بسم الله الرحمن الرحيم
التجربة الرابعة
عزيمة السحرة
كنت مارا بأحد الشوارع لشراء ضروريات الحياة واذا بشخص كبير السن يقف قربي ويحييني بصوت ضعيف ومتعب. انا لم اسمع ماقال وظننت انه احد الفقراء فمددت يدي في جيبي لاعطيه شيئا واذا بهذا الرجل يمسك بيدي. عندها نظرت في عينه واذا بي ارى صديق الحاج المهندس الذي لم التقه منذ سنين عديدة. دققت النظر في وجهه واذا بي ارى رجل يبدوا اكبر من عمره الحقيقي باكثر من عشرين عاما. سألته ماذا جرى لك ياحاج ومالي اراك بهذا الشكل. فقال لي هنا ليس مكان للكلام فذهبت معه الى منزله وهناك شرع يحكي لي ماجرى عليه من البلاء. قال لي كانت لدي مشاكل عديدة مع ارواح خبيثة من الجن والانس على حد سواء وربنا الكريم اكرمني بقراءات عديدة استطيع من خلالها الدفاع عن نفسي وغيري ضد من يسعى الينا. الحاج استطرد قائلا انا في تعاملي مع الارواح الضارة لم اكن اعرف سوى مجابهة الحديد بالحديد فعالم الجن والشياطين لارحمة فيه فاما ان تكون قاتلا او مقتولا. اذا فكرت في يوم من الايام ان اسامح احدهم يفهم الاخرون مسامحتي هذه بانها ضعف عندي ويهاجمونني بقسوة اكبر. لهذا كان تعاملي مع الارواح الضارة دائما بنفس الطريقة واموري تسير بخير ولله الحمد.
الاخ استمر في حديثه قائلا انني كنت اعرف ان اغلب من يشتغل بالروحانية في هذا الزمان هم مخترقون ولافائدة ترجى من وراءهم ولهذا لم اكن اسعى للتواصل معهم او التعلم من احدهم. في احد الايام وصل الى مسمعى تحصين بقراءة اية الكرسي 7 مرات على الحرمل والتبخير به في المنزل. لاأذكر بالضبط من اين جاء هذا التحصين المزعوم ولكني احببت ان اقوم به. لم يكن عندي حرمل في البيت فذهبت الى السوق واشتريت كمية منه وعند الغروب قراءة عليه اية الكرسي 7 مرات وبخرت ارجاء المنزل به. في تلك الليلة لم احس بشيء غريب وكانت الامور عادية عندي. في الايام التالية بدأت الاحظ بان بعض الارواح تسعى للتطاول علي وهي كانت لاتسترجي المرور من امام داري. فسألته وكيف تتطاول عليك ؟ فأجاب مثلا كنت جالس اتعشى مع افراد عائلتي واذا باحد الجان الاقزام يمشي امامي مخترقا الغرفة من جهة الى اخرى غير عابىء بي او بغيري وآخر انزل راسه من سقف المنزل وجعل اولادي يفزعون بشكل كبير. الاخ اضاف قلت في نفسي اطول بالي قليلا لعل في الامر شيئا لااعلمه. مرت ايام اخرى واذا بالامر يزداد سوءا فقلت في نفسي ربما لابد لي ان احصن البيت بشكل افضل. قرات تحصينات كثيرة وختمتها بالتحصين الجديد 7 مرات آية الكرسي على الحرمل. استمر الاخ في حديثه قائلا الوضع لم يتحسن عندي بل حتى نومي صار سيئا ولاارى اية رؤيا جيدة واقوم في الصباح مرهقا الى ابعد الحدود رغم انني اقضي ساعات طويلة في الفراش. الحاج اتصل بصديق روحاني يعرفه وكان الصديق لديه اعوان يساعدونه في بعض الامور. الحاج سأل احد الاعوان عن سبب مايجري عنده من امور ولكن العون رفض توضيح السبب. الاخ قرر ان يضرب الحديد بالحديد ولجأ الى قراءاته القوية لقتل أي دخيل دخل الى منزله. بدأ بالقراءة الاولى وانتهى منها ولم يحدث شيء. نام في فراشه واستيقظ عند صلاة الليل وقرأ القراءة الثانية ولم يحدث شيء. رجع الى فراشه واستيقظ عند صلاة الفجر وقرأ القراءة الثالثة ولم يحدث شيئا. هنا احس الحاج بأن شيئا ما يحدث حوله وان قراءاته لاتعمل معه. قال في نفسه القراءات لاتعمل ولكن كتاب الله وادعية آل محمد صلى الله عليه وآله موجودة وهي تفعل العجائب. بدأ بسورة البقرة وهي عادة تمنع الشياطين لفترة لابأس بها ولكنه في هذه المرة صار يرى الشياطين امامه عندما يقرأ. قرأ بعض ادعية اهل البيت (ع) وكلها كانت لاتعمل معه. كل ما كان يحس الحاج به هو شعور غريب في المنزل وكأن هويته قد تغيرت من شخص الى آخر.
