بسم الله الرحمن الرحيم
==============
الحسد خُلُق ذميم مع إضراره للبدن وإفساده للدِّين
=============================
أسباب الحسد
========
ذكر العلماء أسباب الحسد ، فأورد الماوردي أنها ثلاثة
1- بُغض المحسود ، فإذا كانت له فضيلة تُذكر أو منقبة تُشكر ثارت نفس من أبغضبه حسدًا
2- أن يظهر من المحسود فضل يعجز عنه الحاسد فيكره تقدمه فيه ، فيثير ذلك حسدًا ، فالحسد هنا يختص بمن علا مع عجز الحاسد عن إدراكه
3- السخط على قضاء الله تعالى ، فيحسد الآخرين على ما منحهم الله تعالى إياه ، وإن كانت نعم الله عنده أكثر ، ومِنَحه عليه أظهر
وهذا النوع من الحسد أعمها وأخبثها ؛ إذ ليس لصاحبه راحة ، ولا لرضاه غاية
كيفية دفع شر الحاسد باذن الله
==================
قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
ويندفِعُ شرُّ الحاسد عن المحسود بعشرة أسباب
السبب الأول
=======
التعوذ بالله من شره ، والتحصن به واللجوء إليه
السبب الثاني
========
تقوى الله تعالى ، وحفظه عند أمره ونهيه
فمن أتقى الله تعالى تولَّى الله عز وجل حفظه ، ولم يكِلْه إلى غيره
السبب الثالث
========
الصبر على عدوه ، وألا يقاتله ولا يشكوه ، ولا يحدّث نفسه بأذاه أصلاً فما نُصِرَ على حاسده وعدُوِّه بمثل الصبر عليه
السبب الرابع :
========
التوكل على الله
فمن توكل على الله فهو حسبُه ، والتوكُّل من أقوى الأسباب التي يدفع بها العبد ما لا يُطيق من أذى الخلق وظلمهم وعُدوانهم
وهو من أقوى الأسباب في ذلك ، فإن الله تعالى حسبُهُ ، أي كافيه ، ومن كان الله عز وجل كافيه وواقيه فلا مطمع فيه لعدوّه
السبب الخامس
=========
فراغُ القلب من الاشتغال به والفكر فيه ، وأن يقصد أن يمحوه من باله كلما خطر له .
فلا يلتفت إليه ، ولا يخافه ، ولا يملأُ قلبهُ بالفكر فيه
وهذا من أنفع الأدوية ، وأقوى الأسباب المعينة على اندفاع شره
السبب السادسُ
==========
الإقبالُ على الله تعالى والإخلاص له ، وجعل محبته ورضاه والإنابة إليه في محلِّ خواطرِ نفسه وأمانِيِّها تدِبُّ فيها دبيب تلك الخواطرِ شيئـًا ، حتى يقهرها ويغمرها ويذيبها بالكلية ، فتبقى خواطره وهواجسُهُ وأمانيُّه كُلُّها في محابِّ الرَّبِّ ، والتقرُّب إليه
السبب السابع
========
تجريد التوبة إلى الله تعالى من الذنوب التي سَلَّطَتْ عليه أعداءه
فإن الله تعالى يقول
(وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ)
(الشورى/30)
السبب الثامن
========
الصدقة والإحسانُ ما أمكنه ، فإن لذلك تأثيرًا عجيبـًا في دفع البلاء ، ودفع العين ، وشر الحاسد ، ولو لم يكن في هذا إلا بتجارب الأمم قديمـًا وحديثـًا لكُفي به
فما حَرَسَ العبدُ نعمة الله عليه بمثل شُكرها ، ولا عرَّضها للزَّوال بمثل العمل فيها بمعاصي الله تعالى ، وهو كُفرانُ النعمة ، وهو بابٌ إلى كفران المُنْعِمِ
السبب التاسع
========
وهو من أصعب الأسباب على النفس ، وأشقها عليها ، ولا يُوفَّق له إلا من عظُم حظُّهُ من
الله تعالى
وهو إطفاءُ نار الحاسد والباغي والمؤذي بالإحسان إليه ، فكلما ازداد أذى وشرًا وبغيـًا وحسدًا ازددْت إليه إحسانـًا ، وله نصيحة ، وعليه شفقةً
