قال الأستاذ أفلاطون في معدن المريخ لا يوضع فيه الا ما يناسب قواه وطبعه وما ينسب اليه وليس سر في الخير الا في استجلاب القوى المكتسب من الرياضيات إذ هو من طبعه ويعتاض الحكيم عن ذلك بالخزف الأحمر الجاود التي هي من الوحوش الحارة كالأسد والنمر و يعتاض الحكيم عن ذلك بالحرير الذي له لون يلائم ذلك الطبع إذ كل طبع كرى له لون وطعم فاللون الملائم يقوم مقام معدن تلك الكرى من حرارة وبرودة ورطوبة وبيوسة وأما البارد اليابس فهو من ثاني تربيع أبجد وجهته الغرب وطبعه يغنى عن تأثيره في ذلك الأعمال الغالب عليها هذا العنصر لا ترقم الا في الياقوت الأزرق واليلخش والفيروزج أو ما ناسب ذلك من الأحجار السوداء أو الزرقاء فإن اعتاض الحكيم عن ذلك عند فقدان وجوده فبالأسرب في كلا الملين ويعتاض الحكيم عن ذلك بأواني الطين الغبيط وجلود الحشرات سكان جوف الارض أو ما هو من خلقة الأرض ومن طبعها وأما الحار الرطب وهو من ثالث التربيع وجهته الجنوب وطبعه يغنى عن تأثيره فالأعمال الغالب عليها هذا العنصر لا ترقم الا في الياقوت الأصفر أو الحجارة الصفراء والفضة الشجرة ويعتاض الحكيم عن ذلك برقوق الغزلان خاصة وجلود العقبان أو النسور وما هو نوعها وأما البارد الرطب فهو رابع التربيع وجهته الشمال وطبعه يغنى عن تأثيره فالأعمال الغالب عليها هذا العنصر لاترقم الا في البهرمان الأبيض والبلور الصافي ويعتاض الحكيم عن ذلك بالآنك والفرار بعد ثبوته والأحجار التي معدنها الانهار ويعتاض الحكيم عن ذلك بجلود حيوان البحر بعد تهيئته لذلك فإن وضعت أعمال الجلب أو الطرد المراد دوام تأثيره في جلد المولد من جنس ذلك المجلوب أو المطرود وكان ذلك غرض هرمس الهرامسة فذكر هذا الحكيم الفاضل العناصر الأربعة وجهاتها وطبع معادنها والأحجار المنسوبة اليها ومايعتاض عنها ولم يستوعب ذلك اكتفاء بقياس الطالب على ماذكره من أنه ليس بشرط الا طبع ذلك العنصر من اى نوع كان لكن لايجوز ماكان نجسا لعينه أو طرأت عليه النجاسة جلود بقية الحيوانات إذا ماتت ولم تدبغ فإذا دبغت طهرت لقوله صلى الله عليه وسلم (وأيما إهاب دبغ فقد طهر )وذلك لشرف الحروف والأعداد فتنزه عن القاذورات في الكتابة والوضع والجهل يمنع الخشية قال الله تعالى (إنما يخشى الله من عباده العلماء)الآية فإذا خشى العبد ربه نزه أسماءه الشريفة وعظمها فلا يوضع منها شيء الا في معدن طاهر طيب يدخن طيبة من محل طاهر والكاغد في الأعمال كاف مغن عن غيره ولكن لايطرد في أعمال الجلب والطرد وفي الطلاسم التي وضعتها الحكماء الأول في هذا الفن فإنها لا تعمل إلا في المعادن المنسوبة اليها في طالع كوكب مناسب إذ المراد دوام تأثير ذلك العمل فأما ما يتعلق بأعمال الشر فلا يشترط فيه المعدنيات ولكن إذا وجدت كانت الأولى من غيرها في المصدر فيها في الأعمال