بعد هذه الاحداث تغير وضع الحاج واسرته كثيرا. مرت العائلة بشتى انواع الضرر والبلاء. في الليل الاولاد يقفزون من فراشهم مذعورين وخائفين ويصرخون من مخلوقات موجودة في الغرفة. الزوجة مريضة على الدوام ولاتطيق زوجها او عيالها ولا للحظة. الحاج صار مهزلة لكل من هب ودب حتى صارت الارواح تبول في اذنه وتخرج في فمه (الخروج هو دخان كثيف يخرج من مؤخرة الجان). يعني الحاج تحول من سيد كريم في داره الى ذليل لاحول له ولاقوة.
الحاج طرق ابواب عديدة محاولا معرفة مايجري عليه ولكنه لم يستطع. اصحاب الكشوفات ضيعوه من جهة الى اخرى. تارة يخبرونه عن سحر مدفون في البيت وتارة عن سحر مرشوش في مكان ما واخرى ان احد الاقارب فعل شيء له او ان هناك من يسعى وراء امراته. الكشوفات كثيرة ولكن جميعها كانت كاذبة لان مصدرها وان تعددت الشخصيات هو واحد. الاخ احتار في امره كثيرا ولم يستطع ان يعرف ماهو الشيء الذي يجعل قراءة كتاب الله او ادعية اهل البيت عليهم سلام الله او الابواب الروحانية المتفرقة جميعها لاتعمل معه. هذا الامر حيره كثيرا ولم يجد له حل. الاخ سمع مرة من احد الروحانيين ان هناك حالات يمر بها الروحاني تتطلب منه ان يتجنب أي قراءة او دعاء بنية روحانية لفترة تمتد لبضعة اشهر. الحاج لم يكن يعرف ماهي هذه الضروف ولا كم هو طول المدة ولكنه عزم في نفسه ان يتوقف عن كل القراءات والادعية بما فيها قراءة كتاب الله الكريم بنية روحانية لفترة من الزمن حتى يأمر الله بأمره. وبالفعل استمر على هذا الحال بضعة أشهر.
في أحد الايام سافر الحاج الى احد الاقرباء ونام عنده وفي الليل راى نفسه يقرا جريدة من عالم الجان وفيها مقال كتبه احدهم يقول فيه ان السحرة في البلد الفلاني عملوا احتفالا كبيرا بسبب كثرة نجاحاتهم في الآونة الاخيرة وهم يعزون سبب هذه النجاحات الهائلة الى استحواذهم على تحصين مهم وهو قراءة 7 مرات آية الكرسي على الحرمل والتبخير به بنية التحصين. كاتب المقال اضاف ان السحرة اجمعوا على الاستحواذ على هذا التحصين كان من افضل انجازاتهم في العقد الحالي وانه مكنهم من تعطيل اعداد هائلة من الابواب الروحانية وقلبها للاستخدام من قبلهم. في المقال تحدث احد السحرة قائلا اننا لم نستحوذ من قبل على تحصين لان التحاصين عادة تحصن الروحانيين منا ولكن هذا الاستحواذ جعلنا نقفز قفزة كبيرة الى الامام لان التحصين دائما يقرا قبل كل عمل روحاني وهذا يعني بداية النهاية لكل الابواب الروحانية.
