الطاقة الايجابية للبيت وطرد السلبية -
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
هل فكرت يوما بأن بيتك بإبعاده المادية والمعنوية قد يكون مصدر سعاده أو شقاء , هل فكرت يوما بأن تنظيم البيت يجلب الخير والبركة وبأن الفوضى تسبب الشر , هل خطر ببالك أن البيت قد يكون سببا للامراض الجسديه والنفسيه كالقلق والاكتئاب والعصبية .
هل خطر ببالك أن هندسة البيت وإتجاه غرفة النوم والمطبخ قد يكون سببا لفشلك أو نجاحك او حتى طلاقك , هل فكرت في سبب تغير احوالك منذ سكنت في البيت لماذا زاد مصروف بيتك ؟ لماذا بدأت حياتك الناجحه بالتراجع ؟ لماذا كثرت
أمراضك ؟ هذا ما جاء في الدين الاسلامي على لسان المعصومين عليهم السلام فقد ورد :
(من سعادة المرء سعة داره) وهذا ما أكده علم ( الطاقة الكونية ) و (الفانغ شوي) وهو علم صيني قائم على دراسات اتجاهات المكان حتى يتلائم مع الشخص الذي يسكن فيه وسبق ان بينت لحضراتكم في موضوع سابق كل ذلك .
فوائد البيت :
عندما نقرأ في القران الكريم نجد ان الله تعالى يذكر أن البيوت من النعم الالهية التي أنعمها على عباده قال تعال : ( والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الانعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم اقامتكم ومن اصوافها واوبارها واشعارها اثاثا ومتاعا الى حين والله جعل لكم مما خلق ظللا وجعل لكم من الجبال اكنانا وجعل لكم سرابيل ... ) الايه 80 – 81 .
الاكنان : جمع كن بمعنى وسائل التغطيه وهي تطلق على المغارات واماكن الاختفاء .
ففي هاتين الآيتين تذكير للانسان بان ما يمتلكه من بيوت ودور للمسكن سواء كانت في الكهوف التي في الجبال او الخيم التي في الصحراء او البنايات في المدن انما هي من نعم الله تعالى عليه .
ومن فوائد البيوت :
1 أنها محلا للسكينه واستقرار النفس والاهل والعيال قال تعالى : ( والله جعل لكم من بيوتكم سكنا ) النحل 80 فكما جعل الله تعالى الحياة الزوجية سببا من أسباب السكينة النفسية والجسدية فقد جعل البيوت كذلك .
2 إنها محل للأمن والاستقرار ففي البيوت يامن الانسان من الاخطار ومن طوارق الليل والنهار قال تعالى : ( وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا ءامنين ) .
3 مصدر للصحه الجسديه والنفسيه هناك بيوت غير صحيه تجعل من ساكنيها مرضى على الدوام لعدم التهويه الصحيه او لان نور الشمس لا يدخل اليها و لكثرة ما فيها من الرطوبة وغير ذلك .
4انها للوقايه من الحر والبرد والمطر والحيوانات المفترسه ... الخ .
5 انها محل للسعادة سعة المنزل وضيقه ومكانه واتجاهه والوانه وما اشبه كل ذلك له دخل في السعاده والشقاء .
قال رسول الله (ص) : ( من سعادة المسلم سعة المسكن والجار الصالح والمركب الهنيء ) عن ابي عبدالله (ع) : ثلاثة للمؤمن فيها راحة: دار واسعة تواري عورته وسوء حاله من الناس وامرأه صالحه تعينه على أمر الدنيا والاخرة وابنة او اخت يخرجها من منزله أما بموت أو تزويج .
يقول العلم الحديث : (( ان للمكان طاقة تتردد من خلال الاشخاص الذين يدخلون اليه او الاحداث التي جرت فيها كالمنازعات الحاده او القتل او المرض فالمستشفى مثلا مكان للمرض والالم والوجع والبكاء والوفاة لذلك فان الدخول اليه يسبب الضيق والتوتر . بينما الحدائق العامه والنتزهات مصدر للفرح والراحة لانها مشتملة على طاقة الاشجار الطبيعية والالوان الجميلة )) .
البيئة : قال تعالى ( والذين تبوءوا الدار والايمان ) الحشر 9 اي الذين سكنوا في دار المدينه واستقرت قلوبهم على الايمان فالدار منزل مادي والايمان منزل معنوي .
