بسم الله الرحمن الرحيم
المادة التي يضع فيها الساحر سحره ، كالخيوط والعقد والأوراق وغيرها ، قد يلقيها الساحر في بيت المسحور بنفسه ، أو عن طريق الجن ، أو يعطيها لمن طلب السحر ليضعها بنفسه حيث يريد .
والجن لهم قدرات يتمكنون بها من دخول المنازل والأمكنة ، وقد يسرقون منها بعض الأمتعة ، كما في حديث أبي هريرة وسرقة الجني من تمر الصدقة ، أو يضعون فيها ما يأمرهم به الساحر ، وعلى المسلم أن يتحصن بالأذكار الشرعية ، وأن يسمي الله تعالى عند دخوله وعند طعامه وشرابه ، وأن يغلق بابه ، فإن الشيطان لا يفتح بابا أغلق .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في بيان ما تفعله الشياطين للسحرة : ” وإما أن يأتيه بمال من أموال بعض الناس ، كما تسرقه الشياطين من أموال الخائنين ومن لم يذكر اسم الله عليه ، وتأتى به ” انتهى من “مجموع الفتاوى” (19/35).
فمن أغلق بابه وسمى الله ، ووضع متاعه وماله وسمى الله ، كان ذلك حفظا له من الجن .
وقد يضع الساحر السحر بنفسه ، كما في قصة سحر النبي صلى الله عليه وسلم ، فعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال :
( كان رجل [ من اليهود ] يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم [ وكان يأمنه ] فعقد له عُقَدا فوضعه في بئر رجل من الأنصار [ فاشتكى لذلك أياما ـ وفي حديث عائشة ( ستة أشهر ) ـ ] فأتاه ملكان يعودانه فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه فقال أحدهما : أتدري ما وجعه ؟ قال فلان الذي [ كان ] يدخل عليه عقد له عُقَدا فألقاه في بئر فلان الأنصاري فلو أرسل [ إليه ] رجلا وأخذ [ منه ] العقد لوجد الماء قد اصفر . [ فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين ) وقال : إن رجلا من اليهود سحرك والسحر في بئر فلان قال ] فبعث رجلا وفي طريق أخرى فبعث عليا رضي الله عنه ) [ فوجد الماء قد اصفر ] فأخذ العقد [ فجاء بها ] [ فأمره أن يحل العقد ويقرأ آية ] فحلها [ فجعل يقرأ ويحل ] [ فجعل كلما حل عقدة وجد لذلك خفة ] فبرأ . وفي الطريق الأخرى : ( فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما نشط من عقال ) وكان الرجل بعد ذلك يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فلم يذكر له شيئا منه ولم يعاتبه [ قط حتى مات ] )
أورده الألباني في السلسة الصحيحة (6/615) وعزاه للحاكم (4/460) والنسائي (2/172) وأحمد (4/367) والطبراني.
وأفاد هذا الحديث أن السحر إذا استخرج وكان فيه عقد ، فإنها تحل مع القراءة .
وبين أهل العلم أنه يتلف ما عمله الساحر .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله : ” ينظر فيما فعله الساحر ، إذا عرف أنه مثلا جعل شيئا من الشَّعر في مكان ، أو جعله في أمشاط ، أو في غير ذلك ، إذا عرف أنه وضعه في المكان الفلاني أزيل هذا الشيء وأحرق وأتلف فيبطل مفعوله ويزول ما أراده الساحر ” انتهى من “مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز” (8/144) .