كثر الكلام بقول وفتاوى البعض ممن يحرم ويحلل تبعا لميوله وهواه وحكومته ووظيفته الخ بموضع استخدام الجن وتسخيرهم والتعامل معه وخصوصا اكرر للخير والحلال ونفع الناس وبالاخص مع الجن المؤمن فنقول بمعونة من الله وتوفيق
القول الفصل للجميع هو قول العلماء وليس الجهلاء
فقد سبق وكتبت المجلدات والكتب بهذا من مئات السنين وطرقت بالبحث والحجة والبرهان لابالظن والتخرصات
فهذه فتاوى من بعض العلماء تناسب جميع المذاهب والطرق الدينية بالاسلام وان كان اهلها يمثلون مسار واحد وتوجه مذهبي واحد
ولان بعض الجهله قال
ان من يتعامل مع الجن كافر كافر كافر
وسيرد عليه بقول علمائه وشيوخه الذين يرجع لهم يوعتدب قولهم انه حجة وبينة عليه
لكن هذه الفتوى والتكفير لايقبله لاعقل ولا منطق ولا مسلم جاهل فضلا عن متعلم ويعرف اصول واركان الاسلام التي تدخل الناس بدين الله افواجا
او تخرجهم منه لاسمح الله واخراج المسلم من دينه وتكفيره جريمة كبرى تستحق اللعن لمن قالها اوفعلها بنص النصوص الشرعية ومن كفر مسلما فقد كفر
فقد كان النبي يحدث الجن ويدعوهم لدين الله
وكان نبي الله سليمان يكلم الجن ويستخدمهم ولو ان هذا كفرا لكفر هو وكفر غيره كثير وهذا غير صحيح طبعا
والعلماء هو لهم القول الفصل باامر خطير كالتكفير
وهذا فتوى من ابن عثيمين لااتباعه ومن يكون من مذهبه الديني
حكم خدمة الجن والإنس .. كلام لابن عثيمين
سئل الشيخ بن عثيمين: ما حكم خدمة الجن والإنس؟
فأجاب بقوله : ذكر شيخ الإسلام رحمه الله في المجلد الحادي عشر من مجموع الفتاوى ما مقتضاه أن استخدام الإنس للجن له ثلاث حالات :
الأولى : أن يستخدمه في طاعة الله كأن يكون نائبا عنه في تبليغ الشرع ، فمثلا إذا كان له صاحب من الجن المؤمن يأخذ عنه العلم فيستخدمه في تبليغ الشرع لنظرائه من الجن ، أو في المعونة على أمور مطلوبة شرعا فإنه يكون أمرا محمودا أو مطلوبا وهو من الدعوة إلى الله عز وجل. والجن حضروا للنبي صلى الله عليه وسلم وقرأ عليهم القرآن وولّوا إلى قومهم منذرين ، والجن فيهم الصلحاء والعباد والزهاد والعلماء لأن المنذر لا بد أن يكون عالما بما ينذر عابدا.
الثانية : أن يستخدم في أمور مباحة فهذا جائز بشرط أن تكون الوسيلة مباحة فإن كانت محرمة فهو محرم مثل أن لا يخدمه الجني إلا أن يشرك بالله كأن يذبح للجني أو يركع له أو يسجد ونحو ذلك .
الثالثة : أن يستخدم في أمور محرمة كنهب أموال الناس وترويعهم وما أشبه ذلك ، فهذا محرم لما فيه من العدوان والظلم ، ثم إن كانت الوسيلة محرمة أو شركا كان أعظم وأشد.
المصدر : الفتوى 193 من فتاوى العقيدة للشيخ رحمه الله.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية ( 11/307 -308)
(والمقصود هنا ان الجن مع الانس على احوال
فمن كان من الانس يأمر الجن بما أمر الله به رسوله من عبادة الله وحده وطاعة نبيه ويأمر الانس بذلك فهذا من أفضل اولياء الله تعالى وهو فى ذلك من خلفاء الرسول ونوابه
ومن كان يستعمل الجن فى أمور مباحة له فهو كمن استعمل الانس فى أمور مباحة له وهذا كأن يأمرهم بما يجب عليهم وينهاهم عما حرم عليهم ويستعملهم فى مباحات له فيكون بمنزلة الملوك الذين يفعلون مثل ذلك وهذا اذا قدر انه من اولياء الله تعالى فغايته ان يكون فى عموم اولياء الله مثل النبى الملك مع العبد الرسول كسليمان ويوسف مع ابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
ومن كان يستعمل الجن فيما ينهى الله عنه ورسوله إما فى الشرك واما فى قتل معصوم الدم او فى العدوان عليهم بغير القتل كتمريضه
وانسائه العلم وغير ذلك من الظلم واما فى فاحشة كجلب من يطلب منه الفاحشة فهذا قد استعان بهم على الاثم والعدوان ثم ان استعان بهم على الكفر فهو كافر وان استعان بهم على المعاصى فهو عاص إما فاسق وإما مذنب غير فاسق وان لم يكن تام العلم بالشريعة فاستعان بهم فيما يظن انه من الكرامات مثل ان يستعين بهم على الحج أو ان يطيروا به عند السماع البدعى أو ان يحملوه الى عرفات ولا يحج الحج الشرعى الذى امره الله به ورسوله وأن يحملوه من مدينة الى مدينة ونحو ذلك فهذا مغرور قد مكروا به
وكثير من هؤلاء قد لا يعرف ان ذلك من الجن بل قد سمع ان اولياء الله لهم كرامات وخوارق للعادات وليس عنده من حقائق الايمان ومعرفة القرآن ما يفرق به بين الكرامات الرحمانية وبين التلبيسات الشيطانية فيمكرون به بحسب اعتقاده فان كان مشركا يعبد الكواكب والاوثان اوهموه انه ينتفع بتلك العبادة ويكون قصده الاستشفاع والتوسل ممن صور ذلك الصنم على صورته من ملك او نبى او شيخ صالح فيظن انه صالح وتكون عبادته فى الحقيقة للشيطان قال الله تعالى ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للملائكة اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون )
وهذا قول معلوم ومشتهر وهو الاقرب للصواب والعدل ويناسب كل مسلم ومؤمن مهما كان مذهبه وطريقته الدينية
ولايجوز التساهل بالتكفير مطلقا
والسلام علي من اتبع الهدى والعدل بقوله وفعله