كلمة (البارقليط) وضعت في اللغة العبرية علما على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وفي السريانية كل حرف له يدل على معنى ، فالسريانية هي أصل اللغات بأسرها واللغات الأخرى طارئة عليها والسبب هو الجهل الذي عمّ بني آدم لان أصل التخاطب بها المعرفة الصافية التي لا جهل معها حتى تكون المعاني عند المتكلمين بها معروفة قبل التكلم فتكفي إشارة ما في إخطارها في ذهن السامع فاتفقوا على أن أشاروا إلى المعاني بالحروف الهجائية تقريبا وقصدا إلى الاختصار لان غرضهم الخوض في المعاني لا في فيما يدل عليها ، ولهذا لا يقدر على التكلم بها إلا أهل الكشف الكبير ومن في معناهم من الأرواح التي خلقت عرافة دراكة والملائكة الذين جبلوا على المعرفة فإذا رأيتهم يتكلمون بها رأيتهم يشيرون بحرف أو حرفين أو بكلمة أو بكلمتين إلى ما يشير إليه غيرهم بكرّاسة أو كرّاستين .
فالحائط مثلا وضع في لغة العرب للسور المحيط بدار أو نحوها ، والحاء التي في أوله تدل في ذلك في لغة السريانية . والماء مثلا وضع في لغة العرب للعنصر المعروف ، والهمزة التي في آخره تدل على ذلك . والسماء وضعت للجرم العلوم والسين التي في أوله تشير إلى ذلك ، وهكذا من تأمل غالب الأسماء وجدها على هذا النمط ووجد بقية حروف الكلمة ضائعة بلا فائدة والله اعلم .
كما أن سيدنا آدم لما نزل إلى الأرض كان يتكلم بالسريانية مع زوجته وأولاده لقربهم بالعهد ، فكانت معرفتهم بالمعاني صافية فبقيت السريانية في أولاده على أصلها من غير تغيير أو تبديل ، إلى أن ذهب سيدنا إدريس فدخلها التغيير والتبديل وجعل الناس ينقلونها عن أصلها ويستنبطون منها لغاتهم فأول لغة أستنبطت منها لغة الهند فهي أقرب شيء إلى السريانية ن وإنما كان سيدنا آدم يتكلم بالسريانية بعد نزوله من الجنة لأنها كلام أهل الجنة ن فقد ذكر المفسرون في قوله تعالى (خلق الإنسان علمه البيان) أن المراد بالإنسان آدم والمراد بالبيان النطق بسبعمائة لغة أفضلها لغة القرآن ن والتعليم الذي وقع لآدم صحيح وهو كذلك بعرف تلك اللغات ومن دونه من الأولياء يعرفها ولكن لا ينطق إلا باللغة التي نشأ عليها أهل الجنة وهي السريانية والله أعلم .
كما أنه من تأمل كلام الصبيان الصغار وجد السريانية كثيرا في كلامهم ، وسبب ذلك تعليم الصغر ، فكان سيدنا آدم يعلم أولاده في الصغر ويسمي لهم أنواع المآكل والمشارب بها فنشؤا عليها وعلموها أولادهم وهلم جرا فلما وقع التبديل فيها وتنوسيت لم يبقى منها عند الكبار شيء في كلامهم وبقي عند الصغار منها ما بقي ، وسر آخر وهو أن الصبي ما دام في حال الرضاع فإن روحه متعلقة بالملأ الأعلى وفي ذلك الوقت يرى الصبي الرضيع منامات لو رآها الكبير لذاب لغلبة حكم الروح في ذلك الوقت وغلبة حكم الذات على الكبير ن وقد تمت الإشارة سابقا أن لغة الأرواح هي السريانية وعليه يكون الحكم للروح فقد تنطق بألفاظ سريانية ، فمن أسمائه تعالى التي ينطق بها الصبي الرضيع لفظة (أغ) وهو اسم يدل على الرفعة والعلو ، وترى الصبي إذا فطموه يسمون له مثل الفول والحمص بلفظة (بوبو) وهو موضوع للسريانية للمأكول الحلو ولذا يسمى الثدي الذي يرضع منه بهذا الاسم أيضا ، وإذا أراد الصبي أن يتغوط أعلم أمه وقال : (ع ع) وهو موضوع في السريانية لإخراج خبث الذات ، كما يسمي الصبي صبي آخر أصغر منه بلفظة (مومو) وفي السريانية للشيء القليل الحجم العزيز ، ولذلك سمي إنسان العين باللفظة السابقة والأمثلة حول كلام الصبيان طويلة ويوجد في العهد السابق للكاتب عدد قلة من الأشخاص يتحدثون السريانية أمثال سيدي منصور وسيدي عبدالله البرناوي كان يحسنها وهما من المغرب والسبب هو كثرة مخالطة أهل الديوان فإنهم لا يتكلمون إلا بها ، ولا يتكلمون بالعربية إلا إذا حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم إدبا معه وتوقيرا لأنها كانت لغته .
