لكل اسم من اسمائه تعالى يعطي ذاكره ما في قوته
وشأن الهمة إذا تعلقت بشيء عند توجهها أو إذا توجهت لمطلوبها إستجلبته ولأن النفوس لها تأثير تام وفعل قوي عند توجهها إلى مطلوبها فتنفعل لها الأمور لذلك التوجه فإن كان ذلك الإسم المتوجه إلى الله تعالى فيه نسبة موافقة للمتوجه به فتلك نسبة إرتباطية ويقال في ذلك الإسم إنه إسم الله الأعظم في حق ذلك الإنسان فينفعل لديه ما ينفعل بالإسم العظيم الأعظم لمن عرفه بشروطه
قــال أهل البصائر من السادات الصوفية
لكل شيء من الأشياء العلوية والسفلية إسم من أسماء الألوهية هو روحه القائم به وإسمه الأعظم المخصوص به الذي قيام وجوده به فتدبر هذا السر الغريب والعجيب يفتح الله لك باب الإطلاع على أسرار الخواص وهو من مدارك السعداء الفائزين بالإختصاص وإياك والإنكار فإنه ضعف في الهمة ووهن في الدين وكسل وخذلان وسبب للحرمان وهو من مسالك الشيطان فكيف وأنت مصدق الأعشاب والبذور والحبوب على إختلاف الأصناف والضروب أفلا تصدق بالأسماء والآيات وهي من اقوى البينات لقولـــه تعالى بيانا لأولي النهى
ولله الأسماء الحسنى فأدعوه بها
ثم أوضح ذلك وأظهره لأوليائه بقوله
وذروا الذين يلحدون في أسمائه
قـــال إبن عباس هم الذين يكذبون بخواصها
وإعلم أن من لطفه تعالى وكرمه بعباده أظهر لهم أسمائه مختلفة التركيب ليدل كل إسم منها على نوع من أفعاله فيجد كل طالب مسلكا يليق بمطلوبه وكل سالك منهجا سهلا يوصله إلى مرغوبه فيكون ذلك الإسم هو الإسم الأعظم إذا عرفه الطالب وسأل به الراغب في وقته المناسب أستجيب له لإنه يجتمع من معرفة الإسم اللآئق ومعرفة النسبة اللآئقة والحاجة المطابقة للإسم والوقت المناسب مع توجه القلب لذلك النوع المطلوب همة قوية وتوجيه كلي فتسرع الإجابة أي فمن دعا بهذا القانون أستجيب له للوقت وعمدة ذلك كله ما سبق الكلام عليه من معرفة الإسم اللآئق والتوجه به
قـــال بعض العارفين إرتفاع الأصوات في أماكن العبادات يحسن النيات وصفاء الطويات يحل ما عقدته الأفلاك الدائرات