أعلم أن أصحاب العلم جمعوا بين ألذ العلوم وأشرف القدر لأنه يوقف ممارسه على أسرار العوالم العلوية والسفلية وبه يتمكن من مشاهدة الأرواح الروحانية ويخاطبهم ويختلط بهم ويكون كواحد منهم ويتصرف في جميع الأمور حسب المقدور فيعالج الأمراض الصعبة البرء التي يعجز عنها فحول الأطباء كالفالج والجذام والعشق والجنون والسرسام ويجمع بين المتنافرين والمتباعدين . ويفرق بين المجتمعين على ما لا يرضى به رب العالمين وينقل عن الأرواح أخبار الحوادث التي ستقع قبل وقوعها لاتقاء ضررها ويكشف عن الخبايا التي خفيت معالمها واندثرت آثارها للانتفاع بها بدل ضياعها وينقذ المظلومين من أيدي الجبابرة الظالمين وكل ذلك من الأسرار والبركات التي أودعها الله سبحانه وتعالى في الأسماء والآيات والحروف وألهمها عبادة الصالحين وأظهرها على أيديهم تحقيقاً لوعده الشريف في قوله الكريم
(أدعوني استجب لكم)
فهو في الحقيقة دعاء وهو عبادة مطلوبة كما لا يخفى
(أدعوني استجب لكم)
فهو في الحقيقة دعاء وهو عبادة مطلوبة كما لا يخفى