سؤال القبر والسريانية
قال الحافظ السيوطي في منظومته :
ومن غريب ما ترى العينان أن سؤال القبر بالسرياني
وقال علم الدين البلقيني : أن الميت يجيب السؤال بالسرياني . وقال الحافظ ابن حجر : ظاهر الحديث أنه باللسان العربي ويحتمل مع ذلك أن يكون خطاب كل واحد بلسانه .
أما مؤلف الكتاب فقال : سؤال القبر بالسريانية لأنها لغة الملائكة والأرواح ، ومن جملة الملائكة ملائكة السؤال وإنما يجيب الميت عن سؤالهما روحه وهي تتكلم بالسريانية كسائر الأرواح لأن الروح إذا زال عنها حجاب الذات عادت إلى الميت حالتها الأولى ، كما أن الولي المفتوح عليه فتحا كبيرا يتكلم بها من غير تعلم أصلا لأن الحكم لروحه فما ضنك بالميت فلا صعوبة عليه في التكلم بها .
أما السؤال فإن الملكين يقولانه له بلفظ السريانية (مرازهو) وكل حرف له معناه ولشرحه يطول الكلام . وأما الجواب إذا كان الميت مؤمنا فإنه يجيبهما بقوله : (مرادأزير) وحاصل معنى الجواب أنه قيل جميع المكونات ونبينا الذي هو حق وسائر الأنبياء الذين هم حق وكافة الملائكة الذين هم حق وجميع الأنوار التي هي حق وعذاب جهنم الذي هو حق وكل الشر الذي هو حق هو سبحانه خالقها ومالكها ومتصرف فيها لا معاند له ولا شريك ولا راد لحكمه فيها . فإذا أجاب الميت بهذا الجواب الحق قال له الملكان : (ناصر) ومعناه يعلم مما وضعت له حروفه في السريانية كالتالي : النون المفتوحة بعدها ألف للنور الساكن في الذات المشتعل فيها ن والحرف الثاني وهو الصاد المكسور يدل على التراب ، والراء الساكنة تدل على حقيقة المعنى السابق ، وعليه يكون معنى هذا الكلام : نور إيمانك الساكن في ذاتك الترابية أي التي أصلها من التراب صحيح حق مطابق لا شك فيه فهو قريب من قوله في الحديث نم صالحا قد علمنا إن كنت لموقنا والله أعلم .
القرآن الكريم والسريانية
نقدم لكم أمثلة مختصرة وأيضا شرحها سيكون بإيجاز :
كلمة (أسفارا) قال الواسطي في الإرشاد هي الكتب بالسريانية وأخرج ابن حاتم عن الضحاك بانها الكتب بالقبطية قاله في الإتقان في علوم القرآن ، أما مؤلف الكتاب فقال بأنها سريانية ومعناها محاسن الأشياء .
كلمة (الربانيون) قال الجواليقي قال أبو عبيدة : العرب لا تعرف الربانيون وأحسب اللفظة عبرانية أو سريانية وجزم أبو القاسم بأنه سريانية ، وقال المؤلف بإنها سريانية ومعناها الذين فتح الله عليهم في العلم من غير تعلم وهي مركبة من ثلاث كلمات – ربا – ني – يون - وخلاصة الشرح هو ذلك الخير القريب مني الذي هو في ذوات أهل الفتح نور من الأنوار وسر من الأسرار وهو ساكن في ذواتهم مشتعل فيها والله أعلم .
كلمة (هيت لك) معناها هلم لك بالقبطية وكذلك بالسريانية ، وقيل بالعبرانية وأصلها هيتله أي تعاله ، والله أعلم .
كلمة (شهر) ذكر الجواليقي أن بعض أهل اللغة ذكر أنه سرياني ، وفي لغة السريانيين اسم الماء قال : ومن عرف تفسيره لم يشك في ذلك .
والكلمة (عدن) هي جنات كروم وأعناب بالسريانية .