الحاج استيقظ من نومه ولم يفهم هذه الرؤيا. في نظره ان آية الكرسي هي من اعظم آيات كتاب الله الكريم فكيف يستحوذ عليها السحرة. مرت الاشهر والسنين والحاج على حاله وقد هرم كثيرا وكل اسرته في حال يرثى لها وهو لايزال يبحث في السبب الذي اوصله الى ماوصل اليه. في احد الايام تدهور وضعه الصحي كثيرا وفكر انه ربما اذا مات سوف تموت معه بعض القراءات التي يمتلكها ورغم انها لاتعمل معه قرر اعطائها الى صديقه الروحاني فربما يستفيد منها.
الاخ اتصل بصديقه واخبره بنيته اعطائه اعز مالديه وأوصاه بتقوى الله عند العمل بها. بعد ايام جرت محادثة بين الحاج وبعض اعوان صديقه فهم من المحادثة ان هؤلاء غير راضين على اعطاء القراءات رغم انهم أقروا بانها صحيحة ورائعة وقالوا له انهم تكبدوا الكثير من العناء لمنع الصديق من استخدام هذه القراءات. الحاج تحير كثيرا ولم يفهم كيف تكون قراءة صحيحة ورائعة وفي نفس الوقت يمنعون شخصا من العمل بها؟ (نعم هذا هو السر الكبير الذي لايعرفه الا قليل من الروحانيين الحقيقيين).
مرت فترة اخرى وفي احد الليالي راى الحاج رؤيا عظيمة فهم من خلالها ان باب روحاني جديد قد وصل اليه من احد ائمة اهل بيت المصطفى صلى الله عليه وآله. الحاج فرح كثيرا لحصوله على هذا الباب وشكر الله كثيرا. الحاج جرب الباب وكان فعالا وناجحا وانهى معاناة الاخ واسرته على مر السنين. الحاج اضمر في نفسه ان الخير له ان يعتكف في بيته ويبتعد عن كل الروحانيين ويكتفي بما لديه دفعا لاي مكيدة ممكن ان تصل اليه. بعد بضعة اسابيع انتقل الحاج الى سكن آخر وفي احد الليالي اخبرته زوجته ان الاولاد لاينامون براحة في هذا المكان ولهذا قرر الحاج تحصين المنزل الجديد. الحاج استخدم الباب الذي وصله من آل المصطفى عليهم السلام وختم قراءته بقراءة 7 مرات آية الكرسي على الحرمل وتبخير البيت. في اليوم التالي رجع وضع العائلة كالسابق ولم يعد الباب الروحاني الذي أخذه الحاج من آل بيت المصطفى (ع) يعمل معه. هنا توقف الحاج ليفكر قليلا وانتبه الى التحصين الذي قام به وهو قراءة 7 مرات آية الكرسي على الحرمل والتبخير به هو سبب كل المشاكل. هنا تذكر الحاج الرؤيا التي رآها عن هذا الموضوع وضرب جبهته بقوة صارخا آه كيف لم انتبه لهذا؟
الحاج خسر الباب الر وحاني الذي وصل اليه من منبع طاهر كما خسر غيره من قبل. الحاج استطرد قائلا قضيت حوالي 4 سنواات احاول ان افهم كيف استحوذ السحرة على هذا التحصين ولم اصل الى نتيجة. وقضيت فترة طويلة احاول ان اعرف ان كان هناك من سبيل لارجاع مااخذ مني ولم اعثر الى الان على سبيل.
سألت الحاج هل انت تقول ان هناك قراءات يملكها السحرة؟ واي سحرة هؤلاء؟ اجاب الحاج السحرة من عالم الجان هم اولاد الملعون ولايستطيع مخلوق النيل منهم الا باذن احد اثنين. الاول هو اميرنا عليه سلام الله والثاني هو الملعون لانهم ابناءه. كل الطوائف التي لاتدين بالولاية تتقي شر هؤلاء بالترضية أي انهم يعطون شيئا مقابل شىء اتقاء للسحرة وشرورهم ولهذا ترى السحرة يشتد بأسهم يوما بعد يوم. اما اهل الولاية فهم الوحيدين الذين يتقون شر هؤلاء المجرمين بقطع رؤوسهم. هؤلاء السحرة يكبر مقامهم على حجم الضرر الذي يتسببون به وحجم الضرر يزداد بتزايد الابواب التي يستحوذون عليها لانهم يقلبونها ويستخدمونها في اسحارهم.
