للخلوة دليل من السنة
عن عائشة رضى الله عنها انها قالت «اول ما بدىء له رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤية الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا الا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه وهو التعبد- الليالي ذوات العدد - قبل ان ينزع إلى أهله ويتزود لذلك - ثم يرجع إلى خديجة ويتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء - هذا مارواه البخاري في صحيحه «باب كتاب كان بدء الوحي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم».
يقول العلماء: وهم أهل ذوق ومعارف «من نال مقاماً دام عليه يؤديه إلى ترقى الى ما هو أعلى منه لان النبي صلى الله عليه وسلم اخذ اولاً في التحنث ودام عليه يؤديه الى ان ترقى من مقام الى مقام حتى وصل الى مقام النبوة ثم اخذ فى الترقي فى مقامات النبوة حتى وصل به المقام الى (قاب قوسين او ادنى)، كما تقدم.
فالوارثون له بتلك النسبة من دام منهم على التأدب في المقام الذي اقيم فيه ترقى في المقامات، حيث شاء الله - عدا مقام النبوة لا مشاركة للغير فيها بعد النبي صلى الله عليه وسلم جاء هذا في بهجة النفوس شرح مختصر صحيح البخاري للامام الحافظ ابي سعيد محمد عبد الله بن ابي حمزة الأزدي الاندلسي المتوفي 699هـ صفحة «10».
«ان للخلوة فوائد جليلة وآثاراً مهمة وانما يدركها من ذاق حلاوتها وجنى ثمارها فمن فوائدها وهي كثيرة، كما ذكرها العلماء: تهذيب النفس وتزكيتها ورياضتها على طاعة الله تعالى والاستئناس بمجالسته لأن من طبائع النفس الامارة حب مجالسة الناس والميل الى اللهو والعبث وكراهية الخلوة مع الله والنفور من الانفراد للمحاسبة على الهفوات واللوم على الاخطاء فاذا جاهدناها على ذلك فانها تشعر بالضيق والضجر في بادئ امرها ولكن سرعان ما تذعن وتخضع ثم تذوق حلاوة الانس بالله ولذة مناجاته.
وخصوصاً عندما تنطلق وتتحرر من قيود المادة وتسبح في عالم الملكوت اذ الخلوة تروض النفس على الإذعان لبارئها والانس بربها.
قال الامام الشافعي رحمه الله تعالى:
«من احب ان يفتح الله قلبه ويرزقه العلم فعليه بالخلوة وقلة الاكل وترك مخالطة السفهاء وبعض اهل العلم الذين ليس معهم انصاف ولا ادب » جاء هذا في بستان العارفين للامام الفقيه الحافظ ابي زكريا محيى الدين النووي المتوفي 676هـ صفحة «47».
ومن ارق واجمل العبارات ذات الاشراق والجمال ما جاء على لسان الامام الاكبر ابن عربي رحمه الله.
«فإن المتأهب الطالب للمزيد المتعرض لنفحات سجود بأسرار الوجود اذا لزم الخلوة والذكر وفراق المحل من الذكر وقعد فقيراً لاشئ له عند باب ربه حينئذ يمنحه الله تعالى ويعطيه من العلم والاسرار الإلهية والمعارف الربانية التي اثنى الله سبحانه بها على عبده خضر فقال:
«فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علماً» الكهف آية رقم «65».
قال تعالى: «واتقوا الله ويعلمكم الله» البقرة آية «282».
وقال تعالى: «ويجعل لكم نوراً تمشون به» الحديد «28».
جاء هذا في الفتوحات المكية مجلد رقم «1».
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله.
عن عائشة رضى الله عنها انها قالت «اول ما بدىء له رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤية الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا الا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه وهو التعبد- الليالي ذوات العدد - قبل ان ينزع إلى أهله ويتزود لذلك - ثم يرجع إلى خديجة ويتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء - هذا مارواه البخاري في صحيحه «باب كتاب كان بدء الوحي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم».
يقول العلماء: وهم أهل ذوق ومعارف «من نال مقاماً دام عليه يؤديه إلى ترقى الى ما هو أعلى منه لان النبي صلى الله عليه وسلم اخذ اولاً في التحنث ودام عليه يؤديه الى ان ترقى من مقام الى مقام حتى وصل الى مقام النبوة ثم اخذ فى الترقي فى مقامات النبوة حتى وصل به المقام الى (قاب قوسين او ادنى)، كما تقدم.
فالوارثون له بتلك النسبة من دام منهم على التأدب في المقام الذي اقيم فيه ترقى في المقامات، حيث شاء الله - عدا مقام النبوة لا مشاركة للغير فيها بعد النبي صلى الله عليه وسلم جاء هذا في بهجة النفوس شرح مختصر صحيح البخاري للامام الحافظ ابي سعيد محمد عبد الله بن ابي حمزة الأزدي الاندلسي المتوفي 699هـ صفحة «10».
«ان للخلوة فوائد جليلة وآثاراً مهمة وانما يدركها من ذاق حلاوتها وجنى ثمارها فمن فوائدها وهي كثيرة، كما ذكرها العلماء: تهذيب النفس وتزكيتها ورياضتها على طاعة الله تعالى والاستئناس بمجالسته لأن من طبائع النفس الامارة حب مجالسة الناس والميل الى اللهو والعبث وكراهية الخلوة مع الله والنفور من الانفراد للمحاسبة على الهفوات واللوم على الاخطاء فاذا جاهدناها على ذلك فانها تشعر بالضيق والضجر في بادئ امرها ولكن سرعان ما تذعن وتخضع ثم تذوق حلاوة الانس بالله ولذة مناجاته.
وخصوصاً عندما تنطلق وتتحرر من قيود المادة وتسبح في عالم الملكوت اذ الخلوة تروض النفس على الإذعان لبارئها والانس بربها.
قال الامام الشافعي رحمه الله تعالى:
«من احب ان يفتح الله قلبه ويرزقه العلم فعليه بالخلوة وقلة الاكل وترك مخالطة السفهاء وبعض اهل العلم الذين ليس معهم انصاف ولا ادب » جاء هذا في بستان العارفين للامام الفقيه الحافظ ابي زكريا محيى الدين النووي المتوفي 676هـ صفحة «47».
ومن ارق واجمل العبارات ذات الاشراق والجمال ما جاء على لسان الامام الاكبر ابن عربي رحمه الله.
«فإن المتأهب الطالب للمزيد المتعرض لنفحات سجود بأسرار الوجود اذا لزم الخلوة والذكر وفراق المحل من الذكر وقعد فقيراً لاشئ له عند باب ربه حينئذ يمنحه الله تعالى ويعطيه من العلم والاسرار الإلهية والمعارف الربانية التي اثنى الله سبحانه بها على عبده خضر فقال:
«فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علماً» الكهف آية رقم «65».
قال تعالى: «واتقوا الله ويعلمكم الله» البقرة آية «282».
وقال تعالى: «ويجعل لكم نوراً تمشون به» الحديد «28».
جاء هذا في الفتوحات المكية مجلد رقم «1».
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله.