من فرائد الفوائد
أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- " إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ أَرْضًا يُذْكَرُ فِيهَا الْقِيرَاطُ، فَاسْتَوْصُوا بِأَهْلِهَا خَيْرًا؛ فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا "، أو قال: ذِمَّةً وصِهْراً "[3].
رسالة الحديث بلسان الشنقيطي:
أَفَادَ لفظُ الحديث النفيس أن النَّسَبَ والصِّهْرَ دائرتان من دَوائر الرَّحِم وإن بَعُدَا؛ ذلك أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أَمَرَنَا أن نَستَوصِيَ بِأَهلِ مِصْرَ خَيرًا؛ إذ إنَّ هاجر أم إسماعيل، ومارية أم إبراهيم كانتا منهم، فإذا وَصَّاكَ نَبِيُّكَ -صلى الله عليه وسلم- بِرَحِمٍ قائمٍ في نَسَبٍ وَصِهر مع تَبَاعُد الأزمان والبُلدان، فَكَيفَ تَكون وَصيته لِرَحمك القريب كالآباء والإخوة والأعمَام[4] ؟!!
ثانيًا: صِلَةُ الرَّحِم التي نقصد:
إن مفاد صلة الرحم، أن تُحْسِنَ إليهم، وتُخَفِّفَ عنهُم، وباللهِ تُذَكِّرَهُم!! وللصِّلَةِ حَدَّان؛ أعلى وأدنى:
أما حَدُّها الأعلى: فيكونُ بالزيارة والهدية، وتَفَقُّدِ الحَال، فإن كانوا مُعْسِرين مَدَّهُم بالمال، وَخَصَّهُم بالزكاةِ الوَاجِبَةِ، والصدقة المستحبة، وشاركَهم في الأفراح والأتراح، ما لم تُشَب بإثم وَعصيان!! وَتَوجيههم وإرشادِهِم، والعمل على هدايتهم!!
وقد تجب الصِّلة بالمَال؛ كالإنفاق على الوالدين، أو كَأن تَضِيقَ الأرضُ بأحد أرحامك، ولم يبق له في الدنيا إلا إحسانُكَ، فَيَستَوجِب عليك صِلَتَه؛ وحَلَّ مُشكِلَتَه!! فهذا لازمٌ فَرض، حتَّى لو كان عَطَاؤُكَ له على سبيلِ القَرض!!
وإذا رُزِقت من النوافل ثروة أطايب الكلم بيان قانون الرحم space.gif*** فامنح عشيرتك الأداني فَضْلَهَا أطايب الكلم بيان قانون الرحم space.gif
واعلم بأنك لم تسود فيهم أطايب الكلم بيان قانون الرحم space.gif*** حتى ترى دمث الخلائق سهلها [5]أطايب الكلم بيان قانون الرحم space.gif
أما الحد الأدنى: كَرَدِّ السلام عليهم، والاتصال بهم، والتَلَطُّفِ مَعَهُم، وَغَرْسِ المعروف فيهم، وإنكارِ مُنكَرِهِم، والصَّفْحِ عن زَلاتِهِم، فَضلًا عن كَفِّ الأذَى عَنهُم!! وهذا الحد الأدنى، وهو حَدُّ التعامل مع كل مسلم!!
فَصِلَةُ الأرْحَام فيِ الإسْلام
تبدأُ بِالهَدِيَّةِ، وتَنْتَهِي بِالهِدَايَةِ!!!
ثانيًا: نصوص الوحي تناديك
1- صلة الرحم سبيل المال والذرية:
قال تعالى: ﴿ فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [آل عمران: 37]
رسالة الآية:
إنَّ الله بحكمته جَعلَ صِلَةَ الرَّحِم وسيلةً لنيلِ الرِّزقِ، وسببًا في دفع الفقر والضِيق، ألا ترى أنَّ زَكَريَّا لما تَكَفَّل مريم تَكَفَّلَهُ الله وَمَريم، حتى أَتتهَا فَاكِهَةُ المَصِيفِ في الشتاء، وفاكهة الشتاء في المَصيف ؟!؛ فضلًا من عند الله وَكَرمًا، وإن الله يرزقُ من يشاءُ بغير حساب!!
