اعلم رحمك الله أنه على حسب حياة
القلب يكون خُلُقُ الحياء، فكلما كان
القلب أحيا كان الحياء أتم..
حقيقة الحياء
إن الحياء خلق يبعث على فعل كل
مليح وترك كل قبيح، فهو من صفات
النفس المحمودة.. وهو رأس مكارم
قال وهب بن منبه: اﻹيمان عريان،
ولباسه التقوى، وزينته الحياء.
وقيل أيضًا: من كساه الحياء ثوبه لم ير
الناس عيبه.
حياؤك فاحفظه عليك فإنما.. ... ..يدلُّ
على فضل الكريم حياؤه
إذا قلَّ ماء الوجه قلَّ حيـاؤه.. ... ..وï»»
خير في وجهٍ إذا قلَّ ماؤه
ونظرًا لما للحياء من مزايا وفضائل؛
وربَّ قبيحةٍ ما حال بيني.. ... ..وبين
ركوبها الحياءُ
وإذا رأيت في الناس جرأةً وبذاءةً
وفحشًا، فاعلم أن من أعظم أسبابه
فقدان الحياء، قال صلى الله عليه
وسلم" :إن مما أدرك الناس من كﻼم
النبوة اï»·ولى: إذا لم تستحِ فاصنع ما
شئت."
وفي هذا المعنى يقول الشاعر:
إذا لم تخـش عـاقبة الليـالي.. ... ..ولم
تستحِ فاصنع ما تشاءُ
يعيش المرء ما استحيا
بخير.. ... ..ويبقى العود ما بقي اللحاءُ
ليس من الحياء:
إن بعض الناس يمتنع عن بعض
الخير، وعن قول الحق وعن اï»·مر
بالمعروف والنهي عن المنكر بزعم
الحياء، وهذا وï»» شك فهمٌ مغلوط
لمعنى الحياء؛ فخير البشر محمد
صلى الله عليه وسلم كان أشد الناس
حياءً، بل أشد حياءً من العذراء في
خِدرها، ولم يمنعه حياؤه عن قول
الحق، واï»·مر بالمعروف والنهي عن
المنكر، بل والغضب لله إذا انتهكت
محارمه.
كما لم يمنع الحياء من طلب العلم
والسؤال عن مسائل الدين، كما رأينا أم
سليم اï»·نصارية رضي الله عنها تسأل
رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا
رسول الله! إن الله ï»» يستحيي من
الحق، فهل على المرأة غسلٌ إذا
احتلمت؟
لم يمنعها الحياء من السؤال، ولم يمنع
الحياءُ الرسول صلى الله عليه وسلم
من البيان؛ فقال" :نعم، إذا رأت الماء."
¤¤ أنواع الحياء ¤¤
قسم بعضهم الحياء إلى أنواع، ومنها:
-1 الحياء من الله.
-2 الحياء من المﻼئكة.
-3 الحياء من الناس.
-4 الحياء من النفس.
أوï»»ً: الحياء من الله:
حين يستقر في نفس العبد أن الله
يراه، وأنه سبحانه معه في كل حين،
فإنه يستحي من الله أن يراه مقصرًا
في فريضة، أو مرتكبًا لمعصية.. قال
الله عز وجل( :أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى)
{العلق.14} وقال وَلَقَدْ خَلَقْنَا
اﻹِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ
وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)
{ق.16}
إلى غير ذلك من اﻵيات الدالة على
اطﻼعه على أحوال عباده، وأنه رقيب
عليهم، وقد قال النبي صلى الله عليه
وسلم ï»·صحابه" :استحيوا من الله حق
الحياء. فقالوا: يا رسول الله! إنا
نستحي. قال: ليس ذاكم، ولكن من
استحيا من الله حق الحياء فليحفظ
الرأس وما وعى، والبطن وما حوى،
وليذكر الموت والبلى، ومن أراد اﻵخرة
ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد
استحيا من الله حق الحياء."
خﻼ رجل بامرأة فأرادها على الفاحشة،
فقال لها: ما يرانا إï»» الكواكب. قالت:
فأين مكوكبها؟(تعني أين خالقها)
ولله در القائل:
وإذا خـلـوت بــريبــة فـي ظلمـــة
والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحيي من نظر اﻹله وقل لها إن
الذي خلق الظﻼم يـراني
ثانيًا: الحياء من المﻼئكة:
قال بعض الصحابة: إن معكم مَن ï»»
يفارقكم، فاستحيوا منهم، وأكرموهم.