وما أظُنُّك تُصدِّقُ بأن هذا يكون فضلاً عن أن تتعاطاه ، فاستمع الآن إلى
قوله عز وجل
(وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
(فصلت/34 - 36)
السبب العاشر
=========
وهو الجامع لذلك كله ، وعليه مدارُ هذه الأسباب ، وهو تجريدُ التوحيد ، والتَّرَحُّلُ بالفكر في الأسباب إلى المسبب العزيز الحكيم ، والعلمُ بأن هذه الآلات بمنزلة حركات الرياح ، وهي بيد مُحركها ، وفاطرها وبارئها ، ولا تضرُّ ولا تنفعُ إلا بإذنه ، فهو الذي يُحسنُ عبدُهُ بها ، وهو الذي يصرفها عنه وحدهُ لا أحد سواه
قال تعالى
(وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ)
(يونس/107)
والحاسد صاحب معصية عظيمة ، فقد قال بعض السلف :
الحسد أول ذنب عُصي الله به في السماء ، يعني حسد إبليس لآدم عليه السلام
وأول ذنب عصي الله به في الأرض ، يعني حسد ابن آدم لأخيه حتى قتله كما في قصة قابيل وهابيل
كما أن الحاسد لا ينقطع همه
قال بعض الأدباء إن الحاسد مسيء للأدب مع الله سبحانه وتعالى
يا حاسـدًا لـي على نعمـتي ...... أتدري على مَنْ أسأت الأدبْ ؟
أسـأت علـى الله في حُكمـه ...... لأنك لم تـرضَ لي ما وهبْ
فأخـزاك ربـي بأن زادنـي ...... وسَـدَّ عليك وجـوه الطلبْ
والسلام عليكم
==============
الحسد خُلُق ذميم مع إضراره للبدن وإفساده للدِّين
=============================
أسباب الحسد
========
ذكر العلماء أسباب الحسد ، فأورد الماوردي أنها ثلاثة
1- بُغض المحسود ، فإذا كانت له فضيلة تُذكر أو منقبة تُشكر ثارت نفس من أبغضبه حسدًا
2- أن يظهر من المحسود فضل يعجز عنه الحاسد فيكره تقدمه فيه ، فيثير ذلك حسدًا ، فالحسد هنا يختص بمن علا مع عجز الحاسد عن إدراكه
3- السخط على قضاء الله تعالى ، فيحسد الآخرين على ما منحهم الله تعالى إياه ، وإن كانت نعم الله عنده أكثر ، ومِنَحه عليه أظهر
وهذا النوع من الحسد أعمها وأخبثها ؛ إذ ليس لصاحبه راحة ، ولا لرضاه غاية
كيفية دفع شر الحاسد باذن الله
==================
قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
ويندفِعُ شرُّ الحاسد عن المحسود بعشرة أسباب
السبب الأول
=======
التعوذ بالله من شره ، والتحصن به واللجوء إليه
السبب الثاني
========
تقوى الله تعالى ، وحفظه عند أمره ونهيه
فمن أتقى الله تعالى تولَّى الله عز وجل حفظه ، ولم يكِلْه إلى غيره
السبب الثالث
========
الصبر على عدوه ، وألا يقاتله ولا يشكوه ، ولا يحدّث نفسه بأذاه أصلاً فما نُصِرَ على حاسده وعدُوِّه بمثل الصبر عليه
السبب الرابع :
========
التوكل على الله
فمن توكل على الله فهو حسبُه ، والتوكُّل من أقوى الأسباب التي يدفع بها العبد ما لا يُطيق من أذى الخلق وظلمهم وعُدوانهم
وهو من أقوى الأسباب في ذلك ، فإن الله تعالى حسبُهُ ، أي كافيه ، ومن كان الله عز وجل كافيه وواقيه فلا مطمع فيه لعدوّه
السبب الخامس
=========
فراغُ القلب من الاشتغال به والفكر فيه ، وأن يقصد أن يمحوه من باله كلما خطر له .
