الكشف والعلاجات والاستشارات الاتصال بالشيخ الدكتور أبو الحارث (الجوال):00905397600411
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
X

من هم الأقطاب الأربعة تعرف عليهم

مملكة الفوائد والمجربات الصحيحة

 
  • تصفية
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

    من هم الأقطاب الأربعة

    اعلم أن أصل الطرق المباركة واحد وهذه الفروع تنتهي إلى الأصل فلا فرق بين الطرق ومسالكها ومناهجها ورجالها وما أعذب ما قاله
    الشيخ القطب الجليل أبو الهدى الصيادي الرفاعي رضي الله عنه: (الكامل)

    ظهروا ببرهان الرسول تسلسلا … حتى لعهد الأربعِ الأقطابِ

    ابن الرفاعي ثم عبد القادر الـ . . . ـجيلي وإبراهيم والعطابِ

    فإنهم أهل الهمم العلية والآداب القدسية، والمدارك الناجحة، والتجارة الرابحة، عرفوا حد البشرية، وما تجاوزوا مقام العبودية، ولا
    حجبتهم الحجب المستعارة الفانية عما وراءها من الشؤون الصحيحة الباقية فألجموا الألسن عن الكلام بغير الحق، وتبعهم على ذلك جم
    غفير من غني وفقير وخادم وأمير، فهم أعيان الأولياء وأقطاب العرفاء شهرتهم سارت شرقا وغربا وأتباعهم عجما وعربا.

    وإننا تبركا بآثارهم، وتشبها باتباعهم، (إن التشبه بالكرام فلاح) أتيت على ذكرهم وهم السادة أصحاب الطرق المشهورة والمسالك المنصورة.

    وهم سيدنا القطب العارف عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه، وسيدنا القطب العارف إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه، وسيدنا العارف
    أحمد البدوي رضي الله عنه وسيدنا العارف أحمد الرفاعي الكبير رضي الله عنه.

    الدسوقي رضي الله عنه

    العارف بالله القطب الشيخ إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه:
    الأستاذ الكبير والقطب الغوث الشهير حامل لواء المعالي، وقائد ركبان الأعالي، الواقف على متن المنهاج الحقيقي، مولانا السيد إبراهيم
    الحُسيني الدسوقي رضي الله عنه، وهو إبراهيم بن أبي المجد بن قريش بن محمد بن النجا بن الزكي بن علي بن محمد الباقر بن علي
    الزاهد بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه القرشي الهاشمي.

    أخذ الطريقة ولبس الخرقة من الشيخ نجم الدين محمود الأصفهاني، وتخرج بصحبة الشيخ نور الدين عبد الصمد النظري، وبصحبة
    الشيخ أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنهم، ثم برع واشتهر وشهد له رجال وقته بالولاية الكبرى والقطبية العظمى
    وانتهت إليه رئاسة الطريق.

    ويقول الشعراني: هو أحد الأئمة الذين خرق لهم العادات، وأوقع له الهيبة في القلوب، وانعقد على فضله إجماع المشايخ، وكان مقصودا
    حل المشكلات. فهو الشيخ الكامل صاحب الأفهام العرفانية، والعلوم اللدنية، والأسرار الربانية كان له المقام العالي في قلوب العلماء
    والملوك والمهابة في الصدور، وقُصِدَ للزيارة والتبرك من سائر الآفاق، وأمر التمساح أن يلفظ الصبي الذي ابتلعه فخرج التمساح
    ولفظه بحضرة الناس، فإن الله قد خرق له العادات وأظهر على يديه العجائب.

    وكان يقول قدس الله سره: من لم يكن عنده شفقة ورحمة على خلق الله لا يرقى مراقي أهل الله، وكان يأخذ العهد على المريد، فيقول له:
    يا فلان اسلك طريق النسك على كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان وحج البيت
    إن استطعت غليه سبيلا، وعلى أن تتبع جميع الأوامر الشرعية، والأخبار المرضية، والاحتفال بطاعة الله عز وجل قولا وفعلا واعتقادا.