بل إنَّ وَاصِلَ أرحامه، ساعٍ في إنفاذ أمانيه وأحلامه، وزيادة أمواله، فضلًا عن هُدوءِ بَالِه، وَصَفاء حَالِه، ونفع نفسه، وسُكُون قَلْبِه، وَصَلاح أَمره، وَزيادة عُمُرِه، ألا تلحظ أن زكريا لمَّا كَفَلَ مريم، وعاين رزق الله حَالًّا عليها في غيرِ وَقتِهِ، أنَّه دَعا ربه أن يَهَبَهُ من لَدَنْهُ ذُرِّيَّةً طَيِّبَة، فاستجابَ الله دُعَاه، وأعطاهُ مَا تَمنَّاه، ﴿ فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [آل عمران: 39] ؟!!!
فَصِلَةُ الرَّحِم آلت لِمَالٍ، وذريةٍ، وَمَن تَأَمَّلَ هَذِه الآية كَفَتْهُ عمَّا سِوَاهَا!!!
نسائم الروح
كان عليُّ بنُ الحُسَين نَاصِحًا أَمِينًا لِوَلَدِه، قال لَهُ يَومًا: يَا بُنَيَّ لا تَصْحَبَنَّ قاَطِعَ رَحِم؛ فَإنِّي وَجَدُّتُهُ مَلعُونًا فِي كِتَابِ اللهِ في مَواطنَ ثَلاثَة!!!
ثالثًا: من غيث الرسالة
1- صلة الرحم.. مد في الآجال، وزيادة في الأموال:
أخرج البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَو يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ "[6]!!
وفي رواية أحمد في مسنده " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُعَظِّمَ اللَّهُ رِزْقَهُ، وَأَنْ يَمُدَّ فِي أَجَلِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ "[7].
رسالة الحديث:
إذا أراد العبدُ مَدًا في عُمُرِه، وكَثرةً فِي مالِه، فَلْيَصِل رَحِمَه!! ففيها طَاعَةُ الربِّ، وَمسعَدَةُ العبدِ، ولذا؛ ألفيت عُمر بن دينار يقول: تَعْلَمُنَّ أنه ما من خُطوة بعد الفريضة أعظم أجرًا من خطوة إلى ذي رَحِم!!!
ذكر النابلسي خبرًا طيبًا فقال:
حدثني أحدُ إخواني أنه زار قريبًا له في العيد لأول مرة، مُقْسِمًا بالله تعالى أنه ما أراد من زيارته إلا أن يَصِلَ رَحِمَه؛ إنفاذًا لسنة سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-!!
قال الرجل: فَذَهبتُ وسألت عن بيته، فَطَرقْتُ بابَهُ فَلَم أَجِدْهُ، فَوَضعتُ له بطاقةً أُعَرِّفه بِهَا عن نفسي، فلما عاد قَريبي وَقَرأ الرسالة، أتاني إلى بيتي زائرًا، وهو على مستوى رفيع من الخُلُقِ والمَال، فلما رأى بيتي من الرَّداءة بمكان، تَحت الأرض، ولا تصل الشمسُ إليه، وفيهِ رُطُوبَةٌ عاليةٌ، قَالَ لي: اشترِ بيتًا بميدانِ المَدينةِ الشمالي، بِحُدود مليون ليرة، فَلَمَّا بَحثنا وَجَدنا بيتًا فخمًا بالميدان، في الطابق الثالث، تجاه القبلة، تَصِلُهُ الشمس، بسعر قدره [2 مليون ونصف ليرة]، فقال قريبي: خُذْهُ ولا بأس عليك[8]!!
رسالة القصة:
ألا تلحظ أخي القارئ أن فَارِسَ القصة لم يَخطُر بِبَالِهِ أبدًا أن تَنْقُلَهُ صِلَةُ الرَّحِم من بيتٍ رَديءٍ بِبَطن الأرض، لِبَيتٍ فَخْمٍ في مكان مَرمُوقٍ في الطابق الثَّالِث ؟!!! لكنَّها سُنَّة الله في صِلَة الأرحام
أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- " إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ أَرْضًا يُذْكَرُ فِيهَا الْقِيرَاطُ، فَاسْتَوْصُوا بِأَهْلِهَا خَيْرًا؛ فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا "، أو قال: ذِمَّةً وصِهْراً "[3].