فاجئني ماذكره الحاج فسئلته هل هذا يعني انهم اذا اخذوا منك شيء فلن تستطيع ارجاعه اليك فاجابني لااعلم هذا الى الآن ولكنني اظن ان اخذها من مصدرها الاصلي مرة اخرى ممكن ان يعيدها. قلت له ولكن لماذا لم يخبرك احد الجان عن هذا وانت تحدثت الى العديد منهم فأجابني هذا من الخطوط الحمراء التي لايستطيع أي جني او شيطان ان يتعداها. واضاف هل تفهم الان لماذا كدت ان اقتل صديقي الروحاني عندما اعطيته هذه القراءات ولماذا تعب اعوانه في منعه من ان يعمل بها؟ لأن المصدر الذي جاءت منه هذه القراءة وهو أنا كان بأيدي السحرة. هذا يعني ان الكثير من الروحانيين هم في الحقيقة بايدي السحرة المجرمين دون ان يعلموا بذلك وفي كل مرة يعطون قراءة الى شخص آخر فتحوا بابا جديدا للسحرة للدخول على انسان اخر وسلب مالديه. لهذا ترى في زماننا اغلب طلاب الروحانية يقتلون في مراحل مبكرة دون يعلموا ماذا اصابهم. مرت سنوات ولازال صديقي الحاج على حاله لايملك أي باب روحاني ولايجرأ على أي قراءة روحانية.
اخواني الكرام ان الابواب الروحانية التي يستحوذ عليها السحرة والسحر هي اخطر وسيلة لقتل الروحاني ولايضاهيها طريقة اخرى في حجم الضرر. عندما تقرأ قراءة استحوذ عليها السحرة فسوف يأخذون منك كل مالديك والضررسوف يمتد الى عوائل اخرى وبيوت اخرى (لان الابواب الجديدة المسروقة تستخدم في ضرب عوائل اخرى وناس آخرين). في اغلب الاحيان الروحاني المخترق لايعرف شيئا عما حل به ولهذا يستمر في نشر الضرر الى الآخرين دون ان ينتبه احد. لهذا انصح كل طالب علم في بداية طريقه ان لايأخذ شي من أحد بل يعتمد على اتصاله الخاص بالمولى وان ينتظر الفرج من ابواب السماء. م ن ق و ل
التجربة الرابعة
عزيمة السحرة
كنت مارا بأحد الشوارع لشراء ضروريات الحياة واذا بشخص كبير السن يقف قربي ويحييني بصوت ضعيف ومتعب. انا لم اسمع ماقال وظننت انه احد الفقراء فمددت يدي في جيبي لاعطيه شيئا واذا بهذا الرجل يمسك بيدي. عندها نظرت في عينه واذا بي ارى صديق الحاج المهندس الذي لم التقه منذ سنين عديدة. دققت النظر في وجهه واذا بي ارى رجل يبدوا اكبر من عمره الحقيقي باكثر من عشرين عاما. سألته ماذا جرى لك ياحاج ومالي اراك بهذا الشكل. فقال لي هنا ليس مكان للكلام فذهبت معه الى منزله وهناك شرع يحكي لي ماجرى عليه من البلاء. قال لي كانت لدي مشاكل عديدة مع ارواح خبيثة من الجن والانس على حد سواء وربنا الكريم اكرمني بقراءات عديدة استطيع من خلالها الدفاع عن نفسي وغيري ضد من يسعى الينا. الحاج استطرد قائلا انا في تعاملي مع الارواح الضارة لم اكن اعرف سوى مجابهة الحديد بالحديد فعالم الجن والشياطين لارحمة فيه فاما ان تكون قاتلا او مقتولا. اذا فكرت في يوم من الايام ان اسامح احدهم يفهم الاخرون مسامحتي هذه بانها ضعف عندي ويهاجمونني بقسوة اكبر. لهذا كان تعاملي مع الارواح الضارة دائما بنفس الطريقة واموري تسير بخير ولله الحمد.