    وأن تنظر يا ولدي إلى زخارف الدنيا ومطاياها وقماشها ورياشها وحظوظها، واتبع نبيك في أخلاقه، فإن لم تستطع فاتبع خُلُق شيخك، فإن
    نزلت عن ذلك هلكت، واعلم يا ولدي أن التوبة ما هي بكتابة درج ورق ولا كلام من غير عمل إنما بالتوبة العزمُ على ارتكاب ما
    الموتُ دونه، فصف أقدامك يا ولدي في حندس الليل البهيم، ولا تكن ممن يشتغل بالبطالة ويزعم أنه من أهل الطريق.

    وكان يقول قدس الله سره: لو هاجر الناس مهاجرة صحيحة طالبين الله خالصا ودخلوا تحت أوامره لاستغنوا عن الأشياخ، ولكنهم
    جاؤوا إلى الطريق بعلل وأمراض فاحتاجوا إلى حكيم.

    وكان يقول قدس الله سره: قوة المبتدي الجوع ومطره الدموع وفطره الرجوع، وأما من أكل ونام ولغا في الكلام، وترخص وقال
    ما على فاعل ذلك من ملام فلا يجيء منه شيء والسلام.
    مواضيع ذات صلة

    #2
    الرفاعي رضي الله عنه

    العارف بالله القطب الشيخ أحمد الرفاعي الكبير رضي الله عنه:

    هو السيد الشريف مرشد الإسلام وصاحب منقبة تقبيل يد الرسول صلى الله عليه وسلم سيدنا أبو العباس الشيخ أحمد الرفاعي الكبير.

    ابن السيد السلطان علي أبي الحسن دفين بغداد، ابن السيد يحيى المغربي، ابن السيد ثابت، ابن السيد الحازم وهو علي أبوا
    الفوارس، ابن السيد أحمد، ابن السيد علي بن الحسن، ابن السيد أبي المكارم رفاعة الحسن المكي، ابن السيد المهدي، ابن السيد
    محمد أبي القاسم، ابن السيد الحسن، ابن السيد الحسين، ابن السيد موسى الثاني، ابن الإمام إبراهيم المرتضى، ابن الإمام موسى
    الكاظم، ابن الإمام جعفر الصادق، ابن الإمام محمد الباقر، ابن الإمام زين العابدين ابن الإمام الشهيد المظلوم الحسين السبط، ابن
    الإمام عَلم الإسلام زوج البتول أم الحسنين عليها السلام سيدنا علي كرم الله وجهه ورضي عنه.

    شيخ الطريقة والحقيقة الإمام الكبير، والزاهد العارف القطب الغوث، سيدنا وملجؤنا ومفزعنا، أبو العلمين السيد الشريف أحمد
    الرفاعي الكبير، وارث مضمر العلم العلوي. أخذ الطريقة ولبس الخرقة عن الشيخ موسى الواسطي القاري، وهو لبسها من الشيخ
    أبي بكر الشبلي، وهو لبسها عن أبي القاسم الجنيد البغدادي القواريري سيد الطائفتين، عن خاله السري السقطي، عن معروف
    الكرخي، عن حبيب العجمي، عن الحسن البصري، عن الإمام علي رضي الله عنه وكرم وجهه.

    وكذلك أخذ الرفاعي الطريقة ولبس الخرقة من طريق آخر عن خاله الشيخ منصور البطائحي عن غيره، وصولا إلى الجنيد، عن
    السري السقطي، عم معروف الكرخي، عن علي الرضا، عن موسى الكاظم، عن جعفر الصادق، عن محمد الباقر، عن زين
    العابدين علي بن الحسن عن أبيه الشهيد المظلوم سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن أبيه الليث الغضنفر سيدنا علي
    الأكرم، زوج البتول رضي الله عنهم.