يقول المؤلف : لا يعرف اللغة السريانية إلا الغوث والأقطاب السبعة الذين تحته ، وقد علمها لي سيدي أحمد بن عبد الله في نحو من شهر وذلك عام 1125 هجرية . كما قال أنه من فهم السريانية وأسرار الحروف أعانه ذلك على فهم باطن القرآن وعلم ما في عالم الأرواح و ما في هذه الدار والدار الآخرة وما في السموات وما في الأرضين وما في العرش وغير ذلك والله أعلم . وسئل المؤلف هل القرآن الكريم مكتوب في اللوح المحفوظ باللغة العربية فقال : نعم وبعضه باللغة السريانية وهي بالتحديد فواتح السور
فالحائط مثلا وضع في لغة العرب للسور المحيط بدار أو نحوها ، والحاء التي في أوله تدل في ذلك في لغة السريانية . والماء مثلا وضع في لغة العرب للعنصر المعروف ، والهمزة التي في آخره تدل على ذلك . والسماء وضعت للجرم العلوم والسين التي في أوله تشير إلى ذلك ، وهكذا من تأمل غالب الأسماء وجدها على هذا النمط ووجد بقية حروف الكلمة ضائعة بلا فائدة والله اعلم .
كما أن سيدنا آدم لما نزل إلى الأرض كان يتكلم بالسريانية مع زوجته وأولاده لقربهم بالعهد ، فكانت معرفتهم بالمعاني صافية فبقيت السريانية في أولاده على أصلها من غير تغيير أو تبديل ، إلى أن ذهب سيدنا إدريس فدخلها التغيير والتبديل وجعل الناس ينقلونها عن أصلها ويستنبطون منها لغاتهم فأول لغة أستنبطت منها لغة الهند فهي أقرب شيء إلى السريانية ن وإنما كان سيدنا آدم يتكلم بالسريانية بعد نزوله من الجنة لأنها كلام أهل الجنة ن فقد ذكر المفسرون في قوله تعالى (خلق الإنسان علمه البيان) أن المراد بالإنسان آدم والمراد بالبيان النطق بسبعمائة لغة أفضلها لغة القرآن ن والتعليم الذي وقع لآدم صحيح وهو كذلك بعرف تلك اللغات ومن دونه من الأولياء يعرفها ولكن لا ينطق إلا باللغة التي نشأ عليها أهل الجنة وهي السريانية والله أعلم .
كما أنه من تأمل كلام الصبيان الصغار وجد السريانية كثيرا في كلامهم ، وسبب ذلك تعليم الصغر ، فكان سيدنا آدم يعلم أولاده في الصغر ويسمي لهم أنواع المآكل والمشارب بها فنشؤا عليها وعلموها أولادهم وهلم جرا فلما وقع التبديل فيها وتنوسيت لم يبقى منها عند الكبار شيء في كلامهم وبقي عند الصغار منها ما بقي ، وسر آخر وهو أن الصبي ما دام في حال الرضاع فإن روحه متعلقة بالملأ الأعلى وفي ذلك الوقت يرى الصبي الرضيع منامات لو رآها الكبير لذاب لغلبة حكم الروح في ذلك الوقت وغلبة حكم الذات على الكبير ن وقد تمت الإشارة سابقا أن لغة الأرواح هي السريانية وعليه يكون الحكم للروح فقد تنطق بألفاظ سريانية ، فمن أسمائه تعالى التي ينطق بها الصبي الرضيع لفظة (أغ) وهو اسم يدل على الرفعة والعلو ، وترى الصبي إذا فطموه يسمون له مثل الفول والحمص بلفظة (بوبو) وهو موضوع للسريانية للمأكول الحلو ولذا يسمى الثدي الذي يرضع منه بهذا الاسم أيضا ، وإذا أراد الصبي أن يتغوط أعلم أمه وقال : (ع ع) وهو موضوع في السريانية لإخراج خبث الذات ، كما يسمي الصبي صبي آخر أصغر منه بلفظة (مومو) وفي السريانية للشيء القليل الحجم العزيز ، ولذلك سمي إنسان العين باللفظة السابقة والأمثلة حول كلام الصبيان طويلة ويوجد في العهد السابق للكاتب عدد قلة من الأشخاص يتحدثون السريانية أمثال سيدي منصور وسيدي عبدالله البرناوي كان يحسنها وهما من المغرب والسبب هو كثرة مخالطة أهل الديوان فإنهم لا يتكلمون إلا بها ، ولا يتكلمون بالعربية إلا إذا حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم إدبا معه وتوقيرا لأنها كانت لغته .
