سئل أرسطو طاليس عن معدن الشمس بحضرة الإسكندر ما السبب في عدم تغيره وطول مكثه على حد واحد دون بقية الأجساد ؟ فقال لاستيلائه على العناصر الأربع وغلبته إياها وصفاء جوهره وشرف طبعه وطيب عنصره فهو أشرف المعادن وأعدلها وأكثرها فعلاً وكل معدن دونه غلب عليه الأخلاط وفعلت فيه المؤثرات وهم المحتاجون لتكميل نقصهم واستحالتهم إلى طبعه فلو عرفوا ما في باطنه من السر المكنون لبذلوا جهدهم وصرفوا عمرهم في طلب ذلك السر الكامن فيه الذي إذا وجد منه قلب أعيان الفلزات إلى لونه وكمل نقصها حتى تصير في قوامه وذلك لا يحصل لهم إلا باستخراج روحه ونفسه بتفصيل طبيعي ثم تركيب ما استخرج منه تركيب طبيعي فمن احتكم في ذلك العمل نال الأمل فإنه أشرف المعادن وأنه لا يتغير بمرور الزمان ولا بحلول الجهات وهو المعدن الطاهر الذي لا يحتاج إلى غيره من المعادن بل هي محتاجة إليه وهو مكمل نقصها ومحيلها إلى طبعه ثم ساقه ذلك إلى أن لوح ببعض تدبيره بكلام كلي مجمل يحتاج إلى تفصيل ليس هذا محله لأنى لم أضع هذا المختصر لشيء من ذلك وإنما وضعته لمعنى بسيط والتكسير وتنزيل الاعداد فإذا تأمل الطالب ما قالته الحكماء في التعويض عن المعدنيات ونظر في عمله وما الغالب عليه ووضع ذلك في طبعه من أي نوع كان لأن كلامهم يدل على ذلك ظهر له أنموذج لطيف يقيس به ما ذكروه على مالم يذكروه فالمعدنيات تحتاج إلى تدبير أول والتدبير هنا إعدال مزاجها وتليين طبعها لتقبل النقش ولتقوم بلا تغيير .