من هم الأقطاب الأربعة
اعلم أن أصل الطرق المباركة واحد وهذه الفروع تنتهي إلى الأصل فلا فرق بين الطرق ومسالكها ومناهجها ورجالها وما أعذب ما قاله
الشيخ القطب الجليل أبو الهدى الصيادي الرفاعي رضي الله عنه: (الكامل)
ظهروا ببرهان الرسول تسلسلا … حتى لعهد الأربعِ الأقطابِ
ابن الرفاعي ثم عبد القادر الـ . . . ـجيلي وإبراهيم والعطابِ
فإنهم أهل الهمم العلية والآداب القدسية، والمدارك الناجحة، والتجارة الرابحة، عرفوا حد البشرية، وما تجاوزوا مقام العبودية، ولا
حجبتهم الحجب المستعارة الفانية عما وراءها من الشؤون الصحيحة الباقية فألجموا الألسن عن الكلام بغير الحق، وتبعهم على ذلك جم
غفير من غني وفقير وخادم وأمير، فهم أعيان الأولياء وأقطاب العرفاء شهرتهم سارت شرقا وغربا وأتباعهم عجما وعربا.
وإننا تبركا بآثارهم، وتشبها باتباعهم، (إن التشبه بالكرام فلاح) أتيت على ذكرهم وهم السادة أصحاب الطرق المشهورة والمسالك المنصورة.
وهم سيدنا القطب العارف عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه، وسيدنا القطب العارف إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه، وسيدنا العارف
أحمد البدوي رضي الله عنه وسيدنا العارف أحمد الرفاعي الكبير رضي الله عنه.
الدسوقي رضي الله عنه
العارف بالله القطب الشيخ إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه:
الأستاذ الكبير والقطب الغوث الشهير حامل لواء المعالي، وقائد ركبان الأعالي، الواقف على متن المنهاج الحقيقي، مولانا السيد إبراهيم
الحُسيني الدسوقي رضي الله عنه، وهو إبراهيم بن أبي المجد بن قريش بن محمد بن النجا بن الزكي بن علي بن محمد الباقر بن علي
الزاهد بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه القرشي الهاشمي.
أخذ الطريقة ولبس الخرقة من الشيخ نجم الدين محمود الأصفهاني، وتخرج بصحبة الشيخ نور الدين عبد الصمد النظري، وبصحبة
الشيخ أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنهم، ثم برع واشتهر وشهد له رجال وقته بالولاية الكبرى والقطبية العظمى
وانتهت إليه رئاسة الطريق.
ويقول الشعراني: هو أحد الأئمة الذين خرق لهم العادات، وأوقع له الهيبة في القلوب، وانعقد على فضله إجماع المشايخ، وكان مقصودا
حل المشكلات. فهو الشيخ الكامل صاحب الأفهام العرفانية، والعلوم اللدنية، والأسرار الربانية كان له المقام العالي في قلوب العلماء
والملوك والمهابة في الصدور، وقُصِدَ للزيارة والتبرك من سائر الآفاق، وأمر التمساح أن يلفظ الصبي الذي ابتلعه فخرج التمساح
ولفظه بحضرة الناس، فإن الله قد خرق له العادات وأظهر على يديه العجائب.
وكان يقول قدس الله سره: من لم يكن عنده شفقة ورحمة على خلق الله لا يرقى مراقي أهل الله، وكان يأخذ العهد على المريد، فيقول له:
يا فلان اسلك طريق النسك على كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان وحج البيت
إن استطعت غليه سبيلا، وعلى أن تتبع جميع الأوامر الشرعية، والأخبار المرضية، والاحتفال بطاعة الله عز وجل قولا وفعلا واعتقادا.
وأن تنظر يا ولدي إلى زخارف الدنيا ومطاياها وقماشها ورياشها وحظوظها، واتبع نبيك في أخلاقه، فإن لم تستطع فاتبع خُلُق شيخك، فإن
نزلت عن ذلك هلكت، واعلم يا ولدي أن التوبة ما هي بكتابة درج ورق ولا كلام من غير عمل إنما بالتوبة العزمُ على ارتكاب ما
الموتُ دونه، فصف أقدامك يا ولدي في حندس الليل البهيم، ولا تكن ممن يشتغل بالبطالة ويزعم أنه من أهل الطريق.
وكان يقول قدس الله سره: لو هاجر الناس مهاجرة صحيحة طالبين الله خالصا ودخلوا تحت أوامره لاستغنوا عن الأشياخ، ولكنهم
جاؤوا إلى الطريق بعلل وأمراض فاحتاجوا إلى حكيم.
وكان يقول قدس الله سره: قوة المبتدي الجوع ومطره الدموع وفطره الرجوع، وأما من أكل ونام ولغا في الكلام، وترخص وقال
ما على فاعل ذلك من ملام فلا يجيء منه شيء والسلام.
