اسم الله "الرحمن الرحيم"
بسم الله الرحمن الرحيم
"الرحمن – الرحيم" في اللغة:
الرحمة هي:
• الرقة و العطف.
• المغفرة.
• الخير و النعمة.
الرحمن: الكثير الرحمة, و هو وصف مقصور على الله عز و جل.
الرحيم: الكثير الرحمة, ويمكن وصف البشر بهذه الصفة.
أما اسم الله "الرحمن – الرحيم" ماذا يعني ؟
رحمته ذاتية
كل الراحمين لو جمعت رحماتهم فليست بشيء عند رحمة الله, فرحمة الخلق مخلوقة فتوجد بوجودهم وتفنى بفنائهم، أما رحمة اللَّه عز وجل فإنها صفة ذاتية له لا تفنى ولا تبيد، ورحمة الخلق قليلة محدودة، فكلٌ يرحم بقدر قدرته، فالناس يرحمون في حالٍ دون آخر، فيرحمون القريب دون الغريب، ويرحمون الحبيب دون العدو، أما رحمة اللَّه عز وجل فقد عمَّت الخلق جميعًا، ووسعت كل شيء قال تعالى : ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ ( سورة الأعراف : 156)
رحمة عامة في الدنيا
وهذه يستوي فيها المؤمن والكافر، الصالح والطالح، وذلك بإيصال الرزق والصحة و الطعام والشراب واللباس والمسكن، وقد تجد غير المؤمن متفوقًا في هذه النعم ، فرحمة الله عامة تشمل جميع المخلوقات.
رحمة خاصة للمؤمنين
فإن الله يرحمهم رحمة إيمانية دينية دنيوية فهذه هي الرحمة العاجلة ، فما يعطيهم الله في الدنيا من محبة الخير والبر وذوق طعم الإيمان ووجدان حلاوته ، فهذا من الرحمة العاجلة، فهم يتقلبون في نور هداه ويمشون به في الناس وغيرهم متحيرون في الظلمات، فالمؤمن مستفيد في دينه ودنياه، وقلبه منشرح مطمئن، إن أصابته ضراء صبر واحتسب الأجر عند الله عز وجل، وإن أصابته سراء شكر, لذلك قالوا : معية الله الخاصة : النصر والتأييد والحفظ والتوفيق، فهذه هي الرحمة الحقيقية.
بيده الرحمة وحده
﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ ( سورة فاطر: 2) . فلا يستطيع أحدٌ من خلقه أن يحجب رحمته أو يمنعها، فرحمة اللَّه لا تعزُّ على طالب في أي زمان أو مكان, فلا تفقد الأمل مهما ضعفت الأسباب, انظر أين وجد أنبياء الله رحمته:
وجدها إبراهيم وسط ألسنة النار
• ووجدها يوسف في غيابت الجُبِّ وغياهب السجن
• ووجدها إسماعيل وأمُّه هاجر في صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء
• ووجدها يونس في بطن الحوت
• ووجدها موسى في اليمِّ وهو طفل وفي قصر فرعون وهو متربص به
• ووجدها أصحاب الكهف حين افتقدوها في القصور بين أقوامهم
• ووجدها رسول اللَّه وصاحبه في الغار وهما مطاردان
و السؤال الآن, ما مقدار هذه الرحمة؟؟
• عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: ( جاءت امرأة في السبي تبحث عن ولدها فلما وجدته أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أترون هذه المرأة طارحة وَلَدَها في النار؟
قُلْنَا: لَا وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لَا تَطْرَحَهُ!
فقال : إن اللَّه أرحم بعباده من هذه بولدها ). صحيح البخاري
• ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ ( سورة الأعراف : 156)
• وروى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة : ( خَلَقَ اللَّهُ مِائَةَ رَحْمَةٍ فَوَضَعَ وَاحِدَةً بَيْنَ خَلْقِهِ وَخَبَأَ عِنْدَهُ مِائَةً إِلَّا وَاحِدَةً )
من أسباب رحمة الله للعبد
• طاعة اللَّه ورسوله: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ ( آل عمران: 132).
• الصبر على البلاء: ﴿ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ (البقرة: 155-157 )
• رحمة العبد للخلق: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« من لا يَرْحَمُ لا يُرْحم» صحيح البخاري
و لكن كيف نتخلق بهذا الاسم؟؟
الدعاء و الاستغاثة بهذا الاسم
عن أنس رضي الله تعالى عنه قال : ( كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا كربه أمر قال : يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ) رواه الترمذي وحسنه الألباني
صفة الرحمة من أعظم صفات المؤمن
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنما يرحم الله من عباده الرحماء) صحيح البخاري
• عن هشام بن حكيم بن حزام رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله يقول: (إن اللَّه يُعذِّب الذين يُعذّبون الناس في الدنيا). صحيح مسلم
• حتى الحيوان: عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « عُذِّبت امرأةٌ في هِرَّة حبستها حتى ماتَتْ فدخَلَتْ فيها النار، لا هي أطعمتها وسقتها إذ هي حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خَشَاشِ الأرض » صحيح البخاري
ما نتائج التخلق بهذا الاسم؟
الجزاء من جنس العمل
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنما يرحم الله من عباده الرحماء) صحيح البخاري
• عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حُوسِب رجلٌ ممن كان قبلكم ، فلم يوجد له من الخير شيءٌ إلا أنه كان يخالطُ الناس وكان موسرًا، فكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر، قال: قال اللَّه عز وجل : نحن أحق بذلك من ، تجاوزوا عنه) . صحيح مسلم
و السؤال الآن:
هل تحب أن يرحمك الله؟؟
هل تحب أن يتجاوز الله عنك؟؟
إذا كانت إجابتك نعم فيجب أن تعلم شيئا واحدا
عفو بعفو و رحمة برحمة