شرح آيات الخمس والثلاثون ، روى الشيخ عبد المجيد في كتاب (( الذكر الأعلى في شرح أسماء الله تعالى )) عن عبد الله بن عباس انه قال (( سمعت رسول الله صل الله عليه واله وسلم يقول : في قرآن الكريم 37 موضعاً فيه (( لا إله إلا هو ) وقال بعض العلماء العارفين يوجد اسم الله الاعظم في هذه الآبيات ، وان قارىء هذه الآيات مستجاب الدعاء بلا شك ان شاء الله
.
ولهذه الآيات خواص كثيرة لا يسع ذكرها على هذه الوريقات ، من أراد تسخير قلوب السلاطين ، والأمراء ويطيعه جميع المخلوقين ويصبح مسموع القول عندهم بلا نقاش ، ومحبوب قلوب العالمين صافي الظاهر و الباطن حيث يحبه كل من يقع عليه نظره ، مكرما من الله تعالى بالعلم الباطن محيطاً بجميع انواع المعارف عليه ان يجعل هذه الايات ورده الخاص بعد كل صلاة بشرط الطاهراً وفي صلاته مستقبلا القلبه ، جالساً وليس في طريق وعلى طهارة لأنه بغير هذه الشروط لن يحصل على النتيجة المطلوبة . وحتما عليه ، ان يقرأ الدعاء بخشوع و خضوع وتاني و بصورة صحيحة كي ينال مراده الديني و الدنيوي .
قال رسول الله صل الله عليه واله وسلم : (( من قرأ هذه الآيات مرة واحدة في عمره ، فكانه قرأ القرآن كله وغفرت ذنوبه حتى لو كانت بعدد رمال الصحراء وقطرات المطر و اوراق الشجر ، وإذا قراها بنيه صادقة بدل الله تعالى سيئاته حسنات)). وقال رسول الله صل الله عليه واله وسلم : (( من أراد ان تزداد قوة ذاكرته فليصم يوم الخميس وليكتب هذه الايات على قدح خزفي يغسلها بماء المطر أو العين الجارية ثم يفطر على ذلك الماء يصبح قادرا على حفظ كل ما يقرأه ، و إذا شرب منه مسحور أو معقود اللسان زال عنه ما به .
واذا كتب احد هم هذه الايات وحملها معه كانت امانا له من مختلف الابتلاءات ونصرته على الاعداء ورفعته في نظر الوضيع و الشريف وصار مجبوبا عند الجميع .
من كان به أذى في القولون او مرضا غير قابل للشفاء عجز الاطباء عن معالجته ، فعليه ان يكتبها يوم الجمعة قبل صلاة الصبح على وعاء خزفي بالمسك و الزعفران و يغسلها بماء الورد ويشرب من ذلك الماء صباحا على الريق ، يشفى من مرضه ان شاء الله
ومن واظب عليها بعد الصلاة الصبح فقراها مرة واحدة كانت امانا له من جميع ابتلاءات ، وسعدت أوقاته و احواله و أطاعه عظماء أهل زمانه ، وبعث الله تعالى (70) ملكاً تحفظ قارى التهليلات شرور الدنيا و افاتها ونكباتها ودفعت عنه الأسف و الحسرة
ومن كان عليه دين كثير وسدت في وجهه السبل وضاقت معيشته فليقرأ هذه الآيات (41) مرة بعد الصلاة الجمعة لأجل تسهيل أحواله، ينال مراده و مقصوده ان شاء الله.
ومن أراد ان يطيعه العظماء و الاكابر فعليه ان يصوم أيام الاربعاء و الخميس و الجمعه ، ويغتسل كل يوم و يقرأ هذه الايات (100) مرة في كل يوم من تلك الايام ويبخر بعض البخور في مكان خالي من الناس ، فيصبح في اليوم الرابع و قلبه سليم ونيته مستقيمة تطيعه السلاطين متسلطا على قومه مطاعا بلا نقاش او اعتراض
ان هذه الايات تفيد اولئك الذين يريدون ضبط ملكهم ، او من يريد ان يصبح حاكما على ولاية ما ، فليكتب هذه الآيات بالمسك و الزعفران وماء الورد على ورقة طاهرة ، عندما يكون القمر تحت الشعاع ، يطوي الورقة بصورة اسطوانية ويلفها بخرقة نظيفة ويضعها في عمامته او قلنسوته ، فيصبح غير مرئيا من قبل الناس ما دامت القنلنسوة على راسه بحول الله و قوته .
