بسم الله الرحمن الرحيم سورة الهمزة
{وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7) إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9)}
ـــــــــــــــــ
* بين يدي السورة:
مكية / مدنية:مكية
الترتيب في المصحف:104
الترتيب في النزول:32 (نزلت بعد سورة القيامة).
عدد آياتها:9
عدد كلماتها: 33
عدد حروفها:133
ــــــــــــــــــــــــــ
* سبب النزول: لا يوجد.
ــــــــــــــــــــــــ
* التفسير :
{ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) }
أي:عذاب وهلاك لكل مغتاب للناس، طعانٍ فيهم.
وقد اختلف المفسرون في (الهُمَزَة واللُّمَزَة) هل هما بمعنى واحد ، أم مختلفان؟ على قولين :
أحدهما : أنهما بمعنىً واحد :وهو العَيَّاب الطعان الذي ينتقص الناس. قال الزجاج : الهُمَزَة اللُّمَزَة : الذي يغتاب الناس ويَغُضُّهم .
قال الشاعر :
إذا لَقِيتُكَ عَنْ كُرْهٍ تُكَاشِرُني ... وإن تَغَيَّبْتُ كُنْتَ الهَامِزَ اللُّمَزَهْ
والقول الثاني : أنهما مختلفان في المعنى. ثم فيهما سبعة أقوال .
أحدها : أن الهُمَزَة : المُغْتَاب ، واللُّمَزَة : العيَّاب ، قاله ابن عباس .
والثاني : أن الهُمَزَة : الذي يهمز الإنسان في وجهه . واللُّمَزَة : يَِلْمِزُه إذا أدبر عنه ، قاله الحسن ، وعطاء ، وأبو العالية .
والثالث : أن الهُمَزَة : الطعَّان في الناس ، واللُّمَزَة : الطعَّان في أنساب الناس ، قاله مجاهد .
والرابع : أن الهُمَزَة : بالعين ، واللُّمَزَة : باللسان ، قاله قتادة .
والخامس : أن الهُمَزَة : الذي يهمز الناس بيده ويضربهم ، واللُّمَزَة : الذي يَلْمِزهم بلسانه ، قاله ابن زيد .
والسادس : أن الهُمَزَة : الذي يهمز بلسانه ، واللُّمَزَة : الذي يلمز بعينه ، قاله سفيان الثوري .
والسابع : أن الهُمَزَة : المغتاب ، واللُّمَزَة : الطاعن على الإنسان في وجهه ، قاله مقاتل .
فائدة:قال الرسول صلى الله عليه وسلمليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ، ولا الفاحش ، ولا البذيء )
.................................................. ..
{ الَّذِي جَمَعَ مَالا وَعَدَّدَهُ (2) }
أي:الذي كان شغوفًا بجمع المال وتعداده.فأحصاه وحافظ عليه حتى لا ينقص كما قال تعالى:{ وَجَمَعَ فَأَوْعَى } [المعارج: 18].
أو أعدَّه وادخره لنوائب الدهر.
...............................................
{ يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) }
أي:يظن أن هذا المال الذي جمعه يَضْمنُ له الخلود والبقاء في الدنيا.فعَمِل عمل من يظن أنه لا يموت.
.............................................
{ كَلا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) }
أي:ليس الأمر كما ظن ، فوالله ليُطرحنَّ – بسبب أفعاله الفاسدة- في النار التي تُهَشِّم كل ما يُلْقى فيها.
والحُطمة: اسم من أسماء النار . سُمِّيت بذلك لأنها تُحَطِّم ما يُلقى فيها ، أي : تكسره ، فهي تكسر العظم بعد أكلها اللحم . ويقال للرجل الأكول : إنه لَحُطَمة.
.........................................
{ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) }
أي:وما أدراك -أيها الرسول- ما حقيقة هذه النار؟ وفي ذلك تفخيم وتهويل لشأنها. ثم فسرها جل وعلا فقال:
...........................................
{ نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ (7) }
أي:إنها نار الله الموقدة المسعرة التي من شدتها تنفُذ من الأجسام إلى القلوب.وفي الأثر عن أبي هريرة قال: (أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت ، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت ، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت ، فهي سوداء مظلمة)
وخص الأفئدة بالذكر، لأن الألم إذا صار إلى الفؤاد مات صاحبه ، فأخبر أنهم في حال من يموت ، وهم لا يموتون كما قال تعالى { لا يموت فيها ولا يحيا} [سورة الأعلى :12 ].
...............................................
{ إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9) }
أي: إنها عليهم مطبَقةٌ (مغلقةٌ) في سلاسل وأغلال مطوَّلة؛ لئلا يخرجوا منها.
وقال قتادة: كنا نحدث أنهم يعذبون بعمدٍ في النار. واختاره ابن جرير.
وقال أبو صالح: { فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ } يعني القيود الطوال.
وقال مقاتل : أُطبقت الأبواب عليهم ، ثم شُدَّت بأوتادٍ من حديد ، حتى يرجع عليهم غَمُّها وحَرُّها.
نعوذ بالله تعالى من النار وعذابها.
ـــــــــــــ
* القراءات:
= . قرأ الجمهور : { همزة لمزة } بضم أوّلهما ، وفتح الميم فيهما . وقرأ الباقر ، والأعرج بسكون الميم فيهما .
= قرأ الجمهور : { جَمَع } مخففاً . وقرأ ابن عامر ، وحمزة ، والكسائي بتشديد الميم. وقرأ الجمهور : { وعدَّده } بالتشديد . وقرأ الحسن ، والكلبي ، ونصر بن عاصم ، وأبو العالية بالتخفيف ، والتشديد في الكلمتين يدلّ على التكثير وهو جمع الشيء بعد الشيء ، وتعديده مرّة بعد أخرى . قال الفراء : معنى : { عدّده } أحصاه . وقال الزجاج : وعدّده لنوائب الدّهور . يقال : أعددت الشيء وعددته : إذا أمسكته . قال السديّ : أحصى عدده .
= قرأ الجمهور : { لَيُنبذنّ } وقرأ عليّ ، والحسن ، ومحمد بن كعب ، ونصر بن عاصم ، ومجاهد ، وحميد ، وابن محيصن : ( لينبذانّ ) بالتثنية ، أي : لينبذ هو وماله في النار . وقرأ الحسن أيضاً : { لينبذنّ } أي : لينبذن ماله في النار
=قرأ الجمهور : { في عَمَد } بفتح العين ، والميم . وقيل : هو اسم جمع لعمود . وقيل : جمع له . قال الفرّاء : هي جمع لعمود كأديم وأدم . وقال أبو عبيدة : هي جمع عماد . وقرأ حمزة ، والكسائي ، وأبو بكر{في عُمُد} بضم العين ، والميم جمع عمود . قال الفرّاء : هما جمعان صحيحان لعمود . واختار أبو عبيد ، وأبو حاتم قراءة الجمهور . قال الجوهري : العمود, عمود البيت ، وجمع القلة أعمدة ، وجمع الكثرة عَمَد وعُمُد ، وقرئ بهما . قال أبو عبيدة : العمود كل مستطيل من خشب أو حديد .
ـــــــــــــــــــ
* البلاغة :
تضمنت السورة الكريمة وجوها من البديع والبيان نذكر منها ما يلي :
1-صيغة المبالغة [ همزة ]و[لمزة ] لأن بناء " فعلة " يدل على أنها عادة مستمرة.
2-الجناس غير التام بين [ همزة ] و[ لمزة ] ويسمى الجناس الناقص.
3-التفخيم والتهويل [ وما أدراك ما الحطمة ] ؟ تهويلا لشأن جهنم.
4-التنكير للتفخيم [ جمع مالاً ] أي مالا كثيرا لا يكاد يحصى.
5-توافق الفواصل مثل [ عدده ، أخلده ، الموقدة ، ممددة ] ويسمى بالسجع ، وهو من المحسنات البديعية.
**** تمت بحمد الله ****
{وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7) إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9)}
ـــــــــــــــــ
* بين يدي السورة:
مكية / مدنية:مكية
الترتيب في المصحف:104
الترتيب في النزول:32 (نزلت بعد سورة القيامة).
عدد آياتها:9
عدد كلماتها: 33
عدد حروفها:133
ــــــــــــــــــــــــــ
* سبب النزول: لا يوجد.
ــــــــــــــــــــــــ
* التفسير :
{ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) }
أي:عذاب وهلاك لكل مغتاب للناس، طعانٍ فيهم.
وقد اختلف المفسرون في (الهُمَزَة واللُّمَزَة) هل هما بمعنى واحد ، أم مختلفان؟ على قولين :
أحدهما : أنهما بمعنىً واحد :وهو العَيَّاب الطعان الذي ينتقص الناس. قال الزجاج : الهُمَزَة اللُّمَزَة : الذي يغتاب الناس ويَغُضُّهم .
قال الشاعر :
إذا لَقِيتُكَ عَنْ كُرْهٍ تُكَاشِرُني ... وإن تَغَيَّبْتُ كُنْتَ الهَامِزَ اللُّمَزَهْ
والقول الثاني : أنهما مختلفان في المعنى. ثم فيهما سبعة أقوال .
أحدها : أن الهُمَزَة : المُغْتَاب ، واللُّمَزَة : العيَّاب ، قاله ابن عباس .
والثاني : أن الهُمَزَة : الذي يهمز الإنسان في وجهه . واللُّمَزَة : يَِلْمِزُه إذا أدبر عنه ، قاله الحسن ، وعطاء ، وأبو العالية .
والثالث : أن الهُمَزَة : الطعَّان في الناس ، واللُّمَزَة : الطعَّان في أنساب الناس ، قاله مجاهد .
والرابع : أن الهُمَزَة : بالعين ، واللُّمَزَة : باللسان ، قاله قتادة .
والخامس : أن الهُمَزَة : الذي يهمز الناس بيده ويضربهم ، واللُّمَزَة : الذي يَلْمِزهم بلسانه ، قاله ابن زيد .
والسادس : أن الهُمَزَة : الذي يهمز بلسانه ، واللُّمَزَة : الذي يلمز بعينه ، قاله سفيان الثوري .
والسابع : أن الهُمَزَة : المغتاب ، واللُّمَزَة : الطاعن على الإنسان في وجهه ، قاله مقاتل .
فائدة:قال الرسول صلى الله عليه وسلمليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ، ولا الفاحش ، ولا البذيء )
.................................................. ..
{ الَّذِي جَمَعَ مَالا وَعَدَّدَهُ (2) }
أي:الذي كان شغوفًا بجمع المال وتعداده.فأحصاه وحافظ عليه حتى لا ينقص كما قال تعالى:{ وَجَمَعَ فَأَوْعَى } [المعارج: 18].
أو أعدَّه وادخره لنوائب الدهر.
...............................................
{ يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) }
أي:يظن أن هذا المال الذي جمعه يَضْمنُ له الخلود والبقاء في الدنيا.فعَمِل عمل من يظن أنه لا يموت.
.............................................
{ كَلا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) }
أي:ليس الأمر كما ظن ، فوالله ليُطرحنَّ – بسبب أفعاله الفاسدة- في النار التي تُهَشِّم كل ما يُلْقى فيها.
والحُطمة: اسم من أسماء النار . سُمِّيت بذلك لأنها تُحَطِّم ما يُلقى فيها ، أي : تكسره ، فهي تكسر العظم بعد أكلها اللحم . ويقال للرجل الأكول : إنه لَحُطَمة.
.........................................
{ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) }
أي:وما أدراك -أيها الرسول- ما حقيقة هذه النار؟ وفي ذلك تفخيم وتهويل لشأنها. ثم فسرها جل وعلا فقال:
...........................................
{ نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ (7) }
أي:إنها نار الله الموقدة المسعرة التي من شدتها تنفُذ من الأجسام إلى القلوب.وفي الأثر عن أبي هريرة قال: (أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت ، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت ، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت ، فهي سوداء مظلمة)
وخص الأفئدة بالذكر، لأن الألم إذا صار إلى الفؤاد مات صاحبه ، فأخبر أنهم في حال من يموت ، وهم لا يموتون كما قال تعالى { لا يموت فيها ولا يحيا} [سورة الأعلى :12 ].
...............................................
{ إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9) }
أي: إنها عليهم مطبَقةٌ (مغلقةٌ) في سلاسل وأغلال مطوَّلة؛ لئلا يخرجوا منها.
وقال قتادة: كنا نحدث أنهم يعذبون بعمدٍ في النار. واختاره ابن جرير.
وقال أبو صالح: { فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ } يعني القيود الطوال.
وقال مقاتل : أُطبقت الأبواب عليهم ، ثم شُدَّت بأوتادٍ من حديد ، حتى يرجع عليهم غَمُّها وحَرُّها.
نعوذ بالله تعالى من النار وعذابها.
ـــــــــــــ
* القراءات:
= . قرأ الجمهور : { همزة لمزة } بضم أوّلهما ، وفتح الميم فيهما . وقرأ الباقر ، والأعرج بسكون الميم فيهما .
= قرأ الجمهور : { جَمَع } مخففاً . وقرأ ابن عامر ، وحمزة ، والكسائي بتشديد الميم. وقرأ الجمهور : { وعدَّده } بالتشديد . وقرأ الحسن ، والكلبي ، ونصر بن عاصم ، وأبو العالية بالتخفيف ، والتشديد في الكلمتين يدلّ على التكثير وهو جمع الشيء بعد الشيء ، وتعديده مرّة بعد أخرى . قال الفراء : معنى : { عدّده } أحصاه . وقال الزجاج : وعدّده لنوائب الدّهور . يقال : أعددت الشيء وعددته : إذا أمسكته . قال السديّ : أحصى عدده .
= قرأ الجمهور : { لَيُنبذنّ } وقرأ عليّ ، والحسن ، ومحمد بن كعب ، ونصر بن عاصم ، ومجاهد ، وحميد ، وابن محيصن : ( لينبذانّ ) بالتثنية ، أي : لينبذ هو وماله في النار . وقرأ الحسن أيضاً : { لينبذنّ } أي : لينبذن ماله في النار
=قرأ الجمهور : { في عَمَد } بفتح العين ، والميم . وقيل : هو اسم جمع لعمود . وقيل : جمع له . قال الفرّاء : هي جمع لعمود كأديم وأدم . وقال أبو عبيدة : هي جمع عماد . وقرأ حمزة ، والكسائي ، وأبو بكر{في عُمُد} بضم العين ، والميم جمع عمود . قال الفرّاء : هما جمعان صحيحان لعمود . واختار أبو عبيد ، وأبو حاتم قراءة الجمهور . قال الجوهري : العمود, عمود البيت ، وجمع القلة أعمدة ، وجمع الكثرة عَمَد وعُمُد ، وقرئ بهما . قال أبو عبيدة : العمود كل مستطيل من خشب أو حديد .
ـــــــــــــــــــ
* البلاغة :
تضمنت السورة الكريمة وجوها من البديع والبيان نذكر منها ما يلي :
1-صيغة المبالغة [ همزة ]و[لمزة ] لأن بناء " فعلة " يدل على أنها عادة مستمرة.
2-الجناس غير التام بين [ همزة ] و[ لمزة ] ويسمى الجناس الناقص.
3-التفخيم والتهويل [ وما أدراك ما الحطمة ] ؟ تهويلا لشأن جهنم.
4-التنكير للتفخيم [ جمع مالاً ] أي مالا كثيرا لا يكاد يحصى.
5-توافق الفواصل مثل [ عدده ، أخلده ، الموقدة ، ممددة ] ويسمى بالسجع ، وهو من المحسنات البديعية.
**** تمت بحمد الله ****