{والسابقون السابقون }
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى : والسابقون السابقون
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : السابقون الذين إذا أعطوا الحق قبلوه وإذا سئلوه بذلوه وحكموا للناس كحكمهم لأنفسهم ذكره المهدوي .
وقال محمد بن كعب القرظي : إنهم الأنبياء .
الحسن وقتادة : السابقون إلى الإيمان من كل أمة .
محمد بن سيرين : هم الذين صلوا إلى القبلتين ، دليله قوله تعالى : والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار .
وقال مجاهد وغيره : هم السابقون إلى الجهاد ، وأول الناس رواحا إلى الصلاة .
وقال علي رضي الله عنه : هم السابقون إلى الصلوات الخمس .
الضحاك : إلى الجهاد .
سعيد بن جبير : إلى التوبة وأعمال البر ، قال الله تعالى : وسارعوا إلى مغفرة من ربكم ثم أثنى عليهم فقال : أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون .
وقيل : إنهم أربعة ، منهم سابق أمة موسى وهو حزقيل مؤمن آل فرعون ، وسابق أمة عيسى وهو حبيب النجار صاحب أنطاكية ، وسابقان في أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهما أبو بكر وعمر رضي الله عنهما
قاله ابن عباس ؛ حكاه الماوردي . وقال شميط بن [ ص: 182 ] العجلان : الناس ثلاثة ، فرجل ابتكر للخير في حداثة سنه داوم عليه حتى خرج من الدنيا فهذا هو السابق المقرب ، ورجل ابتكر عمره بالذنوب ثم طول الغفلة ثم رجع بتوبته حتى ختم له بها فهذا من أصحاب اليمين ، ورجل ابتكر عمره بالذنوب ثم لم يزل عليها حتى ختم له بها فهذا من أصحاب الشمال .
وقيل : هم كل من سبق إلى شيء من أشياء الصلاح .
ثم قيل : السابقون رفع بالابتداء والثاني توكيد له والخبر أولئك المقربون
وقال الزجاج : السابقون رفع بالابتداء والثاني خبره ، والمعنى : السابقون إلى طاعة الله هم السابقون إلى رحمة الله أولئك المقربون من صفتهم .
وقيل : إذا خرج رجل من السابقين المقربين من منزله في الجنة كان له ضوء يعرفه به من دونه