وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ
وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْفى يوم أن كنت فى ظهر أبيك آدم
أخذ الله عليك عهدا
قال تعالى :
وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ
الأعراف172
وعهد الله أن تعبده وحده لا شريك له
ومقابل ذلك الفوز بالجنة و النجاة من النار
فهل أوفيت بعهدك مع الله ؟
هل أنت حقا تعبد الله ربك ؟
حينما تخرج سيجارة من جيبك و أنت تعلم أن الله حرم التدخين
هل هنا عبدت الله وحده أم عبدت هواك ؟
حين تخرجين من بيتك متزينة متعطرة و أنت تعلمين أن الله حرم هذا
هل عبدت الله أم عبدت هواك ؟
حين تضع أموالك فى بنك ربوى وتحصل على ربا يسمونه "فائدة "
وأنت تعلم أنه من الكبائر
هل عبدت الله أم عبدت المال ؟
حين تطلب منك صديقتك أن تذهبى معها فى معصية لله
فتخافى أن تغضب صديقتك وتذهبين معها
هل عبدت الله ؟
أم ماذا عبدت
؟؟؟
إخوتاه إننا والله بحاجة إلى وقفة
وقفة مع النفس
ليسأل كل منا نفسه
هل أنا حقا عبد لله
أم لا ؟؟؟؟
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة
إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط
تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش
صححه الألبانى
هل تظن أن عبد الدرهم و الدينار كان يضع الدرهم أمامه و يسجد له
لا لا
ولكنه كان يعصى الله من أجل المال
كان يحب المال أكثر من حبه لله
فسماه النبى صلى الله عليه و سلم " عبد الدرهم "
فعبد من أنت ؟
أعبد الله ؟
أم عبد الدنيا
أم عبد الشهوات
أم عبد الهوى
أم عبد ماذا ؟
قال الإمام أبى حامد الغزالى فى " إحياء علوم الدين "
"كل ما تقيد العبد به فهو عبد له "
وإنما العبد الحق - لله عز وجل - من أعتق أولاً من غير الله تعالى فصار حراً مطلقاً
فإذا تقدمت هذه الحرية صار القلب فارغاً
فحلت فيه العبودية للهفة شغله بالله وبمحبته
وتقيد باطنه وظاهره بطاعته
فلا يكون له مراد إلا الله تعالى
ثم تجاوز هذا إلى مقام آخر أسمى منه يسمى الحرية
وهو أن يعتق أيضاً عن إرادته لله من حيث هو بل يقنع بما يريد الله له من تقريب أو إبعاد
فتفنى إرادته في إرادة الله تعالى
وهذا عبد عتق عن غير الله فصار حراً
ثم عاد وعتق عن نفسه فصار حراً
وصارمفقوداً لنفسه موجوداً لسيده ومولاه
إن حركه تحرك
وإن سكنه سكن
وإن ابتلاه رضي
لميبق فيه متسع لطلب والتماس واعتراض
بل هو بين يدي الله كالميت بين يدي الغاسل
وهذامنتهى الصدق في العبودية لله تعالى
فالعبد الحق هو الذي وجوده لمولاه لا لنفسه وهذه درجة الصديقين.فأوف بعهد الله و كن له عبدا حقا
" وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً "
الفتح 10
يوف الله لك بعهده و يرزقك الخلد فى الجنة
و
"وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ "
التوبة111اللهم ارزقنا الوفاء بعهدك واجعلنا لك عبيدا بحق
واصطفينا من بين عبادك فاجعلنا ممن سميتهم فى كتابك عباد الرحمن
وأدخلنا برحمتك فى عبادك الصالحين
آمين