وقد نبه سبحانه على هذا المعنى
بقولهوَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً
كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ)
{اï»»نفطار.12 -10}
قال ابن القيم رحمه الله{ أي استحيوا
من هؤï»»ء الحافظين الكرام،
وأكرموهم، وأجلُّوهم أن يروا منكم ما
تستحيون أن يراكم عليه مَنْ هو
مثلكم، والمﻼئكة تتأذى مما يتأذى منه
بنو آدم، فإذا كان ابن آدم يتأذى ممن
يفجر ويعصي بين يديه، وإن كان قد
يعمل مثل عمله، فما الظن بإيذاء
المﻼئكة الكرام الكاتبين؟ !}
وكان أحدهم إذا خﻼ يقول: أهﻼً
بمﻼئكة ربي.. ï»» أعدمكم اليوم خيرًا،
خذوا على بركة الله.. ثم يذكر الله.
ثالثًا: الحياء من الناس:
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه
قال: ï»» خير فيمن ï»» يستحي من
الناس.
وقال مجاهد: لو أن المسلم لم يصب
من أخيه إï»» أن حياءه منه يمنعه من
المعاصي لكفاه.
وقد نصب النبي صلى الله عليه وسلم
هذا الحياء حكمًا على أفعال المرء
وجعله ضابطًا وميزانًا، فقال" :ما
كرهت أن يراه الناس فﻼ تفعله إذا
خلوت."
رابعًا: اï»»ستحياء من النفس:
من استحيا من الناس ولم يستحِ من
نفسه، فنفسه أخس عنده من غيره،
فحق اﻹنسان إذا هم بقبيح أن يتصور
أحدًا من نفسه كأنه يراه، ويكون هذا
الحياء بالعفة وصيانة الخلوات وحُسن
السريرة.
فإذا كبرت عند العبد نفسه فسيكون
استحياؤه منها أعظم من استحيائه من
غيره.
قال بعض السلف: من عمل في السر
عمﻼً يستحيي منه في العﻼنية فليس
لنفسه عنده قدر.
إن الحياء تمام الكرم، وموطن الرضا،
وممهِّد الثناء، وموفِّر العقل، ومعظم
القدر:
إني ï»·ستر ما ذو العقــل
ساتــــره.. ... ..من حاجةٍ وأُميتُ السر
كتمانًا
وحاجة دون أخرى قد سمحتُ
بها.. ... ..جعلتها للتي أخفيتُ عنــــوانًا
إني كأنــــي أرى مَن ï»» حيــــاء
له.. ... ..وï»» أمانة وسط القـــوم عريانًا
رزقنا الله وإياكم كمال الحياء والخشية
وختم لنا ولكم بخير
القلب يكون خُلُقُ الحياء، فكلما كان
القلب أحيا كان الحياء أتم..
حقيقة الحياء
إن الحياء خلق يبعث على فعل كل
مليح وترك كل قبيح، فهو من صفات
النفس المحمودة.. وهو رأس مكارم
قال وهب بن منبه: اﻹيمان عريان،
ولباسه التقوى، وزينته الحياء.
وقيل أيضًا: من كساه الحياء ثوبه لم ير
الناس عيبه.
حياؤك فاحفظه عليك فإنما.. ... ..يدلُّ
على فضل الكريم حياؤه
إذا قلَّ ماء الوجه قلَّ حيـاؤه.. ... ..وï»»
خير في وجهٍ إذا قلَّ ماؤه
ونظرًا لما للحياء من مزايا وفضائل؛
وربَّ قبيحةٍ ما حال بيني.. ... ..وبين
ركوبها الحياءُ
وإذا رأيت في الناس جرأةً وبذاءةً
وفحشًا، فاعلم أن من أعظم أسبابه
فقدان الحياء، قال صلى الله عليه
وسلم" :إن مما أدرك الناس من كﻼم
النبوة اï»·ولى: إذا لم تستحِ فاصنع ما
شئت."
وفي هذا المعنى يقول الشاعر:
إذا لم تخـش عـاقبة الليـالي.. ... ..ولم
تستحِ فاصنع ما تشاءُ
يعيش المرء ما استحيا
بخير.. ... ..ويبقى العود ما بقي اللحاءُ
ليس من الحياء:
إن بعض الناس يمتنع عن بعض
الخير، وعن قول الحق وعن اï»·مر
بالمعروف والنهي عن المنكر بزعم
الحياء، وهذا وï»» شك فهمٌ مغلوط
لمعنى الحياء؛ فخير البشر محمد
صلى الله عليه وسلم كان أشد الناس
حياءً، بل أشد حياءً من العذراء في
خِدرها، ولم يمنعه حياؤه عن قول
الحق، واï»·مر بالمعروف والنهي عن
المنكر، بل والغضب لله إذا انتهكت
محارمه.