    ولد رضي الله عنه في قرية حسن بالبطائح، درس القرآن العظيم وتلقى العلوم الدينية في الفقه على مذهب الإمام الشافعي، وحفظ كتاب
    التنبيه وشرحه شرحا عظيما حتى صار عَلما وفقيها شافعيا وعالما ربانيا، وشمر للطاعة وجدّ في العبادة حتى رجع مشايخه إليه
    وتأدب مؤدبوه بين يديه، ولقب بأبي العلمين أي علم الظاهر والباطن لما أفاض الله عليه من علوم كثيرة، حتى انعقد الإجماع عليه
    في حياة مشايخه واتفقت كلمتهم على عظيم شأنه، ثم عهد إليه خاله الشيخ منصور بمشيخة الشيوخ ومشيخة الأروقة المنسوبة إليه
    وأمره بالإقامة في أم عبيدة برواق جده.

    وقد أثنى عليه الأئمة الكبار والعلماء الأجلاء كالشيخ أبي شجاع الشافعي فقال: كان الشيخ أحمد الرفاعي رضي الله عنه، عَلما
    شامخا، وجبلا راسخا، وعالما جليلا، ومحدثا فقيها مفسرا، ذا روايات عاليات، وإجازات رفيعات، قارئا مجودا حافظا مجيدا،
    حجة، متمكن في الدين، سهلا على المسلمين، صعبا على الضالين، هيّنا ليّنا هشّا بشّا، ليّن العريكة، حسنَ الخَلْق، كريم الخُلق،
    حلو المكالمة، لطيف المعاشرة، لا يمله جليسه، ولا ينصرف عن مجالسه إلا لعبادة، حمولا للأذى، وفيا إذا عاهد، صبورا على
    المكاره، متواضعا من غير ذلة، كاظما للغيظ من غير حقد، أعرفَ أهل عصره بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه
    وسلم، وأعلمَهم بها، بحرا من بحار الشرع، سيفا من سيوف الله، وارثا أخلاق جده رسول الله.إ.هـ.

    وكان رضي الله عنه أبا الأيتام، ربيع المساكين، يجبًر اليتيم ويربيه، ويقرب المساكين، ويعطي الأرامل من غير سؤال، ويسعف
    المحتاج من غير إهمال، وكان يجمع الحطب، ثم يفرقه على الأرامل والمساكين والمرضى والزمني والمشايخ، ويقول: الشفقة على
    الإخوان مما يقرب إلى الله. وكان يقول: أنا حميد اللاش، أنا لاش اللاش. وكان يقول: إذا رأيتُ يتيما يبكي يتقلقل كل عضو مني
    وكان يمشي إلى الزمني فيغسل ثيابهم، ويحمل إليهم الطعام، ويأكل معهم ويجالسهم، ويسال الله تعالى لهم العافية، ويسألهم الدعاء.

    وكذلك كان يفعل مع العميان والمرضى والعرجان.

    وكان يقضي حوائج العجائز والأرامل من النصارى ويخدمهم ويحسن إليهم حتى أسلم خلقٌ كثير منهم على يديه، وكانوا يسمونه
    أبا الأيتام والمساكين. وأخبار شفقته على الخلق أكثر من أن نحصرها وفي ذلك يقول رضي الله عنه: وصلنا إلى ما وصلنا إليه
    بالشفقة على عباد الله.
    ولو أردنا استيعاب فضائله لضاق الوقت، ولكنا نورد ما فيه البلاغ.
    أما كراماته فكثيرة نذكر منها الكرامة المشهورة وهي منقبة تقبيله يدَ النبي صلى الله عليه وسلم وسماع صوته الشريف فيما نقله
    الإمام جلال الدين السيوطي في إثبات هذه الكرامة ما نصه: حدثنا شيخ الإسلام الشيخ كمال الدين إمام الكاملية، عن شيخ مشايخنا
    الغمام العلامة الهمام الشيخ شمس الدين شيخه الإمام الشيخ زين الدين المراغي، عن شيخ الشيوخ البطل المحدث الواعظ الفقيه
    المقرئ المفسر الإمام القدوة الحجة الشيخ عز الدين الفاروثي الواسطي، عن أبيه الأستاذ الأصيل العلامة الجليل الشيخ أبي اسحق
    إبراهيم الفاروثي، عن أبيه إمام الفقهاء والمحدثين وشيخ أكابر الفقراء والعلماء العالمين الشيخ عز الدين أبي الفرج الفاروثي
    الواسطي قُدست أسرارهم جميعا قال: كنت مع شيخنا ومفزِعنا وسيدنا أبي العباس القطب الغوث الجامع الشيخ السيد أحمد الرفاعي
    الحسيني رضي الله عنه، عام خمس وخمسين وخمسمائة العام الذي قدّر الله له فيه الحج، فلما وصل مدينة الرسول صلى الله عليه
    وسلم، وقف تجاه حجرة النبي عليه الصلاة والسلام وقال على رؤوس الأشهاد: “السلام عليك يا جدي”، فقال له عليه الصلاة
    والسلام: “وعليك السلام يا ولدي”، سمع ذلك كل من بالمسجد النبوي فتواجد سيدنا السيد أحمد وأرعد واصفرّ لونه وجثا على
    ركبتيه ثم قام وبكى وأنَّ طويلا وقال: يا جداه:

