خواص سُوْرَةُ الكَهْفِ
خاصِّيَّتُها: مَا رَوَاه أبو الدرداء عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ : مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آياتٍ مِنْ سُوْرَةِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ .
وَمَنْ كَتَبَ مِنْهَا فِي قطعةِ فخَّارٍ أحمرَ قَولَهُ تَعَالى: ﴿وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً﴾. وَجَعَلَهُ فِي الطَّعَامِ فَإِنَّهُ لاَ يَتَسَوَّسُ، وَيَعْصِمُهُ اللهُ مِنَ الفَسَادِ.
وَمَنْ كَتَبَها وَجَعَلَها فِي إِنَاءٍ زُجَاجٍ ضَيِّقَ الفَمِ وَجَعَلَهُ فِي مَنْزِلِهِ أَوْ مَنْزِلِ غَيرهِ يَأْمَنُ بِحَولِ اللهِ مِنَ الفَقْرِ وَمِنْ أذِيَّةِ النَّاسِ هُوَ وَأهلُهُ، وَلَمْ يَحْتَجْ لأَحَدٍ أبَدَاً بِإِذْنِ اللهِ تَعَالى.
وَمَنْ كَتَبَها وَجَعَلَها فِي مَخْزَنِ الْحُبُوبِ مِنَ القَمْحِ وَغيرِهِ َيأْمَنُ عَلَيْهِ مِنَ السُّوسِ وَغَيرِهِ مِنْ كُلِّ مَا يُؤْذِيهِ.
وفِي الحديث الصحيح: مَنْ قَرَأَهَا إثْرَ صَلاةِ العَصْرِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ كَانَتْ لَهُ أَمَانَاً وَحِفْظاً إلى الْجُمُعَةِ الأُخْرَى.
وَوَجَدْتُ فِي بَعْضِ الكُتُبِ أنَّ مَنْ قَرَأَهَا بَعْدَ صَلاةِ صُبْحِ يَومِ الْجُمُعَةِ لَمْ يُكْتَبْ عَلَيْهِ ذَنْبٌ إلى الْجُمُعَةِ الأُخْرَى وَيَزْدَادُ بِثَلاثَةِ أيَّامٍ .
وَمَنْ أَرَادَ القبول عِنْدَ الناس: فليكتب من هذه السُوْرَةِ الكريمة قَولَهُ تَعَالى: ﴿..كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ..﴾. [الكهف، 45] وَمِنْ سُوْرَةِ الحديد ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾. [الحديد، 3] وَمِنْ سُوْرَةِ غافر ﴿وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِيْنَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيَعٍ يُطَاعُ﴾. (غافر، 18) وَمِنْ سُوْرَةِ كُوِّرَتْ: ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (14) فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾. (التكوير، 14-16) وَمِنْ سُوْرَةِ ص: ﴿ص وَالْقُرْآَنِ ذِي الذِّكْرِ (1) بَلِ الذين كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ﴾. [ص:1-2] وَيَجْعَلُها فِي عَمَامَتِهِ، أَوْ تُكتَبُ وَتُعَلَّقُ علَى الصَّدْرِ فَإِنَّ حَامِلَها يَنَالُ القَبُولَ وَالبِرَّ وَالتَّعْظِيمَ الْمَوصُولَ، وَيَبْلُغُ فيما يُرِيدُ أقْصَى الْمَأْمُول.
وَمَنْ عَلَّقَهَا وَاسْتَقْبَلَ مَنْ شَاءَ وَقَالَ: ﴿كهيعص﴾. ﴿حم عسق﴾. ﴿وَعَنَتِ الوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ﴾. فَإِنَّهُ يَلْقَى مِنْهُ بُلُوغَ مَا يُرِيدُ، وَحَامِلُ هَذهِ الآيَاتِ لَمْ يَخَفْ مِنْ شَيْطانٍ، وَلاَ مِنْ ذِي مَنَعَةٍ مِنْ سُلْطَانٍ، وَقَدْ جُرِّبَ ذَلِكَ فَظَهَرَ مِنْهُ العَجَبَ العُجَابَ، وَهذِهِ الآياتُ الكريمة يَقْرَأ مِنْ أوَّلِها ﴿كهيعص﴾ ، وَمِنْ آخرها ﴿حَم عَسِق﴾. وَهذا سِرٌّ عَجِيبٌ.