رسالة الحديث بلسان الشنقيطي:
أَفَادَ لفظُ الحديث النفيس أن النَّسَبَ والصِّهْرَ دائرتان من دَوائر الرَّحِم وإن بَعُدَا؛ ذلك أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أَمَرَنَا أن نَستَوصِيَ بِأَهلِ مِصْرَ خَيرًا؛ إذ إنَّ هاجر أم إسماعيل، ومارية أم إبراهيم كانتا منهم، فإذا وَصَّاكَ نَبِيُّكَ -صلى الله عليه وسلم- بِرَحِمٍ قائمٍ في نَسَبٍ وَصِهر مع تَبَاعُد الأزمان والبُلدان، فَكَيفَ تَكون وَصيته لِرَحمك القريب كالآباء والإخوة والأعمَام[4] ؟!!
ثانيًا: صِلَةُ الرَّحِم التي نقصد:
إن مفاد صلة الرحم، أن تُحْسِنَ إليهم، وتُخَفِّفَ عنهُم، وباللهِ تُذَكِّرَهُم!! وللصِّلَةِ حَدَّان؛ أعلى وأدنى:
أما حَدُّها الأعلى: فيكونُ بالزيارة والهدية، وتَفَقُّدِ الحَال، فإن كانوا مُعْسِرين مَدَّهُم بالمال، وَخَصَّهُم بالزكاةِ الوَاجِبَةِ، والصدقة المستحبة، وشاركَهم في الأفراح والأتراح، ما لم تُشَب بإثم وَعصيان!! وَتَوجيههم وإرشادِهِم، والعمل على هدايتهم!!
وقد تجب الصِّلة بالمَال؛ كالإنفاق على الوالدين، أو كَأن تَضِيقَ الأرضُ بأحد أرحامك، ولم يبق له في الدنيا إلا إحسانُكَ، فَيَستَوجِب عليك صِلَتَه؛ وحَلَّ مُشكِلَتَه!! فهذا لازمٌ فَرض، حتَّى لو كان عَطَاؤُكَ له على سبيلِ القَرض!!
وإذا رُزِقت من النوافل ثروة أطايب الكلم بيان قانون الرحم space.gif*** فامنح عشيرتك الأداني فَضْلَهَا أطايب الكلم بيان قانون الرحم space.gif
واعلم بأنك لم تسود فيهم أطايب الكلم بيان قانون الرحم space.gif*** حتى ترى دمث الخلائق سهلها [5]أطايب الكلم بيان قانون الرحم space.gif
أما الحد الأدنى: كَرَدِّ السلام عليهم، والاتصال بهم، والتَلَطُّفِ مَعَهُم، وَغَرْسِ المعروف فيهم، وإنكارِ مُنكَرِهِم، والصَّفْحِ عن زَلاتِهِم، فَضلًا عن كَفِّ الأذَى عَنهُم!! وهذا الحد الأدنى، وهو حَدُّ التعامل مع كل مسلم!!
فَصِلَةُ الأرْحَام فيِ الإسْلام
تبدأُ بِالهَدِيَّةِ، وتَنْتَهِي بِالهِدَايَةِ!!!
ثانيًا: نصوص الوحي تناديك
1- صلة الرحم سبيل المال والذرية:
قال تعالى: ﴿ فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [آل عمران: 37]
رسالة الآية:
إنَّ الله بحكمته جَعلَ صِلَةَ الرَّحِم وسيلةً لنيلِ الرِّزقِ، وسببًا في دفع الفقر والضِيق، ألا ترى أنَّ زَكَريَّا لما تَكَفَّل مريم تَكَفَّلَهُ الله وَمَريم، حتى أَتتهَا فَاكِهَةُ المَصِيفِ في الشتاء، وفاكهة الشتاء في المَصيف ؟!؛ فضلًا من عند الله وَكَرمًا، وإن الله يرزقُ من يشاءُ بغير حساب!!
