بسم الله الرحمن الرحيم
جمع الشيخ المعاني صاحب موسوعة الرقية الشرعية مبحثا قيما في هذا المجال يقول فيه:
إن استقراء النصوص النقلية الصريحة في كتاب الله ، وفي سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم تؤكد هذا المفهوم ، وتبين أن الكافر قد يصيب بالعين ، وإليكم الدليل :
قال تعالى : ( وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْحَقُّ )
( سورة البقرة – الآية 109 )
قال ابن كثير : ( يحذر الله عباده المؤمنين سلوك طريق الكفار من أهل الكتاب ، ويعلمهم بعداوتهم لهم في الباطن والظاهر وما هم عليه من الحسد للمؤمنين مع علمهم بفضلهم وفضل نبيهم
ثم قال : وهكذا فقد أخبر الله تعالى أن اليهود يردّون لو يرجع المسلمون كفاراً حسداً من قبل أنفسهم من بعد ما تحققوا من رسالة محمد الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل ، فكفروا به حسداً وبغياً لأنه كان من غيرهم )
( مختصر تفسير ابن كثير للسيخ محمد نسيب الرفاعي – 4 / 90 ، 91 )
وقال تعالى : ( وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ )
( سورة القلم – الآية 51 )
قال ابن كثير : ( أي يحسدونك لبغضهم إياك لولا وقايته لك وحمايته إياك منهم 0 وفي هذه الآية : دليل على أن العين أصابتها وتأثيرها حق ، بأمر الله عز وجل كما وردت بذلك الأخبار والأحاديث المروية من طرق كثيرة )
( مختصر تفسير ابن كثير للسيخ محمد نسيب الرفاعي – 4 / 413 )
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - حفظه الله - : هل صحيح أن الكافر لا يصيب المسلم بالعين - أي الحسد – ؟
فأجاب : ( ليس بصحيح ، بل الكافر كغيره قد يصيب بالعين )
( الكنز الثمين مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن جبرين - 1 / 234 )
وقال – حفظه الله - : ( نعم الكافر كغيره قد يصيب بالعين ، فإن العين حق ، والكافر كغيره قد تكون نفسه شريرة تتكيف بالحقد وتصيب من يريد )
( المنهل المعين في إثبات حقيقة الحسد والعين – 149 )
قلت : وهذا ما عرفته من خلال خبرتي وممارستي العملية ، ولا فرق بين مسلم وكافر في هذا الجانب بل قد يتعدى أثر عين الكافر ما قد تحدثه عين المسلم من أثر وضرر وذلك لخبث طبيعة نفسه ، وقد يكون من أهل الحرابة الحاقدين الحاسدين على الإسلام وأهله فيقع منه من التأثير ما يحدث ضررا عظيما ، وهذا الذي نقل به التواتر .
والله أعلم