وقد كتب الشيخ العظيم في كتاب ( جواهر القرآن ) شرحا وافرا لهذه الآيات وخصائصها القيمة ، وكذلك في كتاب المصباح للكفعمي ذكر عن فضائل التهليل بما يلي : هذا التهليل مروي عن النبي صل الله عليه واله وسلم وهو خمسة وثلاثين موضعا في الكتاب العزيز وعنه صل الله عليه واله وسلم من هلل به ادخل الله في قلبه الحكمة و العلم و الايمان و الاخلاص و التوكل و السكينة و الوقار ، ومن كتبه وشربه بماء مطر او زمزم خرج عن عروقه كل داء ، وصرف الله تعالى عنه وسوسة الشيطان و النسيان ومن جعله حرزا وحمله امن من الوحوش و الهوام ، وألقى الله تعالى محبته وهيبته في قلوب عباده و امن السحر وكل علة الجسده ، ومن قرأه لم يعذبه الله تعالى ونظر إليه بعين الرحمة وفتح عليه باب الغني او سد عنه باب الفقر وحاسبه حسابا يسيرا وما هلل به ملهوف إلا اغاثه الله تعالى ولا مكروب إلا نفس الله كربه ولا مديون الا قضى الله تعالى دينه ، ومن قراه ، ودخل على سلطان جائر قضى حاجته بإذن الله تعالى .
وعن ابن عباس افضل الكلام لا إله إلا الله كلمة الاخلاص التي لا يقبل الله تعالى عملا الا بها والتي يليها سبحان الله وبحمده ، وصلاة الخلق والتي يليها الحمد الله كلمة الشكر والتي يليها الله اكبر والتي يليها الحقولة قاله صاحب كتاب حياة الحيوان .
وعن النبي صل الله عليه واله وسلم من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة و اخلاصه بها ان يحجره عما حرمه الله وعنه صل الله عليه واله وسلم من مدّ صوته بلا إله إلا الله تناثرت ذنوبه كما يتناثر ورق الشجر ، وعن الصادق عليه السلام من قالها من غير تعجب خلق الله تعالى منها طائرا يرفرف على راس صاحبها ويستغفر له إلى ان تقوم الساعة ، وعن النبي صل الله عليه واله وسلم من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة ، وعنه صل الله عليه واله وسلم من قال لا إله إلا الله غرس الله تعالى له شجرا من ياقوته حمراء منبتها في مسك أبيض ثمرها كثدي الأبكار أبيض من الثلج و أحلى من العسل و أطيب ريحا من المسك يعلوو بع عن سبعين حلة .
وعنه صل الله عليه واله وسلم قول لا إله إلا الله ثمن الجنة ومن قالها في اليوم مائة مرة كان أفضل الناس عملا ذلك اليوم الا من زاد ،ومن قالها حين آوى إلى فراشة مائة مرة بني الله تعالى له بيتا في الجنة وقاله ابن بابويه رحمه الله في كتاب ثواب الاعمال و آيات التهليل كما يلي :
بسم الله الرحمان الرحيم
الاول : في سورة البقرة : ( و إلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمان الرحيم )
الثاني : أيضاً فيها : ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم )
الثالث : في سورة آل عمران : ( الم الله لا إله إلا هو الحيّ القيّوم نزّل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه و اّنزل التوراة و الإنجيل من قبل هدى للناس و انزل الفرقان )
الرابع : أيضا فيها : ( هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم )
الخامس: أيضا فيها : ( شهد الله أنّه لا إله إلا هو و الملائكة و أولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم إن الدين عن الله الإسلام )
السادس : في سورة النساء : ( الله لا إله إلا هو ليجمعنّكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من الله حديثا )
السابع : في سورة الأنعام : (ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شي فاعبدوه وهو على كل شي وكيل )
الثامن : ايضا فيها : ( اتبع ما أوحي إليك من ربّك لا إله إلا هو و أعرض عن المشركين )
التاسع : في سورة الأعراف : ( قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السّماوات و الأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النّبيّ الأمي ّ الّذي يؤمن بالله وكلماته و اتّبعوه لعلّكم تهتدون )
العاشر : في سورة التوبة : ( وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عمّا يشركون)
الحادي عشر : ايضا فيها : ( فإنّ تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم )
الثاني عشر : في سورة يونس : ( وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فاتبعهم فرعون وجنوده بغيا و عدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت انّه لا إله إلاّ الّذي آمنت به بنو إسرائيل و أنا من المسلمين)