اعلم أن أصل الطرق المباركة واحد وهذه الفروع تنتهي إلى الأصل فلا فرق بين الطرق ومسالكها ومناهجها ورجالها وما أعذب ما قاله
الشيخ القطب الجليل أبو الهدى الصيادي الرفاعي رضي الله عنه: (الكامل)
ظهروا ببرهان الرسول تسلسلا … حتى لعهد الأربعِ الأقطابِ
ابن الرفاعي ثم عبد القادر الـ . . . ـجيلي وإبراهيم والعطابِ
فإنهم أهل الهمم العلية والآداب القدسية، والمدارك الناجحة، والتجارة الرابحة، عرفوا حد البشرية، وما تجاوزوا مقام العبودية، ولا
حجبتهم الحجب المستعارة الفانية عما وراءها من الشؤون الصحيحة الباقية فألجموا الألسن عن الكلام بغير الحق، وتبعهم على ذلك جم
غفير من غني وفقير وخادم وأمير، فهم أعيان الأولياء وأقطاب العرفاء شهرتهم سارت شرقا وغربا وأتباعهم عجما وعربا.
وإننا تبركا بآثارهم، وتشبها باتباعهم، (إن التشبه بالكرام فلاح) أتيت على ذكرهم وهم السادة أصحاب الطرق المشهورة والمسالك المنصورة.
وهم سيدنا القطب العارف عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه، وسيدنا القطب العارف إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه، وسيدنا العارف
أحمد البدوي رضي الله عنه وسيدنا العارف أحمد الرفاعي الكبير رضي الله عنه.
الدسوقي رضي الله عنه
العارف بالله القطب الشيخ إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه:
الأستاذ الكبير والقطب الغوث الشهير حامل لواء المعالي، وقائد ركبان الأعالي، الواقف على متن المنهاج الحقيقي، مولانا السيد إبراهيم
الحُسيني الدسوقي رضي الله عنه، وهو إبراهيم بن أبي المجد بن قريش بن محمد بن النجا بن الزكي بن علي بن محمد الباقر بن علي
الزاهد بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه القرشي الهاشمي.
أخذ الطريقة ولبس الخرقة من الشيخ نجم الدين محمود الأصفهاني، وتخرج بصحبة الشيخ نور الدين عبد الصمد النظري، وبصحبة
الشيخ أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنهم، ثم برع واشتهر وشهد له رجال وقته بالولاية الكبرى والقطبية العظمى
وانتهت إليه رئاسة الطريق.
ويقول الشعراني: هو أحد الأئمة الذين خرق لهم العادات، وأوقع له الهيبة في القلوب، وانعقد على فضله إجماع المشايخ، وكان مقصودا
حل المشكلات. فهو الشيخ الكامل صاحب الأفهام العرفانية، والعلوم اللدنية، والأسرار الربانية كان له المقام العالي في قلوب العلماء
والملوك والمهابة في الصدور، وقُصِدَ للزيارة والتبرك من سائر الآفاق، وأمر التمساح أن يلفظ الصبي الذي ابتلعه فخرج التمساح
ولفظه بحضرة الناس، فإن الله قد خرق له العادات وأظهر على يديه العجائب.
وكان يقول قدس الله سره: من لم يكن عنده شفقة ورحمة على خلق الله لا يرقى مراقي أهل الله، وكان يأخذ العهد على المريد، فيقول له:
يا فلان اسلك طريق النسك على كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان وحج البيت
إن استطعت غليه سبيلا، وعلى أن تتبع جميع الأوامر الشرعية، والأخبار المرضية، والاحتفال بطاعة الله عز وجل قولا وفعلا واعتقادا.
وأن تنظر يا ولدي إلى زخارف الدنيا ومطاياها وقماشها ورياشها وحظوظها، واتبع نبيك في أخلاقه، فإن لم تستطع فاتبع خُلُق شيخك، فإن
نزلت عن ذلك هلكت، واعلم يا ولدي أن التوبة ما هي بكتابة درج ورق ولا كلام من غير عمل إنما بالتوبة العزمُ على ارتكاب ما
الموتُ دونه، فصف أقدامك يا ولدي في حندس الليل البهيم، ولا تكن ممن يشتغل بالبطالة ويزعم أنه من أهل الطريق.
وكان يقول قدس الله سره: لو هاجر الناس مهاجرة صحيحة طالبين الله خالصا ودخلوا تحت أوامره لاستغنوا عن الأشياخ، ولكنهم
جاؤوا إلى الطريق بعلل وأمراض فاحتاجوا إلى حكيم.
وكان يقول قدس الله سره: قوة المبتدي الجوع ومطره الدموع وفطره الرجوع، وأما من أكل ونام ولغا في الكلام، وترخص وقال
ما على فاعل ذلك من ملام فلا يجيء منه شيء والسلام.