قد يقال اذا كانت البيئة المنزلية محلا للسعادة والسكينة والاستقرار فلماذا نجد ان اكثر البيوت مملوءه بعكس ذلك ؟ ذلك ان اكثر البيوت لم تبن وتؤسس على الاسس المتكاملة فلا يكفي الاساس المادي بل لابد من التكامل ببناء الاسس المعنوية فان لها تاثيرا مباشرا على حياة الانسان ولهذا تبني حضارتنا افخم واجمل البيوت والقصور والبنايات الا انها لا تعتني بمن يعيش فيها قال تعالى : ( أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير امن أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين ) التوبه 109 .
وسوف نتناول هذا الجانب المعنوي المغفول عنه تاركين الامور الماديه من هندسة وديكور الخ .
الدين وتنظيم البيوت :
لا يقتصر دور الدين على قضايا الموت والاخرة والغيب بل هو يتدخل في امور الحياة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وتربويا.
ومن ذلك تدخله في تنظيم الحياة الاجتماعية مثال ذلك ما فعله النبي موسى (ع) في تنظيم بيوت بني اسرائيل قال تعالى : ( وأوحينا الى موسى واخيه ان تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة واقيموا الصلاة وبشر المؤمنين ) يونس 87 .
ويستفاد من هذه الايه عدة امور :
اولا: ان الانبياء (ع) تدخلوا في اهم مشكلة بيئية وهي السكن وتخطيط المدن والقرى .
ثانيا : إن المخطط الذي وضعه النبي موسى (ع) وهو جعل البيوت متقابلة له اسباب اهمها الشعور بالترابط والتقارب بين الناس والتكتل ضد المجتمعات الظالمه وهذه سياسة الحياد والحياط لكل شعب مشرد مطرود في سبيل الله ان ينضموا ويتضامنوا مع بعضهم البعض بدلا من شتاتهم بين الاعداء لئلا يذبلوا وقربا بينهم لئلا يذبلوا وهذه تعبئة نظامية وروحية .
ثالثا : أن تقابل البيوت يساهم في دخول الهواء بشكل تيار لطيف مما يجعلها في وضع بيئي ومناخي جيد وبذلك يؤمن السكن الصحي لكافة المجتمع .
روي عن الامام الصادق (ع) : لما دخل النبي (ص) المدينة خط دورها ثم قال (ص) من باع رقعة من ارض فلا تبارك به.
يعني انه (ص) اهتم بنفسه بالتنظيم المدني وقد اختار النبي (ص) مكان بناء المسجد النبوي الشريف وبقية البيوت من خلال الناقة حيث قال : دعوها فإنها مامورة . ثم بنى المسجد في المكان الذي بركت فيه وجاء العلم الجديث ليكشف لنا ان الجمل والحمار من الحيوانات التي تدرك بغريزتها مكان الطاقة الايجابية .
علم الطاقة الكونية :
ثبت في تاعلم ان كل شئ في الكون يتكون من ذرات وهذه الذرات تتكون من الكترونات ونواة تدور حولها مولده تردد معين وهذه الترددات تولد طاقة ..
يقول الدكتور صلاح الراشد : ان كل ذرات الكون فيها الكترونات ونيوترونات والالكترونات تلف حول النواة بسرعه محكمه وقد تسرع او تبطئ بحسب الظروف المحيطه بها وهذه الظروف تؤثر في سرعة وبطء وانتظام وعدم انتظام حركة الالكترونات في الذرة تخيل لو كل الذرات تاثرت سلبا او ايجابا سلبا من خلال اضطراب دوران الالكترونات فيها وايجابا من خلال انتظامها وانسجامها و سرعتها ذلك سوف يؤثر في طاقة المكان .
البركة :
اطلق الصينيون اسم ( الريكي ) على طاقة الانسان واسم ( الفنغ شوي )على طاقة المكان ويطلق عليها في الاسلام اسم (( الخير والبركة )) .
ففي اللغة العربية ان البركة هي دوام الخير وزيادته ويقول الطباطبائي رحمه الله : فالبركة بالحقيقة هي الخير المستقر في الشئ اللازم له كالبركة في النسل وهي كثرة الاعقاب او بقاء الذكر بهم خالدا والبركة في الطعام إن يشبع به خلق كثير مثلا والبركة في الوقت ان يسع العمل ما ليس في سعه مثله ان يسعه فالبركة من الله تعالى وقد وضعها في الزمان والمكان والحيوان والنبات والانسان .
- قال تعالى : إنا أنزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين الدخان 3
- قال تعالى : إن اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين . آل عمران 96 .
- قال تعالى : وجعلني مباركا اين ما كنت واوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا . مريم 31
- عن رسول الله (ص) : ان الله انزل اربع بركات من السماء الى الارض : أنزل الحديد والنار والماء والملح . وعنه (ص) : البركة في ثلاث : المرأة والدار والفرس ..
الطاقة الكونية والمنزلية : الطاقة هي قوة حيوية فعالة سارية في الاثير الكوني متخلله في كل شئ في الكون فهي في الهواء والفضاء والتراب والماء ووظيفتها ايجاد الحياة في الموجودات .
وكلما زادت الطاقة وكثفت في مكان ما أو منزل ما كلما اعطت الحيوية والصحة والخير لاهل المنزل وكلما قل وجودها زادت نسبة الامراض والخلافات المنزلية إن تأثير الطاقة يعود الى التوازن بين العناصر الكونية كالهواء والماء والنار والتراب والاتجاه ان الماء والنار يسرعان الطاقات السلبية او الايجابية لذا من الضروري الاهتمام بالحمام والمطبخ فمثلا رجل وضع الجاكوزي في غرفة النوم والحمام مفتوح على الغرفة مباشرة بدون ابواب فهذا خطير وقد سبب ذلك الطلاق مرتين لسيدة المنزل .
ان الطاقة الخارجية للمكان تؤثر على اصحابه فمثلا : اذا كان البيت مواجها لبنايه مهدمه فإن هذا الجو السلبي نتيجة التمزق ينتقل الى البيت فيتاثر بالطاقة السلبية .
القيمة الاخلاقية لبناء البيوت :
اولا : الهدف من بناء البيوت هو تحقيق المزيد من السكينه للنفس والعيال ليتمكنوا من تحقيق خلافة الله على الارض والاستمرار في السير التكاملي نحو الاخرة قال الامام علي (ع) لاحد اصحابه عندما راى سعة داره : ( ما كنت تصنع بسعة هذه الدار في الدنيا وأنت اليها في الاخرة كنت احوج وبلى إن شئت بها الاخرة تقري بها الضيف وتصل فيها الرحم وتطلع منها الحقوق مطالعها فإذا أنت قد بلغت بها الاخرة ) .
وروي انه عليه السلام لم يغلق باب بيته ليل نهار حتى يقضي حوائج الناس ولما ملك الامر امر ان يقلع باب بيته حتى لا يغلق لوقت ما امام المحاويج .
ثانيا : ان لا يستغرق الانسان في حب بيته لأنه من حب الدنيا الذي هو رأس كل خطيئة قال تعالى : ( قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى ياتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين ) التوبه 24 .
ففي حال وقوف الانسان في مفترق طريقين أما أن يحتفظ ببيته الذي يحبه أو يتركه في سبيل الله فإن غلب حب البيت كان بيته وبالا عليه وآلا كان نعمه يتقرب به الى الله تعالى وهذا ما نجد في حياة عمر بن سعد الذي وقف بين خيار الالتحاق بالامام الحسين (ع) ونيل كرامة الدنيا والاخرة وبين الحفاظ على بيته فاثر بيته وبستانه على الامام الحسين (ع) ولذا ذم النبي محمد (ص) من يستغرق في حب الدنيا والبناء بقوله لاسامه : ( ترك القوم الطريق وركنو الى الدنيا ورفضوا الاخرة ... فهم يعيدون في طيب الطعام ولذيذ الشراب وذكي الريح ومشيد البنيان
ومزخرف البيوت ) .
ثالثا : أن لا يكون الهدف من بناء البيت وسعته المباهاة والافتخار على الاخوان فهو من العلو في الارض وهو امر مبغوض عند الله تعالى عن رسول الله (ص) : ( من بنى بنيانا رياء وسمعه حمله يوم القيامه من الارض السابعه وهونار تشتعل ثم يطوق في عنقه ويلقى في النار فلا يحسبه شئ منها دون قعرها الا ان يتوب قيل : يا رسول الله (ص) كيف يبني رياء وسمعه ؟ قال (ص) : يبني فضلا على ما يكفيه استطالة منه على جيرانه ومباهاة لإخوانه ) .
وكما ورد عن الامام علي (ع) : ( إن الرجل ليعجبه ان يكون شراك نعله أجود من شراك نعل صاحبه فيدخل تحتها ( تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا ) القصص 83 . يستثنى من ذلك أن يكون سعة البيت وجماله بهدف الظهور بمظهر العزيز أما
الكافرين كما فعل النبي سليمان (ع) مع بلقيس ملكة سبأ فإنها لما رأت عظمة ملك سليمان تأثرت وأسلمت .