سؤال القبر والسريانية
قال الحافظ السيوطي في منظومته :
ومن غريب ما ترى العينان أن سؤال القبر بالسرياني
وقال علم الدين البلقيني : أن الميت يجيب السؤال بالسرياني . وقال الحافظ ابن حجر : ظاهر الحديث أنه باللسان العربي ويحتمل مع ذلك أن يكون خطاب كل واحد بلسانه .
أما مؤلف الكتاب فقال : سؤال القبر بالسريانية لأنها لغة الملائكة والأرواح ، ومن جملة الملائكة ملائكة السؤال وإنما يجيب الميت عن سؤالهما روحه وهي تتكلم بالسريانية كسائر الأرواح لأن الروح إذا زال عنها حجاب الذات عادت إلى الميت حالتها الأولى ، كما أن الولي المفتوح عليه فتحا كبيرا يتكلم بها من غير تعلم أصلا لأن الحكم لروحه فما ضنك بالميت فلا صعوبة عليه في التكلم بها .
أما السؤال فإن الملكين يقولانه له بلفظ السريانية (مرازهو) وكل حرف له معناه ولشرحه يطول الكلام . وأما الجواب إذا كان الميت مؤمنا فإنه يجيبهما بقوله : (مرادأزير) وحاصل معنى الجواب أنه قيل جميع المكونات ونبينا الذي هو حق وسائر الأنبياء الذين هم حق وكافة الملائكة الذين هم حق وجميع الأنوار التي هي حق وعذاب جهنم الذي هو حق وكل الشر الذي هو حق هو سبحانه خالقها ومالكها ومتصرف فيها لا معاند له ولا شريك ولا راد لحكمه فيها . فإذا أجاب الميت بهذا الجواب الحق قال له الملكان : (ناصر) ومعناه يعلم مما وضعت له حروفه في السريانية كالتالي : النون المفتوحة بعدها ألف للنور الساكن في الذات المشتعل فيها ن والحرف الثاني وهو الصاد المكسور يدل على التراب ، والراء الساكنة تدل على حقيقة المعنى السابق ، وعليه يكون معنى هذا الكلام : نور إيمانك الساكن في ذاتك الترابية أي التي أصلها من التراب صحيح حق مطابق لا شك فيه فهو قريب من قوله في الحديث نم صالحا قد علمنا إن كنت لموقنا والله أعلم .
القرآن الكريم والسريانية
نقدم لكم أمثلة مختصرة وأيضا شرحها سيكون بإيجاز :
كلمة (أسفارا) قال الواسطي في الإرشاد هي الكتب بالسريانية وأخرج ابن حاتم عن الضحاك بانها الكتب بالقبطية قاله في الإتقان في علوم القرآن ، أما مؤلف الكتاب فقال بأنها سريانية ومعناها محاسن الأشياء .
كلمة (الربانيون) قال الجواليقي قال أبو عبيدة : العرب لا تعرف الربانيون وأحسب اللفظة عبرانية أو سريانية وجزم أبو القاسم بأنه سريانية ، وقال المؤلف بإنها سريانية ومعناها الذين فتح الله عليهم في العلم من غير تعلم وهي مركبة من ثلاث كلمات – ربا – ني – يون - وخلاصة الشرح هو ذلك الخير القريب مني الذي هو في ذوات أهل الفتح نور من الأنوار وسر من الأسرار وهو ساكن في ذواتهم مشتعل فيها والله أعلم .
كلمة (هيت لك) معناها هلم لك بالقبطية وكذلك بالسريانية ، وقيل بالعبرانية وأصلها هيتله أي تعاله ، والله أعلم .
كلمة (شهر) ذكر الجواليقي أن بعض أهل اللغة ذكر أنه سرياني ، وفي لغة السريانيين اسم الماء قال : ومن عرف تفسيره لم يشك في ذلك .
والكلمة (عدن) هي جنات كروم وأعناب بالسريانية .
يقول المؤلف : لا يعرف اللغة السريانية إلا الغوث والأقطاب السبعة الذين تحته ، وقد علمها لي سيدي أحمد بن عبد الله في نحو من شهر وذلك عام 1125 هجرية . كما قال أنه من فهم السريانية وأسرار الحروف أعانه ذلك على فهم باطن القرآن وعلم ما في عالم الأرواح و ما في هذه الدار والدار الآخرة وما في السموات وما في الأرضين وما في العرش وغير ذلك والله أعلم . وسئل المؤلف هل القرآن الكريم مكتوب في اللوح المحفوظ باللغة العربية فقال : نعم وبعضه باللغة السريانية وهي بالتحديد فواتح السور