    في حالة البعد روحي كنت أرسلها … تقبل الأرض عني وهْيَ نائبتي
    وهذه دولة الأشباح قد حضرتْ … فامددْ يمينك كي تحظى بها شفتي

    فمدَّ له رسول الله صلى الله عليه وسلم يده الشريفة العطرة من قبره الأزهر المكرم فقبلها في ملأ يقرُبُ من تسعين ألف رجل والناس
    ينظرون اليد الشريفة، وكان في المسجد مع الحجاج الشيخ حياة ابن قيس الحراني، والشيخ عبد القادر الجيلي المقيم
    ببغداد، والشيخ خميس، والشيخ عدي بن مسافر الشامي، وغيرهم نفعنا الله بعلومهم وتشرفنا معهم برؤية اليد المحمدية الزكية.

    وفي يومها لبس الشيخ حياة بن قيس الحراني خِرقة السيد أحمد الكبير واندرج في سلك أصحابه.

    وكراماتُه أكثر من أن نحصرها وفي هذا ما يكفي لبيان علو منزلة ها الإمام الجليل رضي الله عنه ونفعنا والمسلمين ببركاته.
    تعليق

      #3
      البدوي رضي الله عنه

      العارف بالله القطب الشيخ أحمد البدوي رضي الله عنه:
      الشيخ الأكبر والأسد الغضنفر أبو الفتيان وقطب أهل العرفان ومغيث الأسير مولانا السيد أحمد بن علي بن إبراهيم بن محمد بن أحمد
      البدوي الحسيني الشهير قدس الله سره، لبس الخرقة من الشيخ بري الرفاعي، وهو لبسها من الشيخ علي بن نعيم البغدادي، وهو لبسها
      من السيد احمد الرفاعي الكبير رضي الله عنه.
      يقول السخاوي: هو رضي الله عنه السيد أحمد البدوي بن علي بن إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن إسماعيل بن عمر بن علي بن عثمان
      بن حسين بن محمد بن موسى بن يحيى بن عيسى بن علي الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام زين العابدين
      بن السبط سيدنا الحسين ابن سيدة نساء العالمين فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