رابعا : أن لا يبني البيت زيادة عن الحاجة الطبيعية المناسبة لشأن الانسان فمن الناس من يكتفي بثلاث غرف لقلة عياله ومنهم من لا يكتفي بذلك لكثرة عياله ومانته الاجتماعية فلا بد من مراعاة ذلك روي ان رجلا قال للامام الحسين (ع) : ( بنيت دارا أحب أن تدخلها وتدعو الله تعالى فدخلها الامام (ع) ونظر اليها ثم قال (ع) : أخربت دارك وعمرت دار غيرك غرك من في الارض ومقتك من في السماء ) . كما ان الاسراف يجري في البيت فإنه يجري في اثاث البيت فكل أثاث زائد عن الحاجة هو من الاسراف ففي الرواية : ( نظر الامام الصادق (ع) الى فراش دار
رجل فقال فراش للرجل وفراش لاهله وفراش لضيفه وفراش للشيطان ) .
خامسا : عن رسول الله (ص) : ( اتقوا البنيان في الحرام فانه اساس الخراب ) لابد من بنى بيته على أرض حرام أو من مال حرام ان يرد المال الى صاحبه فعن احدهم قال : سألت ابا عبدالله (ع) عمن أخذ ارضا بغير حقها وبنى فيها ؟ فقال (ع) : يرفع بناؤه وتسلم التربه الى صاحبها ليس لعرق ظالم حق .
وقد روي في توبة قوم يونس (ع) أن الواحد منهم كان يهدم حائط بيته حتى يعيد الحجر الذي غصبه الى صاحبه . وعن الامام علي (ع) : ( الحجر الغصيب في الدار رهن على خرابها ) .
تنظيم البيوت من الناحية المادية :
اختيار الموقع المناسب من حيث الارض واحوال اهلها دورا كبيرا في سعادة الانسان عن الامام علي عليه السلام : ( ليس بلد باحق بك من بلد خير البلاد ما حملك ) .
جاء في دعاء النبي نوح (ع) ( وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين ) المؤمنون 29 . قيل في معناه : أنزلني مكانا مباركا بالماء والهواء وعن الامام علي (ع) : ( وإذا نزلتم منزلا فقولوا اللهم أنزلنا منزلا مباركا وانت خير المنزلين ) وقد عبر الامام علي (ع) عن اهمية اختيار الموقع المناسب ودوره في بركة البيت بقوله : ( وان لها بركة وبركتها جودة موضعها وسعة ساحتها وحسن جوار جيرانها ) أن يكون بجوار المؤمنين فإن الجار قبل الدار جاء رجل الى رسول الله (ص) وقال له : ( يا رسول الله اردت شراء دار اين تأمرني ان اشتري في جهينه ام في مزينة ام في ثقيف ام في قريش فقال (ص) : الجوار قبل الدار ) نفس المصدر . وعن الامام علي (ع) انه قال : ( سل عن الرفيق قبل الطريق وعن الجار قبل الدار )
إن لا يمون بجوار المشركين والظالمين فإن ذلك يسبب طاقة سلبية ورد عن رسول الله (ص) قال لأصحابه : لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا انفسهم إلا أن تكونوا باكين حذرا أن يصيبكم ما أصابهم ) . روي عن الامام علي (ع) مر بأرض بابل وقال لأحد اصحابه : ( أن بابل أرضا خسف بها فحرك دابتك لعلنا نصلي العصر خارجا منها ) . كما ورد النهي عن الصلاة في البيوت التي فيها الخمور والنجاسات والقذارات والتماثيل والنار فإن كل ذلك يترك طاقة سلبية على الانسان .
نحوسة البيت :
ذكر الشيخ بهجت (قدس سره) في بعض محاضراته ان صاحب كتاب المناهل أهدى اليه بيتا لأن اصحابه لا ينتفعون منه لنحوسته وسكن الجن فيه ولما علم الشيخ بذلك قال : سأزيل نحوستها بدعاء الليل وكانت النتيجه أن الناس صاروا يتبركون بإقامة عقود الزواج في البيت .
إن يسكن الاماكن التي يكثر فيها الاجتماع والتي يكثر فيها الزرع والشجر من المناسب ان يكون في حديقة المنزل نبات النرجس فعن رسول الله (ص) انه قال شموا النرجس ولو في اليوم مرة ولو في الاسبوع مرة ولو في الشهر مرة ولو في السنة مره ولو في الدهر مره فإن في القلب حبة من الجنون والجذام والبرص والنرجس يقلعها .