كما لم يمنع الحياء من طلب العلم
والسؤال عن مسائل الدين، كما رأينا أم
سليم اï»·نصارية رضي الله عنها تسأل
رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا
رسول الله! إن الله ï»» يستحيي من
الحق، فهل على المرأة غسلٌ إذا
احتلمت؟
لم يمنعها الحياء من السؤال، ولم يمنع
الحياءُ الرسول صلى الله عليه وسلم
من البيان؛ فقال" :نعم، إذا رأت الماء."
¤¤ أنواع الحياء ¤¤
قسم بعضهم الحياء إلى أنواع، ومنها:
-1 الحياء من الله.
-2 الحياء من المﻼئكة.
-3 الحياء من الناس.
-4 الحياء من النفس.
أوï»»ً: الحياء من الله:
حين يستقر في نفس العبد أن الله
يراه، وأنه سبحانه معه في كل حين،
فإنه يستحي من الله أن يراه مقصرًا
في فريضة، أو مرتكبًا لمعصية.. قال
الله عز وجل( :أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى)
{العلق.14} وقال وَلَقَدْ خَلَقْنَا
اﻹِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ
وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)
{ق.16}
إلى غير ذلك من اﻵيات الدالة على
اطﻼعه على أحوال عباده، وأنه رقيب
عليهم، وقد قال النبي صلى الله عليه
وسلم ï»·صحابه" :استحيوا من الله حق
الحياء. فقالوا: يا رسول الله! إنا
نستحي. قال: ليس ذاكم، ولكن من
استحيا من الله حق الحياء فليحفظ
الرأس وما وعى، والبطن وما حوى،
وليذكر الموت والبلى، ومن أراد اﻵخرة
ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد
استحيا من الله حق الحياء."
خﻼ رجل بامرأة فأرادها على الفاحشة،
فقال لها: ما يرانا إï»» الكواكب. قالت:
فأين مكوكبها؟(تعني أين خالقها)
ولله در القائل:
وإذا خـلـوت بــريبــة فـي ظلمـــة
والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحيي من نظر اﻹله وقل لها إن
الذي خلق الظﻼم يـراني
ثانيًا: الحياء من المﻼئكة:
قال بعض الصحابة: إن معكم مَن ï»»
يفارقكم، فاستحيوا منهم، وأكرموهم.
وقد نبه سبحانه على هذا المعنى
بقولهوَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً
كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ)
{اï»»نفطار.12 -10}
قال ابن القيم رحمه الله{ أي استحيوا
من هؤï»»ء الحافظين الكرام،
وأكرموهم، وأجلُّوهم أن يروا منكم ما
تستحيون أن يراكم عليه مَنْ هو
مثلكم، والمﻼئكة تتأذى مما يتأذى منه
بنو آدم، فإذا كان ابن آدم يتأذى ممن
يفجر ويعصي بين يديه، وإن كان قد
يعمل مثل عمله، فما الظن بإيذاء
المﻼئكة الكرام الكاتبين؟ !}
وكان أحدهم إذا خﻼ يقول: أهﻼً
بمﻼئكة ربي.. ï»» أعدمكم اليوم خيرًا،
خذوا على بركة الله.. ثم يذكر الله.
ثالثًا: الحياء من الناس:
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه
قال: ï»» خير فيمن ï»» يستحي من
الناس.
وقال مجاهد: لو أن المسلم لم يصب
من أخيه إï»» أن حياءه منه يمنعه من
المعاصي لكفاه.
وقد نصب النبي صلى الله عليه وسلم
هذا الحياء حكمًا على أفعال المرء
وجعله ضابطًا وميزانًا، فقال" :ما
كرهت أن يراه الناس فﻼ تفعله إذا
خلوت."
رابعًا: اï»»ستحياء من النفس:
من استحيا من الناس ولم يستحِ من
نفسه، فنفسه أخس عنده من غيره،
فحق اﻹنسان إذا هم بقبيح أن يتصور
أحدًا من نفسه كأنه يراه، ويكون هذا
الحياء بالعفة وصيانة الخلوات وحُسن
السريرة.
فإذا كبرت عند العبد نفسه فسيكون
استحياؤه منها أعظم من استحيائه من
غيره.
قال بعض السلف: من عمل في السر
عمﻼً يستحيي منه في العﻼنية فليس
لنفسه عنده قدر.
إن الحياء تمام الكرم، وموطن الرضا،
وممهِّد الثناء، وموفِّر العقل، ومعظم
القدر:
إني ï»·ستر ما ذو العقــل
ساتــــره.. ... ..من حاجةٍ وأُميتُ السر
كتمانًا
وحاجة دون أخرى قد سمحتُ
بها.. ... ..جعلتها للتي أخفيتُ عنــــوانًا
إني كأنــــي أرى مَن ï»» حيــــاء
له.. ... ..وï»» أمانة وسط القـــوم عريانًا
رزقنا الله وإياكم كمال الحياء والخشية
وختم لنا ولكم بخير