فلا يلتفت إليه ، ولا يخافه ، ولا يملأُ قلبهُ بالفكر فيه
وهذا من أنفع الأدوية ، وأقوى الأسباب المعينة على اندفاع شره
السبب السادسُ
==========
الإقبالُ على الله تعالى والإخلاص له ، وجعل محبته ورضاه والإنابة إليه في محلِّ خواطرِ نفسه وأمانِيِّها تدِبُّ فيها دبيب تلك الخواطرِ شيئـًا ، حتى يقهرها ويغمرها ويذيبها بالكلية ، فتبقى خواطره وهواجسُهُ وأمانيُّه كُلُّها في محابِّ الرَّبِّ ، والتقرُّب إليه
السبب السابع
========
تجريد التوبة إلى الله تعالى من الذنوب التي سَلَّطَتْ عليه أعداءه
فإن الله تعالى يقول
(وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ)
(الشورى/30)
السبب الثامن
========
الصدقة والإحسانُ ما أمكنه ، فإن لذلك تأثيرًا عجيبـًا في دفع البلاء ، ودفع العين ، وشر الحاسد ، ولو لم يكن في هذا إلا بتجارب الأمم قديمـًا وحديثـًا لكُفي به
فما حَرَسَ العبدُ نعمة الله عليه بمثل شُكرها ، ولا عرَّضها للزَّوال بمثل العمل فيها بمعاصي الله تعالى ، وهو كُفرانُ النعمة ، وهو بابٌ إلى كفران المُنْعِمِ
السبب التاسع
========
وهو من أصعب الأسباب على النفس ، وأشقها عليها ، ولا يُوفَّق له إلا من عظُم حظُّهُ من
الله تعالى
وهو إطفاءُ نار الحاسد والباغي والمؤذي بالإحسان إليه ، فكلما ازداد أذى وشرًا وبغيـًا وحسدًا ازددْت إليه إحسانـًا ، وله نصيحة ، وعليه شفقةً
وما أظُنُّك تُصدِّقُ بأن هذا يكون فضلاً عن أن تتعاطاه ، فاستمع الآن إلى
قوله عز وجل
(وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
(فصلت/34 - 36)
السبب العاشر
=========
وهو الجامع لذلك كله ، وعليه مدارُ هذه الأسباب ، وهو تجريدُ التوحيد ، والتَّرَحُّلُ بالفكر في الأسباب إلى المسبب العزيز الحكيم ، والعلمُ بأن هذه الآلات بمنزلة حركات الرياح ، وهي بيد مُحركها ، وفاطرها وبارئها ، ولا تضرُّ ولا تنفعُ إلا بإذنه ، فهو الذي يُحسنُ عبدُهُ بها ، وهو الذي يصرفها عنه وحدهُ لا أحد سواه
قال تعالى
(وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ)
(يونس/107)
والحاسد صاحب معصية عظيمة ، فقد قال بعض السلف :
الحسد أول ذنب عُصي الله به في السماء ، يعني حسد إبليس لآدم عليه السلام
وأول ذنب عصي الله به في الأرض ، يعني حسد ابن آدم لأخيه حتى قتله كما في قصة قابيل وهابيل
كما أن الحاسد لا ينقطع همه
قال بعض الأدباء إن الحاسد مسيء للأدب مع الله سبحانه وتعالى
يا حاسـدًا لـي على نعمـتي ...... أتدري على مَنْ أسأت الأدبْ ؟
أسـأت علـى الله في حُكمـه ...... لأنك لم تـرضَ لي ما وهبْ
فأخـزاك ربـي بأن زادنـي ...... وسَـدَّ عليك وجـوه الطلبْ
والسلام عليكم