القسم العماري معروف بين الحكماء بعدة أسماء منها القسم المطلق وجزر الأجزار وفوائده لا تعد ولا تحصى ولا يمكن حصرها في كتاب واحد ففي ها القسم سر الملك الخلاق إلى عباده الحذاق من أهل الأذواق وبه أتصلت الرجال بالعلوم وبالسر المكتوم وخدمتهم ملوك الجن و أرهطها والقسم شديد على كل جني شديد ومارد عنيد وعفريت صنديد وسطوة هذا القسم كسطوة عزرائيل على جميع خلق الله وبه تحرق الجن والشياطين وبه تجزر جميع القرناء والعمار وأرباب العزائم وأهل المكان والملوك من الجن وتفتح به الكنوز وبه تبطل حركتها وبه تصنع الطلاسم العظام وإذا دعوة به على ظالم ليلة جمعة أخذه الله لوقته أخذ عزيز مقتدر وأتقوا الله أيها الطلاب فإن حصل وإن دعوتم به عبثا نزل بكم البلاء والتنكيل من الله العزيز الحكيم ويجوز أن يتلى أكثر من سبعة مرات فإن العرش والكرسي يهتزان من هيبته وشدة سطوته وهو جزر شديد قاطع البرهان تقهر به كل عاص من الجن ويستعمل في جزر خدام الأقسام والعزائم والطلاسم و الجدوال قال الشيخ محمد ابن البشير ابن الحاج السوسي المغربي كنت أبحث عن هذا القسم سنين من عمري حتى لقيت الشيخ خرصان فسألته عنه فقال لي :
يا محمد وعزة ربي إن هذا القسم من نوادر العلم المكنون وفوائده لا تعد ولا تحصى ويفلق صم الصخور ثم سكت خرصان قليلا ثم قال لي يا محمد كنت أبحث عن هذا القسم قبلك مدة سبع سنين حتى وصلت بلاد الصين وأنا أسال كل شيخ لقيته في طريقي فلم أجده عند أحد فعدة إلى بلادي ثم خرجت ثانيا أبحث عنه مدة ثلاث سنين من الزمن حتى بلغت أرض السودان فسمعت بشيخ يسكن قرب النيل الأزرق فقصدته ولا أزال أبحث عنه حتى بلغت مدينة أسمها وزرت شيوخها وسألت عن ذلك الشيخ فقالوا لي أن أسمه الشيخ أحمد السوداني فزرته وتكلمت معه في شأن هذا القسم فقال لي يا ولدي هذا القسم عظيم فقد نقلته عن شيخ من بلاد طرطوس بعد العهد والميثاق بأن لا اطلعه لأحد من الناس فقلت له يا شيخ أسألك برب الكعبة أن لا تردني خائبا فقام وأنصرف عني ولم أره عاما كاملا ثم عاد فوجدني أنتظره فقال يا خرصان بعزة الواحد الأحد لمن أعطيك هذا القسم ولومت هنا من الحسرة وغادر المدينة عاما كاملا لم أره فيه ثم عاد فوجدني أنتظره فقال لي ياخرصان أمكث ثلاث سنين كاملة وعند أنتهائها دعاني وقال لي يا خرصان هات الدواة والقلم وأجلس بالقرب مني وأخرج من جيبه كتاب صغيرا وأخذ يتلو علي وأنا أكتب حتى انتهى قال لي يا خرصان أصرف اليوم وأحفظ هذا القسم يحفظك الله فسلمت عليه ودعا لي بالخير وعدت لبلادي و صنعت به العجائب والغرائب