الاخ استمر في حديثه قائلا انني كنت اعرف ان اغلب من يشتغل بالروحانية في هذا الزمان هم مخترقون ولافائدة ترجى من وراءهم ولهذا لم اكن اسعى للتواصل معهم او التعلم من احدهم. في احد الايام وصل الى مسمعى تحصين بقراءة اية الكرسي 7 مرات على الحرمل والتبخير به في المنزل. لاأذكر بالضبط من اين جاء هذا التحصين المزعوم ولكني احببت ان اقوم به. لم يكن عندي حرمل في البيت فذهبت الى السوق واشتريت كمية منه وعند الغروب قراءة عليه اية الكرسي 7 مرات وبخرت ارجاء المنزل به. في تلك الليلة لم احس بشيء غريب وكانت الامور عادية عندي. في الايام التالية بدأت الاحظ بان بعض الارواح تسعى للتطاول علي وهي كانت لاتسترجي المرور من امام داري. فسألته وكيف تتطاول عليك ؟ فأجاب مثلا كنت جالس اتعشى مع افراد عائلتي واذا باحد الجان الاقزام يمشي امامي مخترقا الغرفة من جهة الى اخرى غير عابىء بي او بغيري وآخر انزل راسه من سقف المنزل وجعل اولادي يفزعون بشكل كبير. الاخ اضاف قلت في نفسي اطول بالي قليلا لعل في الامر شيئا لااعلمه. مرت ايام اخرى واذا بالامر يزداد سوءا فقلت في نفسي ربما لابد لي ان احصن البيت بشكل افضل. قرات تحصينات كثيرة وختمتها بالتحصين الجديد 7 مرات آية الكرسي على الحرمل. استمر الاخ في حديثه قائلا الوضع لم يتحسن عندي بل حتى نومي صار سيئا ولاارى اية رؤيا جيدة واقوم في الصباح مرهقا الى ابعد الحدود رغم انني اقضي ساعات طويلة في الفراش. الحاج اتصل بصديق روحاني يعرفه وكان الصديق لديه اعوان يساعدونه في بعض الامور. الحاج سأل احد الاعوان عن سبب مايجري عنده من امور ولكن العون رفض توضيح السبب. الاخ قرر ان يضرب الحديد بالحديد ولجأ الى قراءاته القوية لقتل أي دخيل دخل الى منزله. بدأ بالقراءة الاولى وانتهى منها ولم يحدث شيء. نام في فراشه واستيقظ عند صلاة الليل وقرأ القراءة الثانية ولم يحدث شيء. رجع الى فراشه واستيقظ عند صلاة الفجر وقرأ القراءة الثالثة ولم يحدث شيئا. هنا احس الحاج بأن شيئا ما يحدث حوله وان قراءاته لاتعمل معه. قال في نفسه القراءات لاتعمل ولكن كتاب الله وادعية آل محمد صلى الله عليه وآله موجودة وهي تفعل العجائب. بدأ بسورة البقرة وهي عادة تمنع الشياطين لفترة لابأس بها ولكنه في هذه المرة صار يرى الشياطين امامه عندما يقرأ. قرأ بعض ادعية اهل البيت (ع) وكلها كانت لاتعمل معه. كل ما كان يحس الحاج به هو شعور غريب في المنزل وكأن هويته قد تغيرت من شخص الى آخر.
بعد هذه الاحداث تغير وضع الحاج واسرته كثيرا. مرت العائلة بشتى انواع الضرر والبلاء. في الليل الاولاد يقفزون من فراشهم مذعورين وخائفين ويصرخون من مخلوقات موجودة في الغرفة. الزوجة مريضة على الدوام ولاتطيق زوجها او عيالها ولا للحظة. الحاج صار مهزلة لكل من هب ودب حتى صارت الارواح تبول في اذنه وتخرج في فمه (الخروج هو دخان كثيف يخرج من مؤخرة الجان). يعني الحاج تحول من سيد كريم في داره الى ذليل لاحول له ولاقوة.
الحاج طرق ابواب عديدة محاولا معرفة مايجري عليه ولكنه لم يستطع. اصحاب الكشوفات ضيعوه من جهة الى اخرى. تارة يخبرونه عن سحر مدفون في البيت وتارة عن سحر مرشوش في مكان ما واخرى ان احد الاقارب فعل شيء له او ان هناك من يسعى وراء امراته. الكشوفات كثيرة ولكن جميعها كانت كاذبة لان مصدرها وان تعددت الشخصيات هو واحد. الاخ احتار في امره كثيرا ولم يستطع ان يعرف ماهو الشيء الذي يجعل قراءة كتاب الله او ادعية اهل البيت عليهم سلام الله او الابواب الروحانية المتفرقة جميعها لاتعمل معه. هذا الامر حيره كثيرا ولم يجد له حل. الاخ سمع مرة من احد الروحانيين ان هناك حالات يمر بها الروحاني تتطلب منه ان يتجنب أي قراءة او دعاء بنية روحانية لفترة تمتد لبضعة اشهر. الحاج لم يكن يعرف ماهي هذه الضروف ولا كم هو طول المدة ولكنه عزم في نفسه ان يتوقف عن كل القراءات والادعية بما فيها قراءة كتاب الله الكريم بنية روحانية لفترة من الزمن حتى يأمر الله بأمره. وبالفعل استمر على هذا الحال بضعة أشهر.