وَيُكْتَبُ لِلْصَّبِيِّ الذي لاَ ينَامُ ﴿وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ﴾. الكهف، 18 وَقَولُهُ تَعَالى: ﴿فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً﴾. فَإِنَّهُ يَجِدُ النَّوْمَ أَوِ الرَّاحَةَ إثْر ذَلِكَ بِإِذْنِ اللهِ تَعَالى.
وَمَنْ كَتَبَ: ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً﴾ فِي شُقَفِ فَخَّارٍ غَيرِ مَطْبُوخٍ، وَجَعَلَهُ فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ التي لاَ تَحْمِلُ فَإِنَّها تَحْمِلُ حَمْلاً حَسَناً.
قَولُهُ تَعَالى: ﴿وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً﴾. هَذِهِ الآيَةُ للعثورِ علَى مَا أخفاهُ الإِنْسانُ وَخفِي عَلَيْهِ أمرُهُ مِنَ الكُنُوزِ وَغيرِها، فَمَنْ أَرَادَ ذَلِكَ فَلْيَكْتُبِ الآيةَ فِي قِطْعَةِ ذَهَبٍ قَدِيمٍ ثُمَّ يَقُولُ الآيةَ ثلاثَ عَشْرَةَ مَرَّةً، وَيَجْعَلُها تَحتَ وِسَادَتِهِ وَينَامُ علَى جَنْبِهِ الأَيْسَرَ ثُمَّ يَنْقَلِبُ علَى الأيمنِ وَيَقُولُ: يَا مُظْهِرَ العَجَائِبِ يَا صَانِعَ الغَرائِبِ، يَا دَليلَ كُلِّ حَائِرٍ أَرْشِدنِي بِفَضْلِكَ علَى مَا أطلُبُهُ فَإِنَّهُ يراهُ فِي مَنَامِهِ.
وَمَنْ قَالَ حينَ يدَخُلُ مَنزِلَهُ ﴿مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ﴾. يَبْسُطُ اللهُ الرِّزقَ عَلَيْه وَعلَى آلِهِ.
وقَيل أنَّ مَنْ وَقَفَ فِي حَيَوانِهِ وَقَالَها خَمْسَةً وَأَرْبَعِيْنَ مرّةً نَمَا وَكثُرَ، وَلَمْ تَضُرُّهُ عَينُ مِعْيانٍ. وَمَنْ طَلَبَ حَاجَةً عَسُرَتْ عَلَيْهِ وَلمْ يَصِلْ إلَيها فَلْيَقُل: ﴿لَا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ﴾. فإنَّ اللهَ يُيَسِّرُهَا عَلَيْهِ وَيقضِيها لَهُ .
قَولُهُ تَعَالى: ﴿ إِنَّ الذين آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً (107) خَالِدِيْنَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً (108) قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً (109) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً﴾.
فمَنْ قَرَأَهَا وَأَرَادَ أنْ يستيقظَ فِي أيِّ وَقْتٍ شَاءَ مِنَ اللَّيلِ فَإِنَّهُ يَنْتَبِهُ فِيهِ بِإِذْنِ اللهِ تَعَالى. تجرِبةٌ صحيحةٌ.
وَإنْ أحَبَّ أنْ يَقُولَ: "اللَّهُمَّ أيقِظْني فِي وَقتِ كَذا وَكَذا فَإنَّ رُوحِي بِيَدِكَ وَأنْتَ تَتَوفَّى الأَنْفُسَ حِينَ
وَمَنْ قَرَأَهَا فِي نَوْمِهِ وَكَانَ خَائِفَاً مِنْ عَدُوٍّ فَإِنَّهُ َيأْمَنُ بعد ذَلِكَ بِإِذْنِ اللهِ تَعَالى .