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
هل فكرت يوما بأن بيتك بإبعاده المادية والمعنوية قد يكون مصدر سعاده أو شقاء , هل فكرت يوما بأن تنظيم البيت يجلب الخير والبركة وبأن الفوضى تسبب الشر , هل خطر ببالك أن البيت قد يكون سببا للامراض الجسديه والنفسيه كالقلق والاكتئاب والعصبية .
هل خطر ببالك أن هندسة البيت وإتجاه غرفة النوم والمطبخ قد يكون سببا لفشلك أو نجاحك او حتى طلاقك , هل فكرت في سبب تغير احوالك منذ سكنت في البيت لماذا زاد مصروف بيتك ؟ لماذا بدأت حياتك الناجحه بالتراجع ؟ لماذا كثرت
أمراضك ؟ هذا ما جاء في الدين الاسلامي على لسان المعصومين عليهم السلام فقد ورد :
(من سعادة المرء سعة داره) وهذا ما أكده علم ( الطاقة الكونية ) و (الفانغ شوي) وهو علم صيني قائم على دراسات اتجاهات المكان حتى يتلائم مع الشخص الذي يسكن فيه وسبق ان بينت لحضراتكم في موضوع سابق كل ذلك .
فوائد البيت :
عندما نقرأ في القران الكريم نجد ان الله تعالى يذكر أن البيوت من النعم الالهية التي أنعمها على عباده قال تعال : ( والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الانعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم اقامتكم ومن اصوافها واوبارها واشعارها اثاثا ومتاعا الى حين والله جعل لكم مما خلق ظللا وجعل لكم من الجبال اكنانا وجعل لكم سرابيل ... ) الايه 80 – 81 .
الاكنان : جمع كن بمعنى وسائل التغطيه وهي تطلق على المغارات واماكن الاختفاء .
ففي هاتين الآيتين تذكير للانسان بان ما يمتلكه من بيوت ودور للمسكن سواء كانت في الكهوف التي في الجبال او الخيم التي في الصحراء او البنايات في المدن انما هي من نعم الله تعالى عليه .
ومن فوائد البيوت :
1 أنها محلا للسكينه واستقرار النفس والاهل والعيال قال تعالى : ( والله جعل لكم من بيوتكم سكنا ) النحل 80 فكما جعل الله تعالى الحياة الزوجية سببا من أسباب السكينة النفسية والجسدية فقد جعل البيوت كذلك .
2 إنها محل للأمن والاستقرار ففي البيوت يامن الانسان من الاخطار ومن طوارق الليل والنهار قال تعالى : ( وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا ءامنين ) .
3 مصدر للصحه الجسديه والنفسيه هناك بيوت غير صحيه تجعل من ساكنيها مرضى على الدوام لعدم التهويه الصحيه او لان نور الشمس لا يدخل اليها و لكثرة ما فيها من الرطوبة وغير ذلك .
4انها للوقايه من الحر والبرد والمطر والحيوانات المفترسه ... الخ .
5 انها محل للسعادة سعة المنزل وضيقه ومكانه واتجاهه والوانه وما اشبه كل ذلك له دخل في السعاده والشقاء .
قال رسول الله (ص) : ( من سعادة المسلم سعة المسكن والجار الصالح والمركب الهنيء ) عن ابي عبدالله (ع) : ثلاثة للمؤمن فيها راحة: دار واسعة تواري عورته وسوء حاله من الناس وامرأه صالحه تعينه على أمر الدنيا والاخرة وابنة او اخت يخرجها من منزله أما بموت أو تزويج .
يقول العلم الحديث : (( ان للمكان طاقة تتردد من خلال الاشخاص الذين يدخلون اليه او الاحداث التي جرت فيها كالمنازعات الحاده او القتل او المرض فالمستشفى مثلا مكان للمرض والالم والوجع والبكاء والوفاة لذلك فان الدخول اليه يسبب الضيق والتوتر . بينما الحدائق العامه والنتزهات مصدر للفرح والراحة لانها مشتملة على طاقة الاشجار الطبيعية والالوان الجميلة )) .
البيئة : قال تعالى ( والذين تبوءوا الدار والايمان ) الحشر 9 اي الذين سكنوا في دار المدينه واستقرت قلوبهم على الايمان فالدار منزل مادي والايمان منزل معنوي .
قد يقال اذا كانت البيئة المنزلية محلا للسعادة والسكينة والاستقرار فلماذا نجد ان اكثر البيوت مملوءه بعكس ذلك ؟ ذلك ان اكثر البيوت لم تبن وتؤسس على الاسس المتكاملة فلا يكفي الاساس المادي بل لابد من التكامل ببناء الاسس المعنوية فان لها تاثيرا مباشرا على حياة الانسان ولهذا تبني حضارتنا افخم واجمل البيوت والقصور والبنايات الا انها لا تعتني بمن يعيش فيها قال تعالى : ( أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير امن أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين ) التوبه 109 .
وسوف نتناول هذا الجانب المعنوي المغفول عنه تاركين الامور الماديه من هندسة وديكور الخ .
الدين وتنظيم البيوت :
لا يقتصر دور الدين على قضايا الموت والاخرة والغيب بل هو يتدخل في امور الحياة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وتربويا.
ومن ذلك تدخله في تنظيم الحياة الاجتماعية مثال ذلك ما فعله النبي موسى (ع) في تنظيم بيوت بني اسرائيل قال تعالى : ( وأوحينا الى موسى واخيه ان تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة واقيموا الصلاة وبشر المؤمنين ) يونس 87 .
ويستفاد من هذه الايه عدة امور :
اولا: ان الانبياء (ع) تدخلوا في اهم مشكلة بيئية وهي السكن وتخطيط المدن والقرى .
ثانيا : إن المخطط الذي وضعه النبي موسى (ع) وهو جعل البيوت متقابلة له اسباب اهمها الشعور بالترابط والتقارب بين الناس والتكتل ضد المجتمعات الظالمه وهذه سياسة الحياد والحياط لكل شعب مشرد مطرود في سبيل الله ان ينضموا ويتضامنوا مع بعضهم البعض بدلا من شتاتهم بين الاعداء لئلا يذبلوا وقربا بينهم لئلا يذبلوا وهذه تعبئة نظامية وروحية .
ثالثا : أن تقابل البيوت يساهم في دخول الهواء بشكل تيار لطيف مما يجعلها في وضع بيئي ومناخي جيد وبذلك يؤمن السكن الصحي لكافة المجتمع .
روي عن الامام الصادق (ع) : لما دخل النبي (ص) المدينة خط دورها ثم قال (ص) من باع رقعة من ارض فلا تبارك به.
يعني انه (ص) اهتم بنفسه بالتنظيم المدني وقد اختار النبي (ص) مكان بناء المسجد النبوي الشريف وبقية البيوت من خلال الناقة حيث قال : دعوها فإنها مامورة . ثم بنى المسجد في المكان الذي بركت فيه وجاء العلم الجديث ليكشف لنا ان الجمل والحمار من الحيوانات التي تدرك بغريزتها مكان الطاقة الايجابية .
علم الطاقة الكونية :
ثبت في تاعلم ان كل شئ في الكون يتكون من ذرات وهذه الذرات تتكون من الكترونات ونواة تدور حولها مولده تردد معين وهذه الترددات تولد طاقة ..
يقول الدكتور صلاح الراشد : ان كل ذرات الكون فيها الكترونات ونيوترونات والالكترونات تلف حول النواة بسرعه محكمه وقد تسرع او تبطئ بحسب الظروف المحيطه بها وهذه الظروف تؤثر في سرعة وبطء وانتظام وعدم انتظام حركة الالكترونات في الذرة تخيل لو كل الذرات تاثرت سلبا او ايجابا سلبا من خلال اضطراب دوران الالكترونات فيها وايجابا من خلال انتظامها وانسجامها و سرعتها ذلك سوف يؤثر في طاقة المكان .
البركة :
اطلق الصينيون اسم ( الريكي ) على طاقة الانسان واسم ( الفنغ شوي )على طاقة المكان ويطلق عليها في الاسلام اسم (( الخير والبركة )) .
ففي اللغة العربية ان البركة هي دوام الخير وزيادته ويقول الطباطبائي رحمه الله : فالبركة بالحقيقة هي الخير المستقر في الشئ اللازم له كالبركة في النسل وهي كثرة الاعقاب او بقاء الذكر بهم خالدا والبركة في الطعام إن يشبع به خلق كثير مثلا والبركة في الوقت ان يسع العمل ما ليس في سعه مثله ان يسعه فالبركة من الله تعالى وقد وضعها في الزمان والمكان والحيوان والنبات والانسان .
- قال تعالى : إنا أنزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين الدخان 3
- قال تعالى : إن اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين . آل عمران 96 .
- قال تعالى : وجعلني مباركا اين ما كنت واوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا . مريم 31
- عن رسول الله (ص) : ان الله انزل اربع بركات من السماء الى الارض : أنزل الحديد والنار والماء والملح . وعنه (ص) : البركة في ثلاث : المرأة والدار والفرس ..
الطاقة الكونية والمنزلية : الطاقة هي قوة حيوية فعالة سارية في الاثير الكوني متخلله في كل شئ في الكون فهي في الهواء والفضاء والتراب والماء ووظيفتها ايجاد الحياة في الموجودات .
وكلما زادت الطاقة وكثفت في مكان ما أو منزل ما كلما اعطت الحيوية والصحة والخير لاهل المنزل وكلما قل وجودها زادت نسبة الامراض والخلافات المنزلية إن تأثير الطاقة يعود الى التوازن بين العناصر الكونية كالهواء والماء والنار والتراب والاتجاه ان الماء والنار يسرعان الطاقات السلبية او الايجابية لذا من الضروري الاهتمام بالحمام والمطبخ فمثلا رجل وضع الجاكوزي في غرفة النوم والحمام مفتوح على الغرفة مباشرة بدون ابواب فهذا خطير وقد سبب ذلك الطلاق مرتين لسيدة المنزل .
ان الطاقة الخارجية للمكان تؤثر على اصحابه فمثلا : اذا كان البيت مواجها لبنايه مهدمه فإن هذا الجو السلبي نتيجة التمزق ينتقل الى البيت فيتاثر بالطاقة السلبية .
القيمة الاخلاقية لبناء البيوت :
اولا : الهدف من بناء البيوت هو تحقيق المزيد من السكينه للنفس والعيال ليتمكنوا من تحقيق خلافة الله على الارض والاستمرار في السير التكاملي نحو الاخرة قال الامام علي (ع) لاحد اصحابه عندما راى سعة داره : ( ما كنت تصنع بسعة هذه الدار في الدنيا وأنت اليها في الاخرة كنت احوج وبلى إن شئت بها الاخرة تقري بها الضيف وتصل فيها الرحم وتطلع منها الحقوق مطالعها فإذا أنت قد بلغت بها الاخرة ) .
وروي انه عليه السلام لم يغلق باب بيته ليل نهار حتى يقضي حوائج الناس ولما ملك الامر امر ان يقلع باب بيته حتى لا يغلق لوقت ما امام المحاويج .
ثانيا : ان لا يستغرق الانسان في حب بيته لأنه من حب الدنيا الذي هو رأس كل خطيئة قال تعالى : ( قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى ياتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين ) التوبه 24 .
ففي حال وقوف الانسان في مفترق طريقين أما أن يحتفظ ببيته الذي يحبه أو يتركه في سبيل الله فإن غلب حب البيت كان بيته وبالا عليه وآلا كان نعمه يتقرب به الى الله تعالى وهذا ما نجد في حياة عمر بن سعد الذي وقف بين خيار الالتحاق بالامام الحسين (ع) ونيل كرامة الدنيا والاخرة وبين الحفاظ على بيته فاثر بيته وبستانه على الامام الحسين (ع) ولذا ذم النبي محمد (ص) من يستغرق في حب الدنيا والبناء بقوله لاسامه : ( ترك القوم الطريق وركنو الى الدنيا ورفضوا الاخرة ... فهم يعيدون في طيب الطعام ولذيذ الشراب وذكي الريح ومشيد البنيان
ومزخرف البيوت ) .
ثالثا : أن لا يكون الهدف من بناء البيت وسعته المباهاة والافتخار على الاخوان فهو من العلو في الارض وهو امر مبغوض عند الله تعالى عن رسول الله (ص) : ( من بنى بنيانا رياء وسمعه حمله يوم القيامه من الارض السابعه وهونار تشتعل ثم يطوق في عنقه ويلقى في النار فلا يحسبه شئ منها دون قعرها الا ان يتوب قيل : يا رسول الله (ص) كيف يبني رياء وسمعه ؟ قال (ص) : يبني فضلا على ما يكفيه استطالة منه على جيرانه ومباهاة لإخوانه ) .
وكما ورد عن الامام علي (ع) : ( إن الرجل ليعجبه ان يكون شراك نعله أجود من شراك نعل صاحبه فيدخل تحتها ( تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا ) القصص 83 . يستثنى من ذلك أن يكون سعة البيت وجماله بهدف الظهور بمظهر العزيز أما
الكافرين كما فعل النبي سليمان (ع) مع بلقيس ملكة سبأ فإنها لما رأت عظمة ملك سليمان تأثرت وأسلمت .