في أحد الايام سافر الحاج الى احد الاقرباء ونام عنده وفي الليل راى نفسه يقرا جريدة من عالم الجان وفيها مقال كتبه احدهم يقول فيه ان السحرة في البلد الفلاني عملوا احتفالا كبيرا بسبب كثرة نجاحاتهم في الآونة الاخيرة وهم يعزون سبب هذه النجاحات الهائلة الى استحواذهم على تحصين مهم وهو قراءة 7 مرات آية الكرسي على الحرمل والتبخير به بنية التحصين. كاتب المقال اضاف ان السحرة اجمعوا على الاستحواذ على هذا التحصين كان من افضل انجازاتهم في العقد الحالي وانه مكنهم من تعطيل اعداد هائلة من الابواب الروحانية وقلبها للاستخدام من قبلهم. في المقال تحدث احد السحرة قائلا اننا لم نستحوذ من قبل على تحصين لان التحاصين عادة تحصن الروحانيين منا ولكن هذا الاستحواذ جعلنا نقفز قفزة كبيرة الى الامام لان التحصين دائما يقرا قبل كل عمل روحاني وهذا يعني بداية النهاية لكل الابواب الروحانية.
الحاج استيقظ من نومه ولم يفهم هذه الرؤيا. في نظره ان آية الكرسي هي من اعظم آيات كتاب الله الكريم فكيف يستحوذ عليها السحرة. مرت الاشهر والسنين والحاج على حاله وقد هرم كثيرا وكل اسرته في حال يرثى لها وهو لايزال يبحث في السبب الذي اوصله الى ماوصل اليه. في احد الايام تدهور وضعه الصحي كثيرا وفكر انه ربما اذا مات سوف تموت معه بعض القراءات التي يمتلكها ورغم انها لاتعمل معه قرر اعطائها الى صديقه الروحاني فربما يستفيد منها.
الاخ اتصل بصديقه واخبره بنيته اعطائه اعز مالديه وأوصاه بتقوى الله عند العمل بها. بعد ايام جرت محادثة بين الحاج وبعض اعوان صديقه فهم من المحادثة ان هؤلاء غير راضين على اعطاء القراءات رغم انهم أقروا بانها صحيحة ورائعة وقالوا له انهم تكبدوا الكثير من العناء لمنع الصديق من استخدام هذه القراءات. الحاج تحير كثيرا ولم يفهم كيف تكون قراءة صحيحة ورائعة وفي نفس الوقت يمنعون شخصا من العمل بها؟ (نعم هذا هو السر الكبير الذي لايعرفه الا قليل من الروحانيين الحقيقيين).
مرت فترة اخرى وفي احد الليالي راى الحاج رؤيا عظيمة فهم من خلالها ان باب روحاني جديد قد وصل اليه من احد ائمة اهل بيت المصطفى صلى الله عليه وآله. الحاج فرح كثيرا لحصوله على هذا الباب وشكر الله كثيرا. الحاج جرب الباب وكان فعالا وناجحا وانهى معاناة الاخ واسرته على مر السنين. الحاج اضمر في نفسه ان الخير له ان يعتكف في بيته ويبتعد عن كل الروحانيين ويكتفي بما لديه دفعا لاي مكيدة ممكن ان تصل اليه. بعد بضعة اسابيع انتقل الحاج الى سكن آخر وفي احد الليالي اخبرته زوجته ان الاولاد لاينامون براحة في هذا المكان ولهذا قرر الحاج تحصين المنزل الجديد. الحاج استخدم الباب الذي وصله من آل المصطفى عليهم السلام وختم قراءته بقراءة 7 مرات آية الكرسي على الحرمل وتبخير البيت. في اليوم التالي رجع وضع العائلة كالسابق ولم يعد الباب الروحاني الذي أخذه الحاج من آل بيت المصطفى (ع) يعمل معه. هنا توقف الحاج ليفكر قليلا وانتبه الى التحصين الذي قام به وهو قراءة 7 مرات آية الكرسي على الحرمل والتبخير به هو سبب كل المشاكل. هنا تذكر الحاج الرؤيا التي رآها عن هذا الموضوع وضرب جبهته بقوة صارخا آه كيف لم انتبه لهذا؟
الحاج خسر الباب الر وحاني الذي وصل اليه من منبع طاهر كما خسر غيره من قبل. الحاج استطرد قائلا قضيت حوالي 4 سنواات احاول ان افهم كيف استحوذ السحرة على هذا التحصين ولم اصل الى نتيجة. وقضيت فترة طويلة احاول ان اعرف ان كان هناك من سبيل لارجاع مااخذ مني ولم اعثر الى الان على سبيل.