بل إنَّ وَاصِلَ أرحامه، ساعٍ في إنفاذ أمانيه وأحلامه، وزيادة أمواله، فضلًا عن هُدوءِ بَالِه، وَصَفاء حَالِه، ونفع نفسه، وسُكُون قَلْبِه، وَصَلاح أَمره، وَزيادة عُمُرِه، ألا تلحظ أن زكريا لمَّا كَفَلَ مريم، وعاين رزق الله حَالًّا عليها في غيرِ وَقتِهِ، أنَّه دَعا ربه أن يَهَبَهُ من لَدَنْهُ ذُرِّيَّةً طَيِّبَة، فاستجابَ الله دُعَاه، وأعطاهُ مَا تَمنَّاه، ﴿ فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [آل عمران: 39] ؟!!!
فَصِلَةُ الرَّحِم آلت لِمَالٍ، وذريةٍ، وَمَن تَأَمَّلَ هَذِه الآية كَفَتْهُ عمَّا سِوَاهَا!!!
نسائم الروح
كان عليُّ بنُ الحُسَين نَاصِحًا أَمِينًا لِوَلَدِه، قال لَهُ يَومًا: يَا بُنَيَّ لا تَصْحَبَنَّ قاَطِعَ رَحِم؛ فَإنِّي وَجَدُّتُهُ مَلعُونًا فِي كِتَابِ اللهِ في مَواطنَ ثَلاثَة!!!
ثالثًا: من غيث الرسالة
1- صلة الرحم.. مد في الآجال، وزيادة في الأموال:
أخرج البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَو يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ "[6]!!
وفي رواية أحمد في مسنده " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُعَظِّمَ اللَّهُ رِزْقَهُ، وَأَنْ يَمُدَّ فِي أَجَلِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ "[7].
رسالة الحديث:
إذا أراد العبدُ مَدًا في عُمُرِه، وكَثرةً فِي مالِه، فَلْيَصِل رَحِمَه!! ففيها طَاعَةُ الربِّ، وَمسعَدَةُ العبدِ، ولذا؛ ألفيت عُمر بن دينار يقول: تَعْلَمُنَّ أنه ما من خُطوة بعد الفريضة أعظم أجرًا من خطوة إلى ذي رَحِم!!!
ذكر النابلسي خبرًا طيبًا فقال:
حدثني أحدُ إخواني أنه زار قريبًا له في العيد لأول مرة، مُقْسِمًا بالله تعالى أنه ما أراد من زيارته إلا أن يَصِلَ رَحِمَه؛ إنفاذًا لسنة سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-!!
قال الرجل: فَذَهبتُ وسألت عن بيته، فَطَرقْتُ بابَهُ فَلَم أَجِدْهُ، فَوَضعتُ له بطاقةً أُعَرِّفه بِهَا عن نفسي، فلما عاد قَريبي وَقَرأ الرسالة، أتاني إلى بيتي زائرًا، وهو على مستوى رفيع من الخُلُقِ والمَال، فلما رأى بيتي من الرَّداءة بمكان، تَحت الأرض، ولا تصل الشمسُ إليه، وفيهِ رُطُوبَةٌ عاليةٌ، قَالَ لي: اشترِ بيتًا بميدانِ المَدينةِ الشمالي، بِحُدود مليون ليرة، فَلَمَّا بَحثنا وَجَدنا بيتًا فخمًا بالميدان، في الطابق الثالث، تجاه القبلة، تَصِلُهُ الشمس، بسعر قدره [2 مليون ونصف ليرة]، فقال قريبي: خُذْهُ ولا بأس عليك[8]!!
رسالة القصة:
ألا تلحظ أخي القارئ أن فَارِسَ القصة لم يَخطُر بِبَالِهِ أبدًا أن تَنْقُلَهُ صِلَةُ الرَّحِم من بيتٍ رَديءٍ بِبَطن الأرض، لِبَيتٍ فَخْمٍ في مكان مَرمُوقٍ في الطابق الثَّالِث ؟!!! لكنَّها سُنَّة الله في صِلَة الأرحام