      وأما صفته فكان طويلا، غليظ الساقين، كبير الوجه، ولونه بين البياض والسمرة.
      ويقول الشعراني: هو شيخ الخرقة أبو العباس أحمد البدوي الحسيب النسيب رضي الله عنه، وشهرته في مصر والشام والحجاز
      واليمن والهند والسند والروم والغرب تغني عن تعريفه.
      وكان مولده بمدينة فاس بالمغرب، فإن أجداده الشرفاء انتقلوا أيام الحَجاج إلى أرض المغرب لما كثر القتل في الأشراف ولما بلغ
      سبع سنين سمع أبوه قائلا يقول له في منامه يا علي انتقل من هذه البلاد إلى مكة.
      قال الشريف حسن أخو السيد أحمد: فأقمت أنا وإخوتي وكان أحمد أصغرنا سنا وأشجعنا قلبا، وكان لكثرة تلثمه سميناه بالبدوي، فأقرأته
      القرآن ولم يكن في فرسان مكة أشجع من أخي أحمد، حتى كانوا يسمونه في مكة العطاب. فلما جاءته المواهب الإلهية وتغيرت
      أحواله واعتزل الناس ولازم الصمت، فكان لا يكلم الناس إلا بالإشارة، ثم إنه رأى في منامه ثلاث مرات قائلا يقول له: قم ثم سر
      إلى طندتا، ومرّ في طريقه إلى أم عبيدة فزار سيدي أحمد بن الرفاعي رضي الله عنه.
      ولما وصل إلى طندتا دخل إلى دار بن شحيطة شيخ البلد فصعد إلى سطح غرفته، وأقام فوق السطح نحو اثنتي عشرة سنة، وكان
      يمكث الأربعين يوما فأكثر لا يأكل ولا يشرب ولا ينام ذكر ذلك الحافظ ابن حجر، ومن هنا كان الناس يقولون فلان من أصحاب
      السطح، ويقولون سيدي أحمد السطوحي.
      وليعلم أن سيدي أحمد البدوي أخذ البيعة في بدايته عن الشيخ عبد الجليل بن عبد الرحمن النيسابوري بسبعة وسائط، تنتهي بيعته
      إلى الإمام داود الطائي إلى الأستاذ حبيب العجمي إلى سيد التابعين الحسن البصري، إلى ابن عم المصطفى الإمام علي المرتضى
      كرم الله وجهه، وإنما سلوكه وإيصاله الغاية وقع على يد الشيخ بري الرفاعي.
      ويقول سيدنا مولانا شيخ الإسلام الحافظ أمير المؤمنين في الحديث في السيد أحمد البدوي: عُرِفَ بالبدوي لملازمته اللثام ولبس
      اللثامين حتى كان لا يفارقهما، وعُرض عليه التزويج فامتنع لإقباله على العبادة، وكان قد حفظ القرآن كله، ثم قرأ شيئا من الفقه على
      مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه، واشتهر بالعطاب لكثرة عطبه من يؤذيه، وكان إذا عرض له الحال يصيح صياحا عظيما
      متواصلا، ويؤثر عنه كرامات كثيرة وخوارق شهيرة من أشهرها قصة المرأة التي أسر ولدَها الفرنج فلاذت به فأحضره إليها في
      قيوده، ومرَّ به رجل يحمل قربة لبن فأشار الشيخ بإصبعه إلى القربة فانقدت فانسكب اللبن وخرجت منه حية عظيمة ميتة قد
      انتفخت، وقد لازم جماعة من أهل تلك البلاد خدمته رضي الله عنه، وبنوا على قبره مقاما وميزوه عن أشياخ عصره، وحدث لهم
      بعد مدة عمل المولد الشريف عنده، وصار يوما مشهودا تقصده الناس من النواحي البعيدة وشهرة هذا المولد
      في عصرنا تكفي عن وصفه. إ.هـ.

      ويقول المحدث العدل أبي المحاسن يوسف: ومما بلغني من جماعة من أهل بيروت قالوا أسرتنا الفرنج وكنا اثني عشر رجلا، فأقمنا
      في بلاد الفرنج يستخدموننا في الأعمال الشاقة حتى كدنا نموت، فألهمنا الله تعالى يوما أننا قلنا يا سيدي أحمد يا بدوي إن الناس
      يقولون إنك تأتي بالأسرى إلى بلادهم سألناك بالنبي صلى الله عليه وسلم أن تردنا إلى بلادنا قالوا ففي ذلك اليوم نزلنا مركبا ليس فيها
      أحد وقذفنا، فلم يشعر بنا الفرنج حتى سرنا في البحر نحو ميلين، فخرجوا وراءنا، فلم يدركونا
      إلى أن وصلنا بلادنا ببركة سيدي أحمد البدوي. إ.هـ.
      ولو أردنا تعداد مناقبه وكراماته وأصحابه لاحتجنا أن نفرد لهم كتابا مخصوصا رضي الله عنه
      تعليق

        #4
        الجيلاني رضي الله عنه

        العارف بالله القطب الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه:

        من أشياخ الخرقة وقادة الطريقة وسادات فرسان الحقيقة الإمام العارف الرباني والغوث الكبير الباز الأشهب والطراز المذهب الجامع
        لأشتات المعاني شيخ الإسلام أبو محمد محي الدين عبد القادر بن أبي صالح بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى
        بن أمير المؤمنين علي عليه السلام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.

