"الاستمرار على العمــــــــــل الصالح"
بقلم: د. عبدالعزيز بن عبــــــــــــدالرحمن التويجري حفظــــــــــــــه الله.
يقــــــــول الله وعزَّ جلَّ: {قُـلْ إِنَّ صَــــــــــلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِـــــــــــينَ (162) لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِـــــــــــــينَ} [الأنعام: 162 - 163].
فحياةُ المؤمِنِ كلُّها لله، كلُّها سعيٌ فيما يقرِّبـــــــــه إلى اللهِ، كلُّهامَعمورَة بطاعـــــــــــــةِ الله، المؤمنَ حقًّا يوقن بأنّ اللهَ خلَقَه لعبادتِه، واستخلفــــــــــــه في الأرض ليعمرها بطاعته، وحياة المؤمن لا تنفصِــــــــل عنِ الخيرِ أبَدًا، فهي ما بَينَ أقــــــــوالٍ يقولها، وأفعــــــال يفعلها، واعتقــــــــــادات يعتقدها، وهو بذلك يســــــــــــابق سائر المخلوقات في العبادة، ويتذكّر قــــــــــــولَ الله عزَّ وجلَّ في ملائكَتِه:
{يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَـــــــــــــــارَ لَا يَفْتُرُونَ } [الأنبياء: 20]،
فاللِّسان رطب من ذِكر الله والثناءِ عليــــــــــه،استغفارًا وتوبَةً وتعظيمًـــــــــا لله، والجوارح منشغلة بطاعة الله من صلاة وصدقـــــــــــةٍ وصوم وحجٍّ وبرّ وصِلَــــــــــة وأمرٍ بالخير ونهيٍ عن الشرّ ونصيحَـــــــــــــة وتوجيه.
المؤمنُ حقًّا يعلَم أنّ حياتَـــــــــــه حياةُ العمَل واكتسابِ الفَضَائل، وأنّ موسم هذا العمَل سينقضِي إذا فارقت الروح الجســـــــــد: "إذا مات ابن آدم انقطـــــــع عمله"، ينقضي وقت العمل وموســـــــــم الزرع والغرس، ويبدأ موسم الحصاد وجني الثمار، وعندهــــــــــا يفرح الصالحون بحسناتهــــــــم، ويندم المخطئــــــون على سيئاتهـــــــــــم: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِـــــــهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ (19) إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيـــــهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَـــــــةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَــــــــةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاًبِمَــــــــا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَــــــــهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيـــــــهْ