موناليزا العراق
انقل اليكم قصة هذه الصورة التي أبهرت
الناس في العراق والتي ألفوا حولها روايات كثيرة
منها الصحيحة ومنها من قام بتاليف قصة من وحيهم
ووحي هذه الصورة الرائعة
موناليزا العراق
الذين تجاوزوا الاربعين عاماً يتذكرون جيداً ( صورة) فتاة جميلة معتمرة (طربوشاً) نسائياً جميلاً، (الصورة) معلقة على جدران أغلب المحال و المقاهي وملصقة على (صناديق) الشاي وملحقات غرف النوم.
فما سر هذه الصورة ؟ ومن هي صاحبتها؟ وما هي قصتها؟
قبل أن أروي ما سمعته من حكايات عن هذه (الصورة) ومن شفاه بعض كبار السن رجالاً و نساءً سأنقل روايتين مع مصدريهما تحدثتا عن (الصورة) أو بالأحرى عن أصل الفتاة صاحبة (الصورة).
الحكاية الأولى : حدثني عبد الرزاق نصيف الربيعي المولود في الحلة عام 1931م أنه قد(سجّل) (شريطاً) (كاسيت) بصوت الحاجة المرحومة ( أم مؤيد ) تسرد فيه حكاية بنت الفلاح ( صاحبة الصورة ) وأنها تعرفها معرفة شخصية لأنها كانت تسكن في منطقة (كريطعة) و التي تعود بعض ملكية أراضيها للحاجة (أم مؤيد ) فتقول: -
استأجرت الحامية الانكليزية في بداية العشرينيات من القرن العشرين بيتاً في تلك المنطقة (كريطعة) والتي تقع على شط الحلة … وفي كل يوم يقوم الجنود وهم من (السيك والكركة) (الهنود) بتنظيف مكان على الشاطئ .. ويجلس الضابط الانكليزي على كرسي مخصص له … ويبدأ بالتحديق بوجوه النساء اللائي يأتين إلى الشاطئ لغسل الأواني ( المواعين) و( الملابس) فإذا ما أعجب الضابط بوجه إحدى تلكم النساء يرسل (مراسله) (الفلاح ) لتكريم هذا الوجه الجميل بإعطائها روبية …
واستمر هذا الحال لفترة طويلة.. وكانت لهذا الفلاح .. – المراسل – بنت جميلة، فاغرته (الروبيات) وحدث نفسه لماذا لا يفلح هو بتلك (الروبيات) عن طريق ابنته وكان ذلك.
و تستمر الحاجة ( أم مؤيد )
بسرد الحكاية:
أعجب الضابط الانكليزي هذا الوجه الجميل فأحبه وأحبها … فطلب منها السفر معه إلى انكلترا والزواج بها وكان ذلك أيضاً .. وكان للضابط صديق مصور التقط لهذا الوجه الصبوح صورة أو (عدة صور) لتكون غلافاً لمجلة أو صورة لدعاية … وثارت ثائرة والد الفتاة، فأقام عليه دعوى في إحدى بيوتات الحلة المشهورة وحضر الضابط والفتاة وخيرت الفتاة بين العودة إلى بيت أبيها أو البقاء مع زوجها الانكليزي ففضلت الخيار الثاني .
وكان اسمها ( جديلة بنت عمران)
الحكاية الثانية:
وحدثني بعض الشيوخ شفاهاً برواية ثانية هي:
إن صاحبة الصورة من أهالي (السدة) وبالتحديد من السكنة القاطنين في (محطة سكة الحديد في السدة ) . وهؤلاء القاطنون من الناس الذين احترفوا صناعة اللبن والجبن والقيمر حتى ضرب المثل الشعبي بـ (القيمر السداوي) فقيل (كيمر السدة) . هذه المواد كما نعرف مستخرجة من حليب الأبقار والجاموس التي يربونها وقد أطلق عليهم اسم (المعدان).
وعادة يتوقف القطار القادم من بغداد إلى البصرة وبالعكس في هذه المحطة طويلاً … وحيث النساء يحملن القيمر والجبن واللبن لبيعه إلى المسافرين وكان أغلبهم – كما مر ذكره – من الجنود .. ونتيجة لتكرار السفر أولاً والتوقف الطويل ثانياً فقد أعجب أحد الضباط الانكليز بإحدى بائعات القيمر تلكم، ( فسرقها) و( تزوجها) … وتتكرر حكاية سفره إلى انكلترا وأصل الصورة وأطلق عليها ( بنت المعيدي) … بدون اسمها.
الحكاية الثالثة:
موناليزا العراق
أما الحكاية الأخيرة التي يتداولها البعض من شيوخنا فهي: إن صاحبة الصورة من أهالي (طويريج) (
كانت تابعة للحلة) ويعود زمنها – زمن الحكاية – إلى أيام بناء جسر (طويريج الحديدي) الذي ما زال قائماً .. حيث بُـني من قبل الانكليز بدليل وجود العلم الانكليزي على أعمدته الوسطى حتى الآن .. فأعجب ضابط انكليزي بإحدى النساء اللائي كن يمرن بجانب بناء الجسر فأحبها وأغراها و(سرقها) و( تزوجها) وتتكرر الحكاية .
وأخيراً أقول كما قال السيد عبد الأمير الديراوي ( وظلت القصة متشابهة لكنها قد تغيرت من مكان الى آخر . لذا نرى من الضروري أن يشارك المعنيون بالبحث عن تاريخ هذه الصورة التي ظلت ومنذ زمن طويل مثار حديث الناس في كل مكان).
ملاحظة:
هنالك اختلاف واضح بين الصورتين أود أن يكون هذا الاختلاف مدخلاً لأحد فنانينا التشكيليين لفك رموز الصورتين بالوسائل الفنية الحديثة وصولاً إلى (أصل الصورة) ثم أصل صاحبتها . وهل (الصورة) حقاً ( تعبر عن قدرة ومهارة الفنان هوينر) كما يذهب السيد كاظم ناصر السعدي. وأنا أخالفه الرأي لأن الاختلاف ظاهر بين الصورتين وأتذكر جيداً أني قد رأيت صورة ثالثة كانت الفتاة فيها تعتمر طربوشاً طويلاً عمله الجنود الهنود ودامت فترة عمله ثلاثة أشهر كما تذكر الحاجة (أم مؤيد) ذلك .. وقد بحثت عنها طويلاً في الحلة .. إلى أن ساومني أحد مقتنيها بمبلغ خيالي ثمناً لها – جزاه الله خيراً
: موناليــــزا العـــــراق ........من هي؟
موناليزا العراق
احتلت بنت المعيدي كما كان يطلق عليها في الثلاثينات القرن الماضي شهرة واسعة
وباتت حديث الالسن وكان السبب وراء الروايات التي نسجت حول هذه الفتاة المعيدية
هو جمالها الاخاذ ومواصفات جمالية عالية جمعت فيها حتى ان بعض متذوقي الجمال
اطلق عليها اسم موناليزا العراق فقد وازرت شهرة موناليزا دافنشي الايطالية التي
لم تعرف ان كانت خيالا أو حقيقة
انقل اليكم قصة هذه الصورة التي أبهرت
الناس في العراق والتي ألفوا حولها روايات كثيرة
منها الصحيحة ومنها من قام بتاليف قصة من وحيهم
ووحي هذه الصورة الرائعة
موناليزا العراق
الذين تجاوزوا الاربعين عاماً يتذكرون جيداً ( صورة) فتاة جميلة معتمرة (طربوشاً) نسائياً جميلاً، (الصورة) معلقة على جدران أغلب المحال و المقاهي وملصقة على (صناديق) الشاي وملحقات غرف النوم.
فما سر هذه الصورة ؟ ومن هي صاحبتها؟ وما هي قصتها؟
قبل أن أروي ما سمعته من حكايات عن هذه (الصورة) ومن شفاه بعض كبار السن رجالاً و نساءً سأنقل روايتين مع مصدريهما تحدثتا عن (الصورة) أو بالأحرى عن أصل الفتاة صاحبة (الصورة).
الحكاية الأولى : حدثني عبد الرزاق نصيف الربيعي المولود في الحلة عام 1931م أنه قد(سجّل) (شريطاً) (كاسيت) بصوت الحاجة المرحومة ( أم مؤيد ) تسرد فيه حكاية بنت الفلاح ( صاحبة الصورة ) وأنها تعرفها معرفة شخصية لأنها كانت تسكن في منطقة (كريطعة) و التي تعود بعض ملكية أراضيها للحاجة (أم مؤيد ) فتقول: -
استأجرت الحامية الانكليزية في بداية العشرينيات من القرن العشرين بيتاً في تلك المنطقة (كريطعة) والتي تقع على شط الحلة … وفي كل يوم يقوم الجنود وهم من (السيك والكركة) (الهنود) بتنظيف مكان على الشاطئ .. ويجلس الضابط الانكليزي على كرسي مخصص له … ويبدأ بالتحديق بوجوه النساء اللائي يأتين إلى الشاطئ لغسل الأواني ( المواعين) و( الملابس) فإذا ما أعجب الضابط بوجه إحدى تلكم النساء يرسل (مراسله) (الفلاح ) لتكريم هذا الوجه الجميل بإعطائها روبية …
واستمر هذا الحال لفترة طويلة.. وكانت لهذا الفلاح .. – المراسل – بنت جميلة، فاغرته (الروبيات) وحدث نفسه لماذا لا يفلح هو بتلك (الروبيات) عن طريق ابنته وكان ذلك.
و تستمر الحاجة ( أم مؤيد )
بسرد الحكاية:
أعجب الضابط الانكليزي هذا الوجه الجميل فأحبه وأحبها … فطلب منها السفر معه إلى انكلترا والزواج بها وكان ذلك أيضاً .. وكان للضابط صديق مصور التقط لهذا الوجه الصبوح صورة أو (عدة صور) لتكون غلافاً لمجلة أو صورة لدعاية … وثارت ثائرة والد الفتاة، فأقام عليه دعوى في إحدى بيوتات الحلة المشهورة وحضر الضابط والفتاة وخيرت الفتاة بين العودة إلى بيت أبيها أو البقاء مع زوجها الانكليزي ففضلت الخيار الثاني .
وكان اسمها ( جديلة بنت عمران)
الحكاية الثانية:
وحدثني بعض الشيوخ شفاهاً برواية ثانية هي:
إن صاحبة الصورة من أهالي (السدة) وبالتحديد من السكنة القاطنين في (محطة سكة الحديد في السدة ) . وهؤلاء القاطنون من الناس الذين احترفوا صناعة اللبن والجبن والقيمر حتى ضرب المثل الشعبي بـ (القيمر السداوي) فقيل (كيمر السدة) . هذه المواد كما نعرف مستخرجة من حليب الأبقار والجاموس التي يربونها وقد أطلق عليهم اسم (المعدان).
وعادة يتوقف القطار القادم من بغداد إلى البصرة وبالعكس في هذه المحطة طويلاً … وحيث النساء يحملن القيمر والجبن واللبن لبيعه إلى المسافرين وكان أغلبهم – كما مر ذكره – من الجنود .. ونتيجة لتكرار السفر أولاً والتوقف الطويل ثانياً فقد أعجب أحد الضباط الانكليز بإحدى بائعات القيمر تلكم، ( فسرقها) و( تزوجها) … وتتكرر حكاية سفره إلى انكلترا وأصل الصورة وأطلق عليها ( بنت المعيدي) … بدون اسمها.
الحكاية الثالثة:
موناليزا العراق
أما الحكاية الأخيرة التي يتداولها البعض من شيوخنا فهي: إن صاحبة الصورة من أهالي (طويريج) (
كانت تابعة للحلة) ويعود زمنها – زمن الحكاية – إلى أيام بناء جسر (طويريج الحديدي) الذي ما زال قائماً .. حيث بُـني من قبل الانكليز بدليل وجود العلم الانكليزي على أعمدته الوسطى حتى الآن .. فأعجب ضابط انكليزي بإحدى النساء اللائي كن يمرن بجانب بناء الجسر فأحبها وأغراها و(سرقها) و( تزوجها) وتتكرر الحكاية .
وأخيراً أقول كما قال السيد عبد الأمير الديراوي ( وظلت القصة متشابهة لكنها قد تغيرت من مكان الى آخر . لذا نرى من الضروري أن يشارك المعنيون بالبحث عن تاريخ هذه الصورة التي ظلت ومنذ زمن طويل مثار حديث الناس في كل مكان).
ملاحظة:
هنالك اختلاف واضح بين الصورتين أود أن يكون هذا الاختلاف مدخلاً لأحد فنانينا التشكيليين لفك رموز الصورتين بالوسائل الفنية الحديثة وصولاً إلى (أصل الصورة) ثم أصل صاحبتها . وهل (الصورة) حقاً ( تعبر عن قدرة ومهارة الفنان هوينر) كما يذهب السيد كاظم ناصر السعدي. وأنا أخالفه الرأي لأن الاختلاف ظاهر بين الصورتين وأتذكر جيداً أني قد رأيت صورة ثالثة كانت الفتاة فيها تعتمر طربوشاً طويلاً عمله الجنود الهنود ودامت فترة عمله ثلاثة أشهر كما تذكر الحاجة (أم مؤيد) ذلك .. وقد بحثت عنها طويلاً في الحلة .. إلى أن ساومني أحد مقتنيها بمبلغ خيالي ثمناً لها – جزاه الله خيراً
: موناليــــزا العـــــراق ........من هي؟
موناليزا العراق
احتلت بنت المعيدي كما كان يطلق عليها في الثلاثينات القرن الماضي شهرة واسعة
وباتت حديث الالسن وكان السبب وراء الروايات التي نسجت حول هذه الفتاة المعيدية
هو جمالها الاخاذ ومواصفات جمالية عالية جمعت فيها حتى ان بعض متذوقي الجمال
اطلق عليها اسم موناليزا العراق فقد وازرت شهرة موناليزا دافنشي الايطالية التي
لم تعرف ان كانت خيالا أو حقيقة