        أخذ العلوم الشرعية والفنون الدينية حتى فاق أهل زمانه وتميز من بين أقرانه ولد بجيل، وهي بلاد متفرقة وراء طبرستان. وكان نحيف
        البدن، ربع القامة، عريض الصدر، عريض اللحية، طويلا أسمر، مقرون الحاجبين، ذا صوت جهوري، وسمت بهي، وقدر علي، وعلم
        وفي، رضي الله عنه، وكان يزدحم عليه الخلق، وكان الناس يأتون على الخيل والبغال والحمير والجمال يقفون بما وراء الحلقة
        والمجلس كالسور، وكان يحضر المجلس نحو سبعين ألفا، وكان إذا صعد الكرسي لا يتكلم أحدٌ هيبةً له، ومن بعض كراماته أن أقصى
        الناس في مجلسه يسمع صوته كما يسمع أدناهم منه على كثرتهم، وكان يتكلم على خواطر الناس ويواجههم بالكشف، وربما خطا في
        الهواء على رؤوس الأشهاد، ثم يرجع إلى جلوسه على الكرسي، وكان يقول: اتبعوا ولا تبتدعوا، وأطيعوا ولا تمزقوا، واصبروا
        ولا تجزعوا، وانتظروا الفرج ولا تيأسوا، واجتمعوا على ذكر الله ولا تفرقوا، وتطهروا بالتوبة عن الذنوب ولا تلَطخوا، وعن
        باب مولاكم لا تبرحوا.

        وكان يقول قدس الله سره: كونوا بوابين على باب قلوبكم، وأدخلوا ما يأمركم الله بإدخاله، وأخرجوا ما يأمركم بإخراجه، ولا تدخلوا
        الهوى قلوبَكم فتهلكوا، احذروا ولا تركنوا، وخافوا ولا تأمنوا، وفتشوا ولا تغفلوا فتطمئنوا ولا تضيفوا إلى أنفسكم حالا ولا مقاما، ولا
        تدعوا شيئا من ذلك، ولا تخبروا أحدا بما يطلعكم الله عليه من الأحوال، فإن الله تعالى يحول بين العبد وقلبه، فيزيلكم عما أخبرتم
        الناس به، ويعزلكم عما تخيلتم ثباته، بل احفظا ذلك ولا تتعدوا، فإن كان الثبات والبقاء فاشكروا الله عليه فإنه موهبة منه.

        وكان يقول قدس الله سره: إياكم أن تحبوا أحدا أو تكرهوه إلا بعد عرض أفعاله على الكتاب والسنة كيلا تحبوه بالهوى وتبغضوه
        بالهوى، واعلموا أنه لا يجوز لكم هجر أحد على الظن والتهمة.

        وكان يقول: من علامة حب الآخرة الزهدُ في الدنيا، ومن علامة حب الله فيما سواه. وهو شيخ الطريقة القادرية السنية البهية
        الإشراق، والتي عمّ ذكرها في الآفاق، وإليه ينتسب مشايخ هذه الطريقة البهية، أمدنا الله بأمداده النورانية.

        نقلا عن كتاب (الصوفية ) بمكتبة موقع أهل السنة والجماعة
        تعليق

        • سعسوقي
          سعسوقي تم التعليق
          تعديل التعليق
          شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

        #5
        موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
        تعليق

          #6
          بارك الله فيك شيخنا....وكل عام وانت بخير بمناسبه عيد الاضحى
          تعليق

            #7
            الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
            موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
            تعليق

              #8
              الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
              موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
              تعليق

                #9
                وأن تنظر يا ولدي إلى زخارف الدنيا ومطاياها وقماشها ورياشها وحظوظها
                رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْـزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ
                تعليق

                  #10
                  موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
                  شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك
                  تعليق

                    #11
                    اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني مسلماً،
                    تعليق
                    يتصفح هذا الموضوع الآن
                    تقليص

                    المتواجدون الآن 1. الأعضاء 0 والزوار 1.

                    يعمل...
                    X