سألت الحاج هل انت تقول ان هناك قراءات يملكها السحرة؟ واي سحرة هؤلاء؟ اجاب الحاج السحرة من عالم الجان هم اولاد الملعون ولايستطيع مخلوق النيل منهم الا باذن احد اثنين. الاول هو اميرنا عليه سلام الله والثاني هو الملعون لانهم ابناءه. كل الطوائف التي لاتدين بالولاية تتقي شر هؤلاء بالترضية أي انهم يعطون شيئا مقابل شىء اتقاء للسحرة وشرورهم ولهذا ترى السحرة يشتد بأسهم يوما بعد يوم. اما اهل الولاية فهم الوحيدين الذين يتقون شر هؤلاء المجرمين بقطع رؤوسهم. هؤلاء السحرة يكبر مقامهم على حجم الضرر الذي يتسببون به وحجم الضرر يزداد بتزايد الابواب التي يستحوذون عليها لانهم يقلبونها ويستخدمونها في اسحارهم.
فاجئني ماذكره الحاج فسئلته هل هذا يعني انهم اذا اخذوا منك شيء فلن تستطيع ارجاعه اليك فاجابني لااعلم هذا الى الآن ولكنني اظن ان اخذها من مصدرها الاصلي مرة اخرى ممكن ان يعيدها. قلت له ولكن لماذا لم يخبرك احد الجان عن هذا وانت تحدثت الى العديد منهم فأجابني هذا من الخطوط الحمراء التي لايستطيع أي جني او شيطان ان يتعداها. واضاف هل تفهم الان لماذا كدت ان اقتل صديقي الروحاني عندما اعطيته هذه القراءات ولماذا تعب اعوانه في منعه من ان يعمل بها؟ لأن المصدر الذي جاءت منه هذه القراءة وهو أنا كان بأيدي السحرة. هذا يعني ان الكثير من الروحانيين هم في الحقيقة بايدي السحرة المجرمين دون ان يعلموا بذلك وفي كل مرة يعطون قراءة الى شخص آخر فتحوا بابا جديدا للسحرة للدخول على انسان اخر وسلب مالديه. لهذا ترى في زماننا اغلب طلاب الروحانية يقتلون في مراحل مبكرة دون يعلموا ماذا اصابهم. مرت سنوات ولازال صديقي الحاج على حاله لايملك أي باب روحاني ولايجرأ على أي قراءة روحانية.
اخواني الكرام ان الابواب الروحانية التي يستحوذ عليها السحرة والسحر هي اخطر وسيلة لقتل الروحاني ولايضاهيها طريقة اخرى في حجم الضرر. عندما تقرأ قراءة استحوذ عليها السحرة فسوف يأخذون منك كل مالديك والضررسوف يمتد الى عوائل اخرى وبيوت اخرى (لان الابواب الجديدة المسروقة تستخدم في ضرب عوائل اخرى وناس آخرين). في اغلب الاحيان الروحاني المخترق لايعرف شيئا عما حل به ولهذا يستمر في نشر الضرر الى الآخرين دون ان ينتبه احد. لهذا انصح كل طالب علم في بداية طريقه ان لايأخذ شي من أحد بل يعتمد على اتصاله الخاص بالمولى وان ينتظر الفرج من ابواب السماء. م ن ق و ل