الثالث عشر : في سورة هود : ( فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنّما أنزل بعلم الله و أن لا إله إلاّ هو فهل أنتم مسلمون )
الرابع عشر : في سورة الرعد : ( كذلك أرسلناك في أمّة قد خلت من قبلها أمم لتلو عليهم الذي أوحينا إليك وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربيّ لا إله إلاّ هو عليه توكلت و إليه متاب )
الخامس عشر : في سورة النحل : ( ينزّل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنّه لا إله إلاّ أنا فاتقون )
السادس عشر : في سورة طه : ( وإن تجهر بالقول فإنّه يعلم السرّ و أخفى الله لا إله إلاّ هو له الأسماء الحسنى )
السابع عشر : أيضا فيها : ( وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى إننّي أنا الله لا إله إلاّ أنا فاعبدوني و أقم الصّلاة لذكري)
الثامن عشر : ايضا فيها : ( إنّما إلهكم الله الّذي لا إله إلاّ هو وسع كل شي علما )
التاسع عشر : في سورة الأنبياء : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلاّ يوحى إليه أنّه لا إله إلاّ أنّا فاعبدون )
العشرون : أيضا فيها : ( و ذا النّون إذ ذهب مغاضبا فظنّ أن لن نقدر عليه فنادى في الظّلمات أن لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين فاستجبنا له له ونجّيناه من الغم ّ وكذلك ننجي المؤمنين)
الحادي و العشرون : في سورة المؤمنون : ( فتعالى الله لا إله إلا هو رب العرش الكريم )
الثاني العشرون : في سورة القصص : ( وهو الله لا إله إلاّ هو له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون )
الثالث العشرون : ايضا فيها : ( ولا يدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شي هالك إلاّ وجهه له الحكم و إليه ترجعون )
الرابع و العشرون : في سورة فاطر : ( يا أيّها النّاس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السّماء و الأرض لا إله إلاّ هو فأنّى تؤفكون )
الخامس و العشرون : في سورة الصّافّات : ( إنّهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلاّ الله يستكبرون)
السادس و العشرون : في سورة المزّمر : ( خلقكم من نفس واحدة ثمّ جعل منها زوجها و أنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمّهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله ربّكم له الملك لا إله إلاّ هو فأنّى تصرفون )
السابع و العشرون : في سورة المؤمن : ( غافر الذّنب و قابل التّوب شديد العقاب ذي الطّول لا إله إلاّ هو إليه المصير )
الثامن و العشرون : أيضا فيها : ( ذلكم الله ربّكم خالق كلّ شي لا إله إلاّ هو فأنّى تؤفكون )
التاسع و العشرون : أيضا فيها : ( هو الحيّ لا إله إلاّ هو فادعوه مخلصين له الدّين الحمد لله ربّ العالمين )
الثلاثون : في سورة الدّخان : ( ربّ السّماوات و الأرض وما بينهما إن كنتم موقنين لا إله إلاّ هو يحيي ويميت ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين )
الحادي و الثلاثون : في سورة محمد صل الله عليه واله وسلم : ( فاعلم أنّه لا إله إلاّ الله و استغفر لذنبك و للمؤمنين و المؤمنات والله يعلم متقلّبكم ومثواكم )
الثاني والثلاثون : في الحشر : ( هو الله الّذي لا إله إلاّ هو عالم الغيب و الشّهادة هو الرحمن الرّحيم )
الثالث و الثلاثون : فيها أيضا : ( هو الله الّذي لا إله إلاّ هو الملك القدّوس السّلام المؤمن المهيمن العزيز الجبّار المتكبّر سبحان الله عما يشركون هو الخالق البارىء المصوّر له الأسماء الحسنى يسبّح له ما في السّماوات و الأرض وهو العزيز الحكيم )
الرابع والثلاثون : في سورة التّغابن : ( الله لا إله إلاّ هو وعلى الله فليتوكلّ المؤمنون)
الخامس و الثلاثون : في سورة المزّمّل : ( ربّ المشرق و المغرب لا إله إلاّ هو فاتخذه وكيلا )
ثم إقرا من سورة الإسراء : ( قل ادعوا الله أو ادعوا الرّحمن أيّا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا وقل الحمد الله الّذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له وليّ من الذّل وكبّره تكبيرا )