الرجل القادم من الغابة". وقد ذاع صيته وأشتهر بسبب وجهه وجسده المغطى بالشعر الكثيف فأصبح إحدى عجائب عصره وتسابق ملوك وملكات أوربا في إحضاره إلى بلاطهم من أجل رؤيته عن كثب. وقد تزوج بيدرو لاحقا من امرأة طبيعية وأنجبت له عدة أطفال بعضهم كانوا مثله.
وفي القرن التاسع عشر ظهر شخص آخر يدعى ستيفان بيبرويسكي. أبصر النور في بولندا عام 1891، وقد ولدته أمه وهو مغطى بشعر كثيف وطويل، ففزعت منه وكادت أن ترميه في الشارع. ثم زعمت الأم لاحقا بأن طفلها أتى إلى الدنيا بهذا الشكل بسبب ضربة قوية سددها أسد غاضب لوالده قبل عدة أشهر. وقد أقنعت هذه الحجة الساذجة الكثير من الناس فأطلقوا على ستيفان لاحقا أسم "الرجل الأسد".
والدة ستيفان كما قلنا لم تكن سعيدة أبدا بطفلها المسخ، كان وصمة عار بالنسبة لها، فبعض الناس الجهلة في ذلك الزمان ظنوا بأن طفلها المشوه هو نتيجة لممارسة جنسية شاذة جمعت بينها وبين حيوان ما. ولهذا السبب لم تمانع الأم أطلاقا حين عرض عليها رجل ألماني يدعى ماير أن يأخذ الطفل منها ويتبناه حين كان في الرابعة من عمره.
صورة ستيفان بيبرويسكي .. وكذلك صورة لفتى روسي كان يعرف بأسم الرجل الكلب ؟
ماير أصطحب الطفل معه إلى ألمانيا، اعتنى به وقدم له الرعاية والتعليم. ومع كل عام يمر كان شعر ستيفان يزداد طولا حتى وصل إلى قرابة العشرين سنتمترا وكان يغطي جسده بالكامل باستثناء راحة اليد وباطن القدم. وبسبب هذا الشكل الغريب أكتسب ستيفان شهرة واسعة في كافة أرجاء أوربا، وسافر إلى أمريكا وعمل لعدة سنوات في السيرك. وبالرغم من مظهره المخيف إلا أن ستيفان كان رجلا مهذبا لطيفا يجيد التكلم بخمسة لغات ويبدي اهتماما بالغا بنظافته وأناقته. ومن المؤسف أنه مات في سن باكرة بعد تعرضه لأزمة قلبية في برلين عام 1932.
صورة جوليا باسترانا ؟
الإستذئاب والشعر الكثيف لم يقتصر على الرجال، فالمكسيكية جوليا باسترانا ولدت عام 1834 بشعر كثيف يغطي أغلب أجزاء جسدها، ومثلما حدث مع والدة ستيفان فأن والدة جوليا أيضا اتهمت بممارسة الجنس مع الحيوان. فقال بعض الناس بأن جوليا هي نتاج زاوج شاذ بين الأم وقرد، وزعم آخرون بأن والد الفتاة الحقيقي هو دب، ولهذا أطلقوا على جوليا أسم "المرأة الدب".
خلال حياتها حظيت جوليا بشهرة واسعة بسبب ملامحها المخيفة والشعر الذي يغطي وجهها فطافت العالم بصحبة رجل يعمل في السيرك يدعى ثيودور لينت، وقد تزوج الاثنان لاحقا ثم أنجبت جوليا طفلا يشبهها في موسكو عام 1860، بيد أن الطفل ماتت بعد الولادة مباشرة، ولحقت به جوليا بعد خمسة أيام فقط بسبب مضاعفات الولادة.
زوج جوليا لم يقم دفنها، فقد أراد الاستفادة منها ماليا قدر الإمكان، لذلك قام بتحنيطها مع طفلها الميت ووضع جثتيهما داخل قفص زجاجي أخذ يدور به ويعرضه في أرجاء أوربا مقابل المال. ثم عثر على امرأة أخرى لها نفس مواصفات زوجته الراحلة فتزوجها وأطلق عليها أسم زيرونا باسترانا وراح يتربح من وراءها كما فعل مع زوجته الأولى. لكن المال لم ينفعه في النهاية حيث فقد عقله مبكرا ودخل إلى إحدى المصحات العقلية في موسكو ومات هناك عام 1884.
هل هؤلاء مستذئبين حقا؟
لا طبعا .. هؤلاء الأشخاص الذين ذكرناهم أنفا لم يكونوا مستذئبين، ربما بالشكل هم أقرب إلى المستذئبين، لكنهم طبيعتهم كانت آدمية، فهم لا يتحولون إلى وحوش بعد منتصف الليل ثم يعودون بشرا خلال النهار، وهم لم يكونوا قتلة ولم يلتهموا لحوم البشر. بل كانوا أشخاصا في غاية اللطف والذكاء، لكنهم كانوا يعانون من خلل جيني وراثي نادر يتسبب في مرض يدعى فرط الشعر الخلقي (Hypertrichosis )، ويسمى أيضا بمتلازمة الرجل الذئب. ويؤدي هذا المرض إلى نمو كثيف وسريع للشعر في أجزاء من الجسد لا يفترض أن يغطيها الشعر في الحالات الطبيعية. ولهذا المرض نوعان، الأول ينتشر خلاله الشعر في كامل أجزاء الجسد، أما الثاني فيكون الخلل مقصورا على أجزاء محددة من الجسد. ولا يشترط ظهور المرض بعد الولادة مباشرة، فقد لا يحدث نمو الشعر المفرط إلا بعد سنوات على ولادة المصاب.
متلازمة الرجل الذئب هي حالة نادرة جدا، لم تسجل سوى خمسين حالة خلال الخمسمائة عام المنصرمة. لكن برغم ندرتها فهي تحدث .. وحدثت منذ القدم، وليس بعيدا أن تكون خرافة المستذئب أو الرجل الذئب مأخوذة عن هذه الحالة المرضية، فالمصابون بهذا المرض في العصور الوسطى لم يكونوا حتما يستطيعون التكيف مع المجتمعات البدائية المتخلفة والمؤمنة بالخرافات آنذاك، ربما خافوا من أن يعتبرهم الناس مسوخا أو وحوشا أو شياطين شريرة فيقتلوهم بسبب ذلك، ولهذا هربوا إلى الجبال والغابات وانقطعوا عن العالم في تلك الأماكن النائية. وكان الناس يلمحونهم صدفة من حين لآخر فيرتعبون من أشكالهم المخيفة، وهكذا نشأت وظهرت خرافة المستذئب.
صورة الطفلة التايلندية .. سيوباترا ساسيوفان ؟
في عصرنا الحالي تعتبر الطفلة التايلندية سيوباترا ساسيوفان (11 عام) المصابة بمتلازمة الرجل الذئب هي الأشهر عالميا وهي تحمل الرقم القياسي في موسوعة جينيس للأرقام القياسية تحت أسم الطفلة الأكثر شعرا في العالم. وبالرغم من شكلها المخيف إلا أنها طفلة في غاية الذكاء والروعة يحبها أصدقاءها في المدرسة ويعشقها والديها اللذان يأملان أن يتمكن العلم من إيجاد علاج لحالتها النادرة في يوم من الأيام.
أخيرا .. هناك الكثير من الناس يشكون ويتذمرون لوجود بضعة شعيرات ناتئة على ذقونهم أو أنوفهم .. الخ .. وأنا أدعوا هؤلاء لمشاهدة الصور المرفقة مع المقال لكي يعرفوا قيمة النعمة التي هم فيها ويشكروا الله كثيرا عليها.
بقلم : اياد العطار
ك ا ب و س