رابعا : أن لا يبني البيت زيادة عن الحاجة الطبيعية المناسبة لشأن الانسان فمن الناس من يكتفي بثلاث غرف لقلة عياله ومنهم من لا يكتفي بذلك لكثرة عياله ومانته الاجتماعية فلا بد من مراعاة ذلك روي ان رجلا قال للامام الحسين (ع) : ( بنيت دارا أحب أن تدخلها وتدعو الله تعالى فدخلها الامام (ع) ونظر اليها ثم قال (ع) : أخربت دارك وعمرت دار غيرك غرك من في الارض ومقتك من في السماء ) . كما ان الاسراف يجري في البيت فإنه يجري في اثاث البيت فكل أثاث زائد عن الحاجة هو من الاسراف ففي الرواية : ( نظر الامام الصادق (ع) الى فراش دار
رجل فقال فراش للرجل وفراش لاهله وفراش لضيفه وفراش للشيطان ) .
خامسا : عن رسول الله (ص) : ( اتقوا البنيان في الحرام فانه اساس الخراب ) لابد من بنى بيته على أرض حرام أو من مال حرام ان يرد المال الى صاحبه فعن احدهم قال : سألت ابا عبدالله (ع) عمن أخذ ارضا بغير حقها وبنى فيها ؟ فقال (ع) : يرفع بناؤه وتسلم التربه الى صاحبها ليس لعرق ظالم حق .
وقد روي في توبة قوم يونس (ع) أن الواحد منهم كان يهدم حائط بيته حتى يعيد الحجر الذي غصبه الى صاحبه . وعن الامام علي (ع) : ( الحجر الغصيب في الدار رهن على خرابها ) .
تنظيم البيوت من الناحية المادية :
اختيار الموقع المناسب من حيث الارض واحوال اهلها دورا كبيرا في سعادة الانسان عن الامام علي عليه السلام : ( ليس بلد باحق بك من بلد خير البلاد ما حملك ) .
جاء في دعاء النبي نوح (ع) ( وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين ) المؤمنون 29 . قيل في معناه : أنزلني مكانا مباركا بالماء والهواء وعن الامام علي (ع) : ( وإذا نزلتم منزلا فقولوا اللهم أنزلنا منزلا مباركا وانت خير المنزلين ) وقد عبر الامام علي (ع) عن اهمية اختيار الموقع المناسب ودوره في بركة البيت بقوله : ( وان لها بركة وبركتها جودة موضعها وسعة ساحتها وحسن جوار جيرانها ) أن يكون بجوار المؤمنين فإن الجار قبل الدار جاء رجل الى رسول الله (ص) وقال له : ( يا رسول الله اردت شراء دار اين تأمرني ان اشتري في جهينه ام في مزينة ام في ثقيف ام في قريش فقال (ص) : الجوار قبل الدار ) نفس المصدر . وعن الامام علي (ع) انه قال : ( سل عن الرفيق قبل الطريق وعن الجار قبل الدار )
إن لا يمون بجوار المشركين والظالمين فإن ذلك يسبب طاقة سلبية ورد عن رسول الله (ص) قال لأصحابه : لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا انفسهم إلا أن تكونوا باكين حذرا أن يصيبكم ما أصابهم ) . روي عن الامام علي (ع) مر بأرض بابل وقال لأحد اصحابه : ( أن بابل أرضا خسف بها فحرك دابتك لعلنا نصلي العصر خارجا منها ) . كما ورد النهي عن الصلاة في البيوت التي فيها الخمور والنجاسات والقذارات والتماثيل والنار فإن كل ذلك يترك طاقة سلبية على الانسان .
نحوسة البيت :
ذكر الشيخ بهجت (قدس سره) في بعض محاضراته ان صاحب كتاب المناهل أهدى اليه بيتا لأن اصحابه لا ينتفعون منه لنحوسته وسكن الجن فيه ولما علم الشيخ بذلك قال : سأزيل نحوستها بدعاء الليل وكانت النتيجه أن الناس صاروا يتبركون بإقامة عقود الزواج في البيت .
إن يسكن الاماكن التي يكثر فيها الاجتماع والتي يكثر فيها الزرع والشجر من المناسب ان يكون في حديقة المنزل نبات النرجس فعن رسول الله (ص) انه قال شموا النرجس ولو في اليوم مرة ولو في الاسبوع مرة ولو في الشهر مرة ولو في السنة مره ولو في الدهر مره فإن في القلب حبة من الجنون والجذام والبرص والنرجس يقلعها .